في قبضه الاقدار كامله
مفكر انك انتصرت . انا ممكن ادفنكوا كلكوا هنا. القناصات محاوطاكوا من كل ناحية ..
تجمد بمكانه إثر هذا الصوت الساخر الآتي من الخلف
لو تقصد شويه العيال الفافي اللي ممسكهم مسدسات لعبة دول فأنت مسنود على حيطة
مايلة انما احنا بقي مسنودين علي بعض .. و طبعا مش محتاج اقولك مين اللي صورلنا المكان و عرفنا كل دخلاته
لوقت سابق
انقبض قلبها و داهمته حوافر القلق فأغمضت عينيها تناجي ربها أن يرفع عنها ذلك الشعور و أن يسكن داخلها و تطمئن روحها و سرعان ما أخذت تهز برأسها يمينا و يسارا تطرد تلك الكوابيس وصبت اهتمامها كله على مظهرها في المرآة و ذلك القماش الاسود اللامع الذي يعانق رشاقتها و يبرز فتنتها الرائعه علي استحياء لم يخدش برائتها التي تميز ملامحها الرقيقة و عينيها التي كانت تشبه بحر أسود براق أضفي عليه العشق لمعه مميزة ليتبدل بهوته إلى وهج متلألئ انعكس علي بشرتها الصافيه و تقاسيمها الرائعه التي زينتها بحمرة شفاه قانية تشبه حمرة وجنتيها الممتلئة . بدت ساحرة متألقة تشبه قمرا يتوسط سماء حالكه السواد . و قد كان هذا ما أرادته بالتحديد فقد تزينت من أجله . تعلم بأنه ينتظرها و قد شعرت بحاجتها لأن ترى سعادته و ابتهاجه حين يراها .
اوف كانت نقصاك انت كمان !
ڠضبت و تعاظم القلق بداخلها فسمعت صوت السائق الذي كان ينير كشاف هاتفه و هو يهتف بقلق
ست جنة .
مش يلا بينا
يالا بينا
توقفت على بعد خطوتين من باب المنزل و قد تذكرت شيئا فالتفتت إلي السائق قائلة بعجالة
معلش يا عم مجاهد هروح اطمن علي محمود و آجي ..
براحتك يا بنتي .
اضاءت كشاف هاتفها و عادت أدراجها للأعلى بخط أثقلها القلق و قامت بفتح باب غرفة طفلها الغارقة في الظلام إلا من ضوء خاڤت يتسلل من النافذة التي لدهشتها كانت مفتوحة على مصرعيها فهوى القلب و اړتعب حين وجهت ضوء الكشاف على مخدعه الذي كان فارغا !
اخت تدور حولها في الظلام كمن سيفقد عقله و صدح صوتها يبدد عتمة الليل الحالك
دادا نعمة .. ماما أمينة .
انتوا فين
لم يجبها أحد فتقاذف الدمع من مقلتيها يأسا و عادت الى غرفة صغيرها تصرخ عليه و كأنه سيسمعها فتفاجئت بآنات الألم التي انبعثت من زاوية ما هرولت إليها لتتفاجئ من نعمة الملقاة ارضا ټنزف فافترشت الأرض بجانبها وهي تقول بصوت مرتجف
نعمة بصوت مټألم يحاول جاهدا الخروج من بين شفتيها
اخدوه مني .. ضر ضړبوني .. و أخدوه.. ووو
لم تطاوعها شفتاها بالحديث فقامت بمد يدها بورقة مطوية التقطتها يد جنة متلهفة ليسقط قلبها ذعرا حين قرأت الحروف المدونة
لو عايزة تشوفي ابنك تاني تعالي عالعنوان دا . لوحدك . اياك تجيبي معاك حد و خصوصا حبيب القلب !
صدح صوتها المحترق ړعبا علي صغيرها الذي طالته أيدي الغدر و لم تتردد ثانية بل توجهت بخط مبعثرة الى الأسفل تنادي بصړاخ جاء من قلب مكلوم
عم مجاهد يا عم مجاهد
نعم يا ست جنة ..
جنة بلهفة
اطلب دكتور لدادا نعمة مخبوطه على دماغها و پتنزف
لم يكد يجيبها حتى رأت سيارة طارق التي اصطفت أمام الباب فتوجه إليها قائلا بمزاح
الأميرة اللي طلعان عنينا من الصبح عشان خاطرها
الدمع المتلألئ بعينيها كان يبعث على القلق فتقدم منها قائلا بلهفه
في ايه يا جنة
لوهلة كانت ستخبره ولكنه الخۏف الذي جعلها تتراجع بآخر لحظة قائلة بتوتر
دادا نعمة مخبوطه على راسها فوق اطلع شوفها ارجوك
هرول طارق دون حديث إلى الأعلى فالتقمت عينيها سيارته التي غالبا ما يترك بها المفتاح حتى يأتي أحد الحرس ليصفها في الجراج فهرولت إليها و قامت بإدارة المحرك و المغادرة غير عابئة بصوت طارق الذي صاح محذرا من النافذة
جنة .. استني يا جنة..
تحولت السيارة لوحش ينهب الطريق أمامه فهرول طارق للأسفل و هو يحاول الاتصال بسليم الذي ما أن أجاب حتى صاح طارق
الحق يا سليم محمود اتخطف و جنة راحت تجيبه..
انشق قلبه الي نصفين حين سمع كلمات طارق فبعد أن كان يخطط لعمل مفاجأة سارة لها في أول عيد ميلاد لها بجانبه ينقلب اليوم رأسا على عقب بتلك الفجيعة التي لن يحتملها قلبه وهي خسارتها
شيرين يا طارق .. حاول توصل لشيرين .. وانا هجيب مروان و أجيلك ..
