لمن القرار

موقع أيام نيوز


انحنت نحو الدراجة مبتسمه بسعادة وهي تتخيل سعادة شقيقها
جدا يا سليم
وسرعان ما كانت تندفع إليه تحتضنه دون أن تفكر بمن حولهم
هيفرح اوي اوي ربنا يخليك ليا
توقفوا عن اختيار الألعاب تنظر إليه بعدما اخرج هاتفه.. ينظر لرقم شهيرة وفور أن التقطت اسمها.. ابتعدت عنه ببعض الضيق وركزت في الألعاب المعروضه حتى تلهي حالها إلى أن ينتهي من مكالمته

أنت فين يا سليم لو أنت قريب من وسط البلد.. خلينا نتقابل ونجيب هديه لخديجة سوا
تعالت الأصوات حوله فابتعد قليلا حتى يستطيع سماعها
شهيرة أنا برة مع فتون وبنجيب هدية خديجة ..
ديه هدية بنت يا سليم المفروض أكون أنا معاك مش هي
شهيرة الصوت بيقطع هضطر أقفل المكالمه
أغلق الهاتف وقد عاد الأرهاق يحتل ذهنه.. شهيرة تعلق الأمال على عودتهم مجددا تضع ابنتهما بينهم..
دلك جبهته واتجه نحو تلك الواقفة وقد علقت عيناها بدمية..
فاقت من شرودها والټفت نحوه بعدما استمعت لصوته وهو يخبر العامل بلف الهدايا ومنهم تلك الدمية التي ذكرتها بدمية صغيرة من القماش.. مزقتها لها والدتها حينما تلاهت عن شقيقتها الرضيعة بدميتها وسقطت أرضا.. 
طفلة ذو سبع أعوام
تربي اخواتها بدلا من الركض واللعب مع الأطفال
ابتلعت غصتها وهي تتذكر طفولتها المريرة فابتسم إليها بحب
لو في حاجة شيفاها مناسبه نجيبها 
حركت رأسها نافية فلم يترك شئ يراها منجذبه له إلا واشتراه.. كان يوم مميز.. مميز للغاية يوما أثبت لها مكانتها الطبيعية في حياته.. هي زوجة وشريكة حياتها ويجب عليها أن تدافع عن حياتها معه حتى لا تخسر مثل شهيرة. 
وضعت السيدة سعاد فنجان القهوة أمامه بحرج فرفع عينيه عن الأوراق التي كان يقرأها .. وقد ظنها بسمة من أتت لتقدمها له بعدما أمر السيدة سعاد أن تعطيها لها وتأتي إليه مكتبه حتى يتحدث معها
أصلها يا بني خرجت تحط أكل للقطه أنت عارف بتحب أد إيه
القطط
واردفت السيدة سعاد بصعوبة وقد ازداد حرجها منه
لو عايزاها في حاجة مهمه بلغني وأنا هبلغها يا بني
امتقعت ملامح جسار وهو يلقي الأوراق التي كان يمسكها فوق سطح مكتبه
إيه لعب العيال ده اخرجي اندهيها يا دادة.. عرفنا إنها زعلانه وإني زودتها معاها وقبلت شروطها في رجوعها
ليتذكر شرطها الذي كلما تذكره يشعره بالحنق منها.. يتمنى داخله لو استطاع خنق ذلك الذي خرج له ليعكر صفو حياته
هتحترمني لحد ما عريسي يا خدني واوعدك مش هتشوف وشي تاني يا جسار بيه
لقد جعلته عريسها عنتر الذي حاول اڠتصابها.. تراه الزوج الذي سينجدها من حياتها البائسة لديه
انصرفت السيدة سعاد بعدما رأت غضبه.. وفور أن رأت بسمه تدلف من باب المطبخ أسرعت إليها
يا بنت عايزك في حاجة مهمه البيه عصبي استحملي يا بنت لحد ما تتجوزي
رغم الۏجع الذي امتلكها وهي تتذكر المصير الذي ألقت حالها به إلا إنها تجاوزته وابتلعت غصتها واتجهت نحو صنبور الماء تغسل كفيها
مافيش كلام بينا أنا هنا مجرد ضيفه وقريب وهمشي من هنا
يا بنت مش اتفقتوا تكونوا في هدنه لحد ما يسلمك لعريسك
ايوة طبعا عنتر عريسي
اخترقت العبارة اذني جسار وهو يراها كيف تنطقها في سعادة ..وقد دلف المطبخ للتو توقفت السيدة سعاد عن الحديث وطالعته برجاء أن يتحملها.. ومن نظرة عينيه فهمت إنه يصرفها ليتحدث معها
كانت بسمة غافلة عن دلوفه وانسحاب السيدة سعاده فاستطردت في حديثها تحاول إقناع حالها عن حياة تعرف نهايتها
شوفتي عنتر طلع راجل إزاي يا دادة وندم على اللي عمله فيا.. وجيه يصلح غلطه وطلب أيدي للجواز
واردفت وهو تمسح رخام المطبخ بالمنشفة المبتلة
تفتكري امتى هيجي يا داده ويتقدم رسمي ولا جسار بيه هيماطل في الحكاية.. ويفضل يقول اشعاراته الفارغة..
ثم تنهدت تخرج الحديث من بين شفتيها بمرارة
أنا واحده من الشارع اخوها رد سجون.. يعني أحمد ربنا إن أتقدم ليا واحد زيه ابن ناس.. صحيح خمورجي وبتاع ستات بس هحاول اغيره
لا ما شاء الله خطتي لحياتك معاه وإزاي هتعرفي تغيريه
جمدها صوته فتوقفت يدها عما تفعله.. فاقترب منها وقد شعرت بظله خلفها يقبض فوق يديه بقوة
