لمن القرار

موقع أيام نيوز


هحاول اتأقلم غير إني محتاجة أبعد عن هنا.. وأنت شايفه كاميليا هانم كل يوم جيبالي عريس شكل
وبرجاء تابعت تأمل أن تساعدها صديقتها
إحنا محتاجين نقنع رسلان يا ملك رسلان هيقدر يقنع ماما وبابا أنت شايفه إزاي مبقوش عندهم ثقه فيا وديما كلامهم جارح
انسابت دموعها بعدما فقدت القدرة على تمالك حالها لتسرع ملك في ضمھا إليها تطمئنها

فتره وهتعدي يا ميادة صدقيني
ياريت يا ملك
اقترب احد الصغار منهم متعثرا بعض الشيء بخطواته يضع الهاتف فوق أذنه يستمع للطرف الأخر بإنصات
أسرعت ميادة في مسح دموعها تنظر نحو الصغير وتلهف ملك عليه
عبدالله نام ومعاه الأسد
ابتسمت ملك على حديثه المتقطع وقد أدركت هوية من يتحدث معه صغيرها
حاولت أن تلتقط من الصغير الهاتف ولكنه تذمر متشبثا به
طيب خلينا نكلم بابا سوا على فكره
ده تليفوني
والصغير يعاندها كما تعانده هي بطفوله
تليفوني أنا رسلان ملك وحشه
نطق الصغير اسمهم مجردا لينفجر رسلان ضاحكا وهو يستمع لضحكات زوجته وشقيقته
خليني أكلم ماما عشان أجبلك حاجة حلوه
والصغير يتسأل دون التخلي عن الهاتف
شيكولاته
نطقها الصغير بحروف متقطعه ليست مفهومه ولكنه فهم ما يقصده صغيره
مع إنها غلط عليك إنك تاكلها كتير وماما هتضربنا سوا لكن حاضر يا حبيبي..
اماء الصغير برأسه وكأن والده يراه
تناولت ملك منه الهاتف بعدما عقد صفقته مع والده ثم تشبث بساقيها حتى تحمله
مش من شويه أنا وحشه
ملك حلوه
يردد عبارته لمرات
وأنت كمان حلو وجميل يا قلب ماما
تقريبا أنت نستيني على الخط يا ملك
نطقها رسلان حانقا رغم أن السعادة كانت تحتل عينيه من حب أولاده للمرأة الوحيده التي أحبها
التقطت
مياده الصغير منها ثم انسحبت من الشرفة تاركة لهم مجال للحديث 
اسرعت ملك في غلق مكبر الصوت وهي تعلم تماما أن حديث رسلان سيتخلله بعض العبارات الوقحة
عزالدين باسك كام بوسه
ارتفع كلا حاجبيها في دهشه ولكنه ردد سؤاله بجديه
هو أنا هعد الولاد بيبوسوني كام مره سؤالك عجيب يا دكتور
برضوه مردتيش على سؤالي
في إيه يا رسلان هو تقولي إنك بتغير من عيالك
وجوابه كان سريع أسرع مما تخيلت
اه بغير والواد عزالدين ده هعلقه لما ارجع ومش قايلك كنت عايزك في إيه سلام
اتسعت عيناها في ذهول تنظر للهاتف وقد أغلق الخط بوجهها بالفعل
ده قفل في وشي المكالمة فعلا
ولكن بمجرد أن تمتمت حديثها كان يعاود الأتصال
جسار عازمنا على فرحه ولعلمك مش هنحضر لأني مش فاضي
وعاد يغلق الخط لتتسع عينيها هذه المرة ذهولا بما سمعته
جسار سيتزوج بهذه السرعه بعد تجربه زواج فاشلة 
فمن ستكون هذه العروس 
.
