بسمه

موقع أيام نيوز


وقفوا معايا في اكتر وقت كنت محتاجه حد في ضهري وجانبي 
امتقعت ملامحه وهو ينهض من جوارها يرمقها من فوق كتفه يهتف باقتضاب
مش جنات برضوه كنت زعلانه منها في بداية جوازنا لأنها اتعاونت معايا عشان اعرف اتجوزك
ما أنا طلعت كسبانه اه و لولا إنها اتعاونت معاك مكنتش عيشت السعاده اللي أنا عايشها
توقف مكانه وعاد يلتف إليها بكامل جسده يرمقها بنظرات فاحصة طويلة وكأنه يدرس المخلوقة الجديده التي بدأت تحادثه بحنكة

شايف نسخة جديدة من مراتي بس يا تري التلميذ أول ما هيجي يتمرد هيتمرد علي أستاذه
إطلاقا سيدي!
ضاقت عيناه وعاد إليها يلتقطها من فوق الفراش فتمكنت من كتم ضحكتها بصعوبة
هعترف وهقر بكل حاجة أنا بدأت انضم لدورات تثقيفية في الجامعه مع احمس
احمس تاني بلاش تخليني احلف إنك تقطعي علاقتك بي
سليم النجار راجل عاقل بيعرف يفهم الناس كويس اوي ولا إيه يا سيدي
موافق يا فتون لحد ما اشوف آخرة عيلتك التانيه إيه
وبمناسبة عيلتي الأولى عايزه اسافر بعد الامتحانات
رمقها بملامح مبهمة وهو يميل نحوها يسألها عن طلباتهم الأخرى 
وإيه كمان
وببراعة كانت تنتشله من مشاعره في تغير شخصيتها تخبره بتلقائيتها
هبقي طماعه يا سيدي لو طلبت أكتر من كده
وبعنفوان أكبر كان يدمغها بعشقه يخبرها مرارا إنه يحبها بل يعشقها يعشق ضعفها وتمردها الجديديعشقها بكل ما فيها وهو لم يكن يوما هكذا لم يكن يعشق إلا المميز في النساء واليوم علم كيف يكون العشق الحقيقي  
كان هذا الصباح مختلفا علي جنات وهي تتلقى المكالمة من فتون التي اخبرتها بمرح عن قبول سليم لعودتها للعمل بل منح فرصة أيضا لأحمس
أنا مش عارفة أشكرك إزاي يا فتون لأول مرة هعترف ليكي إن وجود سليم في حياتنا غير حاجات كتير
ابتسمت فتون وهي تستمع لحديث جنات عن زوجها وكيف هو رجلا حقيقيا
فعلا يا جنات نفسي اعمله حاجة تفرحه
هاتيله طفل وهو هيفرح
القتها جنات مازحة لا تقصد شئ من وراء مزحتها فتلاشت السعادة من فوق ملامحها و وقفت أعلي الدرج تزفر أنفاسها متنهدة بأسي
باخد العلاج ومافيش حاجة يا جنات وسليم مبقاش يهتم خلاص 
عادت المخاۏف تطرق حصونها الضعيفة فشعرت جنات بالحزن على حالها
الدكتور قال مافيش سبب قوي يمنع أنت بس محتاجه شوية علاج وكله هيكون تمام
دمعت عيناهاتتمنى داخلها ألا تحرم من هذه السعادة التي تعيشها
أسفه يا فتون شوفي أنت اتصلتي تفرحيني وأنا زعلتك من غير ما أقصد
أسرعت في مسح دموعها وعادت تبتسم وهي تكمل هبوط الدرج غير منتبها علي نظرات شهيرة السعيدة لما سمعته 
الخادمة الصغيرة لديها مشاكل بالحمل لن يكون لابنتها أشقاء من هذه الخادمة ولن تستمر هذه الزيجة بالتأكيد 
عادت لغرفتها تلتقط هاتفها تريد أن تشارك أحدا بسعادتها لما سمعته بالمصادفة
عندها مشاكل في الخلفة يا دينا مش محتاجين موضوع الحبوب في حاجة خلاص 
ودينا كانت أكثر من سعيدة بالخبر لقد وضعت شهيرة في الصوره واصبحت تنتظر فرصتها من بعيد فلا شهيرة ولا الخادمة سيظلوا بحياته بعدما يبدء سليم بالضجر منهنوسيبحث عن أخرى تريحه وتنجب له ولدا كما يرغب الكثير من الرجال  
شهقت بفزع وهي تراه يعقد ساعديه امام صدره ينظر إليها بنظرة لم تفهمها تجاهلته واتجهت نحو خزانة ملابسها تلتقط منها بعض الثياب  
انتقت الثوب الذي سترتديه واتجهت نحو المرحاض حتي تتمكن من ارتداءه وتذهب لعملها الذي عادت إليه 
لو أنا بقيت شفاف قدامك قوليلي يا مدام 
قلبت شفتيها ممتعضة من حديثه وأكملت خطواتها فاجتذبها پغضب
رايحة فين يا مدام
