لمن القرار
المحتويات
الحبس
تهللت اسارير ملك كحال بسمة فابتسم رسلان يهيم بنظرات الأخرى بعدما تناول حقيبته الطبية
ملك أنا محتاج بسمة تيجي المستشفى بكره عشان شاكك يكون في كسر في دراعها اليمين
اعتدلت بسمة في رقدتها بتعب بعدما ثقلت جفونها
لا مستشفى لا مبحبش المستشفيات ملك قولي لجوزك بلاش مستشفى
هل لوهلة خفق قلبها من سماع تلك الكلمة رغم عدم إتمام شئ اطربت الكلمة أذنيه كما خدرتها لثواني وسرعان ما نفضت عقلها وانكمشت ملامحها تطالع تلك الراقدة
باعتبار ما سيكون يعني بتبصيلي كده ليه
طالت نظراتهم لبعضهم وبعدما كانت الابتسامة تشع عينيه انطفأت عندما رأها كيف زجرة بسمة التي هربت منهم بالنوم
غادر رسلان الغرفة يتنهد بتعب من شدة إرهاقه
ياريت تحضري ورقك عشان كتب الكتاب يا ملك الموضوع مبقاش فيه هزار
هل أصبح مطعمها الصغير له روح مبهجة ام تلك الصغيرة اللطيفة هي من جعلت مطعمها يشع بهجة
وضع أحمس الفطائر مع كوبين من الشاي على الطاولة وعينيه عالقة نحو فتون والصغيرة الجميلة تركض خلفها
اقترب منهما مبتسما يلتقط من فتون الطلب الذي دونته للتو من أحد الزبائن
وداعب رأس الصغيرة مشعث لها خصلاتها فتذمرت الصغيرة عابسة
اسمك وحش يا أحمس
رفع أحمس عينيه نحوها يزجرها بنظرات غاضبة مصطنعة يضع بيده فوق قلبه
اسمي وحش طب تعالي هنا
تعالت ضحكات الصغيرة كما تعالت ضحكات فتون فتحولت نظرات الزبائن القلائل نحوهم
هوووس
والصغيرة كانت تجيب عليه بمشاغبة
هوووس
لا أنا بقول اروح قدم أنا الطلب بدل ما الزباين تطفش
اتجهت فتون تعد الوجبة المطلوبه وعينيها تلمع بالسعادة
المطعم أصبح خالي في وقت بعد الظهيرة تنهدت فتون بإرهاق تضع الطعام فوق الطاولة وأحمس جلس وأجلس خديجة أمامه يقص لها عما يدرسه
ضحك أحمس على عبارتها مداعب وجنتيها الشهيتين يريد قضمهما
لا أنا بابا بتاعي مش بيجبلي حاجه حلوه تحسي إني مش أبنه
لوت الصغيرة شفتيه تحاول أن تستوعب حديثه وصاحت بحماس
بابي
بتاعي أنا احلى من بابي بتاعك بيجبلي كل حاجة حلوه عايزاها
فلطم أحمس صدره ينظر نحو الصغيرة التي تعلقت عينيها بفعلته تستمع لصياحه
نكزته الصغيرة فوق صدره تصيح باسم فتون التي تقدمت نحوهما بأكواب العصير
فتون أحمس مش بيحب بابا بتاعه
اتسعت عينين أحمس ينظر نحو فتون التي انفرجت شفتيها في ضحكة صاخبة
البت ديه هتوديني في الداهية خدي تعالي هنا
حملها فوق كتفيه يلاعبها بطريقته تعالت ضحكات الصغيرة تهتف اسمه
أحمس وحش
اتجهت فتون إليها تخلصها منه ومازالت تضحك على أفعالهم
كفاية يا أحمس خديجة مش متعودة على الهزار ده ديه مش زي ولاد اختك العفاريت
أنتوا بتعملوا إيه في بنتي
بهتت ملامحهم يلتفون نحو ذلك الصوت طرقت شهيرة بكعب حذائها تنظر للمكان بمقت ثم عادت تنظر إليهم الټفت للخلف تشير نحو سائقها الذي أتبعها كما أمرته وبإشارة واحدة كان يفهم ما تريده سيدته
حمل الصغيره بين ذراعيه فتعالا صړاخها
فتون فتون
تحركت فتون خلفها وكاد أحمس أن يسبقها ولكن تجمدت عينيهم نحو ثلاثة رجال أصبحوا يقفون خلف شهيرة
أنتم بتعمل إيه هنا أنا هتصل بالشرطة
ولكمة قوية كان يتلقاها أحمس فوق خده الأيسر ترنح بجسده وكاد أن يسقط ولكن يد أحدهم قبضت فوق ذراعيه ثم كتم فمه ليخرسه
أحمس
صړخت فتون باسمه وقبل ان تندفع إليه كان الرجل الأخر يكبلها