لقد باتت معتادة على حديث شقيقها المسمۏم حامد لن يتغير مهما مر الزمن
طردك ابن صفوان النجار من بيته شهيرة الأسيوطي حتت بنت خدامة أنتصرت عليها
سليم مطردنيش يا حامد أنا اللي خلاص قررت أنسحب من حياته
اقترب منها حامد مدقق النظر في ملامحها يرى الهزيمة في عينيها وأكثر ما يسعده أن يرى هزيمة الأخرين مهما كانت مكانتهم لديه
طيب وبنتك سيبتهاله
لم تريحه شهيرة في منح الجواب فاحتدت عيناه يرمقها ساخطا
لو جبتي البنت تعيش معاكي تبقي فعلا بقيتي غبيه يا شهيرة بكره فلوسه كلها تكون لولاد الخدامه وبنتك تاخد الفتافيت
أنت إيه يا أخي كل حياتك فلوس في فلوس
صدحت ضحكات حامد عاليا متلذذا من رؤية ضيقها
بكره لما نفلس بسبب غبائك ابقى اجري على ابن النجار اترجيه يمولك بالفلوس
توقفت شهيرة مكانها بعدما كادت أن تغادر المكان وتبتعد عنه
أنت بتقول إيه
بقول إننا على وشك الإفلاس يا هانم وأنت كنتي بتسعي ورا راجل مهما قدمتي ليه من تنازلات برضوه مش شايفك
طعنتها كلماته ولكنها لم تعد تبالي بخزيها 
الشركة بتقع يا شهيرة وحتى مشروعنا مع ماهر اللي كنت حاطط أمل فيه انسحب منه الاستاذ تخيلي ابن السواق يرفض شراكتنا لا ويسعى إنه يشارك ابن صفوان النجار مش بقولك طول عمره ذكي ابن صفوان مبيطلعش خسران
الشركة بتقع إزاي ده هما شهرين اللي اهملت فيهم الشركة
وببساطة كان يجيبها رغم فداحة أخطائه وغبائه ولكنه لن يعترف بهذا
آخر صفقة اضحك علينا فيها
اتسعت عينين شهيرة في صدمة لا تصدق ما تسمعه
مجرد صفقة توصل الشركة للأفلاس 
الصفقة كانت تقيله وعلى قد تقلها كانت الخسارة
لم تتحمل شهيرة سماع المزيد منه تكاد تجن مما تسمعه
ضيعتنا بغبائك اكيد دخلت صفقة مشپوها من صفقاتك
تبدلت ملامح حامد فادركت السبب وراء خسارتهم
اكيد صفقة فاسدة حاولت تدخلها ولا يمكن تكون رجعت تاني للممنوعات
أنت بتعلي صوتك عليا يا شهيرة
اشاحت شهيرة عيناها عنه تحاول لملمت حالها حتى تجد حلا دون خسارة
المركب لما هتغرق هتغرق بينا إحنا الاتنين وعلى فكرة أنا عندي ليكي عرض هينقذنا بسهوله من الخسارة
....
انتظرت طويلا أن تسمع منه عن هوية العروس ولكن وجدته يتطرق بالحديث نحو أشياء عديدة
يعني مش هتقول مين العروسه يا جسار 
هتتعرفي عليها بكرة يا ملك يعني لو قررتي تيجي 
احتقنت ملامح ملك من برودة جوابه فقد أخذ الفضول ېقتلها لتعرف هوية العروس
ما دام عايز هوية العروسه تكون مجهوله لحد ما اجي إسكندرية بكرة خليني اكلم بسمه.. عايزه اطمن عليها ومتقوليش إنك مش في البيت أو على الأقل عرفني رقمها اكلمها
وبنفس الهدوء الذي ازاد حنقها فهي اكثر دراية بطباع جسار اجابها
فعلا أنا مش في البيت يا ملك أنا في الشركه بحاول اخلص الشغل اللي ورايا عريس بقى
جسار أنت بارد
تعالت صوت قهقهته يسترخي فوق مقعده
بكره تشوفيها يا ملك وتتكلمي معاها براحتك
لعلمك يا جسار دورك في حياة بسمه انتهى خلاص جيه الوقت اللي أفي بوعدي لأبوها الله يرحمه واساعدها
تجمدت ملامح جسار ينظر نحو
القلم الذي يقلبه بين اصابعه
هتساعديها إزاي يا ملك 
ميادة جالها عرض شغل كويس في اسكندرية فالأفضل إنها تعيش معاها واحتمال كمان تشغلها معاها في الشركة بسمه محتاجة حد يؤمن بيها ويديها فرصه حقيقية
ولو قولتلك إن بسمة مكانها في بيتي يا ملك
الجمها تصريحه الواضح تحاول طرد شعور الشك داخلها من حديثه
جسار اوعى تقولي إن بسمه هي العروسة!