وببساطة كانت تجيبه عن الحديث الذي أستمع إليه منذ دقائق زوجته المصونة قد حصلت علي عمل دون أن تبلغه وتأخذ منه قرار موافقته 
رجعت لشغلي تاني 
وبملامح مسترخية اردفت ببرود وهي تتجاهل نظراته إليها
الواحده مننا ملهاش غير شغلها
مافيش شغل فاهمه
دفعها من أمامه
صائحا فتعالت ضحكاتها حتى آلمتها معدتها من شدة الضحك
ضحكتني يا كاظم باشا مش ده برضوة كان من اتفقانا زمان مافيش مشكلة اشتغل بس محدش يعرف إني مراتك ومتقلقش أنا مش لابسه دبلة ولا حاجة الخاتم الالماظ اللي حسيت بالسعادة وانا بلبسه اتخلصت منه ورميته في حمام السباحة
التمعت عيناه بالجمود وهو يسمعها فاسرعت بالابتعاد عنه فلم يعد لديها متسع للحديث معه وإضاعة وقتها
بلاش تلعبي معايا يا جنات أنت جربتي اللعب معايا كان آخرته إيه
أخرتها إنك رجعتني أقوى خلتني أعرف إن قبل ما قلبك يذلك ومشاعرك تخونك إتجاه غريزتك ټقتل نفسك قبل ما ترميها تحت رجلين راجل ميعرفش يعني إيه حب
هتفت بها بمراره وهي تتحاشي النظر إليه رحل من أمامها في صمت تعجبته منه لا تصدق إنه انسحب هكذا دون أن يسمعها حديثه القاسې
خرج من المنزل وكأن إعصار قد اقتحمه وصعد سيارته يضغط برأسه فوق عجلة القيادة لا يعرف ما الشئ الذي بدء يتغير داخله والإجابة كانت مفقودة وهو يتذكر حديث زوجة
والده معه 
هتعيش طول عمرك وحيد أنت شبه جودة النعماني لكن بصورة أقسي ظالم زيه
وهل هي كانت بعيدة عن ما تصفه به إنه امرأة مستغله تعشق المال المال الذي باتوا يلحسون أقدامه يصمتون علي قراراته حتى لا يخرجهم من النعيم
قسوته هي التي صنعته ولن يضعف يوما لامرأة النساء لا يستحقون المال لا يستحقون إلا الأحتقار
ومع افكارة كانت تشتد قبضته فوق عجلة القيادة حتى ابيضت مفاصل يديه 
اتجهت عيناه نحو المنزل الخالي الواسع الذي لا يوجد به إلا سواهم 
ترجل من سيارته عائدا إليها فتوقفت عيناه علي جسدها وقد أسقطت المنشفة عنها حتى ترتدي ثيابها خرجت شهقتها بفزع وهي تراه يقف أمامها مجددا فاسرعت في التقاط ملابسها ترتديها بعجالة وقد تلاقت عيناها المتوتره بعينيه التي تحول الڠضب فيهما إلي عاصفة قوية من الرغبة 
اقترب منها يجذبها إليها يخبرها پغضب
وجودك مش هينتهي من حياتي غير بمزاجي وزي ما اجبرتيني اتجوزك هجبرك علي العيشة معايا يا جنات 
وقفت بسمه تتلقي الأوامر من السيدة سعاد مع بضعة من خادمات أخريات قد تم طلبهم من مكتب التوظيف 
اليوم هو حفلة نجاح الحملة الدعائية والسيد جسار قرر الاحتفال مع موظفينه وشركاءه وبعضا من معارفه هتفت بهم السيدة سعاد بعدما القت اوامرها
كل واحد يروح علي شغله
انصرف الجميع ووقفت هي تنتظر سيرها لتسير خلفها فعملها سيكون بالمطبخ مع السيدة سعاد
عايزين نكون جاهزين قبل ميعاد الحفلة يا بسمه
حركت رأسها في صمت وهي تتبعها وقبل أن تدلف خلفها للمطبخ الټفت إليها 
أطلعي حطي البدلة اللي هيلبسها البيه علي السرير واقفلي اوضته وهاتي مفتاحها 
صعدت لتنفذ ما أمرتها به ضمت بذلته ومتعلقاتها إليها تشم رائحتهم في حلما بعيدا للغاية فحتى هو لم يمنحها فرصة لتكون شخصا أخر شخصا يحق له العيش ونيل الحياة التي يتمناها
أسرعت في وضع متعلقاته بعدما نفضت رأسها من أحلامها وفرت هاربه من مشاعرها 
تعثرت قدماها وسقطت أرضا فوق ذراعها تصرخ من الألم
لم ينتبه أحدا علي صړاخها فالجميع كان منشغل بمهامه 
عادت للمطبخ متألمه فرمقتها السيدة سعاد بضيق من تأخرها عليها
كل ده بتعملي اللي قولتلك عليه يلا بسرعة خلينا نشوف شغلنا
أنا محتاجه 
وقبل أن تخبرها إنها بحاجة لثلج تضعه فوق كدمة ذراعها كانت تناولها إحدى صواني الطهي الكبيرة
