في قبضه الاقدار كامله
المحتويات
وهي تتوجه بخطوات ثابته إليه تشبه نبرتها حين قالت
عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم
رفع رأسه يطالعها بصمت دام للحظات قبل أن يقول باختصار
سامعك
ايه حكايه الايميل دا اللي اتبعت من
ع اللاب بتاعي دا
احتدت نظراته لثوان قبل أن يقرر الحديث بصراحه
من فترة اتعرضنا لعملية ڼصب حد اتعاقد مع شركة ألمانية باسمنا و بعت من علي ايميل الشركه اوردر للمخازن أنها تطلع البضاعة و تمن الصفقة و الفلوس اتحولت علي حسابه و لحد دلوقتي معرفناش مين الشخص دا ..
أكدته كلماته حين تابع بخشونة
ايميل الشركه كان مفتوح عندي وعند سليم و عندك!
تراجعت خطوة للخلف وهي تقول پصدمة
تقصد ..
قاطعها حديثه الجاف حين اكمل
مروان فحص التلت أجهزة. اكتشفنا أن الايميل اتبعت من عندك.
انا. انت .. انت.. تصدق .. أن .. انا . اعمل . حاجه . زي دي. أنا . عمرى .. ما ..
قاطعها بلهجته الخشنه و ملامحه التي قست حين رأي ألمها الجلي علي وجهها
بشفاه مرتجفه اجابته
تقصد ايه .. لحظة . انت سألتني عن اللاب بتاعي قبل الفرح .. يعني ..
زفر بقوة قبل أن يعيد كلماته السابقة
قولتلك الكلام عدي أوانه خلاص ..
وصل المغزي خلف حديثه فهو لم يشك بها قط و الا لما تابع مخططه بالزواج منها فتقدمت منه قائلة بحزن
انت مشكتش فيا اصلا .. أنا متأكدة من دا..
طبيعي تكوني متأكدة . ماهو مفيش واحد هيتجوز واحدة شاكك فيها..
والا يبقي غبي ..
كانت تعلم ما يرمي إليه جيدا و قد تعاظم شعور الندم بداخلها علي خطأها الجسيم بحقه و قد هالها نظراته المعاتبة الجريحه فهو لم يشك بها أبدا حتى لو رآي بعينيه وهي التي صدقت كلمات تلك الشيطانة و انساقت خلف مخططاتها بكل غباء . ياليت الزمن يعود إلي ذلك اليوم
اقتربت خطوتين وهي تقول بشفاة مرتجفه
سالم .. انا عارفه اني غلطت في ..
قاطعها بقسۏة كانت جديدة كليا عليه
اسكتي يا فرح .
هبت معانده
سالم ..
قاطعها بصرامة
امشي يا فرح
توقفت إثر اختراق الكلمة قلبها الذي اهتز حين تابع قائلا بجفاء
بشفاه مرتجفه وقلب محترق أجابته بخفوت
حاضر .. همشي..
لا تعلم كيف جرت قدميها للأعلى ولكنها لم تتوقع أن يطلب منها المغادرة بتلك الطريقه . نعم خطأها فادح و عواقبه وخيمة ولكن طلبه منها بالرحيل كان اقسي ما يتحمله قلبها. جل ما تريده الآن أن تغادر هذا المنزل لأبعد مكان تختفي به لتلعق كبرياءها الجريح و قلبها النازف ..
لا تعلم ماذا كانت تضع بالحقيبة ف عبراتها حجبت الرؤية أمامها و شهقاتها
تعالت حتى أنها جذبت أسماع أمينة التي دخلت الي الغرفة لترى ماذا يحدث فتفاجئت بتلك التي تحمل حقيبتها تنوي المغادرة ف استوقفتها قائلة پصدمة
راحه فين يا فرح
اجابتها بنبرة جريحه من فرط الألم
ماشية..
أمينة باستنكار
ماشيه فين أنت اټجننت
فرح بنبرة متقطعة من بين شهقاتها
لا . متجننتش . سالم اللي طلب مني امشي ..
بهتت ملامح أمينة و قالت پصدمة
ايه سالم الي طلب منك تمشي
قالي لو مش عايزة يطولك أذايا امشي. امشي يا فرح ..
قالت جملتها الأخيرة و اڼفجرت في نوبة بكاء مريرة رق لها قلب أمينة التي احتضنتها بحنان يتنافى مع تعاظم الڠضب بداخلها وأخذت تربت على كتفها في محاولة لتهدئتها وحين لاحظت سكون جسدها قليلا تراجعت تناظرها وهي تقول بصرامة
استنيني هنا . و اوعي تفكري تخطي بره باب الأوضاع بالشنطه دي . اللي مش قادر يسيطر على غضبه هو اللي يمشي . معندناش ستات تسيب بيتها ..
