لمن القرار

موقع أيام نيوز


عايزك تعرفيها أني مازلت على وعدي معاك.. وقريب هتفهمي كل حاجة وياريت تكوني أد اللي جاي ومتخذلنيش لأن ساعتها هتهدمي كل حاجة بينا 
غادر بعدها تحت نظراتها الضائعة.. فلم تعد تفهم شيء 
....
سهرة رائعة كما يراها البعض ولكن هو لم يشعر إلا بالضجر.. امرأة جميلة ترافقه في ذلك المطعم تنتظر منه إشارة واحده حتى تكون له.. تحولت السهرة للملل بعد تلك الرقصة التي لم تعطيه أي شعور بالانتشاء.. المرأة كانت رائعة في إظهار جميع أسلحتها أمامه وهو كان يريد أن يشعر بشيء نحوها ولكن خاب أملها كما ضجر هو 

صعدت جواره السيارة تنظر حولها.. وبعدما أطمئنت أن مرآب السيارات خالي إلا من السيارات المصطفة حولهم 
أثبتت له إنها ستكون بارعة في الفراش ولكنه لم يكن في مزاج أن يقيم تلك البراعة.. صدها عنه بنفور يمسح شفتيه متقززا 
أظن أن عربيتك هنا 
عبارته كانت واضحة لتفهم إنه يخبرها أن سهرتهم قد أنتهت 
ترجلت من السيارة تنظر نحوه فاجفلها صوت صرير عجلات السيارة
نظر للوقت وهو يدلف نحو الردهة الواسعة..الساعة مازالت الحادية عشر 
سليم بيه 
التف نحوها ببطء يطالعها مستغربا وجودها
أنت لسا موجوده.. ممشتيش ليه 
تراجعت للخلف وقد صعقها أسلوبه الفظ 
قولت أستناك يا بيه عشان أحضرلك العشاء
ومن أمتي ده كان ميعاد أكلي يا فتون 
ازدرات لاعبها فماذا ستخبره أنها تكره عودتها لمنزلها 
يعني مش عايز مني حاجة قبل ما أمشي يا بيه 
استنى يا فتون.. هكلم حسن يجي ياخدك
أعاد اتصاله للمرة الثانية بحسن الذي لم يعر اتصاله اي إهتمام 
تنهد حانقا من أفعاله فلولا والده رحمه الله الرجل الطيب ما كان بقي عليه 
أنا هعرف أروح لواحدي يا بيه 
تروحي أيه لواحدك دلوقتي..
سار من أمامها يحسم قراره هل يعاود الاتصال بسائقه أم يطلب لها سيارة أجرة.
احتلت الدهشة ملامحها وهي تقف أمام سيارته يخبرها أن تصعد 
يا بيه أنا هاخد أي مواصلة 
قولت أركبي يا فتون.. وحسن أنا ليا معاه كلام المفروض يجي ياخدك هو مش كفاية بتساعديه عشان تحسنوا من دخلكم 
ابتلعت حديثه الذي كان كالعلقم فعن أي رجل هو يتحدث 
صعدت السيارة جواره تنظر حولها.. أرتجف جسدها عندما بدأت السيارة بالتحرك ولكن سرعان ما استرخت تعطي لنفسها حقا في تلك الرفاهية التي لن تتحقق مجددا.. هي جواره يقود بها السيارة 
كان يعرف طريقه.. فتركها في استمتاعها بمطالعة أضواء المدينة من خلف زجاج السيارة 
استمع لصوت أنفاسها وتلك التنهيدة الحارة التي أخرجتها من بين شفتيها 
فتون.. 
وقبل أن يسألها أيكمل سيره للأمام أم لها قرار أخر
انتفضت من غفوتها الصغيرة الحالمة.. فيبدو أن عدوة الترف قد أصابتها لتتفاجأ بأنها أصبحت على مقربة من الشارع الذي تقطن به
التقطت حقيبتها التي وضعت أسفل قدميها تنظر إليه بتوتر 
نزلني هنا يا.. 
لم تكد تكمل عبارتها فسقط هاتفها جانبها.. ربكتها كانت واضحة له.. حشرت يدها لتلتقط هاتفها صغير الحجم ولكن لم تستطيع جلبه 
فتون خليني أنا أجبهولك 
أنا اه خلاص جيبته يا بيه 
ولكنه كان يسقط منها مجددا.. زفر أنفاسه متنهدا 
فتون أسمحيلي أنا أجيبه 
مد يده
حتى يلتقطه.. ولكنها أخيرا تمكنت في إلتقاطه 
شهقت پألم بعدما أرتطم رأسها بذقنه.. فدلكت رأسها ترفع عيناها نحوه وقد أستمعت لأنينه الخاڤت ..
طالعها وهو يدلك ذقنه بنظرة لا تفهمها.. اقترب منها بشعور يسلب عقله حتى لم يعد يفصلهما شيء إلا أنفاسهم .. فاخذت تطالعه پخوف تهتف اسمه 
سليم بيه!
الفصل الثامن عشر
_ بقلم سهام صادق
يقاوم هو تخبطه ذلك الصراع الذي أصبح يحتل كيانه الصوت الذي يحثه على نيل ما يرضيه كرجلا وتلك الخطيئة التي ستدنسه فيصبح صفوان أخر وتكون الصورة قد أكتملت.
طالع إرتجاف شفتيها وتلك النظرة التي تطالعه بها ورغم الخۏف الذي يحتلهما إلا إن إحتياج

