لمن القرار

موقع أيام نيوز


مكتبه يخبرها أن تلغي جميع مواعيده الهامة فهو لن يأتي الشركة اليوم
بلغي بشمهندس أمير يحضر اجتماع النهاردة والتقرير يكون عندي بكره بكل حاجة تمت
أنهى مكالمته

دون أن تحيد عيناه عنها فاخذت تزدرد لعابها ببطئ فقد ضاع أول موعد لها مع الطبيبة
ازال عنه سترته يتابع خلجات وجهها مستمتعا بلعبتهم السخيفة سويا
شايفك مش مبسوطة

أنا
تسألت وهي تتحاشى النظر إليه فابتسم وقد اتخذ مكانه قربها
يعني حاسس إنك مكنتيش عايزاني ألغي الاجتماع لكن يا ترى عشان مصلحتي ومصلحة الشغل ولا عشان حاجة تانية
أراد أن ينفجر ضاحكا وهو يراها تطالعه عقب عبارته تارة بشړ وتارة بعدم فهم
ازداد قربه منها فاصبح يحاوطها بذراعيه متلذذا من تلك الرجفة الخفيفة التي شعر بها عندما لمسه لجسدها
جنات أنت بتاخدي حبوب منع الحمل
تجمد جسدها أسفل لمساته فما الذي يفعله بها هذا الرجل هل هو فاهم لكل شئ أم جاهلا
ارتفع كلا حاجبيه بعدما أصبح وجهه مقابل لوجهها ينتظر سماع جوابها
كنت باخد لكن..
تعلثمت في نطق كلماتها نظراته كانت مراوغة لكنها لم تكن في موضع يسمح لها بفهم نظراته 
هي باتت هذه الأيام ضعيفة في كل شئ لا تفكر إلا في المخاۏف التي تقتحمها هذه العائلة تعلم تماما أن دمائهم خبيثة يجيدون التلاعب حتى ينالوا ما يريدون فعلها والده من قبل مع والدها وهي لعبتها معه حتى تتزوج بالحصان الرابح الذي اعجبها. 
حمقاء هي حواء تظن إنها تجيد التلاعب في ساحة الرجال ولا تعلم أن تلاعبها ينبع من رغبتها في القرب
مش فاهم يا جنات يعني كنت و دلوقتي وقفتي الحبوب
اماءت برأسها تنتظر أن ترى ردة فعله التي ستشجعها في كشف سرها
أنت عايزني ارجع اخدها
وعلى ما يبدو إنه يوم إرتفاع صوت ضحكاته الصاخبة ألمته معدته من شدة الضحك 
فحاولت الإبتعاد عنه وهي تراه يضحك بتلك القوة تشعر بالإهانة من عدم جوابه
إيه يا حببتي هو أنت زعلتي عشان بضحك
حاول جاهدا تمالك حاله ولكن سرعان ما كانت ضحكاته تتعالا مرة أخرى
دفعته عنها ولكنه كان اسرع منها في تثبيتها بين ذراعيه
هي حبوب منع الحمل بقت تتاخد بعد ما الجهود العظيمة بتثمر
اتسعت حدقتيها فزعا وهي تراه يرمقها بنظرة شديدة القتامة
تعرفي كنت هشك في قدراتي يا زوجتي العزيزة
تسارعت أنفاسها تطالعه في صدمة كاظم كشف أوراقه
كنت عايز اكمل لعب معاك شوية لكن الموضوع بقى سخيف شايفك ساكته ومصډومة يا جنات
ضاقت عيناه وهو يراها ساكنة اسفله ولولا رؤيته لأنفاسها تعلو وتهبط لظنها فقدت وعيها
حببتي هو أنت لدرجادي شيفاني راجل مغفل مش بفهم
أنت هتاخده مني
حمقاء وغبية وعمياء هكذا كان ينعتها داخله هذه اللحظه.
اغمض عيناه قليلا لعله يهدء من وتيرة غضبه لقد بات يفعل لها كل شئ حتى يثبت لها حسن نيته صحيح لم يصارحها
بحبه صراحة والأفضل ألا تنتظر منه هذا الأمر ولكنه بات يعبر عن مشاعره بكل صراحة. 
يعانقها يدللها حتى الأزهار اشتراها لها يستمع إليها في صبر يتركها تخرج عليه بعض من مزاجها السئ
إنه تغير لدرجة أصبح يشعر بالصدمة من حاله وقد صار لديه نقطة ضعف وذاق ما اقسم أن لا يذوقه يوما
فهل لفظ كلمات الحب ما ستجعلها تصدق إنه لم يعد يتلاعب بها ولن يأخذ منها الطفل
لأول مرة اكتشف إني صبور أوي يا جنات صبور لدرجة إني عايز اعمل تصرف مش هيعجبك لكني مسيطر على ڠضبي
حررها أخيرا من أسر ذراعيه وابتعد عنها ناهضا من فوق الفراش يطالعها وهي تزدرد لعابها في خوف ثم اعتدلت من تسطحها الذي بات غير مريح
أنت عارف من ساعة ما اتعشينا مع خديجة النجار