اوشكت
على مقاطعتها ف ڼهرتها أمينة پغضب
ولا كلمه . استنيني هنا..
في الأسفل كان يشعر وكأن الكون كله يضيق به . التنفس كان ثقيلا للحد الذي جعله يقوم بفك ربطة عنقه و حل أزرار قميصه ليستطيع الأكسجين المرور إلى رئتيه التي كادت أن ټنفجر
من كثرة الضغط عليها.
انت فعلا طلبت من فرح تمشي و تسيب البيت
هذا كان استفهام أمينة الغاضب حين اقټحمت الغرفة دون أن استئذان ولكنه لم ينتبه سوي لحديثها الذي جعل جميع خلاياه تتحفز و قال بنبرة مستنكرة
تمشي و تسيب البيت مين قالك كدا
محدش قالي. دخلت الاوضه لقيتها مڼهارة و بتلم هدومها و ماشيه. أما سألتها قالت انك قولتلها كدا..
وثب قائما من مكانه و قد غلف الڠضب عينيه و لون تقاسيمه و صدح صوته في أرجاء الغرفة وهو يقول بحدة
ايه التهريج دا
ما أن خطى خطوتين باتجاه باب الغرفة حتي تسمر بمكانه إثر سماعه صوت صړاخها الذي اخترق اعماق قلبه وووووو
يتبع
البارت العشرون
بسم الله الرحمن الرحيم
العشرون بين غياهب الأقدار
يد واحدة لا تصلح للتصفيق
. كذلك العلاقات مدى نجاحها يتوقف على مدى إصرار كلا الطرفين على فلاحها. فإن لم يكن كلاهما في منافسة قوية لإنجاح هذه العلاقة فالفشل هو مصيرها الحتمي. ومما لا شك فيه أن لا شئ في هذه الحياة يحدث عبثا. فتلك العقبات والعراقيل ما هي إلا اختبارات لقياس مدى قوة العلاقات وهشاشتها. فإما أن تجد نفسك في المكان المناسب مع الشخص المناسب الذي حتى في أحلك الأوقات باستطاعته تجاهل كل الحزن والكمد لأجلك.
و حين تأتيه هاربا من أذى الدنيا يكن هو ملجأك الآمن و ركنك الدافئ الذي يعرف كيف يحتوي جزع قلبك و يسكب الطمأنينة بين أوردته. أو تجد نفسك غريبا وحيدا في مواجهة ازماتك وخذلانك حين أيقنت بأن ذلك الشخص الذي اخترته يكن سندا في أيامك العجاف كان هشا متخاذلا للحد الذي لا يليق بقلبك و لا يكفى لتكوين علاقة سليمة..
ولإن مرارة ذلك الشعور قاسېة و تخطيها ليس بالأمر الهين فأحسنوا اختيار من يسكن القلب
نورهان العشري
انت فعلا طلبت من فرح تمشي و تسيب البيت
هذا كان استفهام أمينة الغاضب حين اقټحمت الغرفة دون أن استئذان ولكنه لم ينتبه سوي لحديثها الذي جعل جميع خلاياه تتحفز و قال بنبرة مستنكرة
تمشي و تسيب البيت مين قالك كدا
محدش قالي. دخلت الاوضه لقيتها مڼهارة و بتلم هدومها و ماشيه. أما سألتها قالت انك قولتلها كدا..
وثب قائما من مكانه و قد غلف الڠضب عينيه و لون تقاسيمه و صدح صوته في أرجاء الغرفة وهو يقول بحدة
ايه التهريج دا
ما أن خطى خطوتين باتجاه باب الغرفة حتى تسمر بمكانه إثر سماعه صوت
صړاخها الذي اخترق اعماق قلبه الذي كان يسبق خطواته المتلهفة التي حملته إليها بسرعة البرق فقام بدفع باب الغرفة ليتفاجئ بها تقف أمامه بجسد مرتجف و عينين تمطران ألما فهرول إليها يحتضن كتفيها بيديه و بصوت يحمل اللهفة والقلق معا خاطبها
انت كويسه حصل ايه
تشابهت رجفة جسدها مع شفتيها حين قالت
عمو وفيق ماټ !
تحدث بنبرة يشوبها التعاطف
لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم. البقاء لله يا فرح ..
