لمن القرار

موقع أيام نيوز


الكمبيوتر لأنها قضت داخل هذه الغرفة يومين
برضوه بتتهم بسمه
مش بتهمها.. أنا كانت حاططها بس في دايرة الإتهام لأنها اختفت فجأة
قولتلك يا حسام.. اختفاء بسمه لظروف.. وبسمة مختفتش ولا حاجة.. وعلى فكرة بكرة هتتكسف اوي من نفسك لما تشوف جوزها.. أصله صديق لاخوك يا بشمهندس
ضاقت عينين حسام في حيرة وقبل أن يهتف ويخبرها إنه لم يتصل إلا لمراضاتها وليس لأن يتحدث عن أمر الأجهزة المسروقة..

اغلقت ميادة الهاتف فعلقت عيناه بهاتفه مذهولا من فعلتها.
أعاد الاتصال لمرات إلى أن ضجر بعدما اغلقت الهاتف تماما وسرعان ما كان يقذف بهاتفه فوق الفراش حانقا منها ومن نفسه
كفايه بقى.. أنا غلطان إني بتنازل كتير.. الكل شايف حبي ليكي وأنت عامية
....
اغمض ماهر عيناه لعله يهرب من ذلك الضجيج الذي ظن أنه غادره منذ زمن. 
لقد عاد كل شئ مع عودته للبلاد عاد لينتقم ويثأر لكرامة سلبت ذات يوم ولكن ها هو يعود لنفس النقطة. 
زفر أنفاسه بقوة فسنوات عديدة مضت وهو مازال كما هو.
بسخرية ارتفعت زواية شفتيه لقد غادره الشباب وهو أبله كحال قلبه.. فأين الأنتقام الذي عاد من أجله.
أمتلك النصيب الأكبر من الشركة صار قصر الأسيوطي ملكه.. كسر أنف ذلك المتعجرف حامد.. تزوجها إجبارا بعدما أراها مستقبلها القادم وهى مشردة خالية الأيد من كل شئ حتى إحترام الناس.
فتح عيناه يستمع لطرقعة كعب حذائها الذي شق سكون المكان عيناه تعلقت بخطواتها التي جاهدت في إظهارها كما هى شهيرة الأسيوطي المرأة التي لا يؤثر بها شئ.
ببطء تقدمت منه تخفي عن عينيه الثاقبة لخطواتها حقيقة صارت روحها تعريها لها قوتها صارت تتلاشى مع الزمن.. منذ أن اختارت أن تحب رجلا يصغرها بأعوام ورغبت أن تنجب منه طفلا رغم اتفاقهم وقناعتهم إنها ليست علاقة دائمة.
جلت حنجرتها تنظر إليه بنظرة لم يظن يوما إنها ستحتل مقلتيها 
كل حاجة نملكها بقت ملكك.. ماظنش في إنتصار أكبر من كده..
توقفت عن الحديث تنظر نحوه لا تصدق إنها نطقت بحقيقة خسارتها لأملاك عائلتها رغم محاولاتها لإعادة كل شئ
حتى أنا بقيت ملكك دلوقتي يا ماهر.. لكن
ازدردت لعابها تتحاشا النظر إليه لقد وقعت في نفس الخطأ.. تطلقت من سليم حتى تنال منصب حامد بعدما وضع إستمرارها في زيجتها منه أمام إدارتها لأعمال العائلة بأكملها.. وها هى من أجل ما ضحت تضحي مرة أخرى بخسارة أشد
وقبل أن تضيف ببقية حديثها نهض عن مقعده مقتربا منها يرمقها بنظرات خاوية 
لكن إيه يا بنت الباشا.. اقولك بقيتي ملكي ليه ونزلتي من برجك العالي.. عشان الفلوس عشان شهيرة الأسيوطي شايفه ديما نفسها ست مميزة.. فجأة هتكون ولا حاجه..
تجمدت ملامحها تنظر إلى قسمات ملامحه المتجهة
يبقى لازم شهيرة الأسيوطي تقبل
بالعروض المغرية.. ومتفكرش غير في اسمها واسم العيلة العريقة
تمتم بها ساخرا عائلة عريقة بأعمال غير مشروعة.. يالها من عراقه عاشوا بها سنين طويلة يتفاخرون بها بين أقوام طبقتهم
بكره الكل هيكون عرف بجوازنا للأسف مبعرفش اوفي بوعودي لناس بتفكر بس في المصلحة..
صعقتها عبارته عن أي زيجة سيعلم بها الناس.. رغم شرعيتها إلا إنها لا تريدها معلنة 
أنت بتقول إيه.. مش ده اللي اتفقنا عليه.. مينفعش حد يعرف.. سليم لو عرف هياخد خديجة مني
التمعت عيناه بالحقد اتذكر اسم غريمه له.. ألا يكفيه إنه وحده من نالها.. ولو أشار

