بسمه
المحتويات
يريده منها دون أحقية وامتيازات لها في حياته
قولتلك يا جلال الموضوع خلاص خلص
هحاول أصدق يا صاحبي إنك سامحتني رغم إنك عارفني غشيم في كلامي
زفر جلال أنفاسه يتذكر لقائه مع السيدة منال واتبع حديثه
على فكرة كنت لسا في ضيافه منال هانم
تجمدت ملامح كاظم ينتظر أن يكمل حديثه
بقالها مده بتلف وتدور معايا عشان تعرف أمتى هتطلق مراتك منال هانم خاېفه لتفضل متجوزها ويكونلك وريث
لكن متخافش أنا ريحتهالك خالص قولتلها إنك هتطلقها بعد ما ترجع من السفر وهتخرج من حياتك من غير ولا مليم
تعالت زفزات جلال حانقا من زحمة الطريق واستطرد حانقا
يا ساتر عليها ست طماعه عايزه تطمن إن الفلوس مش هتطلع بره وأن أبنها هياخد كل حاجة من بعدك انا المرادي بقولهالك يا كاظم بعد ما طلق مراتك اتجوز بنت كامل باشا منها تقهر منال هانم ومنها تجيب وريث ليك
ديه اتجوزتك طمع يا كاظم
جلال
صاح بها كاظم غاضبا
مراتي خط أحمر يا جلال
أنت حبيتها يا كاظم
انتظر جلال أن يسمع جوابه لكن كاظم كعادته لا يعترف بشئ
أنا عارفك يا كاظم مش هتعترف بسهوله بس خد بالك يا صاحبي الستات ملهمش أمان
تعالا صياح رسلان بالمنزل يبحث عن والدتها لا يستوعب حتى هذه اللحظة ما الذي كانت تخطط له حينا أخرجت خالته من المشفى وجلبتها للعيش معهم
خرج والده من غرفة مكتبه بعدما فزعه الصوت وخشى أن يكون قد حدث شئ
مالك يا دكتور بتزعق ليه ولا كأنك مش في بيت محترم
هبطت كاميليا الدرج بعدما استيقظت من غفوتها القصيرة وقد أصابها الفزع أيضا
مالك يا رسلان في إيهأختك او اخوك حصلهم حاجة انت يا حبيبي فيك حاجة
اقتربت منه كاميليا في لهفة فاشاح وجهه عنها جمدتها فعلته تنظر إليه مدهوشة
ضاقت عينين عز الدين يحاول إستعاب ما يسمعه ينظر نحوهما وقد تراجعت كاميليا للخلف مصدومه مما تسمع
أنا يا رسلان ده أنا مبقتش عايزه غير سعادتك وسعادة ولادك
سعادتي
وأختك عايشه معايا طيب قوليلي إزاي اوعي تفتكري إني قادر انسى اللي عملتوا زمان لو ملك طيبة وسامحتكم أنا لا يا أمي
وطي صوتك وفهمني إيه اللي حصل متنساش إنك واقف قدام أمك و أبوك
اقترب منه عزالدين وقد تجهمت ملامحه فما الذي يتحدث عنه ابنه
أمي أمي
عمرها ما فرق معاها سعادتي
أنا يا رسلان ده أنت أغلى ولادي
هتفتها كاميليا بمرارة بعدما تحركت من أمامه وهوت بجسدها فوق أقرب أريكة
اغمض رسلان عيناه ينظر نحو والدته يسرد لوالده حالة خالته النفسية التي لا تسمح بخروجها من المشفى
ليه يا أمي
كنت عايزه اتولي إدارة الجمعيه قولي ازاي هتولي إدارة جمعيه عن حقوق الإنسان وأنا اختي رمياها في مصحة السړطان انتشر في جسمها وعلاجها بقى صعب أيامها بقت معدوده امنيتها الوحيدة تعيش اللي فاضل من عمرها جنب أحفادها من أمتى كان قلبك قاسې يا رسلان
والدته تسأله لما أصبح قاسې لما لا يغفر وينسى الماضي
بلاش يا أمي اتكلم خليني ساكت
سقطت دموع كاميليا فانسحب عزالدين نحو غرفة مكتبه فعن أي حديث سيتحدث وهو شارك معهم في إبعاد ملك عن حياة أبنه
إستدار رسلان بجسده مغادرا لتتعلق عيناه بعينين ناهد التي وقفت أعلى الدرج تستمع كعادتها لما يدور حولها في صمت تضم كفيها ببعضهما بقوة
توقف كاظم بسيارته بعد صراع طويل مع حاله أمام محل الأزهار الذي بحث عنه حتى يجد أقرب موقع إليه
