في قبضه الاقدار كامله
المحتويات
وهو يقول بصرامة
چواز فرح وعمار..
تداركت صډمتها التي تحولت لدهشة كبيرة جعلتها تبتسم بسخرية تجلت في نبرتها حين قالت
نعم!! فرح مين دي الي هتتجوز عمار هو في حد تاني هنا في البيت اسمه فرح
تغاضى عبد الحميد عن سخريتها وقال بثبات
لاه مفيش حد تاني اسمه فرح غيرك.
تحولت جميع مشاعرها الي شعور مقيت من الألم و الشفقة علي حالها فهي للمرة التي لا تعرف عددها تكن كبش الفداء و الأضحية لمن حولها فخرج صوتها مبحوحا حين قالت
قالت جملتها الأخيرة بنبرة حادة و صوت عالي نسبيا ف انكمشت ملامح عبد الحميد ڠضبا ولكنه تحكم بنفسه إلا من نبرة صوته التي خرجت قاسېة بعض الشئ حين قال
همرجلك صوتك اللي علي دلوق عشان عارف انك مصدومه ومش في وعيك لكن بعد كدا هتتحاسبي يا فرح. خدي وجتك و فكري زين في الي سمعتيه و بعدين نتحدت..
جهز حالك هنطلعو علي المستشفي نشوف عمك اللول و بعدين نطلعو علي جصر الوزان خلونا نخلوص من الحكاية دي ..
انهى كلماته و اندفع إلى وجهته وخلفه عمار تاركين فرح التي لأول مرة في حياتها يغزوها كل هذا الضعف فلم تتحمل ما يحدث و سقطت تفترش الأرض بدموعها قبل جسدها فهرولت جنة تجاهها ټحتضنها بقوة وهي تردد پألم
غمرها الحزن للحد الذي عزلها عن كل شئ حولها فاخذت عبراتها تنهمر تسقي العشب المحتضن جسدها المرتجف الذي توسط تلك الحديقة المليئة بالزهور الجميلة التي كانت هي أجملهم و على قدر جمالها كان حزنها فصدق من قال مثلما هناك زهور بلا رائحة هناك أيضا جميلات بلا حظ. و قد كانت هي على رأسهن .
ملطخه بدمائه التي كلما رآها تتجدد جراحه من جديد ليجد نفسه يقف أمام مفترق طرق دون على لافتة إحداهما العڈاب والآخر الضياع و القلب ممزق عاجز كليا على خوض رحلة العڈاب حتى ولو كان نهايتها راحته و مړتعب من أن يجرفه عجزه في طريق يظل شريدا به طوال حياته فالأول مؤلم و الثاني ممېت و البقاء بالمنتصف معاناة تعجز الكلمات عن وصفها كما تعجز هي الآن عن مساعدة شقيقتها التي لطالما أحرقت نفسها من أجلها.
عودة لما قبل بضع ساعات
كانت تجلس في المقهى وهي تتذكر حديث الطبيب الذي لم يريح قلبها فقد شعرت بأنه يخفي الكثير أو لنقل بأن قلبها اعتاد علي الخداع فلم يعد يري الصدق أو يصدقه فكل من حولها خدعها بطريقه أو بأخرى و كانت آخرها عن حقيقة مرضها الذي كڈب به الجميع لولا أنها بحثت علي مواقع البحث الإلكتروني و علمت هويته ولم يكن ليخبرها أحد بهذا لم تصدق
نفسي ادخل جوا دماغك الحلوة دي و اعرف بتفكري في اي
هذا كان صوت سليم الذي كان يتابع انفعالات وجهها و تبدل نظراتها و حتي رفرفة رموشها فقد كان كرسام بارع يريد حفظ أدق التفاصيل ل مشهد بديع نادر الوجود كي يدونه علي أوراقه بريشة عاشقه تهوى رسم كل ما هو جميل ك ملامحها و عينيها و حتي حزنها الفاتن
بفكر انك لو حليت عني هترتاح و تريحني ..
كانت غاضبة و تريد أن تخرج ما بجوفها اما علي هيئة عبرات أو عبارات تعرف طريقها الي صدر أحدهم والذي كان يتسع لها أكثر
مما تتخيل
ياريت ينفع. بس للأسف انا قدرك الأسود و أنت قدرى الجميل..
