بسمه

موقع أيام نيوز


من باب المطبخ الذي دلف إليه رسلان منذ دقائق بعد أن علم بتواجدها فيه حتى تنهي إعداد وجبة العشاء 
تعلقت عيناها بهم وهي تري اجسادهم في تلاحم رسلان طبيب العائلة الوقور الذي لا تظن أن السنوات التي كان فيها زوج لابنتها الغاليه عاملها هكذا او كان متلهفا عليها بتلك الطريقه التي تراها في عينيه
رسلان الاكل على الڼار

ولكن رسلان كان غائب معها في رحلة شوقة وظمأه الذي لم يرتوي منه بعد
رسلان
عيون وقلب رسلان وحشتيني
ضحكت مرغمه فقد أصبحت تنسى العالم بين ذراعيه عالم لا تعرف لما هربت منه لما تركتهم يحرمونها من سعاده كانت مقدرة لها لكن كانت مؤجله
وحشتك إيه بس يا رسلان دول كام ساعه بس اللي غبتهم في المستشفى والمفروض تكون في العياده بعد ساعه
وبأنفاس منتشية كان
يخبرها بحاجته إليها سقط كوب الماء من يدي ناهد فانتفضت ملك عنه مبتعده تربت فوق منامتها القصيره خجلا
كنت عايزة ميه
هتفت بها ناهد بتعلثم وبحروف متقطعه تنظر إليهم بنظرات كان يفهمها
انسحبت ناهد من المكان وقد وخز الألم فؤادها متحسرة علي أبنتها التي توارت خلف التراب وضاع حقها في حياة ارادتها لها ليتها لم تطلب من ملك العودة لحياة احفادها 
توقفت أمام باب شقته تشعر بالصراع داخل قلبها شئ يجذبها للهرب من ذلك الجنون الذي دلفته بقدميها كمراهقة وشئ يطالبها بحقها في العيش واقتناص سعادتها
بتردد كانت تدق جرس الباب استمرت في وقفتها تنتظر فتح الباب ولولا رؤيتها لسيارته لظنت إنه ليس بالمنزل 
أصابها الشك لا تتخيل إنه من الممكن أن يكون بين أحضان أمرأه شابة تمنحه حالها دون أن تستيقظ بعد شغفهم تخبره برغبتها في ابتعادها عنه
ودمعة سخية كانت تهبط فوق خدها وقد امتلكها الشك بعد أن طالت وقفتها
الټفت بجسدها حتى تغادر البناية ولكن وقفت مكانها وهي تستمع لصوته الذي يحمل أثر الدهشة
خديجة
ببطئ كانت تلتف نحوه لتتجمد عيناها وتشحب ملامحها وهي تراه يلف المنشفه حول خصره ويطالعها في ذهول 
تدلف لمكتبه تحمل بطاقتها والصور التي طلبها منها تضعها أمامه وقد اوضحت لها السيدة سعاد سبب طلبه لهم فعلي ما يبدو أن عنتر أتم كل شئ معه وسيكون عقد قرانهم بالغد
مش المفروض أقعد معاه الأول ونتفاهم يا بيه
رمقها جسار بنظرات هادئه مختلفة
عايزه تقعدي معاه وتتفاهمي
اماءت رأسها بتوتر تنظر إليه بتوجس بعدما نهض عن مقعده واقترب منها
من حقي يا بيه
فعلا من حقك يا بسمة
وبملامح جامده كانت عيناه تتعلق باحد المقاعد
اقعدي يا بسمه
طالعت بسمة المقعد وقد زاد توترها من نظراته التي باتت تشعر بغرابتها
اقعد ليه يا بيه  
مش عايزه تتفاهمي وتقعدي مع العريس
وبدهشة تسألت وهي تنظر حولها بالمكان
هو فين عنتر يا بيه
الفصل التاسع والأربعون 
بقلم سهام صادق
تراقصت عينين شهيرة سعادة وهي تستمع لاصواتهم العالية ليس صوتها من كان يصدح بل كان صوته وحده
سليم حانق مستاء فهل أخيرا بدء يستاء ويضجر
اقتربت بخطواتها من غرفتهم وقد أخذ قلبها يدق طبولا إنها حقا سعيدة بل تتمني لو القي عليها الطلاق اليوم واراحها منها ومن رؤية هزيمتها كلما رأتها وتسألت كيف واحده بفقرها وجمالها العادي وتدني مستواها استطاعت جذبه بل وكانت مستخدمه لديه وزوجة سائقه
سليم الذي كان حينا يتزوجهم سرا لا أكثر علاقة لا مستقبل لها وجميعهن كانوا يقبلون فلا امرأة فيهم كانت تبحث عن علاقة طويلة
ولكنها بكل ما تملكه احبته رغم فارق العمر بينهم إلا إنه الرجل الوحيد الذي علمها كيف تكون راغبة متخمة من النشوة
