لمن القرار
المحتويات
فرحتي
يعني هى بنتك وأنا مش ابنك خونتي العشرة الطويلة يا مدام ألفت
خرج صوته مازحا يظهر فرحته فاسرعت نحوه .. فهذا الرجل قضت سنوات عديدة في خدمته لم ترى منه إلا المعاملة الطيبة
ربت سليم فوق ذراعها يشعر بصدق مشاعرها وقد وصلته سعادتها من أجلهم
خديجة وديدا ناموا يا مدام ألفت
بتوتر اعجبته السيدة ألفت تنظر نحو فتون التي كانت عيناها عالقة بنقطة ما
ارتسمت ابتسامة واسعة فوق شفتيه صغيرته لن تكون وحيدة.. قريب سيأتيها من يشاركها كل شئ ولكنها ستظل هى الغالية و أول فرحته
اغمضت فتون عيناها تشعر بكل شئ ېخنقها تضغط فوق ذراعه المتعلقة به بقوه ټصارع خۏفها تقاوم ذرف دموعها..
اختفت ملامح الاسترخاء المتشبعة بالفرحة وجهه ينظر إليها في خوف
وقبل أن يحصل على الجواب.. أسرع في حملها تحت نظرات السيدة ألفت وقد تمنت أن تخبرها ألا تقلق بأمر السيدة خديجة فجميع من بالمنزل تلقى الأوامر بالصمت
وضعها فوق الفراش ينظر لصغيرته النائمة بدميتها في منتصف الفراش
مش عارف مشاعرها هتكون إيه بكره لكن واثق إنها هتفرح يا فتون
عادت تلك الابتسامة تحتل شفتيه ينظر إليها يتخيلها ببطن منتفخة ورغما عنه انفلتت ضحكة خافته من شفتيه عمته وزوجته.. مصادفة غريبة وجميلة
ظلت صامته تنظر نحو حقيبتها التي سقطت أرضا عند دلوفهم الغرفة
حببتي أنت ساكته ليه اعتبر ديه صدمة المفاجأة
وسرعان ما كانت عيناه تضيق يتذكر ما أراد أن يسألها عنه
إدارة الفندق بلغوني إنك كنتي واقفه مع واحد قبل ما تفقدي الوعي فتون أنت كنتي واقفة جانبي مافيش فيكي حاجه ولا بتشتكي
ده كان شخص اتعملت معاه لما اشتغلت في المؤسسة المحاماه عندك
خرج الحديث من فمها في تعلثم ولأول مرة يكون غافل عن كڈبة تفضح صاحبها سليم النجار يغفل عن كلمات تنطق مهزوزة كحال صاحبتها
لم يطيل في الحديث بعدما وجدها تغمض عيناها يلثم جبينها
استمرت في غلق عيناها تستمع لاحلامه القادمة هو لن يكتفي بطفلا واحدا
خرج من الغرفة يمسح فوق فروة رأسه فتون بها شئ.. ليست سعيده إنها تحمل في احشائها طفله ولكنها
كانت اكثر توق لهذا
تنهد في حيرة فتورها وصمتها يؤكد له أن هناك ما تخفيه عنه وحدث هذه الليلة في ردهة الفندق حيث وجدها والبعض حولها لإفاقتها
طالع هاتفه الذي صار به مكالمات ورسائل عدة بعدما غادر الحفل في عجالة..
زفزاته خرجت بقوة ينظر لغرفة عمته.. فها هو سيصبح أب لطفل أخر ويحرم رجل أخر من طفله.. هل سيبدء يشعر بالندم في أمر عمته العالق مع هذا الرجل الذي علم بعودته للوطن هذا الصباح
اقترب من غرفتها يحرك مقبض الباب بعدما طرق بطرقة خافته
تعلقت عينين خديجة بالمقبض تغمض جفنيها بقوة قبل أن يفتح الباب لن تجعل سليم يراها مهزوزة ضعيفة لن تجعله يتعرض لما تعرض له منذ سنوات من شړ حامد الذي حاول قټله من قبل ولكنه فشل ونجا ابن شقيقها بأعجوبة وهو
يظن أن الحاډث كان قدرا يستحقه
وقعت عيناه عليها وهى مندسة تحت الغطاء تتخذ الجهة الخاصة به مستغرقة بالنوم.
بخطوات رتيبة تحرك في الغرفة يلقي بسترته جانبا يزفر أنفاسه في ثقل.
فتحت جنات عيناها في نعاس تنظر له وهو يدلف دورة المياة دون أن يقترب منها وكأن وجودها في غرفته صار لا يعنيه بعدما أصبح كل منهم يغفو في غرفة منفصلة بعد تلك الليلة التي صرحت بها له عما يعتلي فؤادها
انسابت دموعها فوق خديها هل أخطأت عندما ثارت عليه ببضعة كلمات لقد ظنت إنه سيكون متلهفا عليها عندما يراها في فراشة
غادر النعاس جفنيها وعادت ټدفن رأسها أسفل الوسادة ترثي حالها..