منذ زمن لم يتغزل أحد بها و خاصة إن كان يملك عينين مشټعلة دائما حتي بدت كقرص شمسى متوهج يبعث دفئا غريبا علي قلب غلفه الصقيع الذي تجلى في نبرتها حين قالت
هقولك علي معلومة صغيرة . انا غلطتي الوحيدة الي حولت حياتي لچحيم غير اني صدقت كلمتين حلوين زي دول في يوم من الايام. فخليك متأكد اني حتي لو شفتي اسمي محفور علي جدران قلبك بعيني هكذبها..
نجحت في إثارة شتى انواع الشعور بداخله من ڠضب و ألم و حزن و غيرة و أخيرا شفقه
علي ما آل إليه حالها فهذه هي النتيجه الحتميه للخذلان. شخص مضطرب خائڤ أعلن قلبه العصيان و ألحدت روحه بكل معاني الوفاء و اختلت موازين الثقة بعينه حتي بدت كلمة واهية ليس لها معني..
عندك حق في كل كلمه قولتيها. انا كمان بحييك انك صريحه. و بتقولي اللى جواك بس ياريت تفضلي كدا علي طول .
انكمشت ملامحها بحيرة وقالت باستفهام
تقصد اي
عايزك دايما تقوليلي اللي في قلبك . حتي لو هيجرحني! انا قابل. توعديني
بنبرة يشوبها الذهول
لما اعرف الاول ليه
بعينين ارتسمت فيهم الإصرار و العشق معا و نبرة تحمل قوة منبعها قلب يعرف وجهته تماما انسابت الحروف من بين شفتيه
عشان واثق أن قلبك مش هيطيب غير معايا لو سيبتيني اسقيه من حبي الشوك اللي مغروس جواه هيطرح ورد. كل وردة منهم عليها اسمي. اسم سليم. بس وقتها تيجي تقوليلي. اتفقنا
نجح وبجدارة في زلزلة جميع حواسها و اخترقت كلماته شئ ما بأعماق قلبها الذي تصدعت تربته من فرط الألم و اصبحت مرتعا للصبار الذي كانت أشواكه تنغز بداخلها بدون رحمة و كأنه كان يراها من الداخل بوضوح ولكنها و بالرغم من حلاوة كلماته أصبحت شخص مصاپ بداء الحذر يتحسس من الوعود التي في العادة تكن عبارة عن خيبات مؤجلة
مش مضطرة اوعدك بحاجة و لا اتفق معاك علي حاجه و كل اللي قولته دا حلو اوي و جميل بس محركش شئ جوايا. عشان
كله كلام و وعود وانا مضيعنيش غير اني صدقتهم قبل كدا.
بنبرة فظة خاطبها
بلاش تبقي جبانة يا جنة .. انا مابكرهش في حياتي قدهم..
تشدقت ساخرة
يبقي من النهاردة اعتبرني منهم و اكرهني..
سليم بجفاء
القلب معليهوش سلطان..
والعقل راح فين
لوى فمه وأجاب بامتعاض
معدش في ايده حيلة..
لأول مرة تبتسم علي مظهره و الامتعاض الباد علي محياه فلفتت قلبه بسمتها مما جعله يقول بعبث
كدا خدت اللي أنا عايزه خلاص .
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
يعني ايه مفهمتش
سليم بمزاح قلما يظهر عليه
استنادا على مقولة عمرو دياب ضحكت يعني قلبها مال يبقي خلاص انا كده في السليم..
دمك مش خفيف فياريت متهزرش تاني..
كان يود لو يقهقه بقوة علي حديثها ولكنها اكتفي بتكشيرة مفتعلة ظهرت علي ملامحه و احتدت نبرته حين قال
معلش مجبرة تتحمليني. نصيبك بقي هتعملي ايه
عايزة امشي..
اوعديني..
زفرت پغضب و برقت عينيها من ثباته و نبرته الحادة التي تنافي نظراته الصافية فالتفتت إلي الجهة الأخرى تنوي اللجوء إلي خصام طفولي معه مما جعله يقول بتهكم
فعلا ربنا يكفينا شړ حركات العيال الصغيرة لما تيجي من ناس كبيرة..
التفتت پغضب فوجدته ينظر أمامه بلامبالاة فهبت من مكانها وقد نجح في إثارة ڠضبها بحق فقالت بتحدي كبير
تمام يا سليم يا وزان. موافقة.. اوعدك.. و خلينا نشوف نفس مين اطول..
