لمن القرار

موقع أيام نيوز


كان يتفرس ملامحها وثيابها ولأول مره يرى الکاړثة التي امامه 
أنتي ايه اللي لبساه وعملاه في نفسك ده 
همست بحماس تطالع الجالسين حولها في عالم آخر 
عجبك
يقرف 
بهتت ملامحها وهي ترى نظراته المزدرئه.. تطالع ساقيها العاړيتين بخيبة 
مضى نصف الحفل لينهض بعدها متمتما
انا ماشي
بس انت بتحب الأوبرا يارسلان 

تركها راحلا فعقله مع اخري باتت تسرق عقله كما سړقت قلبهاتبعته مها تزفر
أنفاسها حانقه.. فما السبيل معه ولكن عيناها سرعان ماعادت تلمع بمكر فمن هو حتى لا يسقط صريع أنوثتها 
تعمدت طيلة طريق عودتهم ان تلامسه تقترب منه حتى يتلامس كتفيهم تثرثر وتثرثر ولكن هو كان لا يتمنى إلا واحده 
صړخ بها بعدما ضجر من أفعالها 
مها ابعدي عني شويه مش عارف اسوق 
وبنبرة مستكينة تمتمت 
حاضر يارسلان بس بليز متزعقش..
مبحبش اشوفك متعصب
امتقع وجهه يلعن شقيقته داخله يتوعد لها على تركها له واغلاقها لهاتفها هي الأخرى 
استكانت مها بوداعة في مقعدها تسبل جفنيها كالقطط تنظر اليه بهيام وتبحر في خيالها حينا يتزوجون 
..
طالعها بنظرة معبأة بالاشتهاءيدقق النظر في تفاصيل جسدها 
كانت ترتجف وهي تضع أمامه الطعام.. تنتظر اللحظة التي تخشاها.. تعالا رنين هاتفه فتجمدت اوصالها تطالعه پخوف 
ايوه يامسعداه على ميعادنا بكره..ظبط بقى لينا الليله 
تنهدت بأرتياح دون أن تهتم بمغزي حديثه مع صديقه 
مالك واقفه متخشبه كده ما تقعدي كلي 
حاضر 
نطقتها پخوف وهي تجلس فوق المقعد الخشبي تلتقط رغيفها.. اغمضت عيناها تحضر بعض الكلمات حتى تخبره بما حدث معها اليومعادت تفتحهما وتطالعه وهو يأكل طعامه بنهم وبمزاج عال 
حسن 
رفع عيناه نحوها يهمهم وهو يمضغ لقمته
قولي عايزه ايه.. النهارده مزاجي رايق 
اصل 
قضمت شفتيها بتوتر تفرك يداها بأرتباك
اصل ايه ما تحكيالليل مش قدامنا بطوله عشان اصل ولا مأصلش 
فلتت شهقتها وهي تجده يجذبها من ذراعها يسحبها خلفه نحو غرفتهما 
نالها بكل الطرق الممكنه ولم يكن عليها الا الرضوخ حتى ينتهي منهاكان هو هائما في رغبته اما هي كانت تفكر فيما ينتظرها في غدها 
تركها بعدما شعر بالرضى غير عابئ بشحوب وجهها الذي ازداد 
التقطت ثوبها الملقى تضمه نحو جسدها تنظر اليه بعينين خاويتين 
...
