بسمه

موقع أيام نيوز


وسط جاراتها حينا عودتها 
انقضت الجلسة العائلية في ساعه مبكرة فاهلها لا يحبون السهر وقد وزعت اشقاءها علي الغرف وقد ازداد ذهولهم نحو هذه الحياة التي تعيشها شقيقتهم الكبرى
وها هي تجلس وسط شقيقاتها اللاتي يصغرونها بالعمر حالمين بحياة كهذه
جوزك حلو اوي يا فتون
والأخرى تهتف ممتعضة وهي تنظر نحو دبلة خطبتها

ياريتني ما كنت قبلت بخطوبة الواد سيد وكنت جيت عيشت معاك هنا ويا سلام لو لقيت واحد حلو وغني من معارف جوزك
واصغرهم سنا تهتف بتعقل
انتوا تافهين كده ليه اهم حاجة الحب والسعادة مش الفلوس
دلفت والدتهم الغرفة فجأة بعدما اهتمت بنوم أصغر صغارها تنظر إليهم وهي لا تصدق أن ابنتها الكبرى تجلس هكذا منذ ساعات دون أن تذهب لرؤية زوجها
أنت لسا قاعده وسطيهم وبتسمعي كلامهم الفارغ
تذمروا من حديث والدتهم فرمقتهم السيدة عبلة بمقت
مش عجبكوا كلامي قومي يا بنت بطني روحي شوفي جوزك وسيبك منهم
سليم عارف إني هبات معاهم النهاردة
لطمت السيدة عبلة صدرها مع شهقة خرجت من بين شفتيها غير مصدقة ما تسمعه
تنامي بعيد عن جوزك إيه الخيبه اللي بقيتي فيها ديه قومي تعالي عايزاكي في كلمتين
واقتربت منها تنتشلها من مكانها وقد هتفت إحدى شقيقاتها معترضه
ما هي طول الوقت معاه إحنا مش بنشوفها خالص
ولكن من نظرة واحده رمقتهم بها السيده عبله ابتلعوا حديثهم وانشغلوا في العراك مع بعضهن
اقتربت فتون من والدتها تعترض ثانية علي نهوضها من بينهم
بلاش خيابه الست الناصحه تفضل ديما جانب جوزها مش كفايه لحد دلوقتي بطنك ما شليتش منه حتت عيل 
واستطردت في حديثها تخبرها عن سبب إنجابها الكثير بمعتقداتها القديمة التي عفا عنها الزمن
الراجل لازم يتربط بالعيال وأنت يا بنت بطني مش متجوزه أي راجل 
عشان كده جبتينا تمانية وظلمتينا
امتعضت ملامح السيدة عبله وهي تستمع لعبارتها
اومال اربط ابوكم إزاي وهو شايف نفسه عليا بسبب حلاوته ده انت متعرفيش انا عملت إيه عشان اتجوزه
ارتفع حاجبي فتون في ذهول فلأول مرة تخبرها والدتها عن هذا الأمر ولكن قبل أن تسألها ماذا فعلت حتى تحصل على والدها 
كانت السيدة عبلة تدفعها لخارج الغرفة
روحي لجوزك وبلاش خيبة مش هتفرحي لما تطلقي مرة تانية
طعنتها عبارة والدتها ولكنها تجاوزتها كما تجاوزت الكثير من قبل  
دلفت للغرفة بملامح متجهمة وقد أخذ ينهي مكالمته مع صغيرته التي باتت الليله برفقة والدتها خارجا
طالعها في دهشة فقد قررت أن تغفو الليلة جوار شقيقاتها
مش قولتي هتنامي مع اخواتك
سألها وقد اقترب منها ينظر داخل عينيها بعدما لم يسمع جوابها 
مالك يا فتون
حاولت نفض بعض المشاعر السلبيه عنها وعادت لدروسها التثقيفيه تبتسم إليه
سليم أنا بحبك اوي
التمعت عيناه وهو يسمع عبارة حبها ثم ضافت هذه المرة بمرح
مش عارفه هحبك اكتر من كده ازاي قلبي ممكن ينفجر فجأة
وهنا لم يتحمل المزيد من حديثها فجذبها إليه في عناق يبث فيه مشاعره وقد تناسي شعور الحنق خاصة بعد حديثهم داخل السيارة  
فتحت جنات باب المنزل الخاص بها في البناية القديمة التي كانت تقطن بها قبل زواجها منه وقد ظنتها السيدة صباح مجددا 
فمنذ دقائق قد أتت إليها بطبق طعام حتى إذا جاعت ليلا تخرجه من البراد وتسخنه ولكن تلك المرة
لم تكن السيدة صباح بل كان هو اخر من توقعت أن يهتم لامرهافقد ظنت سيكون خير من سعيد لبداية ابتعادها عنه بعدما الصقت حالها به واجبرته علي زواجها
كاظم! 