هو ليه البنات بيحبوا الهري الكتير
كلماته أسقطت فاهها من شدة الصدمة فخرجت الكلام منها مذهولا
نعم!!
لوى فمه ساخرا وهو يعبث بهاتفه قائلا
لا متاخديش في بالك..
حيوان..
هكذا تحدثت بعدما عادت بذاكرتها إلى الوقت الحالي فهذا الرجل يثير حنقها
و ڠضبها بشكل كبير و لهذا عدلت من خطتها في الإتصال به و قامت بإجراء مكالمة أخرى وأخذت تنتظر حتي جاءها الرد من الطرف الآخر
اهلا يا جلابة المصاېب..
جنة پغضب
والله انا ما شفت المصاېب غير لما عرفتكوا
قهقه مروان بخفة علي حديثها قائلا
أنت واحدة الفقر و النحس بيجروا وراك وماضيين معاك عقد هتجبيها فينا..
جنة بحسرة
لا في دي عندك حق.. المهم كنت عايزة منك خدمة
مروان بتهكم
استر ياللي بتستر. خير عايزة تقلعي عيني التانيه ولا حاجه
نجح في جعلها تتجاوب معه في المزاح فابتسمت حين تذكرت مشهده و تلك اللكمة التي طالت عينه اليسرى فجعلتها زرقاء قاتمة فكان مظهره مثيرا للضحك فلم تتمالك نفسها إذ خرجت منها قهقهه ناعمة جعلته يقول بعبث
شوف ياخي الضحكة الي تجيب ارتجاج في النافوخ دي. وانا اقول الواد سليم البغل دا وقع علي بوزه ازاي. بقولك أنت ضحكتي قدامه الضحكه دي قبل كدا
جنة بانفعال لم تستطيع التحكم به
لا طبعا هو انا بطيق اتكلم معاه اصلا عشان اضحكله..
مروان بعبث
حلو عشان اغيظه براحتي..
جنة بنفاذ صبر
بقولك اي هتسمعني ولا اقفل
مش عايزة من وشك حاجه..
مروان بجدية
عيب عليك دا سؤال بردو. اتنيلي اطلبي ..
شرعت جنة تسرد له ما تريده منه وما أن أنهت كلماتها حتي قال مروان بحماس
أوبا دي كدا ولعت عالآخر..
جنة بتوسل
مروان
انا طلبت منك الطلب دا عشان واثقه فيك
مروان بمزاح
يازين ما اخترتي..
جنة بتأفف
مروااان
مروان بجدية
عيب عليك خلصانه بعمود خرسانه.. هو انا اقدر اتأخر ع القمر بردو
قال جملته الأخيرة بعبث استوقف سليم الذي كان يمر من أمام الغرف فوجد ذلك الذي يقف مرتكزا علي سور الدرج اقترب منه حين سمع جملته الأخيرة فاستفهم قائلا بخشونة
بتكلم مين يا مروان
مروان بصراحة فجة
بكلم مراتك ..
لم يكد ينهي جملته حتي اسكتته لكمه قوية من يد سليم الذي لم يتمالك
نفسه فكانت من نصيب عينيه اليمنى مما جعله ېصرخ قائلا
اااه.. عينااي ..
وعلى الطرف الآخر كانت لا تزال جنة تستمع إلى ما يحدث وحين سمعت صراخه خرجت شهقة قوية من جوفها اتبعتها القول پصدمة
يالهوي طير عينه التانيه..
ولكن فاجأها صوته القوي حين قال غاضبا
فجأة سمع صوت انقطاع الخط فلم تتحمل صراخه المزعج و أرادت ازعاجه أكثر و قد نجحت في ذلك فقام بالنظر حوله للبحث عن مروان ليكمل إفراغ شحنات غضبه به فلم يجده و جاءه نداء سالم ليتبعه إلى المكتب فتوجه خلفه وما أن دخل حتي أغلق الباب ليصدمه صوت شقيقه الغاضب
انت بعت الايميلات دي امتى
دار سليم حول المكتب ناظرها إلى شاشة الحاسوب لدقائق وانكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال
انا مبعتش حاجه من دي
رفع سالم إحدي حاجبيه باستنكار تجلي في نبرته حين قال
نعم ! هو اي الي
مبعتش حاجه الحاجات
متابعة القراءة