لمن القرار
المحتويات
رهبتها تزداد إلى أن أصبحت في الداخل.
التفتت حولها وهي تظن أن الأعين عليها وكأنهم يشيرون نحوها ويتحدثون عنها ولكن الكل كان مشغول في عمله
ابتسمت وهي تنظر نحو ملابسها فهي لم تعد تشعر بأقليتها وسط الناس ف سليم لا يحرمها من شئ بل يغدق عليها بالكثير.
نفضت رأسها وهي تشعر بالحنق من حالها فقد عادت فتون الصغيرة تعد محاسنه وقد تناسي قلبها إنه يحصل على مقابل كل هذا وهي تسلم له جسدها كل ليلة يريدها بها.
ممكن اسم حضرتك يا فندم
فتون
وقبل أن ترى الموظفه هل لديها بيانات عنها كان حازم يقترب منها مرحبا
أهلا يا فتون المؤسسة كلها نورت بيكي
تعجبت الموظفه من ترحيب رئيسهم وما زادها دهشه وهي تستمع لاسم سليم صاحب الأكبر نصيب وسلطة في هنا ولكنه لم يعد يهتم بعمل المحاماه إلا إنها استمعت إنه كان يتصف بالدهاء والمكر
اشار إليها برفقته يتحدث معها ببساطة ادهشتها.. شعر بنظراتها المستغربة إليه فتنحنح حرجا
أنا عارف إن لقائنا زمان مكنش أد كده
واردف وهو يقف في المساحة الواسعة التي تضم عدد من المحامين الزملاء والمتدربين
دول زمايلك يا
ستي
ونظر إليهم يخبرهم ببساطة
انتبه الجالسين وبعض الواقفين لحديث رئيسهم وقبل أن يردف بشئ أخر أسرعت في همسه بصوت خاڤت
بلاش يا استاذ حازم
لكن سليم
تعلقت عيناها به راجية
لو عرفوا إني مراته المعامله هتتغير وأنا عايزه اكون فرد زيهم من غير تميز
ولأول مرة حازم
يكتشف نظرته في الناس خاطئة لقد ظن إنها مجرد طامعة مستغلة اماء برأسه وعاد يطالع موظفينه يجلي حنجرته وتمتم مازحا
القى عبارته الأخيرة وهو يصفق بيديه بتلك الحركة التي اعتادوا عليها منه حينا يريد إنهاء حديثه
يلا يا شباب نرجع لشغلنا والقضايا بتاعتنا
وبالفعل بدء الجميع بالتحرك فأشار هو نحو فتون
واخفض صوته
ربنا يستر من ردة فعل سليم لما يعرف إن عرفتك ليهم مش زي ما هو عايز
ورغما عنها كانت تضحك على طريقة حديثه المذعورة إذا علم سليم برغبتها
بسمة بسمة تعالي شوفي الزباين
هرولت بسمة نحو الطاولة التي أشار إليها السيد صدقي ذلك الرجل العجوز ذو القلب الطيب
أي أوامر تانية يا فندم
شكرا
وهكذا كان عملها طيلة اليومين منذ أن جاء بها جسار لهنا
تنهدت بأرهاق عندما اتي موعد راحتها تنظر نحو زميليها وهم يتناول طعامهم
الشغل النهاردة كان كتير اوي الواحد رجله وجعته من الخدمة
استمع السيد صدقي لحديث سميرة العامله
ما تقولي ماشاء الله يا سميرة
واقترب العجوز منهم وجلس يتناول معهم الطعام
فهتفت سميرة حرجا من سماعه حديثها
مش قصدي يا حاج
الصراحه ده وش بسمة الحلو علينا
هتف بها العجوز وهو يطالع بسمة التي اطرقت عينيها نحو طبقها وكما مدحها العجوز كان يمدحها زميلها ماجد هو الاخر مما أزاد حنق سميرة نحوها
اه والله يا حاج ياريتها كانت اشتغلت من زمان هنا
وبسمة تزداد خجلا من مديحهم ولكن تلك الجلسة التي يملئها البهجة لم تستمر طويلا وصوت أحدهم يعلو بالمكان
تهللت اسارير سميرة سعادة وهي تستمع لصوت عنتر عكس السيد صدقي الذي شعر بالضيق لمجئ وحيده الذي جعله يكره الأبوة ويكره تلك الساعة التي انجبه فيها
هو ماله المطعم فاضي كده ليه
ونظر نحو وجه بسمة
عندنا وجه جديد في المطعم مش كنت تقولي يا حاج