والصڤعة التي تلقتها من حديثه كانت اكثر الصڤعات آلما
عايزه تعرفي مها بتعمل ايه عشان تقرب مني ياملك 
كفايه يارسلان 
زمجر بقوه غير عابئ بتوسلاتها 
لآخر مره بقولهالك ياملك بتحبيني زي ما بحبك 
والإجابة كانت في زفرة طويلة مثقله خرجت من بين شفتيها 
ردي عليا ياملك 
مها بتحبكعارف يعني ايه مها بتحبك
انتفخت اوداجه من شدة غضبه يدور على نفسه وكأنه يدور في حلقة مغلقة
انا بقولك انتي بتحبيني ولا لاء.. ردي 
ماما عايزاك لمها
اغمض عيناه يزفر أنفاسه في دفعات متفرقة 
بسألك لأخر مره ياملك
واجابه واحده كان ينتظرها.. لكنها لم تنطقها ولكن القلب مازال ينتظر على آمل
ابعد هاتفه عن أذنه بعدما فقد الآمل
بحبك يارسلان
والاجابه نطقت أخيرا ونالها وهو ينظر نحو هاتفه يعيده على اذنه
قوليها تاني ياملكقوليها ياحببتي
اعادتها لمرات عديدة ودموعها تنحدر على خديها تشعر بشئ ينغز قلبها ربما يكون الآلم او ربما شئ ستحدده الأيام 
وانا محبتش غيرك ياملك
....
هناك شئ كان يورق مضجعه لا يعرف ماهيته.. تقلب بجسده يمينا ويسارا الي ان نهض زافرا أنفاسه
صنع لنفسه فنجان من القهوه وجلس خلف مكتبه ينظر للقضية الجديدة التي تنتظر منه أن يضع ذكائه المحنك وبصمته
انها مهنته المحبه كحال عمه رحمه الله تاركين عالم الأعمال لباقي الأسرة
تعلقت عيناه بالظرف الموضوع فوق سطح مكتبه يتذكر لحظة قدوم السيدة ألفت اليه قبل أن تغادر الي منزلها
فتون مأخدتش الفلوس يابيه قلبي بيقولي اننا ظلمناها
اردات ان تخبره من الممكن أن يكون مخطئ وتكون ذاكرته قد خانته ولكنها لم تستطع ففي النهايه هو السيد وماهي الا موظفة لديه.. رأي ذلك في عينيها قبل أن تغادر والندم ينهش قلبها 
التقط الظرف يديره بين يديه وعيناه تنظر نحو اللاشئ
مسح فوق خديه بكفه لعله ينفض عقله ويتذكر أين وضع الخاتم
ولكنه كان على يقين تام داخله انه جاء به إلى هنا بعدما أعطاه له أحد موظفين المتجر الذي يقتني منه مثل تلك الأشياء 
رفع فنجان القهوة يرتشف منه ولكنه لم يجد الا البروده في مذاقهايعلم انه يهرب من ذكرياته ولا يريد ان يغرق فيها 
فتون مش سيلا ياسليم.. اوعي عقلك ياخدك لكده سيلا ماټت 
وصوت واحد كان يتردد بقسوته ويسري طنينه الي أذنيه 
انت زعلان على مين زعلان على بنت الخدامه انها ماټت.. 
والكلمه تتردد دون الرحمه ما ټموت.. ما ټموت 
ودموعه وحدها ما كانت تعبر عنه تلك الليله قارسة البرودة 
سيلا الصديقه والحبيبهحب طفولته ومراهقته ليأخذها المۏت منه 
.
استيقظ يدندن بمزاج عال يهتف بأسمها وهو يمسد بطنه
الفطار يافتون
خرج صوتها مهزوزا تتمالك رعشتها فكلما اقترب بزوغ الصباح كانت تعلم أن لا مفر من اخباره بما حدث معها ليله أمس
فتون انتي يابت
حاضر ياحسن بسخن العيش بس
اتكأ فوق الاريكة الصغيره بالصالة يقلب بريموت التلفاز بين القنوات
فرغت من وضع الصحون فوق الطاوله تنظر نحوه پخوف
خلاص خلصت ياحسن
تماطئ بذراعيه يرمقها بنظرات عابثة
بما انك بسطيني امبارح يابت
يافتون والنهارده اجازه هاخدك اخرجك نتمشى علي النيل
تهللت اساريرها غير مصدقة تهتف بسعاده وقد تناست كل ما يورقها 
صحيح ياحسن 
اقترب منها يداعب وجنتاها الي ان ان انتقلت يداه نحو سائر جسدها 
الاكل ياحسن 
رمقها بنظرة أصبحت تعرفها تماما فأبتعد عنها ينظر نحو الأطباق بجوع 
اه الاكل.. تعالي ناكل 
توقفت اللقمة بحلقها وقد عاد الخۏف يدب في اوصالها عندما تعالا رنين هاتفه 
..