رمقها كاظم بنظرات قوية يتأمل هيئتها ثم دفعها للداخل ماقتا تلاعبها معه
الأستاذة حظرت رقمي مش كده
طالعته في توتر قليلا و اجبرت حالها علي الثبات ثم رفعت عيناها إليه تحادثه في قوة
ولا كلمه عايز اسمعها تدخلي تغيري هدومك من سكات وحسابنا في بيتنا يا جنات هانم
ضاقت عيناها وهي تسمعه ورغما عنها كانت تضحك بقوة
بيتنا قصدك بيتك لوحدك يا كاظم باشاوانا اه بطلع من حياتك ولو سامحت ميصحش وجودك هنا ناس كتير متعرفش إنك جوزي
ضاقت عينين كاظم وهو يرمقها يعقد ساعديه أمام صدره متسائلا
وده دور جديد بتلعبي معايا يا جنات
تجهمت ملامحها وهي تسمع عبارته ودون شعور منها كانت تدفعه بقبضتيها
أنا ازاي كنت غبيه ومش شايفه اد إيه انت راجل سئ ومعقد ومعندكش مشاعر انت فعلا صورة اپشع من جودة النعماني
احتقنت ملامحه وهي يستمع لتلك الحقيقة التي يعلمها هو بالفعل اپشع من والده هو لا يرحم لا يسمح لاحدا ان يقف أمامه و يناطحه
فكيف يصبر علي تحملها هل بعد كل ما فعله بها لم يكسرها التقط قبضتيها في قبضه واحده ينظر إليها بقوة
اللعبه أنت اللي بدأتيها وأنا اللي هنهيها يا جنات
مريض
بلاش تشوفي الصوره البشعه مني يا جنات
هو في اپشع من كده
تراجع للخلف ينظر إليها يطالع ذبول ملامحها يعطيها خيارا أخر
وممكن تشوفي وش أفضل من كده
تعلقت عيناها به تنظر إليه منتظرة أن تسمع المزيد من حديثه فالتمعت عيناه واقترب منها
خروجك من حياتي متوقف علي حاجة واحده يا جنات
وانتظرت سماع هذا الشئ الذي سيكون مقابل حريتها لتتجمد ملامحها في ذهول غير مصدقة ما تسمعه منه 
لم يأتي في مخيلتها يوما أنها ستهوي أرضا من شدة الضحك بل و سوف تسلب الضحكات أنفاسها وتسقط دموعها دون أن تعرف لها معنى
حدقها بنظرات طويلة وهي يستمع لصوت ضحكاتها التي اشعرته بمدى استخفافها بحديثه فتوقفت عن الضحك وهي تراه مكفر الوجه يقبض فوق كفيه بقوة 
اعتدلت في وقفتها تحاول التقاط أنفاسها وقد زين ثغرها ابتسامه واسعة
مكنتش اعرف إن كاظم باشا بيعرف يقول نكت زي الناس العادية
ازدادت تقسيمات كاظم تجهما من عبارتها فاسرعت في وضع يدها فوق شفتيها قبل أن تعود لهسترية الضحك التي رافقتها منذ لحظات
مش قادرة اتمالك نفسي
والټفت بجسدها تتحاشا النظر إليه تعيد عليه حديثه
عايزني اخضع واستسلم ليك عايزني مجرد ست بتلبي رغباتك لحد ما تزهق مني فتقولي مع السلامة مع مبلغ مالي حلو عشان اقدر اعرف كويس اد إيه أنت راجل كريم  
ومخرجتنيش من الجوازة ديه خسرانه
عقد ساعديه أمام صدره ينتظر فروغها من حديثها الذي رافقته بلعناتها عن حقارته
إزاي بتقدر تكون بالحقارة ديه ازاي للحظه افتكرت إن عندك قلب ممكن يحب
جنات
صړخ اسمها عاليا واقترب منها يقبض فوق كتفيها بقوة يزجرها بنظراته الحادة
أنت ليه فاكراني راجل مغفل وهصدق الدور اللي عايشاه
اتسعت عيناها ذهولا وهي تسمع كلماته هل لهذه الدرجة هو أعمى البصيرة
اوعي تكوني فاكرة إني مصدق الدور اللي عايشه فيه البطولة مهما عملتي هفضل شايفك في صورة واحده وأنت اكيد عارفاها
دمعت عيناها وهي تري نظراته القاسېة نحوها بعد سماعها لعباراته القاسېة 
اختارتي تلعبي معايا رغم إني حذرتك عرضت عليك الفلوس لكنك كنت 
بس كفاية
دفعته عنها صاړخة لا تستوعب مدي القسۏة التي تغلف قلبه تنظر إليه فتصدمها نظراته المستخفه
طماعة مخادعة صائدة ثروات مش هو ده اللي أنت عايز تقوله
تقدم منها
يشبع عينيه من صورتها المهزومة أمامه يمد كفيه هذه المرة نحو وجنتيها فانتفضت عنه ولكن تمكن في جذبها إليه بتصميم فحاولت نفض جسدها عنه تنظر إليه بملامح جامدة 
في يوم قولتلك بلاش تدخلي عرين الأسد لكنك صممتي يا جنات
تلاقت عيناهم وقد عادت قوتها الواهية تضج في عينيها تسأله بنبرة تحمل الأمل 
ليه
وسؤالها كان مبهم بالنسبة إليه طالعها وقد ضاقت عيناه وكأنه لا يفهم عبارتها المنفردة فابتلعت لعابها قبل أن تمنحه تكملة عبارتها وقد ضاع أملها 
ليه عايز تكمل معايا حتى لو كوضع مؤقت 
وبمرارة اردفت وهي تتحاشا النظر إليه
عشان تشبع غريزتك وتكتفي مني رغم إنك تقدر تعمل كده حتى لو هتتجوز كل ليلة ست وتطلقها
انتظرت ان تسمع جوابه شعرت وكأنها تسير لأميال بعيدة وهي تنتظر سماع جوابه 
السبب إنك عجباني يا جنات
وقبل أن تقودها عبارته نحو الأفق كان يتمم حديثه
في كيميا غريبه بينا كيميا الجسد لكن اكيد ده ليه وقت وينتهي
بالبساطة ديه!