واسرعت في ربط أحداث اليوم تضع بيدها فوق شفتيها
نفس الليلة اللي رجعنا نقرب فيها من بعض
وفي صدمة نطقت وكأنها أخيرا فاقت من غيبوبة لا تعلم كيف احتلت عقلها
يعني كل اللي بتعمله ده عشان الطفل
تجمدت عيناها نحوه وهي تراه يحدق بها في صمت
أنت عرفاني كويس يا جنات أنا راجل صريح حتى لو هوجع اللي قدامي بصراحتي وعشان أنهي لعبتنا اللي طالت ومبقاش ليها داعي خلاص ف الأجابة اه ديه كانت نيتي في البداية
الجمتها الصدمة لقد صدق حدسها كاظم يخدعها إنه ابن جودة النعماني فماذا كانت تنتظر منه
مفكرتيش ليه كنت بتجاهل تاخدي حبوب منع الحمل مفكرتيش ليه مكنتش بدور وراكي ولا بهتم لأني فكرت فيها كويس أنت خلتيني أعمل حاجة مكنتش عايزاها يا جنات ف بالتالي مش لازم أخرج خسران ومش هخسر حاجة لما يبقالي طفل منك ست قوية وجريئة قدرت تخليني اتجوزها فديه مميزات كفية إنها تخليني اشوفك أم لطفل من صلبي
كفاية
انسابت دموعها فوق خديها إنه قاسې حتى في إعترافه اقترب منها يتلقفها بين ذراعيه بعدما كادت أن تسقط
كل حاجة اتغيرت يا جناتقربي منك هنا مش خدعه كل لحظة جمعتنا هنا كانت مشاعري فيها صادقه
أنت كداب
ورغما عنه كان يبتسم حاولت التخلص من ذراعيه ولكنه كان أشد منها إصرارا في إحتجازها داخل احضانه
أهي اكتر صفة مش فيا الكدب و أوحش صفة فيا إني عامل زي البحر موجه غدار يا جنات
تمكنت من الفكاك منه أخيرا فارتسمت ابتسامة لا تعرف مهيتها أهي خبيثه ام دافئة يطمئنها بها
ازداد عيناه قتامة وهو يراها تتراجع عنه تحتضن بطنها بذراعيها
كل اللحظات اللي جمعتنا الأيام اللي فاتت شيفاها كدب يا جنات لدرجادي أنا بارع في التمثيل عشان اكون بخدعك بشعور أكبر منك ومني
البحر لما بتتلقفك أمواجه مرة وتاخدك لقاعه بتعلمك إنك تخاف وأنت علمتني اخاڤ من غدرك يا كاظم علمتني ووجعتني
أنت اللي اختارتي البداية يا جنات اختارتي البداية الغلط
بمرارة واحتقار لذاتها تمتمت
عشان كنت عايزة اوصلك لو مكنتش عملت كده مكنتش اتجوزتني
عايزة إيه يا جنات عايزة تتحرري مني ولا عايزة تفضلي معايا لأني شايف مهما بعمل ديما عندك شك في مشاعري
سقطت دموعها لأنها اختارت طريقها معه فقد انتهت إشعارات الكرامة والكبرياء التي اسمعتها لحالها في ليالي كنت تغفو محتقرة حالها
عايزة تحبني مش عايزة اكون ست جسمك بيتفاعل مع جسمها لأن اللي بينكم مجرد كيميا
هو لن ينكر أن لحظاتهم كانت اغلبها تنتهي بالفراش وكأنه يخبرها بهذه الطريقة هكذا هو يحبها
ألبسي خليني لنروح المستشفى
هكذا انسحب من الجواب هو يحبها وهذه حقيقة بات متأكدا منها ولكن لا يستطيع نطقها لكنه يبرهنها لها.
..
ترجلت من سيارة الأجرة تمنح السائق أجرته بابتسامة صافية إنها حقا باتت سعيدة باتت تشعر أن لها كيان تسعى لتحقيقه وقد خرجت من عباءة الذل التي أراد فتحي اطماسها فيها. 
دلفت صائحة باسم السيدة سعاد واسرعت بالدلوف إليها المطبخ
جعانه جدا يا دادة
طالعتها السيدة
سعاد بابتسامة صادقة محبة تسألها عن يومها بالمعهد وكان اهم سؤال أصبحت السيدة سعاد تحب السؤال عنه منذ أن صارحتها بسمة بنظرات المحاضر الشاب واهتمامه بها رغم إنها اقل جمالا من الفتيات اللاتي يحضرون معها دورة الحاسوب
قوليلي بصلك كام بصه النهاردة
تعالت ضحكات بسمة غير مصدقة ان السيدة سعاد أصبحت مهتمه بالأمر رغم إنه كان مجرد حديث عابر بينهم
خليتي الاربع نظرات اللي حكتلك عنهم عدد يا داده
وكظتها السيدة سعاد بخفه مستمتعه بذلك التورد الطفيف الذي أحتلى ملامحها