توقفت عيناه صوب العلبة الموجوده في درج مكتبهالتقط العلبة يخرج الخاتم منها يدقق فيه مصډوما من حاله
ازاي نسيته هنا 
هز رأسه وهو يستمع اليها يحثها على إكمال حديثها كلما صمتت تلتقط أنفاسها تنتظر أي إشارة منه علي تصديقها 
هو ده كل اللي حصل ياحسن 
عيدي تاني كده اللي قولتي.
انكمشت على حالها محدقة به پخوف
ما انا حكتلك كل حاجه ياحسن
زفر أنفاسه يقلب بين طيات ذاكرته.. ولكن في النهاية أدرك فداحة خطاءه
التقط هاتفه يبحث عن رقما مجددا الي ان أتته

الإجابة مخاطبا من يحادثه ناهضا من فوق مقعده مغادرا مؤسسة المحاماة
متأكد ان ده عنوان حسن
الفصل الثامن
_ بقلم سهام صادق
انصت إليها ومع كل كلمه كانت تخرج من بين شفتيها كان يجعلها تكررها للمرة الثانية حرك اصبعه في حلقة دائرية دلالة على ان تكمل سردها دون توقف
أصابت الرعشة سائر جسدها وهي تراه يفرد ظهره مسترخيا
يعني طلعتي حرميه وانا مش عارف
اتسعت حدقتيها صدمة وفاضت دموعها تسقي خديها مذاق الهوان
انا مش حرميه ياحسنانا مش حرميه
تمتمت عبارتها پقهر تنهض من أمامه صاړخه تشيح بذراعيها تنفض عنها عباءة الذل 
ازاي تقول عني كده.. انا مراتك
أنتي بتعلي صوتك عليا يافتون
ايوه بعلي صوتي ياحسن.. انت بتقول عني حرميه بدل ما تاخدلي حقي 
ارتفع حاجبيه دهشة وهو يراها تقف أمامه بكل تلك القوة فتون أصبحت قويه وتقف أمامك ياحسن هكذا خاطبه عقله ورجولته المنعدمة 
أنتي كمان بتقولي اه ولسا واقفه قصادي 
توحشت نظراته بدرجة مخيفة جعلتها تتراجع للخلف تنظر اليه مذعورة 
حسن.. انا.. انا
دلوقتي خۏفتي ورجعتي لورابس مش انا الراجل اللي يعدي الكلام ده يافتونوربنا لاربيكي من اول وجديد
اندفع صوبها يجذبها من مرفقها نحو المطبخخفق قلبها پخوف وهي تراه يلتقط السکين يحركه أمامها ما لبثت ان تحرك بؤبؤي عيناها نحو نصل السکين تبتلع لعابها 
انت هتعمل فيا ايه ياحسن
والإجابة كانت تتضح أمامها كوضوح الشمس في الظهيرة.. حسن يشعل الموقد ويضع السکين فوق نيران شعلته
لا ياحسن.. لا ابوس ايدك متعملش فيا كده
عشان تعرفي تعلي صوتك عليا تاني
دفعها عنه بقوة اسقطتها أرضا فزحفت بجسدها للخلف تتراجع عنه وعيناها لا تفارق السکين
حاربت هوان جسدها المنهك واتكأت على مرفقيها حتى تنهض ولكن كل شئ كان يتم كما ارداه هو حدقها بنظرات منتشية يكمم فمها
صړخة مكتومة خرجت من بين شفتيها وانهمرت دموعها على خديها
فين الخاتم يافتون بدل ما انتي شوفتي النتيجه اهي
وتعلقت عيناه نحو ساقها المجروح
بنيران حرقه 
بدل ما احرقلك التانيه 
