الذئاب كامله
المحتويات
حدودك وأحمد ربنا مخلتهمش ياخدوك يتصرفو معاك
كارين شعرت إنه لا محاله فقالت بنبرة رجاء
أرجوك يا كنان سيبنا نسافر ولو قصي قدر يوصلي أوعدك مش هقولو إن أنا شوفتك خالص ... أرجوك وحياة أغلي حاجة عندك ... أنا لو رجعت القصر ده أنا هانتحر وأنت عارف كويس أنا مبكدبش...
صمت وهو يحدق بعينيها فأردفت بتوسل
تنهد كنان وهو ينظر إليهما فقال
عارف لو حصلها حاجة أو عرفت إنك ضايقتها حتي أنا الي مش هارحمك ونهايتك هتكون ع إيديا
أنفرجت أساريرها بسعادة وقالت
ربنا يخليك يا كنان ... أنا بشكرك أوي ... قالتها وهي تعانقه عناق أخوي فأغمض عينيه وهو يتحمل آلام قلبه الذي طالما أحبها ف صمت ... فرؤيتها سعيدة هكذا لديه أفضل بكثير من رؤيتها حزينة تبكي حتي لو كان الثمن الټضحية بقلبه
أمسكت بيد يونس لتصعد معه ع الدرج حتي وصلو إلي الباب وقبل أن تولج إلي الداخل ... لوحت بيدها إلي كنان كإشارة وداع فبادلها السلام بيده بشبه إبتسامة .
ذهبا إلي مقاعدهم الخاصة وجلسا بعد أن خلعا الحقائب ووضعها يونس ف مكانها المخصص ... جلس وو قاما بربط الأحزمة ... نظرت له بإبتسامه فلم يبادلها وأشاح بوجهه
مالك يا حبيبي
يونس مفيش
كارين أنا عارفه إنك أتضايقت لما أترجيته بس مكنش فيه طريقه غير كده
زفر يونس پغضب وقال
وبالنسبة للحضن الي حضنتهولو وكأني هوا واقف !!
ضحكت وقالت حبيبي بيغير عليا ياناس .. قالتها وهي تضغط ع وجنته بأناملها
كااااارين أنا مبهزرش ... صاح بها يونس
رفع إحدي حاجبيه وقال
ع فكرة هو وافق يسيبك مش عشان تحايلك عليه
كارين أومال أي
يونس وهو يرمقها بتهكم قال يعني بذمتك مش عارفه ليه
قد أدركت مقصده لإنها تعلم مشاعر كنان التي كانت تتجاهلها دائما... عقدت حاجبيها بإستنكار وقالت
مش فاهمه حاجه
كارين سيبك من أي حاجه أخيرا بقينا مع بعض يا يونس أنا مش مصدقه
أبتسم وقال
صدقي وأول حاجه هنعملها لما
نوصل إن شاء الله هنروح السفارة ونكتب الكتاب عشان أنا مش هافارقك ولا لحظه حتي وأنتي نايمة مش هتفارقي حضڼي أبدا
أبتسمت بخجل ثم نظرت من النافذة لتري أرض القاهرة من أعلي والطائرة تحلق ف السماء متجهة إلي البلاد الرومانية بلد يوليوس قيصر وأنطونيو عشيق كليو باترا .
يعني أي متعرفيش حاجه يا جيهان ...هي دي الأمانه الي سبتهالكو أنتي وإبنك ... صاح بها مهدي والد إنجي
جيهان مالك عمال تزعق ومش فاهمه منك حاجة ... ماقولتلك بنتك مسافرة حتي راحت من غير ماتقول لجوزها
مهدي فرضا إنها عملت كده محاولتيش تكلميها تسألي عليها دي حتي قبل ماتكون مرات إبنك تبقي بنت أخوكي من لحمك ودمك
شعرت بخطب ما فقالت طيب تعالي أقعد وأهدي وأنا حد يطلع يصحي يوسف نسأله
سميرة ... ياسميرة ... نادت بها جيهان
ركضت إليها سميرة وقالت
أمرك يا جيهان هانم
جيهان أطلعي ليوسف وصحيه وقوليلو إن أنا عيزاه حالا
أجابتها سميرة
يوسف بيه خرج من بدري خالص
جيهان بالتأكيد راح المستشفي
مهدي أنا لسه راجع من المستشفي وهو مش هناك والمفروض كنت أعدي ع ماجده عشان كانت عايزه تيجي وأنا مرضتش وقولت أشوف أي الي حصل الأول
جيهان طيب روحي أنتي ياسميرة ... وبعدين يامهدي مش طريقة الي أنت بتتكلم بيها دي
سبيه يتكلم براحته يا ماما أصله معذور برضو ... قالها يوسف الذي جاء للتو من الخارج
مهدي أصدك أي يا دكتور
يوسف عايزك تسمعني كويس ياخالي بنتك معدتش تلزمني لأنها أحقر بني آدمة شوفتها ف حياتي
شهقت جيهان پصدمة وقالت أي الي أنت بتقولو ده
لا بقي شكلك عايز تتربي يا ولد الظاهر نسيت إنك بتتكلم عن بنت خالك ... صاح بها مهدي
يوسف وهو يجز ع أسنانه
الي عايز يتربي هي بنتك الخاېنة الي مأمنها ع عرضي وشرفي وراحت ترمي نفسها ف حضڼ إبن خالتها
مهدي بعدم تصديق صاح پغضب
لاااء أنت زودتها أوي
يوسف أستني رايح فين لو مش مصدقني خد صورة من المحضر وأنا بستلمها من قسم أكتوبر كان مقبوض عليها هي والكلب الي أسمه مروان متلبسين ف شقه مشبوهه ...