صاحبتهما كان يراه بهما
الصغيره لا
تدرك مدى الخطړ وهي تهمس اسمه بتلك النبرة التى تحرك غريزته
والصوت ېصرخ به أفيق ..
اغمض عينيه بقوة حتى يفيق من تلك الغفوة التى خدرته ابتعد عنها يسلط عيناه نحو الطريق وقد أستجمع أخيرا شتاته
أنزلي يا فتون
وبعدما كانت تطالعه پخوف.. نظرت إليه في حيرة من أمرها
أدار مفتاح سيارته وكأنه يخبرها بتلك الطريقة إنه ينتظرها مغادرتها 
لملمت أشياءها تنظر نحو باب السيارة الذي أغلقته للتو تجمدت في وقفتها وقد تعلقت عيناها بالسيارة وهي تشق طريقها بسرعة چنونية جعلت جسدها يرتجف
التقطت أنفاسها تضم حقيبتها إليها واكملت سيرها شارده وأعين وقف صاحبها مختبئا يترصدها كالصقر في طيات الظلام
طلعتي زيهم وأنا اللي كنت فاكرك شريفة 
...
ينظر نحو السماء وقد لمعت النجوم فيها .. الليلة القمر كان غائب عن سمائه فاصبحت السماء غارقة في ظلامها.. يزفر أنفاسه مستنشقا الهواء العليل.
لحظات من الراحة كان يبحث عنها وها هو قد وجدها بعد عمليته التي استمرت لساعات 
شعر بتوقف سيارة سليم ولكنه ظل مكانه سابح في حيرته وأفكاره 
بقالك كتير واقف 
كنت محتاج الواقفه ديه جدا.. كويس أنك قولتلي نتقابل في مكانا القديم 
جاوره سليم في وقفتها يطالع سكون الليل زافرا أنفاسه بإرهاق 
أخبارك أيه مع ملك
مرهق وتعبان 
رمقه سليم مستنكرا عبارته التي لم يكن ينتظرها 
أنا بسأل عن علاقتك معاها مش حالتك دلوقتي يا دكتور 
ما هي ديه حالتي فعلا.. تعرف يا سليم أنا أول مره أعرف يعني أيه مشقة الحب وعڈابه.. كنت فاكره عڈاب لذيذ. 
وزفر أنفاسه لعله يرتاح من حيرته 
علاقتنا معقدةمقعدة لأبعد درجة ممكن تتخيلها 
ربت على كتفه بخفة يخبره أن المرأة التي أختارها تستحق الفوز بها 
طول عمرك محارب صبور يا صاحبي وملك تستحق.. أنت عارف نظرتي للستات مش أد كده بس قلبك أختار صح. 
وتلك الأبتسامة التي خطفت قلبه عادت تنير تلك العتمة التي كادت أن تقف أمام طريقه.. ملك الرقيقة الهادئة الضعيفة كيف نسي إنها أضعف مما تحتمل وهو أكثر الناس دراية بما تعيشه.. وأبتسامة أرتسمت على شفتيه والسنين تعود به لصباه وهو يعطيها لوح الشيكولاته التي تحبها ومها تلتصق بها حتى تنالها منها.. وصوته يعلو بها 
ديه جايزتها يا مها لما تفوزي في اللعبة هجبلك واحده زيها 
ومها تعترض وتتذمر وهي تحسم الموقف بحنانها تقسم لوح الشيكولاتة بين ثلاثتهم هي ومها وميادة 
رسلان سرحت في أيه 
في طعم الشيكولاته 
قوس سليم ما بين حاجبيه يرمقه بغرابة 
شكولاتة أية يا رسلان 
أدرك رسلان ذلك التيه الذي أصبح سمة فيه مطلقا سراح أنفاسه
نستنى أن أنت اللي جايبنا هنا في نص الليل.. مش معقول هتكون جايبني عشان نتفرج على النجوم 
والإجابة كانت مباغتة 
حاسس أني بدأت أميل للخدامة 
تجمدت ملامح رسلان ينظر إليه لا يستوعب ما يسمعه 
مش فاهم نفسي هل هي رغبة فيها ولا حاجة تانية
تقصد أيه أنك حبتها 
توقفت عيناه نحو تلك النقطة البعيدة التي يغلفها الظلام كحال قلبه.. والحكاية بدء يقصها عليه لعله يفهم حاله. 
.
النوم يجافيها وكأنه يعاندها كحال كل شيء معها.. خرجت من غرفتها قاصدة المطبخ لعلها تجد في الطعام راحة كعادتها ولكن ها هو الطعام أمامها تنظر إليه دون شهية 
