لمن القرار
المحتويات
تاني
كاظم البنت ديه سبق وجات الفيلا عندنا عايزة حقها و لما بابا قالها إن الأرض مبقتش ملكه وبقت ملك لك اتحدته إنها هتعرف تاخد حقها كويس
هتفت مهيار عبارتها بنظرت حاقدة نحو جنات التي تراجعت للخلف
وأهي عرفت تاخد حقها كويس
عارف يا مهيار كل حاجة مش كاظم النعماني اللي يقدر حد يستغفله
لمعت عينين جودة بارتياح ولكن سرعان ما اختفى ارتياحه واقترب منه بخطوات بطيئة وهو يستند فوق ذراع أبنته
قصدك فلوسي يا جودة باشا
حقيقة لا يمكن إنكارها
حقيقة اقتصت الأيام فيها من جودة جودة ذلك الطامع الذي بني إمبراطورية من سړقة الحقوق كانت والدة كاظم إحدى ضحاياه وها هو الزمن يدور ويعطي كل ذي حق حقه.
اطرق جودة رأسه في حسرة فاقترب كاظم منهم يخاطبهم
أعذريني يا مهيار كان نفسي اضايفكم بس زي ما أنت شايفه عريس بقى
مبرووك يا كاظم
نطقت بها الشقيقة الكبرى وهي ترمق جنات التي أصبحت جامدة الجسد
غادرت مهيار بوالدها الذي أنسحب معها في صمت فهو لم يعد يملك سلطة على شئ لا مال ولا عاطفة الأبوة
سكن المكان إلا من صوت أنفاسهم فلم يعد معهم أحدا بالمنزل حتى الخادمة غادرت بعد أمرا منه.
أنا روحتله فعلا لكن مكنش هدفي الفلوس ولا الأرض.. أنا كنت عايزه
أرادت أن تخبره إنها كانت تريد عائلة تريد من هم من دماءها ولكن جودة النعماني عاملها بأشد الطرق حقارة وإذلال نعم هي أخبرته ستنال حقها بكل الطرق المشروعه والغير مشروعه ستنال أكثر أولاده سلطة ولكنها كانت تتحدث كالجريحة.
خيرتك بين إنك تدخلي
عرين الأسد وبين الحرية لكن أنت عشان طماعة وعايزه ټنتقمي من جودة النعماني فافتكرتي اللعب معايا سهل
وكلما كانت خطواته تزداد إقترابا منها كانت خطواتها تتراجع.. وشهقة خرجت من بين شفتيها بعدما خانتها ساقيها وهوت فوق الأريكة
ثم أخذ يحك ذقنه مفكرا حتى يطلق عليها لقب يليق بها
تصدقي دور الطمع بس اللي لايق عليكي
انا مش طماعة..ومش عايزه حتى الاسهم أو فلوس الأرض مدام هما فعلا ملكك حقيقي مش ملك جودة النعماني
ارتفعت زاويتي شفتيه في إستنكار وبنظرة ساخرة كان يحدق بها وسرعان ما انفرجت شفتاه في ضحكة صاخبة
عادت عيناه تجول فوق ملامحها إنه يري الخۏف في عينيها تزدرد ريقها ولكنها تحاول أن تداري رجفتها.. ولكن ها هي القطة تعود لشراستها الهاوية.. أندفعت واقفة عن تلك الأريكة تنظر إليه بقوة تداري خلفها ضعفها
طمعي عمره ما هيوصل لطمعكم.. وكاظم النعماني لو مكنش عايز يتجوزني مكنش اتجوزني
القت عبارتها الأخيرة ساخره فطالعها بنظرة طويلة سرعان ما تحولت لعاصفة هائجة
مدام رجعتي لقوتك من تاني..
صمت لثواني يرمقها بنظرة جليدية
يبقى خليني اعرفك كاظم النعماني اتجوزك ليه
التقط ذراعها بكل قسۏة.. يصعد بها الدرج .. نظرت للغرفة التي قڈفها داخلها لتتراجع فوق أرضيتها تشهق بفزع
أنت هتعمل إيه
العنوان باين يا روحي بس دلوقتي هيكون عملي.. مش برضوه العروسه عارفه واجباتها
.
هل أشار إليها للتو أن تصعد نحو غرفتها دون حديث
إنه بالفعل يعطيها ظهره وكأنه يخبرها إنه لا يريدها أن تتحدث وتعطي له تبريرا
تسألت داخلها هل سيعاقبها بطريقة ما.. وعندما اقتحم السؤال عقلها لا تعلم لما عصفت داخلها ذكريات بعيدة وحسن يصفعها ويحرقها على قدميها ليعاقبها ثم يتلذذ بعقابها.