أوجعه بكاء صغيرته وتجنبها النظر إليه أبنته تعاقبه على مغادرة والدتها المنزل رغم إن لحظة مغادرتها كانت صامته متقبله رحيلها وقد وعدتها ستأخذها معها حينا تجد منزلا بعيدا عن القصر الذي لا تحبه بسبب خۏفها من الۏحش والۏحش لم يكن إلا خالها حامد الذي يرعبها بنظراته
خديجة حببتي كده مش عايزه تكلمي بابي مش أنا ومامي اتفقنا إن كل ما يوحشك حد فينا تيجي تقوليلنا علطول وإحنا هنعمل كل اللي أنت عايزاها
أنا عايزاكم أنتوا الأتنين يا بابي
والصغيرة تضعه في موقف صعب تطالبه بأحقيتها بالعيش بين والديها
ما أنت هتعيشي معانا إحنا الاتنين شويه مع بابي وشويه مع مامي وكل واحد فينا هيكون حبه لبرنسيس خديجة مضاعف
تعالت شهقات الصغيرة تنفي برأسها رفضها لحديثه فارتجف قلبه حزنا عليها
وليه مش نعيش كلنا سوا
عشان مينفعش يا حببتي أنا وماما إنفصالنا عن بعض وبقينا أصدقاء والأصدقاء مش بيعيشوا في بيت واحد
ازاحت الصغيرة كفيها عن عينيها واستدارت بجسدها إليه
وأشمعنا فتون عايشه معانا
ترقبت الصغيرة جوابه فارتسمت ابتسامة صغيرة فوق شفتيه ينظر إليها يحاول إنتقاء الكلمات حتى تفهمه
عشان فتون مراتي ومكانها معايا في بيتي
خلي مامي كمان مراتك وتعيش معانا
حاصرته صغيرته بنفس الدائرة تنظر إليه بأمل أن يمنحها القرار الذي تريده أن تعود والدتها ثانية لحياتها
مامي حلوه يا بابي وديما بتخدني في حضنها وتحكيلي حكايات حلوه
وخزه قلبه من عباراتها أبنته تخبره عن التغير الذي حدث لوالدتها
شهيرة أخيرا منحتها رعايتها وحنانها وحينا وجدت صغيرته ما أرادت الشعور به مع والدتها غادرت حياتها وعليها التفهم إنها ستعيش بينهم متنقلة
إحتواها بين ذراعيه يمسح برفق فوق خصلاتها
أنا عارف إن مامي حلوه يا حببتي ومش معنى إني أنفصلت عن مامي إنها وحشه لكن ساعات الحياة بين الناس بتقف عند نقطه معينه عشان يقدروا يسيبوا في بعض بصمة حلوه ويفضلوا أصدقاء
وبرفق أبعدها عنه يتأمل ملامحها يمسح الدموع التي علقت بأهدابها
مش مامي قالتلك إننا هنكون أصدقاء
الأصدقاء ممكن يعيشوا مع بعض يا بابي
صغيرته مستمرة في حصاره وما عليه إلا الجواب بما يقنعها 
أعادها لحضنه فحضنته بقوة متشبثة به تخشى فراقه هو الأخر
بكره يا حببتي لما تكبري هتفهمي كل حاجة لكن اللي عايزك تتأكدي منه إن انا ومامي هنفضل ديما معاكي وحواليكي ومافيش حد فينا هيتخلى عنك لأننا بنحبك أوي أوي