اتسعت ابتسامة شهيرة وهي ترى هيئتها الضعيفة
أهلك معلمكيش إن دخولك مكان مش ادك وأكبر من حجمك غلط عليكي
رمقتها فتون بنظرة جامدة فصدحت ضحكات شهيرة وهي تراها كيف تتلوي بين ذراعين رجلها تحاول الصړاخ ولكنها تفشل
بنتي أنا واحده زيك تاخدها تربيها بنت شهيرة الأسيوطي خدامة تربيها
حاولت دفع الرجل عنها ولكنه كان يزيد من محاوطتها وكتم فمها
لو كنت سكت على جوازه منك ف بنتي لاء
وابتسمت بإنتشاء وهي تراها كيف تتلوي هي وصديقه بين ذراعين رجالها
أنا سيبهولك بس يتسلى بيكي شويه ويدوق طعم الرمرمة وبعدها هو بنفسه هيرميكي
واقتربت منها تلطم خدها برفق بعدما عادت محاولتها في الخلاص مهمهمة بأنفاس متقطعة
اندفع الرجل الاخر الذي كان ينتظر إشارة من سيدته ينفذ الأمر اتسعت حدقتيها وهي تشاهد حطام مطعهما أمام عينيها
حاول أحمس الخلاص من الرجل الذي يكبله وعندما نجح في محاولته أخيرا كان كل شئ قد تم هدمه وانسحب الرجال بعدما اتخذوا اسلحتهم دفاع وهم يحاوطون سيدتهم
فتون فتون
صړخ أحمس باسمها بعدما عاد إليه ولم يستطيع اللحاق بهؤلاء الرجال
فتون ردي عليا
وهي لم تكن سوي في عالم آخر جاحظة العينين تطالع حطام مطعمها بأنفاس مسلوبة
ليلا وفي نفس الليلة والچرح لم يندمل بعد الشقة مظلمة ساكنه ولكن ذلك الضوء الاتي من غرفتها يخبره بوجودها
السيدة ألفت غادرت المنزل بعدما أمرها أن تعود للمنزل الأخر وتكون جوار صغيرته بعد فعلت شهيرة وقد أجل الحساب بينهم لغد
دلف للغرفة بأنفاس لاهثة ينظر نحو جسدها المكوم فوق الفراش
مبترديش على التليفون ليه يافتون أنتي عارفه انا عملت إيه من قلقي عشان ارجع مصر
رفعت عينيها نحوه وقد انتفخت جفونها من شدة البكاء فاقترب منها يجذبها إليه وقد إزداد وعيده لشهيرة وهي يراها هكذا ساهمة تنظر إليه وكأنها لا تراه
فتون ردي عليا
المطعم
هتفت كلمتها بحړقة فمسح فوق خديها يقسم بصدق
هعمله ليكي من تاني كل حاجه في المطعم هترجع احسن من الاول وشهيرة أنا هعرف اتعامل معاها كويس
طالعته بنظرة لم يفهمها وفي لحظة خاطفة كانت تجذبه إليها اتسعت عيناه ذهولا وهو يراها كيف تدعوه صراحة في نيلها بل وتبادر هي
فتون أنتي بتعملي إيه
ولكنها كانت في عالم
أخر عالم لا تسمع فيه إلا صوت شهيرة وهي تخبرها إنها لا شئ سيناله ثم سيلقيها من حياته وها هي قررت أن تعطيه ما يريده لعلها تخرج من خيوط لعبته
فتون فوقي من اللي انتي بتعملي
ضاع مع چنونها وكرجل عاشق متعطش كان يمنحها ما تريده ويريده هو
الفصل الثالث والثلاثون
_بقلم سهام صادق
تعلقت عيناه بها بأنفاس لاهثة وبرقة بالغة كانت يده تتحرك نحو غرتها يرفعها ببطئ فوق خصلاتها
اغمضت عينيها وهي تشعر بأنامله تسير برفق وتروي على ملامحها ثقلت أنفاسها تقاوم شعورها تقاوم ذلك الإحساس الذي لا تريد الشعور به سليم ليس بطل سليم رجل كباقي الرجال وحديث شهيرة مازال يعود ويقتحم عقلها
أنا سيباه يدوق طعم الرمرمه
التف ذراعه خلف جسدها يجذبها إليه ويضمها نحو صدره بحنان بالغ غير مصدقا مع حدث بينهم
لقد ظن أن الطريق مازال طويلا ولكن الطريق قد قصرت مسافته وها هو غارق في لذة سعادته
هدأت أنفاسه رويدا رويدا يشعر بسكونها بين ذراعيه والحديث الذي أراد قوله قد تبخر وضاع كل حديث كان يرغب به وبغفلة منه كان سلطان النوم يمتلكه