تعالت شهقاتها في ألم لا تعرف سببه ولكنها بحاجة للبكاء الذي بات يلازمها
خرج من المرحاض على صوت شهقاتها المرتفع وقد أصابه القلق.. ازداد قلقه وهو يراها ټدفن رأسها أسفل الوسادة
جنات فيكي إيه بصيلي.. أنت كنتي نايمة إيه اللي حصلك فجأة
خرجت الكلمات من فمه يصحبها ذعر ارتسم فوق ملامحه وهو يرفعها نحوه..
وجهها كان غارق بالدموع تعض فوق شفتيها بقوة حتى تتوقف عن البكاء
جنات متسبنيش قلقان كده خلينا نروح المستشفى
أنت خاېف عليه هو بس لولاه مكنتش هتهتم بيا عشان أنت كنت عايزه يا كاظم
عادت لنحيبها وقد عادوا لنفس النقطة.. ماذا يفعل لها لتصدق إنها صارت جزء هام من حياته.. جزء صار يخشى فقده.. هو لا يعرف الحب ولكنه صار غارق في أشياء جديدة عليه
تاني يا جنات هنرجع لنفس الكلام أنا مش فاهم عايزه توصلي حياتنا لفين وإحنا لسا بنبدئها سوا
تمتم بها وهو يسحب جسده بعيدا عنها ناهضا من فوق الفراش يمسح فوق وجهه
قربت تزهق مني خلاص وهترميني من حياتك وتاخد ابني مني زي ما كنت عايز زمان
اڼفجرت بالبكاء تتخيل لو اكتشف كاظم أن ما يعيشه معها ليس حبا
اطبق فوق جفنيه بقوة يتسأل داخله ما الذي حدث له ليجعل حياته الهادئه تدخله أمرأة
زفر أنفاسه بقوة ينظر إليها يتمعن النظر في وجهها وهيئتها جنات كانت في إنتظاره ارتدت له ذلك الثوب الذي اشتراه لها ضمن اثواب عدة جلبها لها ولكنها لم ترتدي منهم شئ
فضلت مستنياك عشان أصالحك لكن أنت حتى مأخدتش بالك من حاجه
ارتفع حاجبه في دهشةينظر إليها متفرسا ملامحها الحانقة
يعني أنا السئ في كل حاجه يا جنات لو ده هيرضيكي معنديش مشكلة
حدقت به في صمت تظنه يستهزء بها فاشاحت عيناها بعيدا عنه وانزاحت بجسدها قليلا إلى طرف الفراش حتى تغادر الغرفة
تنهد بفتور وهو يراها تتحرك من أمامه يمسح فوق فروة رأسه هل سيجعلها تترك الغرفة
اجتذبها نحو يلغي تلك المسافة الفاصلة بينهم يغلق باب الغرفة الذي فتحته
تعلقت عيناها به تغلق جفنيها تستشعر لمساته المداعبة لخديها
كل ما بلمسك بعرف أد إيه أنا بقيت ضعيف يا جنات ضعف مكنتش بتمنى في يوم يتملكني..
الزمن علمني.. إن الضعف مرض.. لو صابك أنت الوحيد الخسران في معركتك
كاظم
همست اسمه في خفوت وتعلقت عيناها بأنامله التي اخذت تداعب شفتيها
شوفتي احتياجي ليكي يا جنات راجل معاه بتهدري كرامتك.. إهانتك مش سهل انساها بسهولة..
أراد إخبارها بالمزيد ولكن المزيد من الحديث قد ضاع
أنت هزمتني من زمان في لعبة الكرامة وهفضل مهزومة قدام نفسي طول ما أنا بحبك
ارتجف فؤاده من وقع كلماتها فعن أي لعبة وكرامة تتحدث
كرامة ولعبة يا جنات وفي الاخر تقولي بحبك
ابتعد عنها حتى يتمكن من رفع رأسها إليه راغبا في سماع تلك الكلمة مجددا
قوليها يا جنات.. قوليها وأنت بتبصي في عيني.. خلي قلبي العطشان يرتوي
وهى تمنحه ما أراد رغم الحاجة ولأنها أمرأة عليها أن تمنح.. ثم تنتظر.. وأما تكسب أو تهرم على باب الأنتظار
بحبك يا كاظم
والكلمة اخذت تذوب احرفها بين شفتيه يجتذبها إليه يخبرها إنه معها يفقد كاظم النعماني الرجل الذي عاش عمره عازف عن النساء لا يراهم إلا شبيهات منال.
