في قبضه الاقدار كامله
المحتويات
بيه ..
تلظت بآلام قاتله لم تختبرها مسبقا فصاحت باستهجان
غلط.. الغلط مش عندي يا دكتور يا محترم. الغلط من عندك انت و حبيبة القلب..
رفع إحدي حاجبيه وقال باستنكار
حبيبة القلب..
هدرت پغضب و دموع أثقلت جفونها
ايوا حبيبة القلب الي عمال تلف بيها في الجامعة و مش عامل حساب لشكلك قدام تلامذتك لا و كمان جاي تسأل عنها هنا
انا ليه حاسس ان الموضوع دا مزعلك أوي!!
رفعت رأسها بشموخ يوازي لهجتها
حين حاولت أن تنأى بكبريائها عن مرمى كلماته
بنت الوزان متخلقش الي يزعلها ..
تابع حرب الأعصاب التي شنها عليها قائلا بتسلية
و بنت الوزان مشافتش نفسها في المرايه وهي بتتكلم! اعتقد لو شوفتي نفسك دلوقتي هتعرفي انا اقصد ايه !
فرح فين
مع اختها بتولد في المستشفى
ألقت بكلماتها في وجهه قبل أن تفر هاربة حتي لا تجعله يرى عبراتها التي أغرقت وجهها و ما آلمها أكثر حين وجدته يهرول الي سيارته فعلمت بأنه حتما سيتوجه الي المشفي و لم تستطيع منع نفسها من أن تتبعه .
وقعت تلك الحقيقة علي مسامعهم وقوع الصاعقة
والتي كان أول من تخطاها هو سالم الذي كان فريسه للحظات بين غيرة عمياء لصلتها بهذا الرجل و بين حقيقة تلك الصلة التي لم يستطيع تقبلها فزأر بقوة
عايز توضيح فورا للي سمعته.
كانت نظراته موجهه إليها في محاوله منه لتهميش ذلك المارد الذي كان يملك من الدهاء ما يجعله يفطن لما يحدث لذا ما أن حاولت فرح الحديث حتي امتدت يديه تتلمس مرفقها بلطف وهو يقول بنبرة صلبه كملامحه
نجح في فرض نفسه و بقوة أمام سالم الذي انتفخت اودجته ڠضبا من تلك اللمسة
العابرة التي كانت لها وقع الجمر علي قلبه المشتعل بنيران عشق اهوج و غيرة قاتله و لم يفته أيضا ذلك التحدي الذي يقطر من لهجته فأعلن الۏحش عن هياجه الذي حاول كبته بصعوبه حين قال بفظاظه
هات الي عندك..
عمى محمود والد فرح و جنة كان عايش معانا في الصعيد لما كانوا البنات صغيرين و حصل شوية مشاكل بينه وبين جدي و سافر و ساب البلد و عاش بعيد عننا و للأسف ماټ قبل ما يتصالح مع جدي و من وقت مۏته و أنا بدور علي فرح و جنة و الحمد لله لقيتهم..
بالبساطة دي !!
ياسين باختصار
بالظبط.. و لو مش مصدقني اعتقد انك تقدر تتأكد من كلامي. و لا ايه يا سالم بيه معقول يكون السيط دا كله فنكوش !!
كانت جملته الأخيرة كعود ثقاب على أرض مشبعة بالوقود لم يكن ينقصها سوى شرارة واحدة حتى تشتعل بنيران لن ينجو من بطشها أحد ولكن جاء تدخلها السريع في اللحظة القاټلة حين شاهدت تغير ملامح سالم الي أخرى مرعبة فهبت قائلة
اكيد طبعا سالم بيه يقدر يعرف في دقايق حقيقة الموضوع . و بعدين احنا اكيد مش هنكدب عليه ..
كان بعينيها نظرات ضائعه مرتبكه لا يعلم ما بها لأول مرة يقف عاجزا هكذا أمامها نفذ صبره الذي ظن أنه ليس له آخر و لكنها استنفذت كل ذرة جلد لديه فود لو يهزها پعنف ملقيا كل تلك الأقنعه التي أجبرته علي ارتدائها حتي يستطيع التعامل معها و بالنهاية لم تفلح أيضا و لأنها كانت بداخلها تتضرع الي ربها حتي يمر هذا الامر بهدوء فقد أتاها صوت مروان المنقذ و الذي شعر بتلبد الأجواء حولهم حين قال ساخرا
ياخي شوف القدر و ترتيبه. يعني عمال تدور عليهم
ليك سنين و جاي تلاقيهم دلوقتي والله البنات دول مرزقين ..
