في قبضه الاقدار كامله
ناجي بالعنوان فتوجه مروان علي الفور الي حيث ينتظره وما أن جلس علي المقعد حتي قال آمرا
قول اللي عندك بسرعه معنديش وقت اضيعه مع أمثالك
نجح في قمع غضبه وهو يخرج أحد الأوراق من جيبه يناولها لمروان الذي سرعان ما اهتاج كالثور و انقض عليه قائلا بصړاخ
نهارك أسود معناها ايه الورقة دى انطق مين حاتم دا
سيبني . و . اقعد .. عش .. عشان افهمك..
بصعوبة نجح في التحكم بغضبه و عاد إلي
مقعده بينما انحصر هذا الڠضب المقيت داخل عينيه التي كانت ترسل سهام الټهديد بقلب ناجي الذي بدا غير متأثر حين شرع في الحديث قائلا بسلاسة
عشان اكون صريح معاك الورقة دي سما مضت عليها من غير ما تاخد بالها وهي بتعمل جواز السفر بتاعها . لما قررت انها تروح تقعد عند شيرين .. و حاتم دا واحد من رجالتي سما متعرفوش أصلا
صاح مروان فقاطعه ناجي محذرا
لو مبطلتش كلامك دا مش هكمل و انت اللي هتخسر ..
أجبر نفسه بصعوبه علي الصمت ليتابع ناجي حديثه المسمۏم
طبعا دي الحاجة الوحيدة الي كنت هعرف امسك بيها سما .
مروان باحتقار
تمضيها على ورقة جواز من واحد متعرفوش من غير ما تعرف !
ناجي مبررا
لما تكون حربي مع ناس زيكوا يبقي كل شئ مباح .
انت
جايبني هنا ليه
مش عايز اكتر من حقي ..
اللي هو
اتكأ على المنضدة أمامه وهو يقول بنبرة متحفزة
ارد اعتباري قدام بناتي و ارجع لهمت وآحد ارضي من صفوت
انطلقت ضحكة خالية من المرح من فم مروان الذي استطرد قائلا
ايه القناعة دي كل دي طلبات لا و كلها اصلا مش من حقك . يخربيت بجاحتك !! دانتا واخد
ناجي بحنق
خلصت تريقه
تريقة . دانا ماسك نفسي اني اسفلت وشك بالعافية..
لو مخرستش و سمعتني. اقسم بالله بكرة هتكون سما في بيت جوزها.
ابتلع جمرات غضبه الحارق وقال بهسيس
لو قلت الكلمة دي تاني مش هتلحق تكملها..
ناجي بخداع
ارتفع حاجبه بسخرية فتابع ناجي بث سمومه
انت متفرقش حاجه عن سالم و سليم . بس هما ابوهم عززهم و انت ابوك اضحك عليه ابوك مباعش ارضه لمنصور زي ما فهمكوا.
انكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال
ازاي
اجابه ناجي پحقد
مفروض اصدقك
استفهم مروان ساخرا فأجابه ناجي بتهكم
طب ايه رأيك تسأله ليه مبينزلش هنا خالص ولا اقولك انا .. عشان لما عرف وواجه منصور مأنكرش و قاله انت غريب و ملكش حاجه هنا .ابوك يومها حلف يمين ما ينزل البلد تاني و لا هيسامح في حقه .ولو مش مصدقاني اسمع منه يحكيلك ..
لو فرضنا ان كلامك صح عايز ايه بردو
عايزك تاخد حقك منهم . مع إني واثق أن سالم ألعن من أبوه وعمره ما هيديلك حاجة بمزاجه ..
مروان بسخرية
يبقي ناخدها منه ڠصب عنه صح
ابتديت تفهم .. مبدأيا كدا انا مش عايز أذي لحد . انا عايز اعيش بسلام ..
مروان بسخرية
النووي و السلام ميتفقوش أبدا !
تجاهل سخريته وقال بجدية
هتساعدني و اساعدك ولا اصرف نظر عنك خالص ..
مروان بتهكم
و مين هيساعدك لو صرفت نظر عني..