والحروف يضغط عليها حتى يؤكد لها حبه. صمتت الصغيرة وكأنها تقبلت جوابه الأخير بعدما أخبرها بحبهم 
بابي أنا عايزه أنام في حضنك نام معايا يا بابي في سريري
وسرعان ما كانت تبتعد عنه تنظر لفراشها الصغير الذي سيسعهم بالكاد
متخافش يا بابي هيكفينا زي زمان أنا مكبرتش غير شويه صغيرين وأنت كمان كبرت شويه صغيرين
أنفجر ضاحكا يضمها إليه مجددا فصغيرته تخبره أن وزنه زاد قليلا
هعتبر نفسي إني بكبر فعلا زيك مش وزني زاد
هتنام
جانبي يا بابي
أصابها الحزن وهي ترى صمته قد طال تشعر بلمسات يديه فوق شعرها وظهرها
إيه رأيك ننام في السرير بتاعي أنا
لا فتون بتنام جانبك فيه
ابتعدت عنه متذمرة فاتسعت ابتسامته على فعلتها يحاول إقناعها 
فتون پتخاف تنام لوحدها يا ديدا مش حرام نسيبها لوحدها
زمت صغيرته شفتيها متذمرة تعقد ساعديها أمامها تخبره بطريقتها إنها رافضة لإقتراحه
فتون يا ديدا عملتلك تورتة عيد ميلادك وعملت الحاجات الحلوه اللي كل ناس أكلتها وعجبتهم
وصغيرته سريعة الرد تشبهه تماما
ما أنا قولتلها شكرا مع مامي وبوستها من خدها
شوفي إحنا بنضيع وقت في الكلام وبابي عايز ينام
حاول إقصار الحديث فهو أكثر الناس دراية بطبيعة صغيرته فكلما أقنعها كلما زاد تشبثها بقرارها
وحتى يثبت لها أن النعاس بالفعل داعب جفنيه أسرع في وضع كفه فوق فمه يمنع تثاؤبه 
تثاءبت صغيرته مثله تنظر إليها تنتظر منه أن يغفو جانبها 
وأنا كمان عايزه أنام وكل ما هنام بدري كل ما هنكبر بسرعة
جاهد في تمالك ضحكاته بصعوبة

حتى لا يشعرها بإستهزاءه بحديثها وبخفه أخذ يداعب خديها مستمعتا بقوة تلك المشاعر التي يعيشها مع أميرته الصغيرة
يلا يا أميرتي على سريرنا الكبير
وصغيرته هذه المرة لم تجادل بل القت جسدها الصغير بين ذراعيه حتى يحملها
بابي هيفسحك فسحة حلوة ويجبلك حاجات حلوة كتير
ولولا النعاس الذي أثقل جفنيها لكانت ارهقته أستفسارا عن نزهتهم ولكتها اكتفت بسؤاله
هيكون فيها فيل يا بابي
مش عارف إيه حبك في الفيلة يا خديجة لكن هيكون فيها سفينة
كبيرة
ومع حديثه عن كبر وصغر الأشياء كانت يديها الصغيرتين تحدد بهما الحجم
وضعها فوق الفراش برفق ينظر نحو فتون التي غفت وعلى ما يبدو إنها كانت تنتظره
خلينا منعملش صوت عشان فتون نايمه
ولكن على أثر همسه كانت تفتح عينيها تنظر نحوهم مبتسمه للصغيرة
لم تبادلها الصغيرة الابتسامة بل انكمشت متشبثه بوالدها. أصابها اليأس من صعوبة تقبل الصغيرة لها مرة أخرى
بصوا بقى عشان متتخانقوش مين
 

تم نسخ الرابط