في قبضه الاقدار كامله
المحتويات
المستفز هذا.
أخرجها من شرودها تجاوزه لها و خروجه دون أن يتفوه بحرف فوبخت نفسها بشدة كيف أنها كانت تقف بجمود تطالعه كالبلهاء و هكذا كان حالها حين دخلت إلي إحدي القاعات حتي تحضر أولي محاضراتها و تذهب إلي البيت علها تنهي ذلك اليوم الذي لم تكن بدايته تبشر بالخير أبدا !
جلست علي إحدي المقاعد بعيدا عن الجميع و لم تكد تستقر في مقعدها حتي تفاجأت بذلك الضخم المتعجرف يدخل من باب القاعه و يقف خلف الطاوله الكبيرة و هو يناظرهم و تحديدا هي قائلا بنبرة بها الكثير من التحدي المغلف بخبث يطل من عيناه
برقت عيناها من هول ما يحدث معها و ودت لو أن الأرض تنشق و تبتلعها في
تلك اللحظه فهذا المتعجرف هو دكتور إحدي المواد المقررة عليها لهذا كان يستجوبها و هي كالبلهاء أجابته بمنتهي الصراحه !
أخيرا انتهت الزيارة و استقل كلا من عدى و مؤمن السيارة و إنطلقوا عائدين إلي القاهرة و ما أن غادرت السيارة أبواب المزرعه حتي أنفجر عدى قائلا پغضب
ناظره مؤمن پغضب حارق قائلا بتقريع
بطل إستعباط و كلام أهبل كلنا عارفين مين ضحك علي مين
عدى بإنفعال
تقصد إيه يا مؤمن وضح كلامك !
مؤمن باحتقار
قصدي أنت عارفه كويس يا عدى !
كفايه إلي حصل لحازم فوق بقي من غفلتك دي إحنا ممكن نكون مكانه في أي وقت !
بطل حكم و مواعظ و فكر معايا . إزاي قدرت تضحك عليهم بالشكل دا
ناظره مؤمن بحنق قبل أن يقول مستنكرا
تضحك علي مين أنت عبيط ! دا سالم الوزان! محدش يقدر يضحك عليه و أكيد لو عنده شك و لو واحد في الميه أنها كذابه مكنش جابها تعيش وسطهم
ثم أعطاه نظره حانقه محتقره و هو يقول بتقريع
تراجع عدى للخلف و نظر أمامه قبل أن يقول بلامبالاه
مشجعتش حد كل حاجه كانت بمزاجها . و بعدين زيها زي أي واحده حازم مشي معاها و سابها. بس دي طلعت حويطه أوي و عرفت تلعبها صح !
كانت جملته الأخيرة تحمل حقدا من نوع خاص فهمه مؤمن علي الفور فقال بتوبيخ
أنها مش زي البنات دي و أنت السبب في كل العك إلي حصل دا !
عودة إلي ما قبل سته اشهر
توجه الثلاثي مؤمن و عدى و حازم إلي إحدي القاعات لحضور محاضرة
لذلك الدكتور اللزج الذي جعلهم يرسبون في
مادته للمرة الثانيه فأصبح لزاما عليهم أن يحضروا جميع محاضراته حتي يتثني لهم النجاح بها فهذه سنتهم الأخيرة و يريدون للخلاص حتي يشق كلا منهما طريقه نحو الحياة .
الدكتور للطارق بالدلوف و الذي لم يكن سوي فتاه جميله بشعر أسود حريري و عينان تضاهيه سوادا تناقض كثيرا مع بياض بشرتها التي يتوسطهم التفاح الشهي المنثور فوق خديها الحمروان و كانت تعتذر من الدكتور بخجل علي تأخرها و قد سمح لها بالدخول و ما هي إلا دقائق حتي إنخرطت
معه في المحاضرة وصارت تناقشه بجرأة و لباقه و لم تكن تعلم بأن هناك ثلاث أزواج من العيون تقتنص جميع حركاتها إلي أن أنتهت المحاضرة فخرجت جنة مع
أصدقائها تضحك هنا و تبتسم هناك و تشاكس هذا و تمازح ذاك غافله تماما عن كل ما يحاك حولها من مؤامرات تسببت في هدم حياتها !