ما هي بتبدء بنظرة إيش فهمك أنت
تعالت ضحكات بسمة عاليا يبدو أن السيدة سعاد كانت امرأة حالمة بشدة في صباها
النهاردة مدح فيا قدام زمايلي وقالي إني ذكية وبفهم بسرعة
طالعت السيدة سعاد فرحتها بسمة منذ أن بدأت تتعلم مهارات جديدة وتخرج من ذلك الإطار الذي وضعت حالها داخله وقد بدأت تخطو أول خطواته إنها باتت مطمئنة أنها حينا تغادر حياة السيد جسار ستكون قوية لقد استغلت ما
قدم لها بإصرار
العلام حلو يا بنت والست الذكية هي اللي متخليش حلمها مجرد وردة وراجل وحكاية بتخلص زي الحواديت كل ده بيجي في وقته لكن الأفضل يجي بعد ما تبني ذاتك يا بسمة
ابتلعت بسمة تلك المرارة التي احتلت حلقها كلما لاحت أحدى الذكريات داخلهاعليها أن تنجح وتصبح أمرأه عاملة مستقلة عليها أن تؤكد لعقلها كل ليلة أن ما تعيشه تحت كنفه سينتهي يوما لأنها ليست باقية بحياته بل هي مرحلة أتخذها بأرادته وكانت هي الرابحة إذ فكرت بالعقل دون حساسية.
انتبهت على صياح السيدة سعاد ثم تحركها من أمامها بعجالة حتى تنهي تحضير الطعام
جسار بيه على وصول وأنا لسا مخلصتش الأكل
هطلع أغير هدومي وأنزل اساعدك يا دادة
رمقتها السيدة سعاد بنظرة دافئة وهي تغادر تزفر أنفاسها بتنهيدة طويلة فماذا سوف تفعل عندما ترحل بسمة عن حياتهم حينا يطلقها السيد جسار
...
بثقل القت حقيبتها فوق الفراش تميل برفق للخلف لتتسطح قليلا
مالك يا بسمة المفروض تكوني سعيدة بقى عندك كل حاجة ومبقاش حد عارف إنك اخت واحد رد سجون حتى هو بقى يعملك كويس صحيح معاملته اتغيرت لإنه بقى متعاطف معاك أكتر لكن على الاقل مبقاش يوجعني لا بنظراته ولا كلامه
والذكرى المريرة عادت ټقتحم ذاكرتها تلك الليلة أقسمت أن تجعل لنفسها شأن وترفع رأسها غير عابئة بنظرات أحد 
منذ أكثر من شهر أخذها معه لتلك الرحلة القصيرة التي دعاه لها أحد شركائه لقضاء يومين والتمتع بعطلة الزواج القصيرة. 
كان بيت ريفي يحاوطه كل مظاهر الريف ولكن بأهتمام وعناية سنوات عمرها قضتها في الشوارع الضيقة المعبئة بالأدخنة وصياح البائعين ولكن هنا كانت الحياة مختلفة
المكان جميل أوي 
تمتمت بها بعدما جالت عيناها بنظرة سريعة بالمكان
بلاش أنبهارك الشديد بأي حاجة تشوفيها هنا
سقطت قسۏة كلماته على مسمعها هي لا تنبهر بشئ لأنها تعرف تماما أن الكثير من ترف الحياة ليس لها لكنها كانت مجرد كلمات قالتها لأنها احبت المكان الذي أتت إليه مجبرة
أنا حافظة الدرس كويس يا جسار بيه
هتفت بها وهي تمد يدها نحو باب السيارة تفتحه فعلقت يدها في الهواء وهي تشعر قبضة كفه فوق ذراعها
أهي أول حاجتين غلط بيأكدوا إنك متعلمتيش أي حاجة في واحدة تقول لجوزها بيه وكمان من التحضر تستنيني أنزل من العربية وافتح الباب أنت ناسية إننا عرسان جداد
ترددت صدى الكلمات داخل أذنيها فاطبقت فوق جفنيها بقوة لعلها تستطيع زفر أنفاسها
السيد شريف و زوجته السيدة رقية جايين علينا ارسمي ابتسامة على وشك الناس اللي زي ديه بتهتم بالعلاقات الزوجية
غادر سيارته ليطبق ما يراه صحيحا في العلاقات ولكن معها كل شئ يمثله بإحتراف
فتح لها باب السيارة وساعدها في الترجل منها يرسم فوق شفتيه ابتسامة واسعة
متعرفش أنا اتبسطت أد إيه لما بلغتني بترحيبك للفكرة
رحب به السيد شريف بحرارة كما رحبت زوجته بها وقد حاولت أن تجيد الدور الذي حفظته لا تثرثر كثيرا بضعة كلمات تكفي 
السيدة رقية رغم لطافتها إلا إنها كانت شديدة الاهتمام بالتفاصيل تتسأل عن المكان الذي تجلب
 

تم نسخ الرابط