ابتسم
وهو يري تعبيرات وجهها التي تطربه يمنحها رده
خدي الموضوع وكأنه صفقه والمرادي مش هتطلعي من الأتفاق خسرانه واظن إن من حقي استمتع بميزات
الجوازة 
تركته يهذي بحديثه الذي أصبحت تعلم تماما سببه كاظم النعماني رجلا معقدا معقدا بجدارة حتى إنه لن يمنحها يوما جواب يطرب به قلبها دارت بجسدها تبتعد عن نظراته التي تجردها من ذاتها 
وأنا ليه اقبل علي نفسي كده عشان طماعه مثلا وعايزه فلوس احب اقولك إني برفض عرضك يا كاظم باشا 
شعرت بانفاسه تداعب عنقها فجذبها إليه هامسا وقد اخذت يديه طريقها نحو جسدها
اوعي تقوليلي إنك مش بتحسي بالكيميا اللي بينا يا جنات
اغمضت عينيها وقد اخذ الضعف يغزو جسدها لكنها كانت قادرة علي التحكم باحتياجات جسدها تركته يشعر بانتصاره قليلا تركته يغزو جسدها وقد وجدت شفتيه طريقها
وفي اللحظه التي كاد أن يظن إنه اخضعها وانتصر كانت تنتفض من بين ذراعيه تلتقط أنفاسها بعدما دفعته بكل قوتها
لو كنت ضعفت من البداية قدامك لأنك فرصة اتحطت قدامي تسميها بقى فرصه استغلال بجري ورا الحصان الرابح اي مسمي عايز تسميه هقبله منك لأني لحد دلوقتي بسأل نفسي ازاي رخصت نفسي كده
تجمدت عيناه وهو يري خيوط اللعبه تنسحب من بين اصابعه هل رفضت عرضه للتو هل أظهر احتياجه الغريزي دون أن يحصل على ما يريده 
وببطء كان يدير جسده ويتجه نحو باب المنزل يتمتم وكأنه لم يسمع حديثها
مستنيك في العربية
غادر قبل أن تستوعب ما نطقه لتقف محدقة ب باب المنزل المفتوح تضغط فوق شفتيها بقوة
ده فاكرني هنفذ اوامره طيب يا كاظم باشا خليك مستني في عربيتك كتير
ولكن بعد نص ساعه كانت تخرج من البناية طالعت الطريق واتجهت نحو سيارته المصطفة تصعدها مغلقة الباب خلفها بقوة
اوعي تفتكر إني بنفذ اوامرك
وكاظم ينظر نحو ملامحها بتفحص قبل أن ينطلق بسيارته يخفى خلف ملامحه الجامده ابتسامة لو لم يتمكن من محوها لظنته إنه سعيد برضخوها وعودتها معها 
الساعة تعلن دقاتها في الثالثة والنصف فجرا وها هو يفتح عينيه ببطء يبحث عنها جواره بعدما شعر بأن دفئ جسدها تلاشي عنه  
وقعت عيناه عليها وهي تجلس أرضا وفوق ساقيها تضع جهاز الحاسوب خاصتها وجوارها مفكرة تدون بها معلوماتها اضاءه خافته تأتي من شاشة حاسوبها ومن إضاءة الشرفة وحدهما ما كانت تعتمد عليهم 
اعتدل في تسطحه متعجبا من قدرتها علي المواصله في هذه الإضاءة وكيف تجلس أرضا بكامل تركيزها فهمس اسمها بخفوت وهو يزيح الغطاء عنه
فتون
طالعته فور أن استمعت لصوته فاردف وهو يشعل الإضاءة حتى تنير الغرفة بأكملها 
ليه قاعده في الضلمة كده
عندي بحث لازم اعمله مش عارفه أنا نسيته إزاي
هتفت بها وهي تفرك خصلاتها وقد عادت لمطالعة ما أمامها
في الضلمة يا فتون بتعملي البحث في الضلمة كنت نزلتي المكتب أو فتحتي حتى النور
تنهد حانقا بعدما
 

تم نسخ الرابط