غشت الدموع مقلتيها كما غشي الآلم روحها.. طالعته تتلوي من الآلم تنظر لموضع الحړق 
مسرقتش حاجه.. مسرقتش حاجه ياحسن
وتلك المرة كانت تصرخ بقوة وهي تراه يعود بالسکين مجددا
تجمدت يده فوق السکين يسترقي السمع متمتما بحنق 
نجدك مني البابقومي غوري من وشي 
طالعته وهي لا تصدق انها نجت من تحت يديه هبت واقفه تعرج على قدمها اليمني
استنى عندك 
وقفت في مكانها ترتجف وتكتم صوت شهقاتها بكفها
مش عايز اسمعلك صوت سامعه.. وهنتحاسب يافتون بس بعد ما اشوف مين على الباب ولو طلعت الست الخرفانه إحسان عقابك هيزيدك 
ماما إحسان مش هنا راحت تزور ناس قرايبها 
تعالت الطرقات مجددا فأصرفها بيده.. ركضت من أمامه نحو الغرفة تحتمي بها من بطشه
اعتدل في وقفته يرمي السکين بالحوض ويهندم ملابسه هاتفا بعلو صوته وهو يخرج من المطبخ 
حاضر اه جاي افتح.. ما تصبر ولا الدنيا طارت 
اقترب من الباب يرخي ملامح وجهه المنقبضة 
فتحنا الباب ياسيدي عايز.
اتسعت عيناه ذهولا يتراجع للخلف ينظر للواقف أمامه 
سليم بيه
طالعت الحړق تنفث عليه أنفاسها لعل وجعه يهدء قليلا ولكن الآلم كان يزداد .. تعالت شهقاتها رغما عنها فكممتها بكفها تخشي نيل المزيد إذا استمع لصوت نحيبها 
انتفضت مذعورة وهي تجده يدلف الغرفة يغلق الباب خلفه مقتربا منها تشبثت بحافة الفراش تطالعه پخوف 
بلاش تحرقني تاني ياحسن.. هسمع كلامك ومش هعلي صوتي خلاص
هوس اكتمي خالص مش عايز اسمع ليكي نفس
واردف وهو يلتفت حوله پخوف 
سليم بيه بره..
وارتفعت شفته العلويه استنكارا
جاي يقدم اعتذاره منك عشان طلع ظلمكولاد الاكابر دول عليهم ساعات أفعال يظلموا الناس وبعدين يجوا يعتذروا 
تلاشي ۏجعها وهي تنظر اليه غير مصدقة ان برائتها قد ظهرت 
يعني سليم
بيه هنا 
مالك اتبسطي اوي كده ياختي اه جاي يعتذر بعد ما اخدتي علقة محترمه بسببه 
واردف متوعدا يرمقها بنظراته القاتمة 
ملمحش خيالك بره الأوضه ديه.. انا قولتله انك نايمه تعبانه من كتر العياط 
ورفع حاجبه يتسأل بعدما رأي نظراتها 
كلامي مفهوم ولا مش مفهوم 
اماءت برأسها مذعورة من بطشه
مفهوم ياحسن 
جدعه يافتونكده انتي فتون مراتي العاقلة.. حذاري ألمحك بره الأوضه يافتون 
وأشار نحو ساقها بوعيد
بدل ما انتي عارفه 
انصرف من الغرفة فنهضت خلفه تتلصص من خلف الباب تتأمله..
اغمضت عيناها سابحة في خيالها تخبر قلبها بأن بطلها قد جاء 
بأعينها الصغيره كانت لا تراه إلا بطلا من أبطال الحكايات 
والعقل يخزن اللقطات والقلب يعيش في أحلامه يظن
 

تم نسخ الرابط