قالها وأخرج من جيب سترته ورقة مطويه
أخذها مهدي بأيدي مرتجفة وهو يقرأ محتواها ... شعر بغصة ف حلقه ليفتح زر قميصه ويفك رابطة عنقه... وكانت الصدمة تسيطر ع جيهان التي لم تصدق أذنيها
مهدي أومال هي راحت فين
يوسف كنت مأجر شقة وحابسها فيها روحتلها من شوية لاقيتها هربت والبواب شافها بتركب عربية واحد ومليون ف الميه هربت مع مروان بس وقسما بالله ما هسيبها غير لما تتنزل عن كل حاجة وأولهم بنتي
وقف مهدي ينظر كالمجذوب وقال أأأنا هدور عليها وهلاقيها ... بس أبوس إيدك يابني أوعي تقول لحد ... وأنت ليك عندي حق وأنا هاجبهولك
يوسف للأسف مش هينفع أتكلم أولا عشان هي بنتك وثانيا بنتي ملهاش ذنب إنها تتعاير بغلط مامتها
مهدي حقك عليا يا يوسف ... أنا الي معرفتش أربيها منها لله ماجده هي الي كانت مدلعاها ديما وكل حاجه كانت بتشاور عليها بتكون بين إيديها ف الحال ولما كانت بتغلط وأجي أعاقبها أمها كانت بتحامي لها وبتدلعها وأهو جه ع دماغنا كلنا ف الأخر .
بعد ساعتين من السفر بالطائرة وصل كل من آدم وخديجة إلي الجونة حيث حجز له والده منزلا من طابق واحد مجهز بكل شئ ... ترجل كليهما من السيارة التي أوصلتهم أمام المنزل ... أنزل السائق الحقائب من خلف السيارة وساعد آدم ف حملها للداخل .. ثم غادر بعد أن أعطاه آدم مبلغا من المال ...
ولجت خديجة إلي الداخل وهي تستكشف المنزل بعينيها
فتح
باب إحدي الغرف وقال تعالي دي هتبقي أوضتك ... قالها ليدخل حقيبتها إلي الغرفه
فأردف وقال
وأوضتي الي جمبك
رمقته بتعجب وقالت أوضتك !!
أجابها قائلا اه أوضتي ... أعملي حسابك كل واحد ليه أوضه حتي ف شقتنا لما نرجع ... ولا عندك إعتراض !!