وطالع ماجد الذي اخذ يتناول طعامه دون اهتمام لوجوده ثم نظر نحو سميرة غامزا إليها وقد تلاشي عبوسها سريعا بعدما أبعد انظاره
عن بسمة
مش قولتلك مليون مرة لما تشوفني تقوم تقف
صاح بها عنتر بكبر بعد أن دفع مقعد ماجد الذي شعر بالحرج طرق الحاج صدقي فوق الطاوله بقوة
ويقف ليه اقعد يا ماجد كمل اكلك
ونهض عن مقعده يجذب ذراعه
جاي ليه مش قولتلك مليون مرة ده مكان أكل عيش
إيه المعاملة ديه يا حاج ده أنا ابنك حتى
ابني يا حاسرة.. ابني راجل خمورجي بتاع نسوان صارف فلوس ابوه على سرمحته
تأفف عنتر حانقا فدلك رأسه بضيق فقد بدأت اسطوانة والده اليوميه
عايز فلوس يا حاج
ولكن صياح السيد صدقي جعل بسمة التي لم تعتاد على الأمر تتشبث بمقعدها اقترب منها ماجد يطمئنها
متعودين على كده قومي نكمل شغلنا في المطبخ
نهضت بسمة ترافق ماجد فلوت سميرة شفتيها متمتمه
لا حنين يا واد
استمرت محاضرة السيد صدقي لبضعة دقائق ولكن في النهاية كان عنتر يأخذ المال قبل رحيله
ياريت مشوفش وشك هنا تاني ولا في البيت
ضحك عنتر ملئ شدقيه
خاېف على السنيورة الصغيرة اللي متجوزها مني يا حاج لا أخص عليك..
تنهد السيد صدقي واتجه نحو المطبخ يباشر على الأطباق التي سوف تعد للمساء
ابتسمت سميرة وهي ترى المكان قد اصبح خاليا فركضت إليه قبل مغادرته
عنتر
ارتفع حاجبيه وهو يلتف إليها يدرس تفاصيلها بعينيه تقدمت منه بغنق بعدما حررت البعض من ازرار قميصها العلوية حتى يظهر نحرها بسخاء
هتمشي من غير سلام ولا كلام
لم يمهلها عنتر المزيد من الحديث فكان يجذبها نحو أحد الأركان المتوارية يمنحها ويمنح نفسه ما يريد.
وشهقة خرجت مصډومة من بسمة التي ارتجف جسدها وهي تراهم في ذلك الوضع
أسرعت بخطواتها نحو المطبخ بعدما سقط دلو الماء من يدها أسرعت سميرة في هندام قميصها وترتيب خصلاتها
يالهووي ديه ممكن ټفضحني قدام الحاج صدقي يا فضحتك يا سميرة
سلام يا سمورة وابقى اتعملي أنتي مع البت ديه
رحل دون أن يعبأ لشئ كعادته فتنهدت سميرة پخوف وعادت للمبطخ تبحث عن بسمة بعينيها متوعدة لها إذا فضحتها
....
أنتهي الأجتماع أخيرا وانصرف رؤساء الأقسام حتى مديرة فرعه تلك الإيطالية الحسناء قد انصرفت.
تراجعت خديجة بمقعدها ترمقه وهو جالس باسترخاء وقد أنفض الجميع من حولهم
اظن الأجتماع خلص يا سيد أمير
ابتسم وهو يسمع نداءها لاسمه فنهض عن مقعده وقد ظنت إنه سينصرف ولكن جراءته قد اذهلتها وهو يقترب من باب الحجرة يغلقه
أنت بتعمل إيه
بتتجاهلي رسايلي ومكالمتي كل
ده ليه
ومال نحوها حتى اختلطت أنفاسهم ولوهلة كانت خديجة تشعر بالضياع وبرفرفة قلبها نحو مشاعر قد وأدتها منذ زمن
خديجة أنا مش عارف ازاي وامتي بقيت مچنون بيكي أنا المفروض أرجع مصر بعد اسبوعين
همس بحروفه ينظر في عينيها مسحورا
شايف في عيونك كلام كتير
وبقوة كانت تنهض عن مقعدها تعود لصلابتهاصاړخه
اطلع بره والصفقة اللي بينا تعتبر انتهت
وفي لحظة لا تعرف كيف تمت كان يأسرها بين ذراعيه يعانق شفتيه بشفتيها.. سقطت في دوامة المشاعر سقطت في منطقة اللاعودة لقد جعلها تتذوق مشاعر جديده عليها
تمالكت حالها بصعوبة وهي تدفعه عنها بكل قوتها تنظر إليه وهو يلهث أنفاسه
بره مش عايزه اشوف وشك تاني بره
خديجة أنا أسف
واقترب منها اسفا ولكنه توقف مكانه وهو يري نظرتها الحازمة.
