بسمه
المحتويات
المريرة تتذكر قسۏة حسن معها
ليه خلفتينا كتير وظلمتينا
ازدادت ملامح السيدة عبلة إمتقاعا
ظلمتك يا بنت بطني عشان سترتك بدري
وأخذت السيدة عبلة ترثي حالها تطرق فوق فخذيها تخبرها عن الټضحية التي قدمتها لها ولأشقائها
بدء الصغير الراقد فوق فراش المشفى يستيقظ ينظر إليهم مدهوشا مما يحدث أمامه متمتما بحلق جاف
فتون أنت لسا هنا
هو سليم هيجبلي العجلة أمتى يا فتون
توقفت السيدة عبلة عن الندب وسرعان ما انشرحت ملامحها تنظر لأبنتها لتؤكد عليها أن خسارتها لزوجها خيبة لها ولهم جميعا
جوز أختك يا حبيبي هيجبهالك متخافش ومش أي عجلة عجلة كبيره كمان عشان باقية
اخواتك يركبوها معاك وكمان هيوديك البحر تتبسط ولا إيه يا فتون
اقتربت منه تمسح فوق شعره
قوم أنت يا حبيبي بالسلامه وهتلاقي العجلة عندك ها هتسيبني أركب معاك عليها
شوف البت الخيبة عايزه تركب
عجلة قولي يكون عندك عربية أنت اللي تسوقيها
هتفت بها السيده عبلة تستنكر حال أبنتها فلما لا يكون لديها سيارة ملك لها مثل طليقته تلك المرأة الحسناء
والدتها تظن أن شهيرة تحتاج لأموال سليم هي لا تقارن بشهيرة
وضحكة طويلة دمعت معها عينيها فامتعضت ملامح السيدة عبلة
خليك خيبة كده وضيعي جوازة وعيشة غيرك بيحلم بيها بس اقول إيه طالعه لأبوكي فكل حاجة
اقتربت السيدة ألفت بتوتر منه فقد مر أكثر من ساعتين على طلبه لها ولكنها للأسف أنشغلت ببعض الأشياء بالمطبخ وقد تناست أمر استدعائه لها
اطرقت السيدة ألفت رأسها فعلقت عيناه بالضيف القادم صوبه في حفل بدء يستنكرها فحفل صغيرته أنقلبت لحفل عمل وقد وجدها حامد الأسيوطي فرصه للخروج من فشل صفقاته الأخيرة
المدام فين إيه اللي حصل في غيابي
هي مبلغتكش يا بيه إنها رايحة لأخوها المستشفى تزوره وتبعد عن الحفله عشان يعني
احتدت عينين سليم ينظر لها فاسرعت تفسر له
توقفت السيدة ألفت عن الحديث وهي ترى الضيف على مقربة منهم ثم اتبعته شهيرة
انسحبت السيدة ألفت تستعجب عدم علمه بأمر تركها المنزل اليوم وعدم الظهور بالحفل لتمنح شهيرة الصورة التي تريدها أمام الناس
معقول ميعرفش سبب تجنبها لحفلة النهاردة أنا لازم أوضح ليه السبب
ومن جهة أخرى وقفت دينا حانقة تكاد ټموت من شدة غيظها
لا تستوعب كيف ستنسحب شهيرة من حياة سليم وستغادر منزله
فقد بدء الجميع يتحدث عن اختفاء الزوجة التي اختارها سليم النجار بعد انفصاله عن شهيرة الأسيوطي والكل أخد يتسأل
هل طلقها بعدما أدرك فداحة خطأه
مش هتعرفيني على سليم النجار يا دينا
ارتفعت أنفاس دينا حنقا والټفت نحوه ممتقعة الوجه
في إيه مالك كل شويه مش هتعرفيني على سليم النجار سليم النجار عندك اه
مالك بس يا حببتي لا لا أنت مش عجباني من ساعة ما جينا الحفله
حاوطها الواقف بذراعيه مبتسما بلزوجة تمقتها ولولا ماله وركضه خلفها ليتقرب منها ما سمحت لنفسها بالسير جواره
إنه لا يملك الشكل ولا المظهر الأجتماعي ولا تعرف من أين له بهذا المال الذي لديه
وقعت عيناها على شهيرة جوار سليم وقربها الشديد منه تقسم داخلها إنها بدأت تلعب من خلف ظهرها لشعورها بأقتراب الفرصة لتعود زوجته مرة أخرى
طلعتي ذكية يا شهيرة عايزه تفهميني إنك خلاص هتنسحبي من حياة سليم ويفضل بينكم إحترام متبادل لا ذكية ومحتاجة مني صقفة يا بنت الأكابر
اجيبلك حاجة تشربيها يا حببتي
انتبهت على ذلك الملتصق بها تنظر إليه شزرا تحاول التحكم في سخطها حتى لا تخسر ماله