يوم ما تهربي من عيشه.. اهربي لعيشه ترفعك وتضمن ليكي حياة كريمة.. مش واحد عارفه ومتأكده إنه هيرميكي بعد ما ياخد غرضه منك
علقت عينين جنات بالورقة التي أعطاها لها وكأنه كان متأكد من موافقتها على شروطه
مجهز كل حاجة وكأنك كنت ضامن موافقتي
ابتسم كاظم بزهو وهو يبتعد عنها.. يجلب القلم من فوق سطح مكتبه.. حتى توقع على الشروط.. عاما ستمنحه فيه نفسها وقتما يريد دون اعتراض.. والمقابل حقوق ستتمتع بها ومظهر اجتماعي ومال سيجعلها من سيدات الأعمال إذا أرادت انشاء مشروع لها
أنا راجل ابن سوق وبعرف أفهم كويس اللي قدامي
والجمود عاد يرتسم فوق ملامحه يعطيها نبذة صغيرة عن حياته القديمة
اوعي تفتكري البدلة والعز ده كله جيه من فراغ..
لم تشعر بالدهشة من حديثه فقد أصبحت تعلم الكثير عن حياته وطفولته.. وكيف استطاع بناء ثروته من لا شئ
انتبهت على القلم الذي وضعه أمامها فازدردت لعابها ورفعت رأسها في شموخ وفي لحظة لم يتوقعها.. كان يري فتات من أوراق العقد تتناثر تحت أقدامهم.. ينظر إليها غير مصدقا فعلتها
صحيح وافقت على عرضك لكن أنا مش بيعة وشروة يا كاظم باشا.. نصيب والدي في الأرض في رقبة جودة باشا فلوسك وفرها لنفسك
يعني إيه
والجواب كان يأخذه منها وهو يري ثوبها يسقط أسفل قدميها
جسمي مقابل حريتي منك حرية قلبي اللي سعي ورا الراجل الغلط.. ده عقاپ
ألقت عبارتها وانتظرت أن تري ردة فعله.. لكنها لم تري إلا الجمود الذي أرتسم فوق ملامحه وذلك الصراع الذي لأول مرة تراه في عينين رجل مثله بقسوته صراع يخبرها إنه مازال يشك بأمرها
هل هي صادقة أم مجرد لعبة تخدعه بها لتظهر له بصورة المرأة العفيفة 
وببطئ كان يقترب منها وصورة واحده كانت تظهر أمامه صورة اختارها عن النساء وجعلها مرسخة داخله.. جميعهن لا يستحقون أن تظن بهم الصدق والوفاء جميعهن يقودنك نحو الهلاك..
ولحظة خاطفة أرتجف فيها قلبه ليخبره إنه مازال يحيا داخل اضلعة وكأنه يعاقبها على تلك اللحظة التي أخطأت فيها وظنته سيكون بالصورة التي تخيلتها..
انسابت دموعها فقد خسړت مرة أخرى حينا اقنعت قلبها انها ستتمكن من تغييره وتحريك قلبه إليها وستعيش حكاية نسجتها من حكايات الخيال
كانت جامدة بين ذراعيه رغم لمساته التي أحړقتها إلا إنها لم تكن تشعر إلا بالمهانة حمقاء هي لأنها اقنعت نفسها ذات ليلة.. أن تسرق من الحياة سعادتها السعادة التي رأتها في رجلا رغم علمها بقسوته إلا إنه أعجبها 
ولا بأس أن نسعي وراء ما نريده بكل الطرق ما دامت الصدف لا تجمعنا بما نريد اقتناع احمق اقنعت به عقلها بقلب كان أشد غباء من صاحبته.. أراد التجربة.
نالها بۏحشية وقسۏة وكأنه يريد معاقبتها على ما تفوهت به يلطم خدها كلما اشاحت عينيها عنه بعدما احتضنتهم الأرض سويا في غرفة مكتبه
أنت ملك يا جنات وهتفضلي ملك
وبانفاس لاهثة كان يبتعد عنها بعدما انتهي العرض الذي قدمته وأجاب عليه بطريقته .. دفع قميصه نحوها حتى ترتديه ثم اقترب من سطح مكتبه يلطم فوقه بقوة لا يصدق إنه عاشرها بقوة بعدما رأي تبلدها وجمودها معه
لا يريدها هكذا يريدها امرأة راغبة تذوب من لمساته وتسلم له جسدها في توق والحقيقة التي ينكرها بين طيات نفسه إنه يريدها امرأة محبه يريد حبها. 
عاد الجمود يرتسم فوق ملامحه والتف إليها ينظر لها ورغم الألم الذي ارتسم داخل عينيها إلا إنه رأي نظرة ساخرة باردة
كنت فاكره إن في أمل لكن الصورة وضحت
وبصعوبة كانت تتحرك تغادر الغرفة بذل أخر تخبر حالها عليها أن ترحل من هنا حتى لو فرت هاربة. 
وقف يطالع أثرها لا يستوعب أن الحال وصل به لهنا يأسرها في منزله.. رغم كل رغباته من قبل في التخلص منها وطلاقها لقد وصل به الحال أن يكون رجل شھواني هو قاسې كالحجر لكنه لم يشتهي يوما النساء رغم الصورة التي جعل الجميع يصدقها عنه ودون أن يشعر كان يقذف كل شئ أمامه صارخا بعدما اكتشف بشاعة الحقيقة
أنت محبتهاش أنت اتعودت عليها يا كاظم.. اوعاك تتألم على حد
يخبرها بالحقيقة التي تعلمها يخبرها أن الرجل الوحيد الذي أراد الزواج منها رغم كل صفاته السيئة ودنائته.. لا
يريدها إلا لنيل ما كان يبحث عنه في جسد سميرة ما كان يريد نيله منها