انكمشت نحو حالها واتجهت تصعد درجات الدرج ولكنها وقفت مكانها تلتقط أنفاسها ثم التفتت إليه وقد اتجه نحو مكتبه يغلق الباب خلفه بقوة.
ترددت للحظات لا هي تعرف القرب إليه ولا البعد عنه إنها بالفعل امرأة خائبة الرجا امرأة في ثوب فتاة لم تنضج بعد
جيه من السفر يدور عليكي سليم مش ديكتاتور في الأمور اللي زي كده.. لكن يا بنتي الست لازم تحترم قرار جوزها ويوم ما يرجع من سافره يلاقيها مستنياه بابتسامة حلوه
بس أنا مكنتش أعرف إنه جاي النهاردة
اقتربت منها السيدة ألفت تنظر إليها مشفقة
أنت فكرتي تسأليه فكرتي تقوليله أنه وحشك ومستنيه رجوعه
اماءت برأسها نافية والأفكار تتخبط داخل عقلها فمن تفعل ما تخبرها به السيدة ألفت هي الزوجة الحقيقية ولكنها لا تري نفسها في حياتها إلا زوجة لأشباع رغبات سيدها
ولكن سليم يعاملها بحنان يمنحها حياة تشعرها بذاتها حتى في علاقتهما يمارس معها الحب وليس ما عرفته في السابق مع حسن..
أن العلاقه الزوجية ما هي إلا علاقة عڼيفة ربما تكون إغتصاب ولكن تحت إطار الزواج.. مفاهيم أصبحت تتبدل داخلها ولكن عقلها أصبح
واقف في نقطة واحدة وحديث واحد
إنها ليست إلا خادمة لتشبع رغبة سيدها إلى أن يعود لرشده ويطلقها
فاكرة زمان يا فتون فاكرة لما قولتلك ابعدي عن البيه لكن أنا دلوقتي بقولك قربي منه قربي وأنت مطمنة..
انتبهت على حديث السيدة ألفت لتتذكر ذلك اليوم الذي منحتها فيه النصيحة وهي لم تكن ترى رب عملها إلا في صورة نقية غير مشوهة
سليم بيه بيحبك.. سليم بيه اتغير يا فتون وحلم اي ست تفوز به روحي ليه مكانك جانبه يا بنتي وبلاش تضيعي راجل زيه من ايدك.. يمكن كل واحد فيكم ليه عالم مختلف.. لكن سليم بيه انضج من إنه ميكونش عارف هو عايز إيه
تركتها السيدة ألفت في دوامتها ولكن تلك المرة كان قلبها يحركها إليه شوقا.. وبطرقات خافته كانت تطرق الباب ثم دلفت بعدها بعدما اذن للسيدة ألفت بالدلوف إليه..
فهذا ما هو معتاد عليه وجود السيدة ألفت في كل صغيرة وكبيرة فمنذ أن كان رجلا اعزب حتى وهو زوج النساء في حياته يقتصر وجودهم في الفراش وحسب ولكن تلك التي تقف أمامه الأن كطفلة صغيرة تنظر إليه وكلما حركت لسانها للتحدث تتراجع عن حديثها وأخيرا خرجت عن صمتها
كان عندك حق لما قولتلي متروحيش
ضاقت عيناه نحوها وانتظر سماع المزيد.. فزوجته الصغيرة على ما يبدو لديها المزيد من الحديث.