مسعد حبيبي
رفرف قلب الواقف ينظر لحسنها الذي سلب فؤاده
مش كنت عايز تتعرف على سليم النجار شكل الفرصه جاتلنا يا حبيبي
التمعت عينين مسعد يلتف برأسه ينظر نحو الواقف وعاد يركز نظراته عليها متسائلا بمراوغة
هي ديه مراته
وبسخرية شديدة اجابته
لا يا حبيبي ديه طليقته مراته هابله انسحبت من الحفله عشان الناس ميقولوش عليها خدامة أصلها كانت خدامة عنده ومرات السواق
ومسعد يسمع حديثها مبتهجا فهو خير من يعلم تلك الخادمة زوجة حسن الصديق الذي غدر به كما غدر به هو الأخر
فتون
تلهف قلبها كحال أذنيها وقد أعطاها صمته ونظراته إليها أملا
ارتفعت دقات قلبها في ترقب تنتظر سماع جوابه ف فتحي سوف يثبت لها اليوم أنه مازال يحمل في قلبه ذرة حب لها كونها شقيقته من دمائه وستستيقظ النخوة داخله
انتظرت ما سيطرب قلبها ما سيخبرها إن لديها عضد فشقيقها لن يخذلها اليوم وسيأخذها معه عائدا بها لمنزلهم وحارتهم
ورغم استحالة ما تقنع به حالها إلا إنها تشعر من نظراته وصمته ببصيص من الأمل
أنت عارفني يا فتحي إني شاطرة وبسد في أي شغلانههرجع اشتغل في المصنع من تاني وهجيب ماكنة خياطة أشتغل عليها او ممكن أقف في محل ملابس بعدما أخلص في المصنع أو اشوف شغلانه في أي مطعم وليك عليا يا سيدي كل شهر اديك الف جنيه ومش هتحس بيا بس خليني أرجع معاك بيتنا
وانسابت دموعها تتذكر جدران منزلها الحبيب تتلهف على سماع جوابه ومنحها الموافقه
طال تفكير فتحي وابتعد بأنظاره عنها ينظر للغرفة التي خلت بهم بعدما تركهم جسار لبعض الوقت سويا
أنت بتفكر في إيه يا فتحي المفروض تكون راجلي و سندي يا ابن امي وابويا
تجهمت ملامح فتحي وهو يستمع لسخريتها وتشكيكها في نخوته
ما أنا سندك أه يا ختي ده أنا متشحطط وسايب مصالحي عشان أجوزك للراجل اللي يستهلك
انطفأ الأمل داخلها تنظر إليه تستجدي عاطفته
مترمنيش يا فتحي محدش فيهم عايزني غير
لغرض معين في حياته وبعدين هيرميني
مش أنت اللي هربتي مني عشان متشتغليش مع المعلم وجدي
اعتلت الحسړة روحها فلا أمل بشقيقها
فهل سيكون الأمل بمن ليسوا من دمائها
كنت عايزني اشتغل في الكباريه يا فتحي
امتعضت ملامح فتحي ينفخ خديه يحسب حسبته داخل عقله فاسرعت في التقاط ذراعه تستجديه مرة أخرى ولكن سرعان ما تركت ذراعه وقد صعقها ما هتف به
جسار باشا لازم يشخلل أيده حبتين مش كفايه هطلع عيل مع عنتر باشا ده أنا واخد من الراجل عشر الآف جنيه
استمر في تحريك القطعة النسائية حول أصبعه ينظر إليها بنظرات متلاعبة نظرات كانت جديدة عليها من رجل ك كاظم النعماني
ازدردت لعابها في توتر وحرج فما الذي يفعله وينتظره منها استمرت في تحديقها بفعلته وقد ازدادت نظراته عبثا
هي ديه برضوة فوطة بيتلمع بيها يا جنات
وارتسم الامتعاض فوق ملامحه من عدم إختيارها لكذبة مقنعة
كدبه مش في محلها خالص
اتسعت عيناها وهي تراه يميل نحوها يهمس بعبارته الأخيرة قربها
التقطت أنفاسها ثم حبستها لثواني قبل أن تزفرها بقوة
أسرعت في التقاط القطعه منه متمتمه بحنق
أنت اللي عايز تشوفها حاجة تانية فماليش علاقه بنظرتك للأمور
هل اذهلته عبارتها بالفعل أذهلته زوجته بارعة في تخليص حالها من الأمر بأي حجة سواء كانت مقنعة او لا تمت للأمر بصله
بشوف الأمور بنظرة تانيه هحاول ماخدش كلامك بطريقة جارحة وهعمل نفسي مسمعتش تبريرك المضحك
امتعضت ملامحها من قدرته في إثارة حنقها وقبضت فوق القطعه بقوة حتى تخفيها عن عينيه