إليها بالعودة إليه ستهلث خلفه
سليمسليم كل خۏفك من سليم ونظرته ليكي.. سليم اللي رماكي واتجوز مرات السواق اتجوز خدامته 
...
اغمض مسعد عيناه بعدما انسابت المياة الباردة فوق جسده ينظر نحو كفوفه حيث كانت منذ ساعتين تلتف حول عنق حامد. 
ابتسم بأنتشاء
يجتذب المنشفة يحيط بها حضره يتذكر تلك الغافية المړتعبة بالأسفل وعلى ما يبدو إنها غافت في مكانها بعدما قاومت نعاسها
محدش هيعدل مزاجي غيرها.. اومال أنا جايبها ليه هنا
اتجه نحو المطبخ حيث المكان المخصص لغفيانها.
يديه اخذت تتحرك بخفة فوق طرحتها.. يبتسم بمكر على هيئتها.. . عباءة سوداء اسفلها بنطال وحجاب اسود وكأنها تحمي نفسها عنه هكذا
انتفضت مڤزوعة بعدما لطم خدها
مش قولت متناميش
احضرلك الاكل يا بيه.. ابوس ايدك متعملش فيا حاجة
تعالت ضحكات مسعد وهو يرى ذعرها مستمتعا
هو أنا عملت إيه..
ابوس ايدك يا بيه.. سيبني اروح لحالي.. قول لجوز امي إنك مش عايزني اشتغل عندك تاني
اقتربت منه لتقبل كفه فتركها تفعل ما ارادت..
سعيدا هو بما يراه.. داعبت شفتيه ابتسامة خبيثة وقد ظنته سيرحمها.
بصي يا فرحة.. أنا مش هاذيكي.. هتفضلي بنت متخافش
اتسعت عيناها ذعرا وتراجعت للخلف.. 
تعالي قربي..
ايأمرها تقترب.. دارت بعينيها في
المكان.. تبحث عن المخرج .. ستفر هاربة من هنا.. 
التمعت عيناه بمكر يجتذبها من ذراعها
مبتسمعيش الكلام ليه.. أنت هنا خدامة.. سامعه.. اللي اقول عليه تنفذي 
حاولت دفعه ولكنه كان يعرف كيف يأسرها بين ذراعيه ويدفعها نحو الطاوله 
قولتلك مش هتخسري اخرسي بقى
انسابت دموعها في عجز.. لا أحد هنا في هذا المكان إلا ذلك الحارس أمام تلك البوابة.. كتم صوتها بكفه.
اغمضت عيناها بعدما عجزت حتى عن الصړاخ 
فتحت عيناها تتذكر السکين الموضوع فوق الطاولة تمد يدها نحوه..
ارتخت قبضتي مسعد عنها..تنظر نحو السکين الذي صار بيدها.. تدور بجسدها تنظر نحو ذلك الواقف لا يظهر إلا عينيه 
يهتف بها 
ارحلي من هنا 
ومسعد غارق في دمائه.. فعادت تحدق بالسکين النظيف من الډماء بنظرات ضائعة .. ونحو الواقف
الفصل الثالت والسبعون 
_ بقلم سهام صادق
انتفضت من فوق الفراش تنظر نحو ملك التي ابتعدت مذعورة من نفضتها ولهاثها تجاوزت ملك صډمتها.. وعادت تقترب منها تفتح لها ذراعيها
مټخافيش يا بسمه أنت هنا معايا
تلاشى ذعرها بعدما اختفت تلك الأصوات تشعر بذراعين ملك حولها
هنتجاوز كل حاجة وحشه مرت في حياتنا يا بسمه ..
هيجي يوم وهننسى لأن طعم السعادة هيكون أكبر من طعم المرارة 
دمعت عينين بسمة وهى تسمعها فاغمضت عيناها تحلم بتلك السعادة التي انتظرتها طويلا
أول حاجه هنعملها إنك تقومي تصلي الفجر حاضر.. مش هنقعد نبكي على الصدمات والابتلاءات من غير ما ناخد خطوة صح في حياتنا يا بسمة 
ابتعدت عنها بسمه تنظر لها پضياع صار يحتل عيناها تنساب دموعها تتذكر تلك الأوقات التي كانت تصلي فيها.. حينا يأتي رمضان فتذهب مع جيرانها للمسجد لصلاة التراويح صلاة العيد وفرحتها ببهجته.. وحينا يمرض والدها وحينا تريد الدعاء على فتحي عندما ينهال عليها ضړبا ورغما عنها انشقت شفتيها بابتسامة باهتة
ابتسمت ملك عندما لمحت ابتسامتها تجذبها من ذراعيها تدفعها نحو المرحاض 
لا أنا مش هستنى تفكري كتير.. 
...
عادت ملك للغرفة التي تقيم بها بسمه بعدما تركتها واتجهت نحو غرفة الصغير تطمئن عليه
انفطر قلبها وسكنت مكانها وهي تراها مازالت ساجده تبكي بقوة تناجي ربها.. تطلب منه الرحمة في حياة تلفظها
اتخذت ملك ركنا بعيدا وتركتها في مناجتها حتى توقفت بسمة عن البكاء وانهت ركعتها الأخيرة