تصنعت البسمة ع ثغرها وقالت
وهاعترض ليه ... ده كده أحسن
آدم أنا خارج هاشتري شوية حاجات .. محتاجة حاجة أجبهالك
أجابت بإقتضاب
لاء شكرا ... قالتها ثم دخلت إلي غرفتها وأغلقت الباب ... قامت بفتح حقيبتها وأخذت من إحدي الجيوب الداخليه صورة لوالدها عانقتها وهي تبكي وقالت
وحشتني أوي يا بابا ... وحشتني أوي يا حبيبي ... أنا نفذت وصيتك ليا بس مش قادرة أستحمل ... قاصد ديما يجرحني وكأن أنا السبب ف الي حصله ... لو يعرف أنا بحبه أد أي مكنش عمل معايا كده
توقفت عن البكاء فقامت بمسح عبراتها ونهضت لتبدل ثوبها إلي بجامه قطنية باللون الأسود
الذي تعشقه ... رفعت خصلاتها ع شكل ذيل الخيل ... خرجت إلي الردهة حين شعرت بالظمأ ... أتجهت إلي المطبخ المبني ع الطراز الأمريكاني ... فتحت الثلاجة ثنائية الباب ... فتحت إحداهم لم تجد شئ وكذلك الباب الأخر ... تأففت بضجر
فأنتبهت إلي بكاء طفل صغير بالخارج ... ركضت إلي الغرفة لترتدي إسدال الصلاة وخرجت لتري مايحدث ... وجدت طفل صغير لايتجاوز الخمس سنوات يجلس بجوار الشجرة المقابلة للمنزل ويبكي قائلا
عايز ماما ...عايز ماما
أقتربت منه فوقف پخوف ليختبأ خلف الشجرة
خديجة تعالي يا حبيبي متخافش مني أنا هوديك عند ماما
ظهر من خلف الشجرة بحذر وينظر لها ببراءه وقال فين ماما
أشارت إليه ليأتي نحوها وقالت تعالي بس قولي أسمك أي الأول وأنا هاخدك ونروح لماما
أقترب منها وهو يكفكف عبراته وأجابها بصوت طفولي
أنا آسر
أمسكت يده برفق وقالت طيب ممكن يا آسر تستني معايا عمو آدم لما يجي نستأذنو عشان نروح ندور ع ماما
آسر لاء عايز ماما
خديجة طيب أنتو الشاليه بتاعكو فين
آسر هناك ... وأشار إليها بعيدا فلم تفهم شيئا
آسر ... آسر ... نادت بها السيدة التي تركض نحوهم پذعر فألتف إليها الصغير وركض أيضا وهو يفتح زراعيه وأرتمي ع صدرها وأخذ يبكي
والدته كنت فين يا آسر ينفع كده تخرج لوحدك
أجابها بصوته الطفولي
كنت مستني خالو
والدته خالو مش هيجي النهاردة ... لسه مكلمني وبيقولك هيجلك بكرة ومعاه لعب كتير أوي
أبتسم ببراءه وقال بجد
والدته أيوه ياقلب ماما بجد ... قالتها ثم نظرت إلي خديجة التي تتابع حديثهم بإبتسامة
آسر ماما بصي دي صاحبتي ... قالها مشيرا إلي خديجة
والدته ولد عيب إسمها طنط مش دي
خديجة هو ميعرفش اسمي ... أنا خديجة
والدته أهلا وسهلا بيكي أنا مامت آسر وأسمي حياه ... شكرا لحضرتك إنك أخدتي بالك منه ... أصله عرف إنه خالو كان جاي النهارده وحصلتله ظروف ف الشغل فأجلها لبكرة .. خرج من ورايا عشان يستناه .. هو متعلق بيه جدا لأنه الي مربيه . . أصل والده أتوفي وهو كان عندو سنة ونص
خديجة البقاء لله
حياه تسلمي حبيبتي ... أنتي جايه مع حد
خديجة آه أنا وآدم جوزي جايين نقضي الهني مون
حياه واو .. أنتو عرسان ألف ألف مبروك
خديجة الله يبارك فيكي
حياه أنتو بقي تيجو تتغدو معانا ... متستغربيش أنا عشريه وباخد ع الناس بسرعه ... وبصراحه إرتاحتلك أوي معلش بقي أنا عارفه إن رغيت كتير وصدعتك
خديجة خالص والله .. أنا مبسوطه إن أتعرفت عليكي وع الصغنن الجميل ده
آسر أنا مش صغنن .. أنا راجل
ضحك كلتيهما فقالت خديجة
ربنا يحفظهولك
حياه ربنا يخليكي ... عقبالكو يارب يرزقكو بالذرية الصالحة
أبتسمت لها خديجة وقالت ربنا يسهل
حياه عن إذنك بقي ياجميل ومتنسيش بقي مستنياكو ع الغدا
خديجة معلش يا مدام حياه مش هقدر ... خليها وقت تاني
حياه ع راحتك يا قمر ... بس هنتقابل برضو
خديجة بإذن الله
حياه مع السلامه
خديجة الله يسلمك
ذهبت كل منهما إلي منزلها ...
وجدت خديجة الباب مازال مفتوحا ..ولجت إلي الداخل لتجد أكياس بلاستيكية ورنين هاتفها يدوي من غرفتها ... ركضت إلي الداخل لتجد آدم يقف بالغرفة ويمسك بهاتفها وقال بنبرة غاضبة
كنتي فين
خديجة سمعت طفل صغير بيعيط طلعت له بره أشوف ماله كان تايه ومامته جت خدته
آدم وأنتي بتتصرفي من
متابعة القراءة