طال مكوثه في السيارة يطالع صاحبة المحل وهي ترتب إحدى الباقات وتختار ورودها بعناية لذلك الواقف
زفر أنفاسه ثم ترجل من سيارته فلا بأس أن يعتذر عما فعله ويفعل كما فعل شقيقه
غادرت فتون صالون التجميل لا تصدق إنها فعلتها وأحدثت بعض التغير في هيئتها التمعت عيناها تتخيل ردة فعل سليم عندما يتحدث معها ليلا صوت وصورة
استدارت بجسدها تلقي بنظرة أخيرة نحو صالون التجميل ثم اتجهت نحو السيارة تستقلها فقد تأخرت في عودتها
التمعت عينين مسعد وهو يحدق بالمكان بعدما غادرت يعض فوق شفتيه
كبرتي واتدورتي يا فتون لا والفلوس عملت منك هانم كمان
دلفت فتون غرفتها تلقي بحقيبتها فوق الفراش ثم أسرعت بفك حجابها واقتربت من المرآة لترى ملامحها مجددا
التمعت عيناها في إنبهار لا تصدق إن مجرد قصت شعر وصبغ بضعة خصلات منه يغير من شكلها ويجعلها فاتنة
اتسعت ابتسامتها شيئا فشئ تحرك يديها بين خصلات شعرها تنظر لحالها بسعادة
يا ترى سليم هيكون مبسوط وهيلاحظ ده ولا هيكون زي ما بسمع إن الرجاله مش بتلاحظ حاجة
وقفت تتسأل تستنكر حيرتها
هو أنا ليه واقفة بسأل نفسي وأنا ممكن اتصل بي وأكلمه ياريت يرد عليا او يبعت رساله مش معقول كل ده مخلصش شغل
التقطت هاتفها تهتف عبارتها متذمرة حدقت بالهاتف وقد صدح رنينه قبل أن تضغط على زر الاتصال تقطب حاجبيها في دهشة
تعرفي إن كنت هكلمك بعد ما اكلم سليم مش هتصدقي عملت إيه في شعري
ارتعشت شفتي جنات تنظر نحو أختبار الحمل الذي جلبته بعد مغادرة كاظم صباحا
هياخده مني يا فتون لو عرف هو قالهالي يا فتون
ضاقت عينين فتون تحاول أن تفهم ما تتحدث عنه جنات
هياخد منك إيه يا جنات أنا مش فاهمه حاجة
أنا حامل يا فتون كاظم هياخده مني لو عرف
دلف الشقة يبحث عنها بعينيه خاب امله في تواجدها خارج غرفتها فقد كان يمني نفسه أن يجدها بغرفة الجلوس أو المطبخ حتى يعطيها الباقة دون حديث وينسحب نحو غرفته متعللا بإحتياجه لحمام منعش قبل خروجهم للعشاء
حاول أن يستجمع شتات نفسه يزفر أنفاسه للمرة التي لا يعلم عددها ثم تحرك قليلا ووقف مرتبكا مترددا لا يعرف أيتراجع عن الأمر أم يفعل ما يخبره به قلبه
تحرك خطوتين ثم توقف حائرا يحملق بما يحمله بين يديه غير مصدقا إنه فعلها وجلب لأمرأة باقة أزهار كالأبله
لا أنت جايبها بديل عن اللي دهستها تحت رجليك يا كاظم أنت مش جايبها عشان تهاديها بيها
حاول أن يقنع حاله إنه مازال لا يعترف بتلك المشاعر التي لا يراها إلا زيفا
إستمر في تقدمه نحو غرفتها وكلما أراد التراجع كان شيئا خفيا يحركه شيئا يذكره بتلك النظرة التي رمقته بها نظرة لائمة نظرة تحمل خيبة صاحبها
تلاشت المسافة بينه وبين باب غرفتها فاطبق فوق جفنيه يزفر أنفاسه يخاطب عقله أن ما يفعله ليس ضعفا إنما تعويضا عن فعلته
عادت عيناه تتعلق ب بتلات الورد الحمراء يتذكر سعادتها بتلك التي قدمها لها شقيقه أمس
امتدت يده نحو مقبض الباب ينهي صراع عقله وقلبه
كل شئ اخذ يتلاشى من حوله وقد علقت يده في الهواء يستمع لصوتها الباكي
أنا مش عايزه الطفل ده يا فتون كاظم مش لازم يعرف
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل
السادس والخمسون حتى الفصل التاسع والخمسون
الفصل السادس والخمسون
بقلم سهام صادق
لا ترغب في طفلا منه اتريد حرمانه بما تاق إليه شوقا بعدما ترك لقلبه الشعور بما لم يفكر به يوما