بعد وقت استدارت بسمة بجسدها تمسح دموعها بأناملها تشق شفتيها ابتسامة خفيفه
ابتسمت ملك تمسح دموعها هي الأخرى واسرعت نحوها تضمها إليها
كنت ھموت بعد مۏت عزالدين.. کرهت الدنيا والناس.. كنت حاسه إن روحي بتنسحب مني..
توقف ملك عن الحديث تطبق فوق جفنيها تحرر دموعها العالقة بأهدابها
تعرفي طلبت من رسلان يطلقني.. رغم حزنه ووجعه على ابنه إلا إني مكنتش شايفه غير كل ذكرى سيئة وألم عيشته.. الأم اللي مطلعتش أمي..حبها لمها كان واضح اوي يا بسمة وكنت ديما بقول عشان هي الصغيرة وانا الكبيرة.. واول ما رسلان حبني واختارني أنا ظهرت الحقيقة.. أنت لقيطة من الشارع..أنا بنت راجل عاش عمره كله مش معترف بيا قدام مراته بنت الحسب والنسب عشان حبه ليها 
فتحت ملك عيناها تنظر نحو كفيها المضمومين بين كفي بسمة بمرارة ابتسمت فمن الذي سيواسي من
اليوم 
لكن ۏجعي وحقدي على الدنيا اتحول فجأةصليت لأول مرة بخشوع حقيقي.. اتحول الحقد اللي جوايا.. لرضي.. لقيت نفسي بشوف اللي كنت شيفاه بلاء وقسۏة لطف ورحمه.. الاختبار احيانا بيكون صعب لكن إحنا لازم ننجح فيه يا بسمه والنجاح هو الرضى وإنك تقومي من التاني وتتعلمي حاجه من درسك وتختاري الطريق الصح والطريق الصح هو الصلاح 
دمعت عينين بسمة تومئ لها برأسها ولكن أين هو الطريق هم اغلقوا لها جميع الأبواب وكأنهم يرغبون في ذبح روحها 
نظرت للمصحف الذي وضعته ملك بين يديها متمتمه 
متعالجتش غير كده.. ده كان علاجي.. تعرفي انا بقيت بسأل نفسي ليه كنت مقصرة اوي كده.. صحيح بصلي لكن مش ملتزمه في الصلاة في أوقاتها.. بقرء قرأن لكن في اوقات الضيق والحزن.. طيب وليه ده معملهوش يوميا ليه الدنيا تسرقني في متعتها.. مع إني ممكن استمتع بكل حاجه ومعاها الراحه والسکينة 
ابتسم رسلان وهو يتراجع بخطواته متجها نحو غرفتهم يهوى بجسده فوق الفراش يتسأل داخله هل هو محظوظ لهذه الدرجة لتكون من نصيبه رغم ما حدث.. ملك حظه الأجمل في الدنيا.. لم يخطأ يوم أن أحبها.. ملاكه الذي وضعه القدر في عائلة تحاوطها مظاهر الحياة وحب النفس.. ما حدث لهم ليس عقاپ لها هي.. هم من يستحقه هذا
دمعت عيناه يتذكر صغيرة يغمض جفنيه في ألم متمتما 
سامحني يا عزالدين.. أتحرمت منك لاني كنت رافضكم لأنكم منها.. هعيش عمري كله الندم مالي قلبي 
.
ضحكت ملك رغما عنها وهي تنظر لحالها بسمه من تواسيها بدلا من أن تواسيها هي 
هو مين المفروض يواسي مين 
تمتمت بها ملك وهي تبتعد عن ذراعي بسمه التي ابتسمت وقد عادت الحياة تنبض في مقلتيها وبصوت متحشرج هتفت 
مش عارفه..
ضحكوا سويا فاسرعت بسمه في احتضانها بقوة 
أنت عيلتي الوحيدة يا ملك.. أنت الوحيدة اللي حبتيني بعد بابا.. محدش غيركم حبني 
ابتعدت عنها تضم وجهها بين راحتي كفيها 
اللي يعرف بسمه صح يحبها وأنت تستحقي الحب يا بسمه بنت جدعه بمېت راجل
التمعت عينين ملك وهي تتذكر بسمة في بداية لقائهم فتاة مرحه رغم ما تعيشه بكنف شقيق قد خلى قلبه من الرحمه إلا إنها كانت صامدة تهون على نفسها بابساط الأشياء 
فاكره الفرح اللي اخدتيني فيه معاكي.. ووقف واحد يتعرضلنا معرفش طلع لينا منين 
ابتسمت بسمة تتذكر ذلك اليوم وكيف انهالت عليه ضړبا بحذائها فاردفت ملك ضاحكة 
مش عارفه إزاي نشيلتي بجذمتك وبطحتي 
سقطت هذه المرة دموعهم من شدة الضحك وملك تزيد من قص تلك المواقف السعيدة التي ضحكوا فيها من قلبهم
نفسي ارجع الحارة تاني يا ملك عايزه ارجع لبيت أبويا.. منه لله فتحي حرمني من حقي وسابني في بيوت الناس اشحت عطفهم 
عادت الألم يستوطن قلب بسمه فلو كان لديها جدران تحتمي بهم ما عاشت ما عشته
بيوت الناس.. 
استنكرت
ملك حديثها
 

تم نسخ الرابط