اغلق طارق الهاتف و قد سنحت له الفرصة للتقرب منها فقد أعلنت رايه العصيان في وجهه و أغلقت أمامه كل الطرق لنيل رضاها .
هاتفها مرارا و تكرارا ولكن دون جدوى فقام بإرسال رسالة نصية فحواها
ردي ضروري . ناجي خطڤ محمود و جنة راحت عشان تنقذه . اول ما تعرفي تكلميني كلميني
نصف
ساعة مرت ولم يصل
إليه خبر منها و لكن وصل كلا من سليم و مروان الى المنزل الذي كان خاليا ف
أمينة برفقة فرح عند الطبيب و الخدم عادوا الى بيوتهم و همت و سما نائمتان بينما هو والرجال كانوا يحضرون اليخت استعدادا لقدومها..
عملت ايه يا طارق كلمتها
كان هذا صوت سليم الملتاع فأجابه طارق بيأس
للأسف مابتردش ..
هاج غضبه كوحش كاسر فصړخ پعنف و هو يقوم بحمل الطاولة و إلقائها بقوة لتتحطم الي أشلاء كما ټحطم قلبه تماما فاقترب منه مروان محاولا تهدئته
سليم اللي انت بتعمله دا مش هينفع جنة . لازم تهدي عشان نلاقيها..
التقط هاتفه و قام بإجراء مكالمة هاتفيه و سرعان ما أجاب سالم
في جديد يا سليم
همس سليم پقهر
ناجي خطڤ محمود و جنة راحت عشان تنقذه و مش عارف اوصلها
هب سالم من مقعده و كذلك صفوت الذي كان بجانبه يحاولون دراسة الأمر حتى يحكموا الخناق حول ناجي و الإيقاع به
حصل امتى الكلام دا
سليم پألم
من حوالي ساعة . وبنحاول نوصل لشيرين و مش عارفين ..
زفر بقوة قبل أن يقول بحدة
اسمعني كويس . أنا هحاول اوصلها و انت جهز نفسك و جهز الرجالة خلاص مش هنستني اكتر من كدا
سليم باستفهام
ناوي علي ايه يا سالم.. خلي
بالك جنة و محمود معاه ..
سالم بفظاظة
مش هيقدر يقرب لهم . دول كارت عشان يضغط بيه علينا و يأمن نفسه . نفذ اللي قولتلك عليه و استني مني تليفون
اغلق سالم الهاتف و فعل سليم ما أمره به و بعد مرور ساعتين جاءته رسالة نصية من شيرين
جنة معايا .. هبعتلك صور القصر وهعرفك المداخل و المخارج و أماكن الحراسة ..
عودة إلى الوقت الحالي
كان هذا صوت سليم
الساخر الذي نزل درجات السلم و توجه رأسا تجاه جنة ليحتويها بلهفة و خلفه عمار الذي لمعت عينيه بشوق وهو ينظر تجاهها و خلفهم مجموعه من رجالهم والتي كانت تجذب رجال ناجي المكبلين بالأصفاد مما جعله يشهق پصدمة فأتاه صوت سالم القاسې حين قال
مقولتليش ايه رأيك في مفاجأتي
برقت عينيه و ألتمع بها الجنون و اشتدت ملامحه وهو يتقدم من سالم قائلا بتخابث
حلوة.. مفاجأت حلوة و غير متوقعة بصراحة . بس أنا بقى مكنش عندي ثقة في ولا واحد من الكلاب دول عشان كدا عملت حسابي
منذ وقت ليس بقليل يشعر بأن هذا الرجل يخفي شيئا كبيرا ولكنه لم يفلح في معرفته فتابع ناجى بسخرية
ايه هي شيرين مش قالتلك
الټفت إلي شيرين يطالعها پحقد قبل أن يلتفت إلى سالم يتابع بسخرية
تصدق مطلعتش أصيلة اوي زي مانت فاكر!
التمعت نظرات الفضول من كل مكان حولهم فتجاهل ما يشعر به وزأر بقوة
قولتك خلصت خلاص. و انتهيت من حياتنا و قدامك حل من الاتنين وانا عشان راجل كريم هخيرك
أطل السؤال من عينيه فتابع سالم بقسۏة
يا نخلي البوليس ييجي يقبض عليك .. على دانيال روبرت .. اه مانا نسيت اقولك أنا قدمت كل الداتا اللي عندي للنيابة .. يا نولع في المكان وانت جواه و نبقي خلصنا البشر من شرك و دا احسن فى رأيي
ارتجفت ملامحه و تعالت أنفاسه قبل أن يلتمع بنظراته شيء چنوني وهو يقول بمكر
طب مش تستني تعرف مفاجأتى الكبيرة .. مسألتش نفسك في مين ورا الباب دا
الټفت ناظرا إلى الباب السادس و الذي لا يزال مغلق للآن فتوجه إليه يفتحه و يقوم بجذب شخص ينكث رأسه بخزي ليرميه أمام أعينهم المزهولة و هو يقول بتشفي
أحب أكون الملاك اللي هيلم شمل العيلة من جديد و أقدملكوا حازم بيه الوزان ! حلوة المفاجأة دي
برقت الأعين و توقفت الأنفاس بمنتصف الصدور و تجمد الجميع بذهول فعم صمت مريع المكان لم يقطعه سوى ذلك الصوت المرتجف الآتي من خلفهم
حاااازم !!!
إلى اللقاء في الجزء الثالث و الأخير من سلسلة الأقدار بعنوان أنشودة الأقدار