قصت عليه ما دار في حفل الزفاف المقام في منزل
كاظم النعماني والمقتصر على عدد من الأفراد وتلك الطريقة الفظة التي تعاملوا بها قبل أن يغادروا المكان حانقين
ده حتى أحمس قالي ياريتك سمعتي كلام سليم
ارتفع حاجبي سليم مقت وإستنكارا زوجته تخبره عن حديث رجلا أخر أقتنعت به نهض عن مقعده بملامح مبهمة جامدة
والأستاذ أحمس قالك إيه تاني
وبغباء كانت تجيبه
نفسه ياخد فرصه ويتدرب عندك في المؤسسة
شعرت بوجود خطب ما به لقد اخذ يدور حول نفسه يدلك عنقة ويحادث حاله
الهانم بدل أول ما تشوفي تقولي حمدلله على السلامة تسألني كانت رحلتي عامله إيه تاخدني بالاحضان
ثم تراجع عن كلمته الأخيرة متمتما بمقت ارتسم فوق شفتيه
أحضان إيه بس اللي بتكلم فيه بنود عقدنا مبتكونش غير في أوضة النوم
اتسعت عيناها ذهولا
رجعالي البيت مع راجل وماشيه أنت وهو تتسايروا سوا
ده أحمس يا سليم زميلي في الجامعه وكان جاري لما كنت عايشه مع جنات
وببساطة كانت تجيبه فهي لا تنظر للأمر إلا بتلك الصورة التي تخبره بها ف أحمس أصغر منها بعام تتعامل معه كأخ لا أكثر
فتون مش أنا قولتلك أطلعي أوضتك فتون لو سامحتي امشي من قدامي.. لأن اللي متعرفهوش عني أنا راجل مش متحضر في الأمور اللي زي ديه
بهتت ملامحها
وتصلبت في وقفتها.. تطالعه تقطب حاجبيها
طيب أنا عارفه إني غلطانه في إني خالفت أمرك لكن أنت مضايق من أحمس ليه ومش عايز تديله فرصه يشوف فيها مستقبله
فتون اطلعي أوضتك
وبصوت صارخ حاد.. كان ېصرخ بها.. غادرت غرفة المكتب بخطوات سريعة لتتراجع للخلف بعدما ارتطمت بجسد السيدة ألفت التي أتت على صوت صراخه
مالك يا بنتي إيه اللي حصل
قولتيلي ادخله وأكون جانبه واه شخط فيا وطردني
فرت هاربة نحو غرفتها وقد أنسابت دموعها فوق خديها
.
كان غارق في لذته هائم في منحها ما تريد ويريده هو في توق شديد تسارعت أنفاسه وهو يقاوم رغبته ولكن هي كانت تجره إليها وتجرده من ملابسه.
فاق أخيرا من نشوته فما الذي يفعله بها.. طالع عيناها وذلك الضياع الذي يحتلهما فانتفض عنها يلتقط ملابسه يرتديها في عجالة
كانت عيناها تنظر إليه في صدمة لقد رفضها رسلان رفض أن يمنحها ذلك الطفل الذي ستعرف معه هل كل النساء مثل ناهد في انانيتهم ام هناك إستثناء
هل هناك نساء تمنح دون أن تنتظر المقابل ام إننا نتوقف عن المنح حينا نحصل عما نريد
نقطة واحدة كان عقلها يدور بها ولا تجد الإجابة
طالعها بحزن وهي تنكمش على حالها تضم الغطاء لجسدها واللحظات التعيسة تأخذها لتلك الليلة التي طردتها فيها ناهد من منزلها حتى تبحث عن مكان أخر لتعيش به.
انحني نحوها يرفع جسدها فنظرت إليه وقبل أن تخبره بشئ كان يعانقها بقوة
عمري ما اعمل فيكي كده ولادنا هيجوا يا ملك وهتربيهم مع ولادك ايوة عزالدين وعبدالله ولادك أنت غير ناهد وغير مها يمكن مها لو كانت عايشه وكانت بدالك مكنتش ضحت زيك بحاجات كتير
وتنهد اسفا على ذلك القرار الخاطئ الذي وافق به وكانت هي أحد اسباب موافقته
لو مش عايزاها تعيش معانا هنا
وقبل أن يستطرد بحديثه كانت تعطيه الإجابة
لا متحرمهاش من أحفادها يا رسلان كفايه اتحرمت من بنتها غير مرضها
وجودها مش هيريحك أنا متأكد خالتي لسا شايفه مها موجوده قدامها
وبالفعل كانت هذه هي الحقيقة إنها تتحدث مع الصغار عن مها .. حتى إنها تهتف باسمها أمامهم مرارا ثم تمنحهم صورها.. والصغار ليسوا واعيين لشئ
ولكن مع حركت رأسها بالرفض تراجع عن قراره
شوف هتحجز عند الدكتورة أمتي يا رسلان لكن ارجوك متخليش حد يعرف إني بتعالج
واغمضت عيناها قهرا على حالها
كنت المفروض أتعالج من صدمتي زمان لكن افتكرت لما اشغل نفسي بغيري وبالشغل هعرف أرجع أقوى.. بس ده كمان طلع كدب يا رسلان
اشتد في ضمھا أراد أن يمنحها الأمان والطمأنينة ولكن هي كانت غارقة في دوامة الماضي والتساؤلات
مها لازم تدخل كلية الصيدلة حتى لو مجموعها مجبش الكلية لكن ملك عادي تدخل اي كلية.. مها ليها عربية لكن ملك هتعمل بالعربية إيه
وابتعلت غصتها وهي تتذكر عندما كانوا أصدقاء العائلة يمدحونها باخلاقها وجمالها كانت
متابعة القراءة