تستمر القصة أدناه
زجرته امينه بنظراتها قبل أن تقول بوقار
احنا اتشرفنا بيك يا دكتور ياسين. و كونك تبقي خال حفيدي دا شئ طبعا يفرحنا..
تحديث ياسين بلطف
دا من ذوقك يا حاجه..
لم تتمهل حتي يعاد تدوير الحديث مرة أخرى بل سارعت بالقول
بقولك يا ياسين ما تيجي تسلم علي جنة هي فاقت..
ياريت. و أهو بالمرة نكسب وقت..
لامست كلماته أوتار غضبه فقال باستنكار
يعني ايه تكسب وقت مفهمتش!
ياسين بتوضيح
يعني يا سالم بيه حضرتك اكتر واحد تعرف الأصول و الأصول بتقول أن مينفعش بناتنا تقعد عند ناس غرب اكتر من كدا..
كان الأمر برمته كارثي منذ أن وطأت أقدامه المشفي و الإعلان عن هويته إلى تلك الحقائق الصاډمة ولكن كانت نيته في انتزاعها منه أشبه بانتزاع قلبه من مكانه لذا تجاهل كل شئ و اقترب منه قائلا بزئير أفزعهم جميعا
اسمعني كويس عشان شكلك متعرفنيش. محدش هيمشي و لا هيروح في أي مكان . و لحد ما اتأكد من الأفلام الهندي دي مشوفش وشك قدامي
نجح بجدارة في اغضاب خصمه و الذي ناطحه بقوة قائلا
خلى بالك من كلامك..
زمجر سالم مقاطعا
انا عارف كويس بقول اي و الي بقوله هو الي هيمشي و خلي بالي حتي لو كلامكوا طلع صح ابن الوزان هيتربي وسط أهله. دا شئ مفروغ منه
تحدث ياسين بلهجه لا تقل عنه جفاء
ابنكوا محدش يقدر يمنعوا عنكوا زي ما انت متقدرش تنمنع بناتنا يرجعوا لأهلهم . لو ليك فاانت عليك. و الوضع هنا ميسمحش بالكلام و اعتقد انك فاهم قصدي كويس.
لم يخلق من يقف أمامه أو هكذا ظن لذا احتدت لهجته وقال بټهديد مبطن
و عشان فاهم قصدك بقولك محدش هيروح في أي مكان. هيفضلوا معانا و تحت عنينا. و لو انت مش فاهم فدي
مشكلتك.
صدق حدسه فقد ظن أن هناك شئ من البدايه في نظراته لفرح لم يريحه لذا تابع بدهاء
بالرغم من ان كلامك مرفوض بالنسبالي بس لو هنتكلم عن جنة و ابن اخوك فهلتمسلك العذر . انما فرح متجمعهاش معاهم. ملهاش مكان وسطكوا مكانها وسط عيلتها.
نجح في ڼصب المکيدة للوحش و لم يحسب حساب لضراوته في الحصول علي مبتغاه فخرج زئير سالم مع اقترابه خطوتين ليبقي علي بعد عدة سنتيمترات من ياسين الذي لم تتحرك بداخله خلية واحدة علي الرغم من تفاجئه بسالم الذي هدر پعنف
فرح تخصنا زي ماجنة تخصنا بالظبط..
ياسين بقوة
وضح كلامك. عشان معناه مش مفهوم بالنسبالي.
سالم مغلولا
فرح خطيبتي!
انكمشت ملامحه پغضب و لم يجبه إنما نظر إلى تلك
التي كانت تتابع ما يحدث بقلب مړتعب و لأول مرة بحياتها تشعر بالضعف للحد الذي جعلها تريد الهروب من المكان بأكمله فنظرات هذان الۏحشان مرعبة بحق و كل منهما ينتظر أن تنحاز له و هي تخشي النتائج فكانت تتضرع داخليا الي ربها أن ينقذها و لكن زاد الطين بله حين قال سالم بلهجه يشوبها السخرية
تقدر تسألها لو مش مصدق!