شكرا لكرم أخلاقك يا كاظم باشا
صدحت ضحكاته عاليا عقب حديثها لا يصدق حاله إنه بات يستمتع بحديثها بل ويضحكه
ماشاء الله شيفاك بقيت محب للضحك أوي مش خاېف لتتعود يا كاظم باشا
إنها بالفعل تستفزه ولكنه بات يعتاد على مناوشتهم الممتعه
اقترب منها يحاصرها بين ذراعيه بطريقة أجفلتها وأثارة حفيظتها من قربه
مهما حاولتي تستفزيني يا جنات مش هتقدري عارفه ليه لأني مقرر أستمتع بالهدنه اللي بينا
قصدك الرحلة اللي
اجبرتني عليها أكون فيها
معاك عشان تطلقني بعدها
حاولت أشاحت عيناها عنه بعدما نطقت عبارتها تنظر إلى ذراعه اليسرى وقد باتت قريبة من ملامسة جسدها كحال الذراع الأخرى التي تمكن من وضعها بالمكان الصحيح
آثارها بحركته البطيئة المتقنة ولعارها أن جسدها الأحمق يتفاعل مع لمساته
تعرفي إن جنات القديمة كانت أفضل جنات اللي كانت بتدوب بين أيديا
واستمر في بث كلماته يرى نجاحه وهي تسمعه بإنصات
فارتسم الزهو فوق ملامحه وهو يراها تخضع لرغباتهم
تركته يعيش الأنتصار للحظات سمحت لعينيها أن ترى مدى تأثيرها عليه
اقترب من شفتيها حتى يلتقطهما بين شفتيه ويستمتع بمذاقهما ولكن كل شئ توقف أمامه وهو يرى يدها تضع كحائل بينهم متمته
تفتكر مين اللي هيفوز بالجوله الحالية مش قادر تقول إنك عايزني زي أي راجل بيطلب حقه من مراته فبتلبي طلبه بحب لكن كاظم النعماني ميعملش كده بالعكس يمارس طرقه اللي درسها كويس الأول وبعدين يلاقي النتيجة في الأخضاع
صعقه حديثها بل الجمه فانتفضت من حصاره
أنا مش حزينه وأنت بتوصفني بصورة الست الضعيفه لأن ضعفي مكنش مخزي بالنسبه ليا راجل عجبني حبيت أتجوزه بتحصل كتير واه أخدت اللقب اللي ستات كتير سعت عشان تاخده وقريب هتشرف برضوه باللقب الجديد طليقة كاظم النعماني
بعزة نفس نطقتها رغم المرارة التي ابتلعتها إنها أحبت هذا الرجل ولن تلوم قلبها على حبه
تركت له الغرفة وقد وقف مبهوت من كل كلمة نطقتها لم تعد جنات تتألم من شئ بل باتت تخبره إنها خرجت من حياته منتصرة ونالت ما ارداته ارداته حب فيه أو طامعه به فبكلتا الحالتين نالت اسمه وأصبحت زوجته
زوجته إنه بات يستسيغ تلك الكلمه وفي خضم أفكاره المزدحمة ومشاعره المضطربة كبحر هائج بأمواجه داعبت رائحة الطعام أنفه إنها رائحة دجاج وضعت للتو فوق سطح مقلاة ساخنة
اتبع أنفه نحو المطبخ فوجدها تقف تقلب الدجاج وكأن الحديث الذي دار بينهم منذ دقائق قد تناثر
أنا شايف إني ألغي عزومة العشاء ما دام ريحة الأكل تجنن
ضاقت عيناها فما الذي يسعى له هذا الرجل وببطئ الټفت إليه نافرة طريقته في التقرب
فهل يظنه إنها ستخضع ثانية له وتهدر المزيد من كرامتها معه
تقدر تروح عزومتك وتقابل ضيوفك
ولو سألوني عن مراتي
هتف بها كاظم ينتظر ردة فعلها واقترب منها بخطوات بطيئة
مراتك ولا الست الطماعه اللي لعبت عليك عشان تعيش في العز وأجبرت كاظم النعماني يتجوزها
تركها تعيد نفس الحديث الذي بات يسمعه منها يوميا حديثها لم يعد يستاء منه بل يزيده متعة وهو يرى صورة أخرى من زوجته
لكن العزومة ديه لينا لوحدنا يا جنات مش معقول مش عايزه تستمتعي بمذاق الأكلات الإيطالية
أصابها الحماس بعض الشئ ولكن سرعان ما احتفظت به وعادت ملتفه تكمل إعداد وجبتها
صوب نظراته صوبها ينتظر أن يستمع لجوابها يعلم إنها باتت مشوشة من أفعاله التي لا تليق
على شخصيته الفظة
أنت راجل دوغري
متابعة القراءة