طالعته وهو غافي جوارها وشئ خفي داخلها كان يقودها لترفع يدها كي تلامس ملامحه
نفضت عقلها وهي تقبض فوق يدها بقوة وهتاف واحد يستوطن عقلها لقد انتهى الأمر ونال ما طمح له منذ زمن
ظلت طويلا جالسه هكذا تنظر إليه تارة وتارة اخري كانت تحيد بعينيها بعيدا عنه تحارب أفكارها وضعفها وفي النهاية كانت تسقط جواره غافية
في الصباح الباكر فتح عينيه ببطء لعله لا يفيق من حلمه ولكن الحلم كان حقيقة وهو يراها غافية جواره وأنفاسها قريبة منه اتسعت ابتسامته شئ فشئ يزفر أنفاسه بتنهيدة طويلة
فأخيرا أصبحت له وملكه أخيرا استطاع أن يحدد مشاعره ويعرف هل كان يتوق لها حتى يشبع حاجته أم كانت له شئ مختلف وضع في طريقه والإجابة قد حصل عليها اليوم إنه لم يرتوي ولم يشبع ولم يشعر إنه نال ما يريده ليلقيه بعدما ينطفئ لهيب رغبته
تحسس وجهها بأصابعه يهمس اسمها بخفوت
فتون
وسرعان ما ابتسم وهو يطالعها تفتح عينيها بصعوبة ولكن تلاشت بسمته وهو يراها كيف انتفضت من جواره تحدق به صامته
حاول تجاوز ذلك الشعور الذي طعنه وقد خشي الإجابه قبل أن يعلمها
أنتي ندمانه على اللي حصل بينا يا فتون
أخدت اللي كنت عايزه من زمان فاضل إيه تاني عشان ادهولك وتبعد عن حياتي
تجمدت ملامحه لا يستوعب حديثها
فتون أنتي بتقولي إيه
وعندما بدء الأمر يتضح إليه هتف غير مصدقا
يعني أنتي كنتي بتسلميني نفسك عشان كده
وتلك نظرة التي رأتها احتلت عينيه جعلتها تتراجع للخلف تخشي بطشه ولا تعلم متي وكيف استحكمت ذكرياتها مع حسن عقلها ولو ظنت يوما إنها شفيت من ندوب الماضي لكانت كاذبه
ضعفك امبارح وإستسلامك لمشاعرك كل ده كان عشان تسلميلي نفسك وتشوفي أد إيه أنا راجل غامت عينيها بالضعف وهي تطالعه فأزداد صراخه بها
ردي عليا
أيوة أيوة عملت كده عشان تخرج من حياتي وادفعلك التمن اللي أنت مستنيه
استنكر عبارتها الأخيرة متمتما
تمن تمن إيه يا فتون
كفاية كدب بقى أنت اشتريت حياة كل الناس اللي حواليا اشتريت أهلي خليتهم عيشين عيشه مش بتاعتنا ويوم ما هترميني مش هيكون ليهم مكان في الدنيا ديه اشتريت جنات عشان توصل لحقها حتى المطعم كنت أنت الايد الخافيه يعني أنا ببساطه معملتش ولا نجحت في حاجة
واڼهارت باكية تجثو فوق ركبتيها تحملق في كفيها المضمومين ترى حياتها وكأنها بهما طالعها پصدمة هل ترى أفعاله بتلك الدنائة
سنه يا
فتون
باغتها بعبارته تلك فرفعت عينيها إليه لا تفهم مقصده حتى اردف بعدما اقترب منها
سنه من عمرك معايا يا فتون وبعدها هطلع من حياتك
سنه
وجوابه كان مثلما ارادت طالعته پصدمة اكبر وهي تسمعه
سنه من عمرك اظن مش هتكوني خسرانه حاجة حياتك مش هتتغير بعدها ولا حياة أهلك هتتخلصي مني مع مستقبل هكون ضامنه ليكي ولاهلك
طالعته بحقارة ها هو يثبت لها صدق طليقته في حديثها ونحن النساء حينا نريد الإقتناع يتهيئ العقل والقلب
والتمن نفس ليلة امبارح
ضحك ملء شدقيه يدور حول حاله
تفتكري راجل حقېر زي هيعوز إيه من ست يا فتون
طليقتك عندها حق انت مش عايز غير ترمرم وتشبع من رمرمتك وبعدين ترميني
ها هو الجواب يحصل عليه منها شهيرة تحرك بعيدا يومئ لها برأسه
أنتي وشطارتك في السنه ديه خليني ارمرم لحد ما اشبع ها إيه رأيك
أندفعت صوبه تدفعه
متابعة القراءة