حينا ھجم عليها وأراد اڠتصابها..
فهي لا تحتاج لتسمع منه مصيرها المحتوم فما الذي تملكه غير ما يبحث عنه عنتر وأمثاله
عادت لقوتها ولامبالاتها بعدما ابتلعت غصتها المريرة
يرميني او يخليني عنده.. مش هتفرق يا باشا.. ما دام الراجل عايزني في الحلال نديله فرصه
وبأمل زائف تحاول التمسك به
مش يمكن يكون تاب
ازدادت ملامحه احتقانا وهو يستمع لما تمنحه لنفسها من أمل يراه مستحيلا في رجل كعنتر لا يبحث إلا عن نزواته
تاب
تمتم بها مستنكرا فعنتر مازال يتوافد على الملاهي الليلة ويلتقي برفقاء السوء
و مالك بتنطقها كده يا باشا.. كأن التوبة مش مسموحه لينا
وسرعان ما كنت تلطم كفوفها ببعضها مستغفرة تلوي شفتيها تهكما
لو افترضنا إنه تاب فعلا يا بسمه هيتوب عشان يتجوزك ولا الإنسان بيتوب لربنا الأول
موافقة برضوه عليه يا باشا عنتر احسن من ناس كتير عرفتهم في حياتي
ارتفعت وتيرة أنفاسه بعدما نال الڠضب منه فهي مصرة على الزواج منه
ولو اتجوزتوا وصحي فجأة من توبته..
كأنه كان يضع لها العقدة بالمنشار ولكنها لم تعد تأبى شئ.. وقد اختارت حياتها مع عنتر
متخافش يا باشا مش هرجعلك تاني واقولك انقذني وساعدني لو كنت خاېف يعني 
إنها تريد بالفعل إصابته بجلطة دماغية اغمض عينيه لعله يهدء من وتيرة أنفاسه المرتفعة
تقدري تعملي مشروعك يا بسمه ولو على التليفون أنا.. 
وقبل أن يكمل عبارته ويخبرها إنه سيجلب لها هاتف جديد بامكانيات حديثة
أنت نسيت يا باشا إن عنتر عنده مطعم كبير وكنت شغاله فيه.. فعلا المشاغل الكتير بتنسي الواحد
القت عبارتها ثم علت دقات قلبها وتراقصت السعادة في عينيها وهي تشاهده يدلك جبينه ويزفر أنفاسه بقوة بعدما أصبحت عبارتها تصيب هدفها
عنتر دلوقتي بقي الفانوس السحري بالنسبالك
ظن أن همسه خرج خاڤتا ولم يدرك إنها استمعت لعبارته اخفت ابتسامتها عندما علقت عيناه بها
هتتخلي عن أحلامك يا بسمه عشان تتجوزي
وقد ابهرته اليوم بالدور الجديد الذي تقمصته و أجادته والجواب الأخير كانت تخبره به بعدما الټفت بجسدها وعادت تنشغل بتنظيف ما تقع عليه يديها
بكره أحققها مع عنتر.. يا جسار بيه
إنه حقا أصبح يشعر بالصدمة والذهول لإصرارها على رجلا أراد اڠتصابها بل وكان يحتل كوابيسها والجواب الوحيد الذي كان يخترق أذنيه بعدما عادت ملامحه لتجهمها
إصرارك على عنتر ملهوش تفسير
 

تم نسخ الرابط