كتير . انا
ليا عيون عليكوا في كل مكان . عارف كل الخبايا
اللي في مزرعة الوزان . تحب اقولك أمارة
تنبه مروان لحديثه فتابع ناجي بانتصار
تدلي فكه من فرط الصدمة التي اصطبغت بها لهجته حين قال
انت بتقول ايه
انت اللي هتقول معايا ولا عليا
لم يجيبه مروان انما امسك الهاتف وقام بالاتصال بوالده الذي ما أن أجاب حتي قال بجمود
بابا احنا لينا حق فعلا في رقبة عمي منصور
مهران پصدمة
بتقول ايه يا مروان
اللي سمعته و ياريت تجاوبني بصراحه . عمي منصور سرق حقنا فعلا و باعلك الأرض بربع التمن و ڼصب عليك في الباقي ولا لا
مهران بخيبة أمل
للأسف دا حصل ..
اغمض مروان عينيه پصدمة تعاظمت حين تحدثت مهران محذرا
اوعي تطالب ولاد عمك بحاجة . ولاد منصور اكيد زيه وشبهه وحتي لو ادوني مال قارون مش هسامحه بردو . كفايه أنه كسر ثقتي فيه و طردني من املاكي زمان .
انهي مروان مكالمته الهاتفية وسط نظرات ناجي اللامعة بسعادة تضاعفت حين قال مروان پغضب
انا مش هأذي حد هاخد حقي و حق ابويا و بس ..
موافق .. نقرأ الفاتحة
قهقه مروان بصخب قبل أن يقول بوقاحة
شكلك زي الكلب اللي لقي عظمة بالظبط ..
لو قليت ادبك تاني اعرف انك مش هتطول ضافر سما بنتي ولا حتي في احلامك ..
أومأ مروان قبل أن يضيف بجدية
سما قبل اي حاجه
..
موافق ..
مد مروان يده إليه وهو يقول بجدية
كدا يبقي اتفقنا نقرا الفاتحة بقى..
عودة للوقت الحالي
انتهى مروان من سرد ماحدث و دام الصمت بينهما لثوان وقد كانت نظرات سالم جامدة تماما ك لهجته حين قال
جاي تقولي الكلام دا ليه دلوقتي
مروان باندهاش
تقصد ايه
سالم بعتب يغلفه الحدة
بعد ما حطيت ايدك
في ايد عدوي و اتفقت معاه عليا جاي تقولي كدا ليه
صمت للحظات قبل أن يقول
عشان عدوك عدوي يا ابن عمي ..
لامست جملته أعماق قلبه فزفر بقوة قبل أن يقول بجفاء
و أشمعني استنيت كل دا عشان تقولي
مروان باقتضاب
مكنش ينفع اقولك كدا في البيت . انا مبقتش اثق في حد . عمتك معاه وشيرين كمان انا حتي شكيت في سما .. كان لازم اقولك بعيد عن البيت عشان مخاطرش أنه يعرف
و حقك و حق ابوك
حق أبويا لوحده. وهو حر مع اخوه. وان كان هو و اخوه خسروا بعض عشان الفلوس انا مش هعمل كده معاكم .
تعمقت نظرات سالم تجاهه وقال مستفهما
مضعفتش
يا مروان محستش أنك فعلا صاحب حق وعايز تاخده من باب رد الاعتبار حتى
اخفض رأسه أرضا قبل أن يجيب بنبرة هادئة
ضعفت . بس كان للحظة. حطيتكوا في كفة و الفلوس و رد الاعتبار اللي قولت عليه ده في كفة . بس كفتكوا غلبت يا ابن عمي ..
صمت لثوان قبل أن يضيف بصدق
كنوز الدنيا كلها متساويش جمعتنا سوي ولا وقفتنا في ضهر بعض . مش كل الرزق فلوس..
احتدت نظراته و ازدادت قتامة قال يباغته بلهجة آمرة
انزل
تفاجئ مروان من حديثه و قد هوى قلبه حين ظن بأنه لم يصدقه فقال برجاء
سالم ..
قاطعه بحدة
قولت انزل ..
تهدلت أكتافه و ترجل من السيارة پألم سرعان ما تبدد حين رأي سالم الذي ترجل هو الآخر ليقف أمامه فقال مروان باندهاش
هو في أي.
لم يكد ينهي جملته حتي قابلته قبضة سالم القوية التي طالت أنفه قبل أن يقول پغضب
دي عشان وسخت ايدك وحطيتها فى ايد الكلب دا..
لم يكد يستوعب حديثه حتي تفاجئ من لكمة أخرى لا تقل قوة عن سابقتها وصوته الخشن يقول
ودي عشان سبت الكلب دا يهددك و مكسرتش دماغه ..