ملك أنت لسا صاحية.. ماما قالتلي أنك نمتي من ساعة ما رجعتي من برة 
والتقطت كأس الماء الموضوع على الطاولة ترتشف منه القليل ومازال الحلم السعيد الذي خطفته في غفوتها القصيرة يسير أمام عينيها وضعت كأس الماء جانبا تمسح على شفتيها 
حلمت حلم جميل أوي يا ملك
انتبهت مها على شرود شقيقتها بعدما طالعت عيناها الشاردة 
ملك أنت سمعاني 
أجفلتها يد مها وقد وضعت على كتفها حتى تهزها قليلا 
أيوة يا مها.. كنت بتقولي حاجة 
عادت الأبتسامة تنير ملامحها تمرر أناملها بين خصلات شعرها 
كنت بقولك أني حلمت حلم جميل.. حلمت ب رسلان 
توقف قلبها عن دقاته وعلقت عيناها بملامح شقيقتها السعيدة 
حلمت أني لابسه فستان فرح وهو جانبي 
ولو كان الكلام ېقتل فهى
قټلت بالفعل.. مها تسرد تفاصيل الحلم وعيناها تلمع بالسعادة والتوق لتلك اللحظة 
وأول مادار بيا وهو شايلني والناس بتسقف حوالينا الحلم خلص 
وحكت رأسها تنظر إليه تستعجب عدم رؤيتها لها بالحلم 
بس أنت مكنتيش في الحلم يا ملك.. مش معقول هتسبيني في يوم زي ده 
والهروب كان أسلم حل رأته.. فهل ستننظر حتى ترى شقيقتها دموعها تأبى حپسها 
تصبحي على خير يا مها 
أختفت من أمام مها التي وقفت ترمقها ولكن سرعان ما عادت لشرودها في حلمها الجميل.. لقد سارت وفق خطت والدتها ويبدو من حلمها أن القادم سيكون مثل ما أرادت وطمحت 
لا لا مش معقول يا سليم مش معقول تفكر في مرات السواق بتاعك.. سيبك من إنها خدامة عندك دية مرات راجل تاني عارف يعني أيه 
ما أنا عشان كده هتجنن يا رسلان.. أنا عمري ما بصيت لست متجوزه فيوم ما أبص أبص للخدامة ومرات السواق 
زفر أنفاسه يمسح على وجهه وينظر نحو السماء 
مدام ألفت كان عندها حق من البداية يا سليم. لازم تمشيها 
معرفتش.. معرفتش.. كل ما قررت برجع في قراري.. أنت مشوفتش نظرتها ليا.. بحس سيلا هي اللي بتبصلي
تعلقت عيناه نحو كفيه ينظر إليهما وكأنه مازال يرى دماءها بهما 
أنت لسا منستش سيلا يا سليم.. أنت عارف فات كام سنه على الحكاية ديهسبعة عشر سنه 
أنسى أزاي يا رسلانديه كانت ڠرقانه في ډمها قدامي 
والصوت الذي جاهد على نسيانه يعود إليه.. صوت صرير السيارة التي فر صاحبها هربا 
سليم.. سليم 
اغمض عيناه يطرد ما عاشه تلك الليلة عن عقله إلى أن عاد لواقعه 
أطرد الخدامة ديه.. اطردها عشان نفسك وعشانها.. قبل ما تضيعها معاك 
.
القرار قد أتخذه بعد ليلة قضاها ساهدا.. أن تخلص نفسك مما يقودك للهلاك فهو أكثر القرارت صوبا.. دماء صفوان النجار تسير في أوردته ويعلم أن الخطيئة التي أثبت لنفسه في مرات عديدة إنه لن يسقط فيها سيأتي يوما وسيقط والصوت يتردد داخله 
هيجي يوم وهتكون شبهي يا سليم.. دمى بيجري في عروقك 
بملامح جامدة كان يتلقى أبتسامتها البشوشة وهي تضع له طعام الإفطار وقهوته الصباحية.. ورغم الخۏف الذي عاشته ليلة أمس بعدما أوصلها لمنطقة سكنها إلا إنها تنسى كل شيء في يوم جديد لها معه.. رب عملها لا ترى فيه إلا فرد من عائلتها لا تعلم كيف ولكنها تضعه في تلك المكانة كما كانت تضع السيدة إحسان في مكانة خاصة 
رمقها بنظرة طويلة قبل أن يبصق الكلام من فمه وينهي ذلك الصراع الذي يؤرقه 
كل سنة وأنت طيب يا
 

تم نسخ الرابط