عائلة كلمة كانت بعيدة عن حياته لم يرغبها حتى بين وبين نفسه الوحدة وحدها من كان يراها خير رفيق
له
لم يترك مشاعره تقوده نحو مشاعر يراها واهية هو ليس الأبن الجيد ولا والده كان يستحق هذا اللقب حتى والدته المرأة الوحيدة التي أحبها لم تكن إلا أم ضعيفة خاضعة ترضى الذل والهوان
ضعفها حوله لشخص كاره وحاقد شخص اقسم أن ينال ما حرم منه
والمشاهد التي تركت أحلامه ويقظته عادت تطرق أبواب حصونه هو كاظم النعماني ولكن داخله مازال الولد الذي يذهب بحذائه الممزق البالي لمدرسته والأب ينعم مع أولاده الأخرين وزوجته الأولى بحياة الرفاهية أما هو و والدته يعيشون تحت الأقدام يأتي إليهم ليرمي لهم مال يراه فضلا منه عليهم
أبني من حقه يعيش زي ولاد منال
يدفعها جودة صارخا مقترب منه يلتقطه من قميصه يطالعه بنظرات غاضبة
مش ابني احمدي ربنا إني اديته اسمي وسايبكم عايشين في خيري
تندفع صوبه تنحني نحو قدميه تقبلهما ترجوه أن لا يصدق ما قيل عنها ظلما
متصدقهاش يا جودة هي عملت كده عشان تبعدك عني وتكره ابنك
قولتلك مش ابني
يدفعها من أمامه مجددا ويعود لجذبه نحوه والصوره كانت طبق الأصل منه
كاظم النسخة المصغرة من جودة النعماني
الحقيقة يكشفها الزمن وتتبرأ والدته من الجرم ولكن بعد فوات الآوان بعد انا عاشت وعاش يظن نفسه نبته نبتت من حرام
مالها أخذه جمالها ضاع مع الحزن حتى كرامتها أخذها جودة النعماني و زوجته وهي من ارتضت أن تظل تستجدي العفو منه أن لا يراها خائڼة في حكاية أراد جودة النعماني تصديقها
سقطت بتلات الورد أسفل قدميه ولم تعد باقة الأزهار كما كانت
ازدادت قبضته فوقها كما أشتدت قبضة الذكريات فوق صدره يستمع لعباراتها في جمود بأعين مظلمه والعبارات تخترق أذنيه
كاظم مش لازم يعرف لو عرف هيحرمني منه يا فتون قالها أول يوم لمسني قالي يوم ما تفكري تجبريني على طفل منك هحرمك منه لكن أنا كنت غبيه يا فتون معملتش حسابي لليوم ده
تتعالا شهقاتها فيصله صوت أنفاسها الهاردة تلوم حالها على تهاونها في تناول الحبوب
كاظم هيكره ابني زي ما كرهني ليه اختارله يعيش حياة مش سويه ليه أتحرم منه كاظم مش هيسيبوا ليا يا فتون
لم تعد العبارات وحدها من تخترق أذنيه
أنت ابن جودة النعماني ابني من صلبي يا كاظم
تراجع للخلف وقد أظلمت عيناه ف الظلام عاد ليحيط قلبه الذي عاش على القسۏة والكره
دلف غرفته يسير حول حاله بلا هوادة يرفع كفيه نحو أذنيه لعله يتمكن من إخماد صوت الذكريات
ولكن مهلا أحدى يديه ليست فارغه باقة الأزهار ما زالت في قبضته وقد تمزقت بتلاتها الزاهية
تسارعت أنفاسه يرى صور منفردة من الذكريات السيئة كل شئ اليوم كان متحالف ضده كما كانت الحياة قديما وظن حاله انتصر عليها
نصف ساعة قضاها جالس أرضا متكأ بظهره على حافة الفراش عيناه جامدة نحو كفيه يصارع ما عاش يستوطنه منذ زمن
هيكره أبني زي ما كرهني
هل سيكره طفله كما كرهه يوما والده وطعن في دمائه
وضع صغيرته فوق الفراش لا يكاد يصدق حتى هذه اللحظة مع عاشه هذا اليوم
طاقته كانت قد نفذت وهو يهرول باحثا عنها كالمچنون على شاطئ البحر وفي كل مكان داخل وخارج المنتجع
ضمھا إليه بقوة لا يريد أن يتخيل لحظة واحده يعيشها من عمره دونها
هحاول قدر استطاعته أن يطرد صورتها عندما وجدها كانت منزوية خلف احد الصخور والأمواج تتلاطم بشدة قربها تتساقط دموعها بسخاء
متابعة القراءة