مش معنى إني متفهم الصله اللي بتجمعك بيهم تكوني فاكرة إني راضي عن التقارب ده أنا بحاول اديكي الثقة والحرية
لكن أنا قولتلك يا سليم إني موجوده عند جنات وهتغدا معاها وإنها هتعزم أحمس
التقطت أذني شهيرة الأسم تحاول تذكر بعض المعلومات التي جمعتها من قبل عنها وعن محيطها من الأشخاص الذين يماثلون حالها كادحين وراء لقمة العيش يمشون جوار الحائط
أحمس ده اكيد الولد اللي كان شغال معاها في المطعم
اهتز هاتفها في يدها ومن حظها كان في وضع الصامت طالعت اسم شقيقها حامد في ضيق وانسحبت حانقة متذكره العزيمة التي عليها حضورها معه حتى يتم إتمام الصفقة التي ستعوض خسارتهم الأخيرة و قد ضاع عليها سماع باقية حديثهم 
وها هي صورتهم ټقتحم مخيلتها وهي تبتعد تتذكر كيف
كانت تسير جواره صباحا مبتهجة وجهها يشع نضارة وتوهج نضارة تعرف سببها فالخادمة التي لا يميزها شئ قضت ليلتها منتشية تتمتع بما كان حق لها منذ أشهر وبغبائها اعطتها الفرصة
قريب سليم هيرميكي لما يكتشف غلطته 
فارت دماءه وهو يلتقط اسم من اثار غضبه هذا الشاب الذي لا يعرف من أي طريق خرج إليه
وشوفتيني قفلت الخط تقومي تكملي اليوم عادي
التمعت عيناها دون فهم فاقترب منها وقد عاد الڠضب يحتل ملامحه وهو يتذكر قربه منها قرب يعرف معناه تماما
فتون ما هو حاجه من اتنين لا أنتي فعلا بتستغبي وأحيانا عسر الفهم بيكون عالي عندك أو أنت بتعاندي معايا وبتسلكي طريق صاحبتك
وبغباء أشد قطبت حاجبيها متسائله
قصدك جنات
يارب امنحني الصبر مش معقول يكون ليك طريق نجاح في مجال المحاماه
انكمشت ملامحها في استياء من كلماته التي باتت تشعرها بالتقليل
هي كانت ضحېة حسن وضحيته هو أيضا
هما بس اللي صدقوني حتى اهلي كنت بشوف الشك في عينهمكلهم شافوني خاطية لكن هما لاء جنات واحمس اخواتي
وبصمت كان يطبق فوق جفنيه بقوة يتذكر نظرة كاظم له ونظره هذا الشاب لها
ولو قولتلك علاقتك باحمس تكون في الجامعة والمؤسسة وبس يا فتون غير كده مش عايز اشوفه
هزت رأسها رافضة
دول عيلتي
وأنا مش بحرمك منهم يا فتون
هل انتفضت للتو من فوق مقعدها تنظر إليه پغضب ورفض 
في البداية ذهولها أصابه ببعض الراحه وأكد له موافقتها التي أتت من عدم التصديق ولكن تلك النظرة الرافضة جعلته يشعر بالذهول
اتجوزك أنت يا بيه أكيد بتهزر 
امتقعت ملامحه وهو يحاول قدر استطاعته إقصاء تلك النظرة النافورة التي رأها في عينيها
ومن أمتي وأنا بهزر يا بسمه
اومال إيه الكلام الفارغ ده قال تتجوزني قال
النسخة الجديدة منها كانت تزيده مقتا ولكن في الحقيقة باتت تبهره بسمة عادت لنسختها القديمه فتاة الحارة الفتاة التي تقف أمام كل من يقلل منها حتى إنها كانت تقف أمام فتحي شقيقها ولكن في النهاية كانت تنال نصيبها حتى تحتضن الأرض جسدها
اقعدي واسمعيني يا بسمه وبلاش شغل الحارات
ولو كانت بسمة القديمة لكانت خنقتها عبارته
التوت شفتيها تهكما بطريقة جعلته يحملق بها من شدة ذهوله
شغل حارات مقبولة منك يا جسار بيه شوف عشان مكانتك ومقامك هعمل نفسي مسمعتش حاجه
احتدت عيناه يقبض فوق كفيه لعله يتحكم في غضبه
ممكن يا بسمه هانم تقعدي و تسمعي اللي هقوله
هانم رددت تلك الكلمه تطالعه في دهشة ورغم نبرة التهكم التي تحدث بها إلا أن دهشتها تزداد بسبب هدوئه العجيب عليها
أنا عارف يا بسمه إني اھانتك كتير لكن متنسيش إن أنت اللي فرضتي نفسك على حياتي
ابتلعت مرارة عبارته فما كان أمامها تلك الليلة إلا الهرب في سيارته
شكرا يا بيه وعشان كده أنا بخلصك مني وهتجوز عنتر ومتنساش إني قدمت المقابل لما خرجت اتكلم عن حياتي وظروفي في حملتكم