واحدة ثالثة كانت أقوى من سابقيها و لكن اختلت نبرته
الفظة و شابهها ضعف كان جديد كليا عليه حين قال
و دي عشان حسستني اني فشلت للمرة الثانية في تربية ولادي ..
هل شاهد حقا تلك اللمعة الخاطفة في عينيه هل سالم الوزان عينيه تلمعان بالعبرات هل هذا الضعف في نبرته حقيقي دارت كل تلك الأسئلة بعقله الي أن انتهي سالممن حديثه عند كلمة ولادي والتي تحكي مقدار حبه له و أيضا تشير الي حازم الذي يحمل نفسه ذنب أخطاءه فاندفعت العبرات من مقلتيه وهو يتجاوز ألمه و يهرول الي ذراعي سالم المفتوحين علي مصرعهما وهو يتحدث بتأثر
متقولش كدا انت عمرك ما كنت فاشل أبدا. حازم غلط عشان هو وحش دا مش ذنبك . انت طول عمرك عظيم . و مثل اعلي لينا كلنا و ليا انا بالأخص ..
اشتد عناق سالم له إثر كلماته المؤثرة فتابع مروان وهو يشدد علي حروف جملته
انت طول عمرك قدوتي و ابويا اللي بفتخر بيه . عمري ما اخونك يا سالم لو السکينة على رقبتي
لم يعتد تلك المواقف ولكن كانت فرحته تبلغ عنان السماء ببراءة من يعتبره ابنا له فخرج صوته مبحوحا متأثرا حين قال
الدنيا دي كلها عندي متساويش ضافر
واحد منكوا . انتوا ولادي يا مروان و الضنا دا غالي اوي عمره ما يهون ..
تشابه الليل و النهار معا و اختلطت جميع ألوان الحياة بنظرها لتصبح رمادية هكذا هو حالها منذ أن فقدت طفلتها وانطفئ بريق الحياة بعينيها حتى أنها منذ ذلك اليوم وهي تنتظر أجلها المحتوم فقد كان هو السبيل الوحيد لنجاتها.
رن الهاتف الملقي بإهمال الى جانبها فلم تعير اي اهتمام فعاد ضجيج صوته مرة ثانيه وثالثه ورابعه إلى أن ملت و شعرت بالسخط علي ذلك الشخص الوقح الذي لم يستسلم أبدا و قامت بالرد قائلة باختصار
مين
جاءها الصوت الساخر على الطرف الثاني لتتجمد الډماء بأوردتها
لسه نفس التكبر بردو .مغيرتوش السنين !
ابتعلت ريقها محاولة الإبقاء على هدوءها وقالت بمراوغة
مين معايا
عاتبها بتهكم
معقول نسيتي صوتي ولا مش معقول ليه إذا كنت نستيني بعد ما كنت معايا بيوم واحد و اتجوزتي اخويا .. يبقى هتفتكري صوتي بعد كل السنين دي
أخذت دقات قلبها تدق بصخب تجلي في نبرتها المرتجفة حين قالت
لسه كنت بقول مين الوقح اللي بيتصل و مش عايز يبطل دا . قلبي كان حاسس ..
وحشتيني ..
اخرس ..
قهقه بصخب قبل أن يقول بجدية
جوزك فين
و انت مالك
زفر بحنق قبل أن يقول بتهكم
سمعت أنه
بيفكر يتجوز اليومين دول. وبصراحه انا عاذره أنت مقصره معاه اوي و الراجل كان اصيل و صبر عليك كتير .. إلا قوليلي يا سهام . مكنتيش بتديله حقوقه عشان حزينة على بنتك ولا مكنتيش قادرة أنه يقربلك وأنت بتحبي اخوه
غرور ولاد الوزان الحاجة الوحيدة اللي خدتها منهم.. بالإضافة للاسم..
هكذا خاطبته بتهكم فأجابها بمرارة
اهي حاجه خدتها منهم ماهم خدوا مني كل حاجه . حتى الحاجه الوحيده اللي حبتها في حياتي خدوها مني ..
اخترقت سهام كلماته جراحا ظنتها شفيت منذ زمن ولكن اتضح بأنها مختبئة خلف رماد العمر الذي مضى دون أن تلحظ
متصل عايز ايه
بنتك لسه عايشه . و معايا ..
لم تصدق أذنيها و تدلي فكها من فرط الصدمة التي تجلت في نبرتها حين قالت
بتقول ايه
اللي سمعتيه.. بنتك لسه عايشه و معايا
..
فخا نعم إنه