حطيها في الفرن وكملي بدالي الباقي لحد ما اروح اشوف بيعملوا إيه في الجنينه
حملت عنها الصينية واتجهت تضعها في الفرن كما أمرت لم يكن لديها وقت لتهتم پألم ذراعها كل ما كان عليها أن تفعل كل ما تؤمر به
فهذا هو عملها الذي تنال بسببه العيش في منزله والطعام الذي تحصل عليه وايضا المال الذي سيرفر لها حياة كريمه وتشتري منه ما تريده
انتهى اخيرا كل شئ وبدء الضيوف في الحضور حتى هو أتى منذ ساعة وصعد غرفته واتبعته السيدة سعاد حتى
تخبره بأن كل شئ يسير علي أكمل وجه  
كانت تشعر بالقلق بأن تخرج لضيوفه ويتعرف عليها البعض ويعلمون بموضعها الحقيقي فما هي إلا خادمة في منزله 
ولكن السيدة سعاد أعطت اوامرها للاخريات بأن يقوموا بمهمه الضيافة
اقتربت من شرفة المطبخ بملامح مرهقة تنظر لبعض الوافدين للحفل بملامح حزينه تراه يقف ويستقبل البعض بابتسامة واسعه جعلت قلبها الخائڼ يتوق لها اختفى عن عينيها فاطرقت رأسها بحزن
وعادت تنشغل في الأشراف علي الوجبات والحلوي حتي اقتربت منها السيدة سعاد تهتف بها بملامح جامدة
جاسر بيه بيقولك إجهزي عشان الحفلة
الټفت نحو السيدة سعاد تشعر بالصدمة مما تطلبه منها فوجدت ملامحها ممتقعة وكأنها تلقت توبيخا للتو
أنا طيب ليه 
الحفلة معموله علي شرفك يا بسمة
قالتها وابتعدت عنها تهتف بأمر
تعالي يلا ورايا يا بسمة مش ناقصه كلام من جسار بيه
والسيدة سعاد رغم كل قسۏتها التي تتعامل بها معها إلا إنها
وقفت خلفها تتأمل جمالها البسيط في زينتها وثوبها الأنيق
طالعه جميلة يا بنتي 
تمتمت بها بحنان جعلت دموعها تتساقط وهي تتمنى أن تسألها لما أصبحت تعاملها بهذا الجفاء 
ابتعدت عنها السيدة سعاد وانسحبت من الغرفة فوقفت تمسح دموعها قبل أن تلتقط أنفاسها وتمسد فوق ذراعها لعلا الألم يهدء قليلا
وعلي بضعة خطوات وقفت تنظر للجميع بتوتر ف السيدة سعاد دفعتها نحوهم وانصرفت قبل أن يراها أحدا
ألتف نحوها بعدما شعر بنظرات البعض نحو فردا ما فعلقت عيناه بها بنظرات طويلة اقترب منها دون أن تحيد عيناه عنها وكلما كان يقترب كانت تشعر بأن قدميها تتراجع رهبة وخوفا
وهناك شيئا خفيا كان يتغير هذه الليلة  
تلاقت عيناها الشاردتين بشقيقها الذي عاد من سفرته اليوم هذا الصباح وقد اقترب منها يضمها إليه
ميادة حاولي تنسى يا حببتي أنت كده هتحتاجي لدكتوره نفسية
نفت برأسها فحركت له ملك رأسها حتى يتوقف عن حديثه نهضت من مكان جلوسها وظنوا إنها ستعود لغرفتها ولكنها فاجأتهم بذهابها نحو المطبخ 
رسلان ارجوك بلاش تمشي ورا كلام طنط كاميليا ميادة هترجع احسن من الأول
تنهد بأرهاق وقد بدء جفنيه يثقلان من شدة حاجته للنوم
مين فينا اللي المفروض يعاقب يا ملك
حركت رأسها في يأس تنظر نحو ناهد التي اخدت تحمل احد الصغار وتتجه به نحو غرفتهم لتضعه جوار شقيقه الأخر 
مافيش أكبر عقاپ علي الإنسان غير لومه لنفسه وإحساسه بالذنب يا رسلان
اقترب منها وقد تجاهل حديثها بعدما رمق خالته وقد ابتعدت عنهم
ملك هانم الفليسوفه مش هندخل أوضتنا بقى
توردت وجنتاها واتحاشت النظر إليه بعدما فهمت مغزى كلماته فارتفع صوت ضحكاته
لا مټخافيش النهارده أنا بقولك اطمني ويمكن لأسبوع قدام شكلي هتجوزك فعليا في الأخرة يا ملك هانم
انتبهت علي عبارته التي جعلتها تنظر إليه متسائله
أنت هتسافر تاني
فدلك عنقه بأرهاق وهو يجد شقيقته تقترب منهم مجددا تحمل أكواب العصير وقد علقت عيناهم بها 
وضعت الأكواب أمامهم والتقطت كوبها وجلست شاردة تتابع ما تشاهده في التلفاز بذهن شارد
إحتمال كبير أسافر أسوان
 

تم نسخ الرابط