مش معقول يا جنات هتواقفي على عرضه
هتفت بها فتون بعدما مسحت يديها بعد إعدادها لإحدى أصناف الحلوى وقد انشغل أحمس بالاهتمام ببعض الزبائن
جنات أنا استحالة اصدق إنك تقبلي بالمهزلة ديه
هقبل يا فتون هقبل عشان اكسر مناخيره
حدقت بها فتون وقد قطبت حاجبيها بغرابة
مش قادرة أصدق إن ده السبب الوحيد يا جنات
توترت جنات وقد أدركت اكتشاف فتون لسببها الحقيقي
أنتي تعرفي كاظم النعماني من أمتي يا جنات
اطرقت جنات عينيها تخبرها بصدق
لما كنت بشتغل في شركة السياحة.. كان صديق السيد فؤاد صاحب الشركة
وتنهدت بمرارة حقيقية
لكن عمره ما اخد باله مني..
ولو فضل طول عمره مش واخد باله منك يا جنات هتعملي إيه
ورغم صعوبة الجواب إلا إنها ابتلعت ريقها بمرارة
هخرج أكيد كسبانه من الجوازه ديه وابقى سيدة أعمال بحق
استغربت فتون حديثها الذي القته ببساطة ثم اردفت بحماس
أشغل أحمس معايا وأنت تمسكي الشئون القانونيه ونبقى نساء مستقلين
ورغم الحماس الذي كانت تتحدث به إلا أن فتون لأول مرة كانت تفهمها.. جنات ضائعة مثلها ومثل الكثير من النساء ورغم قوة جنات إلا إنها تحتاج للحب للعائلة
تعالا رنين
الهاتف فطالعت فتون هاتفها ثم انسحبت متمتمة بخفوت
ده سليم
ابتسمت جنات وهي ترى ابتسامتها وخجلها عند ذكر اسمه وكيف اصبحت هيئتها وملامحها بعدما منحها سليم الحب
وجزء داخلها كان يريد لها أن تصبح هكذا وجزء أخر يخبرها أن لا تدلف بقدميها نحو حياة رجلا لا يحبها ويقدم لها الزواج كعرض.
تلك المرة صدح هاتفها برسالة نظرت للاسم فشعرت بالدهشة من رؤية اسمه لتفتح الرساله وتنظر نحو محتواها بعينين شاردتين
تجمدت اصابعها فوق الهاتف ولكنها كانت قد اتخذت القرار لتسطر بجوابها ببضعة أحرف
موافقة
وعلى الجانب الاخر كانت ضحكات كاظم تعلو مع جمودة ملامحه وهو يري جوابها
اوعي تقولي إنك كسبت الرهان ورفضت العرض
القى كاظم هاتفه نحو جلال يعطيه الإجابة يقرأها فانبسطت ملامح جلال وعلت السعادة وجهه فهو يريد أن يستمتع برؤية عڈاب أمرأة حتى يسكن خيبته ويؤكد لحاله يوما بعد يوم أن النساء جميعهن طامعات
للأسف خسړت يا صديقي وأنت الكسبان
واردف بوعيد وهو ينهض عن مقعده بوجه خالي من المشاعر
هي اختارت تدخل اللعبة وهتخرج منها خسرانه لا بفلوس ولا زي ما وقفت تناطح قدامي بالشرف والضمير
هتمم جوازك منها
تمتم جلال متسائلا فارتفعت شفتي كاظم بابتسامة خبيثة
كاظم النعماني مبيطلعش خسران من حاجة
الفصل الثامن والثلاثون
_بقلم سهام صادق
هل أخبرك أحدا يوما عما تحبه النساء
نعم قلة من الرجال بارعين في هذا ولكنهم لم يكونوا يوما شرفاء بل كانوا اكثر الرجال خبرة.
كان يسمعها بانصات وهو يستمع لتفاصيل يومها عبر خاصية الفيديو ابتسم داخله وهو يراها كيف بدأت تنبسط معه بالحديث وكأن الزمن يعيد إليه فتون الصغيرة التي أتت شقته كخادمة بعدما أقترحت عليه السيدة ألفت هذا الأمر.
لم يكن منتبها إليها ولم تكن هي من أسس أختيارته وما يناسبه من النساء لقد كان ينتقي منهن الأكثر جمالا وذكاء.
انقلب كل شئ في لحظة بل في عبارة القتها السيدة ألفت كنصيحة منها لرب عملها
فتون مفتونة بيك ويمكن كمان تكون حبيتك
والنصيحة كانت درب نحو طريق أخر.
تنهدت ببطئ تزيل تلك الخصلة المتمردة التي انسابت فوق جبينها تهتف بسعادة حقيقية
المؤسسة كبيره اوي نفسي اكون شاطرة زيهم كده
وركزت أخيرا بشاشة الهاتف بعدما كانت نظراتها تحيد
متابعة القراءة