تسابقت عبراتها في الانهمار على وجنتيها و قامت
ب إخفاض رأسها ف شعر بقلبه ينشق إلى نصفين حين رأي الۏجع يهزمها بهذا الشكل فتجاهل كل شئ و نحى خلافهم جانبا حتي أنه صار يهدهدها كطفل صغير الي أن هدأت عواصف الألم بقلبها وافرغت سحبها كل ما تحمله من أوجاع فقام برفع رأسها وهو ينظر إلي عينيها التي لونت خضرتها بدماء الحزن الذي كان اضعافه بقلبه فقام باحتواء وجهها بين يديه وهو يقول بنبرة رقيقة
وحدي الله يا فرح.. محدش فينا له في نفسه حاجه..
لم تكن كلمات عاشقه بقدر ما كانت حانيه لامست
أوتار قلبها الذي استعاد ذكرياته المريرة من آلام الفقد و اللوعه التي تجلت ب نبرتها حين قالت
ونعم بالله..
وهو يقول بحزم
تعالي..
تركت له نفسها فهو خير من يؤتمن عليها فدلف بها الى الحمام و قام بفتح الصنبور و مد يديه و أخذ يبلل وجهها بأنامل حانيه كانت تخشى عليها من نسمه الهواء.
فقد كان يصب الحنان علي قلبها صبا بالرغم من أنه لم يتحدث ولكن أفعاله كان لها وقع البلسم علي ۏجعها الذي لا يسكنه سوى وجوده
غيري هدومك . و جهزي شنطتك عشان نلحق نحضر الډفنة .
برقت عينيها حين سمعت كلماته التي لا تقبل الجدال فخرج سؤالها مندفعا من بين شفتيها
انت هتروح تعزي
انكمشت ملامحه تعبيرا عن استنكار لم يتخطي حدود شفتيه بل إنه تخطاه حين قال بخشونة
يلا اجهزي مقدمناش وقت كتير. و أنا هخلي الجماعة يجهزوا على ما احجز تذاكر الطيران..
كان هذا آخر ما تفوه به قبل أن
ينخرط في دوامة انشغالاته لكي ينهي الأعمال المتراكمة عليه قبل أن يذهبوا إلى هناك
.. فلم تره سوى بعد مرور ساعتين حين كانت تستقل الطائرة برفقة أمينة و مروان و سليم و جنة التي كانت حزينة من أجل ذلك الرجل الذي لا زالت تتذكر ملامحه منذ أن رأته وهي تغادر مع أسرتها و التي لا تشبه تلك الصورة المؤلمھ التي رأته بها آخر مرة حين ذهبت إلى مزرعته للعيش بها
شعرت بيد قوية تطوق كفها برفق فألتفتت لتجد سليم الذي خاطبها بلهجة خافته
بتراهني عالحصان الخسران علي فكرة ..
كانت تعلم المغزى خلف كلماته ولكنها آثرت المراوغة
ف قالت مدعية عدم الفهم
تقصد ايه
كان يرى داخلها بوضوح و لكنه قرر مجاراتها حين قال بخشونة
الحصان اللي كنت عايزة تخرجي بيه الصبح ضعيف . مش قد كدا .. لو كنت قولتيلي كنت جبتلك حصان احسن . علي الأقل ابقي ضامن أنه ميوقعكيش..
كان لحديثه معان مبطنه تختلف كليا مع ظاهره ولكن لعبته اعجبتها و قررت أن تذهب معه حتي النهايه إذ قالت بخفوت
اصل انت مكنتش فاضي . و محبتش اشغلك بحاجات تافهه..
اشغليني بعد كدا..
قالها آمرا فحاولت قمع إبتسامة أضاءت عينيها في تلك اللحظة
فالتفتت تناظره بخجل تجلي في نبرتها حين قالت
افرض كان عندك شغل أو
هفضي نفسك حتى لو ورايا ايه. مش هيكون اهم منك..
كان تصريحا تاقت إلى سماعه بالرغم من يقينها من أنه لن يتأخر و لو ثانيه لتلبية ندائها ولكنها كانت تشتاق لسماع ذلك دون أن تخبره ذلك صراحة.
فلونت حمرة جميلة خديها الذي أشتهي تقبيلهم في تلك اللحظة ولكن ليس أمام الجميع هكذا ولهذا أراد مشاكستها قليلا حين قال بنبرة خافته بجانب اذنيها
و على فكرة بقبل الهدايا و بمۏت
في الرشاوي..
التفتت تناظره
متابعة القراءة