كان أول المتحدثين هو عدى الذي قال بإعجاب صريح وقح
واد أنت و هو شايفين الصاروخ إلي أنا شايفه دا !
أجابه مؤمن بإعجاب لم تخفيه عيناه
شايف! إلا شايف دا إلي ميشوفش الجمال دا يبقي أعمي!
تحدث عدى متأثرا بمظهرها
أنا لازم أروح أتعرف عليها!
هنا تحدث حازم الصامت منذ بدأ الحديث و قال بنبرة قاطعة
البت دي تلزمني !
وجه عدى أنظاره الغاضبه إليه و قال بحنق
و ليه بقي إن شاء الله . مانا كمان معجب بيها
ناظره حازم بغرور و قال بتكبر
عدى يا حبيبي متحطش نفسك في مقارنه معايا عشان أكيد هتطلع خسران
أنفعل عدى و قال بحدة
علي أساس أنك إلي مفيش منه أتنين يعني و لا حاجه !
حازم بفظاظه
بالظبط كدا . و أظن أنت جربت تدخل في منافسه معايا قبل كدا و شوفت النتيجه
شعر عدى بنصل حاد يخترق أعماق قلبه و كبرياؤه و لكنه أبي الإنهزام أمامه إذ قال بعنفوان
بيتهيألك ساندي أنا إلي سبتهالك بمزاجي . عشان مكنتش تفرق معايا
أوشك حازم علي الرد و لكن تدخل مؤمن الذي كان يشاهد صراعاتهم المستمرة فقال بتسليه
لا بقولكوا إيه متصدعوناش بنقاركوا دا . دلوقتي البت عجباكوا أنتوا الأتنين . يبقي نشوف مين فيكوا إلي هيقدر يوقعها .
راقت الفكرة للثنائي الأهوج الذي نزعت من قلوبهم كل معالم الرحمه لذا خرجت الموافقه من بين شفتيهم أتبعها عدى قائلا بتخابث
و مش بس كدا . دانا لو علقتها هاخد منك العربيه الجديده بتاعتك . زي مانتا خدت عربيتي قبل كدا !
أبتسم
حازم بسخريه قبل أن يقول بحماس
موافق ! أما أنا بقي لو كسبت الرهان و دا متوقع طبعا . هخليك .... و لا بلاش لما أكسب الرهان و أبقي أقولك وقتها !
أتفقنا .. أستنوني هنا
و شوفوا هعمل إيه
كان المتحدث عدى الذي إندفع تجاه جنة التي كانت تتحدث مع إحدي صديقتها و ما أن اقترب منها حيث قال ليجذب انتباهها
لو سمحتي ممكن كلمه
ألتفتت جنة إليه قائله بتحفظ
في حاجه
عدى بإحترام مزيف
أنا شفتك و أنتي بتتناقشي مع الدكتور و بصراحه أسلوبك كان سلس و منمق فلو مكنش يضايقك كنت عايزك تشرحيلي كذا حاجه واقفه قدامي !
كان مظهره العابث يتنافي مع حديثه المنمق و أيضا تلك الوقاحه المنبعثه من عيناه جعلتها تعرف الهدف الأساسي من حديثه المخادع هذا لذا طالعته بتهكم قبل أن تقول بلهجه قاطعه
أنا هنا طالبه زيي زيك غير مؤهله إني أشرح لحد فلو عايز تستفيد فعلا أنت ممكن تروح للدكتور و تتكلم معاه . عن إذنك
أنهت حديثها و التفتت تكمل حديثها مع صديقتها فانتابه ڠضب حارق تجاهها و لكنه حاول إبتلاعه قبل أن يرقق لهجته قليلا و هو يقول
طب و لو قولتلك إني حابب أتعرف عليكي ووو..
قاطعته جنة بنبرة صارمه
مبتعرفش !
و لو سمحت تمشي من هنا عشان مناديش علي حرس الجامعه و أعملك مشكله
إحتدت لهجتها كثيرا في جملتها الأخيرة و قد وصل حديثها إلي مسامع كلا من مؤمن و حازم الذي ناظره بشماته و هو يعود أدراجه خائبا
بينما خرج الكلام ساخرا من بين شفتي مؤمن حين قال
يااه عالحلقه ! دي غسلتك و شطفتك و نشرتك
حدجه عدى بنظرة حادة بينما كانت عيناه تناظر حازم الذي قال بتشفي
قلبي عندك يا ديدو بس أنت كدا كدا خسران يا صاحبي من البدايه . لكن أوعدك حقك عندي .