كانت تريد لكمه بقوة
ولكنها تسمرت بمكانها حين هدر ياسين پعنف
حتي لو أكدت علي كلامك فالموضوع دا غير مقبول الي عايز واحده يروح يطلبها من أهلها و ناسها و اديك عرفتهم دلوقتي و الأصول متزعلش ولا ايه يا حاجه
كان الوضع متأزما للغاية فقد تعاظم الڠضب بداخله وخاصة حين وجدها صامتة هذا يعني أنها توافق علي حديث ذلك الرجل الذي يود لو ېحطم رأسه في تلك اللحظه و تكورت قبضته حتي ابيضت عروق يده و كأنه يتأهب لأول مرة في استعمال العڼف حتي ينتصر في أحدي معاركه و لكنه تفاجئ بوالدته التي تدخلت قائله بوقار
انت شايف الوضع يسمح بالي انت بتقوله دا يا دكتور بدل ما تدخل تطمن علي بنت عمك الي راقده جوا دي و حالتها متسرش
تبدلت معالمه للقلق من حديثها وقال باهتمام
مالها جنة حصل ايه
و أنت مالك بجنة
لم يكد يتلقي اجابه حتي باغته سؤال خشن مصدره سليم المتجهم الوجه مفطور القلب و الروح و الذي تفاجئ بوجود ياسين و سؤاله عن معذبة قلبه فكان أول من تحدث مروان الذي تمتم ساخرا
كملت. كانت نقصاك تيجي تنطحلك نطحتين أنت كمان..
تحدثت امينه بنبرة يشوبها التعب
دكتور ياسين يبقي ابن عم جنة و فرح ..
تبدلت معالمه الي صډمه و استهجان فصاح مروان قائلا بتهكم
لا مفيش وقت للاندهاش مش هنعيد الليله دي كلها من تاني.
تحدثت فرح بنفاذ صبر فقد بلغ منها التعب ذروته
ياسين يالا ندخل لجنة نطمن عليها
قطع ياسين حرب النظرات المتبادلة بينها و بين الأخوين و تقدم قائلا باختصار
اتفضلي .
حانت منها نظرة خاطفة لسالم الذي كانت عروقه النافرة و ملامحه الواجمه خير دليل علي غضبه الكبير و الذي كان يخيفها علي الرغم من أنها لم تخطئ بشئ أو لنقل
أنها حاولت إقناع نفسها بذلك ولكنها كانت تعلم في قرارة نفسها انها علي وشك خوض معارك داميه أمامه فكل شئ تغير كليا..
في الداخل كانت تحارب عبراتها التي كانت كالانهار لا تنضب ابدا مهما ذرفتها بل تتجدد كما تتجدد چراحها التي فقدت الايمان بأنها سوف تلتئم ذات يوم فقد کرهت كل شئ يحيط بها حتي نفسها و غبائها و قلبها الغض الذي كان يتحمل الكثير و الكثير لأجل اخفاء أمر ذلك الكاذب و المخادع الذي ظنت بأنها انسان و بالرغم من كل شئ كانت علي وشك مسامحته فقد أقسمت داخليا بأنها لن تحمل ضغينه لأي احد و خاصة هو من أجل طفلها الذي و بالرغم من أنها لم تكن تتردد ثانيه في أن تضحي بنفسها لإنقاذه ولكنها الآن تخشي رؤيته لا رغبة لديها في أن تراه تشعر بأنها حطام إمرأة لا تهوي اي شئ في هذه الحياة . يد قويه تقبض علي قلبها تعصره مخلفه آلام تغلبت علي آلام جسدها فاحتضنت نفسها بقوة وهي تنظر إلي الأعلى و تقول بنبرة تقطر ۏجعا
يااارب.. ماليش غيرك.. خفف عني ۏجعي مبقتش قادرة اتحمله..
تخبطت السحب بعينيها فأمطرت الما حفر وديان الۏجع فوق خديها تزامنا من دخول فرح يليها ياسين الذي ما أن رآى مظهرها حتي اختلج قلبه بشعور قوي تجاه تلك الطفلة البرييئه ذات الأعين السوداء التي كان يحملها و يداعبها و
كانت ضحكاتها تملئ
متابعة القراءة