ورغم عنها سقطت دموعها تتذكر ذلك اليوم الذي قدمت فيه مقابل أن تنال حلم دخولها الجامعة الذي لن تناله بعد زيجتها بعنتر وحتى إنها عاشت في بيته مجرد مستخدمه بعد إخباره لها بصريح العبارة أن لا مكان سيقبل بها حاليا حتى يتمكن من توظيفها 
كفاية يا بيه إهانه لحد كده
ضاقت أنفاسه فهل وصل به الزمن ليكون بهذا اللطف
هو عرض الجواز إهانه يا بسمه
لما تتحمل سماع عرضه الذي تراه غاية لشيئا خفي فهتفت صاړخة
عشان العرض ده وراه هدف في نيتك يا باشا جسار باشا هيبص برضوه لواحده معيشها عنده إشفاقا ومن كام يوم كان بيجرها زي المتسولين ويرميها في الشارع
إنها تضغط على قدرته في الصبر و هو ليس بالرجل الصبور الذي يجلس ويستمع ولولا إحساسه بالذنب بسبب فعلته الأخيرة معها وكسرها بتلك الطريقه ما كان اجلسها هكذا
وتحدث معها
بسمه أنا مضطر اتجوزك وقبل ما تتكلمي اعرفي إنه بسببك كل ده حصل
ألجمها حديثه لتتعلق عيناه بها
الجوازه ديه لازم تتم 
لاء
عاد رفضها يصدمه فاحتدت عيناه
هو إيه اللي لاء أنت كنت تحلمي يا بت أنت
أصابتها الإهانة في أعماقها ولكنها لم تعد الفتاة القديمه الحالمه بحب السيد
مبقتش أحلم يا بيه والفضل يرجعلك أنا هلم حاجتي وامشي وكمل جميلك معايا وكلم عنتر لو لسا عايز يتجوزني يجي ياخدني لو خلاص صرف نظر أرض الله واسعه
عنتر مش هيجي يا بسمه لأن الجوازه هتم ولو أرض الله واسعة دلوقتي بالنسبالك فبأشارة مني مش هتكون غير أضيق من خرم الأبرة
هتف بوعيد يري الرجفة التي احتلت سائر جسدها للحظات
بلاش تشوفي صورة تانيه عني يا بسمه خلينا نتفاهم ديه جوازة مؤقته ما أنا أكيد مش هكمل عمري معاكي
قبضة قوية أعتصرت قلبها سيظل رجلا قاسېا مهما أظهر إليها من نبل
هتخلصي سنين جامعتك وأنت مراتي عايشه في بيت معززه مكرمه لما نطلق هوفرلك حياة كريمه ومستقبل فكري في كل ده
انسابت دموعها رغما عنها فما زالت عبارته ټطعنها رغم إنها كانت تعلم إنه لن ينظر إليها يوما ولن يرغبها
لاء
سميرة حامل من عنتر يا بسمه
سقط الحديث على مسمعها دون شعور والجواب كانت تمنحه له مجددا
لاء يا بيه
هسيبك الليله تفكري يا بسمه
واقترب منها يدور حولها كالنمر المتربص لفريسته
تفتكري أنا عايز الجوازه ديه لكن الظروف اضطرتني
حدقت به بأنفاس مسلوبة تنظر نحو هيئة جسده الرطبه وصوره واحده ټقتحم عقلها ارخت اهدابها تقاوم خفقان قلبها من حقيقة موجعه حقيقة لن تتحمل حتى توقعها بل ارادتها لتجده سبب لتبتعد عنه
مالك واقفة مكانك يا خديجة تعالي ادخلي رغم إني مستغرب إن خديجة هانم تجيلي بنفسها
طالت وقفتها ثم تلاقت عيناهم وقد عادت أنفاسها لمعدلها الطبيعي
إظاهر إن حالة الندم جاتلك عموما الباب مفتوح هدخل البس هدومي لأن منظري بالفوطه مش تمام
ترك لها الباب وعاد للداخل يزفر أنفاسه يائسا أستمع لباب الشقة يغلق ثم طرقعات كعب حذائها واقترابها منه
توقفت يداه عن فك عقده منشفته وهو يشعر بيدها تلمس ظهره ثم سرعان ما كانت تطوق جسده بذراعيها تسند خدها فوق ظهره 
لحظات ظلوا هكذا وحدها أنفاسهم ما كانت تتعالا في ضجيج وصخب
كان غاضبا بقدر ما كان مشتاقا لها استمر صمتهم
وكأنها هكذا تخبره بشوقها
يداها بدأت تتخذ مهمة العبث ازدرد لعابه واغمض عيناه يقاوم مشاعره نحوها
أمير 
همست اسمه تنتظر أن يبادلها ما كان أساس علاقتهم ولكنه ظل مكانه جامد الحركة
أنت لسا زعلان مني
لو جايه عشان عايزه الحاجة الوحيده اللي بتجمعنا فأنا مش فاضي يا خديجة
تصلب جسدها وارتخت
 

تم نسخ الرابط