شوف و أتعلم
أنهي كلماته و توجه إليها بعنجهيه و غرور دائما ما يلازمه و ما أن توقف بقربها حتي سمع صديقتها تناديها بإسمه جنة أحتار للحظات أهو إسم أم وصف و لكنه وصل إلي نتيجه واحده أنه ينطبق عليها كثيرا .
أقترب منها قبل أن يقول بخشونه و هو يناديها
جنة !
تسمرت بمكانها من فرط صډمتها فمن أعطي ذلك المغرور الحق في مناداتها بتلك الطريقه التي توحي بأنهم اصدقاء قدامي !
ألتفتت تناظره پغضب حاولت إخفاءه حين قالت بجفاء
أنت تعرفني
جاءها رده حين قال بتأكيد
مانا جاي هنا عشان أعرفك !
إغتاظت من وقاحته و غروره فوقعت عيناها علي صديقه الذي وبخته للتو فأشارت إليه و قالت مرتفع قليلا
أنت !
ناظرها عدى پصدمه تحولت إلي سعادة غامرة حين سمعها تقول
أبقي قول لصاحبك الكلمتين إلي
لسه قيلاهملك عشان واضح أنه مبيسمعش !
ألقت كلماته مرفقه بنظرات ساخطه محتقرة لذلك الذي جحظت ملامحه من فرط الصدمه فهي أول فتاة تقف أمام وسامته و غروره الذان يجذبان أنظار الفتيات إليه دون أي عناء منه و قد كانت أول من كسر تلك القاعده حيث تركته و
ذهبت و هي تتهادي
بمشيتها بينما هو كان ېحترق من الڠضب لتأتيه كلمات عدى المتشفيه
والله و لاقيت إلي تديك علي دماغك يا وزان ! لا و تقولي حقك عندي يا صاحبي . و شوف و أتعلم . دانتا إلي أتعلم عليك و بالأوي كمان . بالشفا يا كبير !
أيقظت كلماته وحوش الڠضب و الكبرياء بداخله و الذان تحولا إلي رغبه هوجاء في تلقينها درسا لن تنساه لذا خرجت الكلمات من فمه متوعدة حين قال
الرهان لسه مخلصش ! هدفعها تمن كلامها دا غالي أوي . أخذ نفسا حارقا قبل أن يقول بنبرة قاتمه تشبه قلبه البت دي هتكون في سريري قبل نهايه الترم دا .و بكرة تشوف !
حتي أن أصابعهم العشرة لن تكفيهم ليأكلوها ندما علي ما فعلوه بنا !!
نورهان العشري
إستيقظت من غفوتها الطويله فوجدت أن الظلام قد حل فأخذت تتلفت حولها في محاوله لتتعرف علي هذا المكان الجديد كليا عليها و بعد لحظات كانت إستعادت ذاكرتها فأخذت نفسا طويلا قبل أن تنهض بتكاسل تنوي الخروج من تلك الغرفه لرؤيه شقيقتها و التي كانت تأخذ حماما ساخنا . فشعرت بالإختناق و أرادت إستنشاق بعضا من الهواء النقي فتوجهت إلي الحديقه الخلفيه لذلك الملحق و أخذت تتمشي قليلا إلي أن جذب إنتباهها صوت صهيل الخيل الذي كانت تعشقه كثيرا فأخذتها قدماها إلي ذلك المبني البعيد نسبيا عن مكانها و لكنه كان داخل حدود المزرعه و هذا طمأنها قليلا و بعد دقيقتان من المشي وجدت نفسها أمام ذلك السور الذي به ساحه كبيرة لترويض الخيول و علي الناحيه الآخري كانت هناك الكثير من الحظائر التي يقبع بها الخيول فتوجهت إليها لتقع عيناها علي أجمل
شئ رأته بحياتها و هي تلك الفرسه الجميله التي كانت تشبه الثلج في بياضه و كان شعرها كثيفا رائعا يعطيها جاذبيه كبيرة إلي جانب عيناها الفاتنه فوقعت جنة
متابعة القراءة