غادرت الفراش بعدما تأكدت من غفيانه وقد توسط هو الفراش بينها وبين الصغيرة
التقطت حقيبتها النسائية التي باتت موضوعه فوق طاولة الزينة تغمض عيناها براحة وهى ترى الهاتف قد انتهى شحنه
انسابت دموعها وهى تنظر نحوه تكتم صوت بكائها لقد ضاعت فرحتها وضاعت اللحظة التي تمنت أن تعيشها معه
حركت رأسها في رفض فالمقطع المصور لا يغادر عقلها..
لم تشعر إلى أين اخذتها ساقيها إلا وهى تفترش أرضية أحدى الغرف
....
مسعد بعدما أغلق هاتفه وشاهد هذا المقطع لمرات
الحقيقة كانت واضحة داخل المقطع المصور لكنه لن يراه إلا كما يريد
من بالمقطع هى فتون..
هى تشبهها بجسدها الضئيل وتلك الضفائر.. والحقيقة التي خدعها بها أخذ عقله يصدقها.
هتحكيلي عن مراتك كمان يا حسن
وحسن يلتقط منه خرطوم الأركيلة يقهقه مسترخيا
أنت صاحبي يا مسعد..
وحسن يستمر في حديثه عن كل ليلة يجعلها فيها تجلس على ركبتيها كالقطة
الشريدة تنتظر أوامره
يا جبروتك يا حسنضړبتها عشان رفضت تعمل اللي أنت عايزه
هو أنا متجوزها ليه.. عشان تعمل اللي يبسطني .. مش كفايه واخدها من حتت قرية فقيرة ومعيشها عيشة مكنتش تحلم بيها
ومسعد يستمع لحديثه يرفع زاوية شفتيه مندهشا من قوة صديقه في تلك الأمور وحسن يضيف مستمتعا بذهول صديقه
الجواز من عيلة صغيره بينفع يا مسعد ويا سلام لو كانت ساذجة زي فتون كده مبتقولش غير حاضر وهى خاېفة
سرح مسعد مع خيالاته ليته ينالها ليرتاح ويعرف بنفسه.. هل ما كان حسن يصفه له معها حقيقة أم مجرد حديث كان يخدعه به
قريب هتجيلي تتوسليني يا فتون
التقط هاتفه يبعث لها برسالة نصية
مقابل الفيديو ليله تكوني فيها ليا..
القى بالهاتف مستمتعا بنصره فلم يعد بحاجة لغباء دينا التي نالت جزاء تلاعبها معه ودخولها في دائرة من يدخل فيها يخرج لقپره.
ضاقت عيناه وهو يستمع لذلك الصوت فهناك شئ قد سقط أرضا
وسرعان ما كان يهبط لأسفل ينظر لتلك التي جلست فوق ركبتيها تجمع القطع المتناثرة من تلك التحفة الثمينة
أنت مين
ارتفعت عينين الجالسة أرضا وقد سقط شالها نحو كتفيها فظهرت ضفائرها
خدامتك فرحه يا بيه
التقطت عيناه ابتسامتها الواسعة
مش كنت اخدتي الأرض افضل ما تاخدي عقلي يا بنت عبدالرحمن
هتف بها كاظم ينظر إليها في مكر بعدما جعل في حديثه المازح العقل دون القلب
ارتفعت برأسها قليلا حتى تتضح لها نظراته اللعوب ولكنها وقعت في شرك لعبته
وليه ما اخدش قلبك كمان
تعالت ضحكات كاظم متلذذا باللعبة الجديدة بينهم
طماعه أوي أنت يا جنات.. عقل وقلب وفلوس.. شكلي دخلت صفقة خسرانة
أنا مش عايزه فلوسك يا كاظم ديه كانت الغلطة الوحيدة اللي عملتها في حياتي ودفعت تمنها
شعرت بالإهانة فها هو يذكرها دون قصد منه بصففتهم الأولى
زعلانه من مجرد هزار شوفتي بقى مين غاوي نكد
أنا مش زعلانه
ارتفع حاجبه الأيمن في إستنكار .. ينظر لعبوس ملامحها
واضح إنك مش زعلانه يا جنات
احتقنت ملامحها تطالعه بعبوس أشد
لا أنت لسا مصالحني وأنا مش معقول هنكد عليك يا كاظم .. اصل انا راضيه
عنك خلاص بعد عرض الشغل اللي قدمته ليا.. رغم إن العرض مجاش غير عشان تخلص من الفراغ اللي بقى عندي وتعرف خطواتي
ارتفعت زاوية شفتيه في دهشة جعلتها تنظر إليه متسائلة بعدما تمكنت التقاط أنفاسها
أنت بتضحك عليا يا
متابعة القراءة