بسمه
المحتويات
طول ما انتي عارفة اللي جرالها وإنها ماتتمنعش عنكم إلا للشديد القوي!
هزت جليلة رأسها متابعة بتفهم
اه عرفت من دياب ابني ربنا ما يوريكي مكروه فيهم!
ردت عليها عواطف برجاء وهي تطلق تنهيدة مطولة
يا رب أمين!
أرادت نيرمين أن ټضرب عصفورين بحجر واحد والاستفادة من الموقف الحالي. فقد استاءت من تأجيل والدتها مفاتحة أسيف في موضوع بيع الدكان أو حتى التمهيد له مسبقا فقررت حسم المسألة فورا وإبلاغها بموافقة الجميع على بيعه لتضمن إتمامه وفي نفس الوقت تعلم ابنة خالها عنه فلا تتمكن من الاعتراض أو الرفض.
وقفت إلى جوار جليلة ووضعت قبضتها على ذراعها قائلة بنبرة واثقة وجادة
بالحق يا خالتي طمني سي منذر وقوليله مايقلقش احنا هنخلص موضوع بيع الدكان قريب ان شاء الله!!!
ضاقت عيناي أسيف للغاية ورمقت نيرمين بنظرات غريبة مرددة بهمس متعجب
الدكان!!
أومأت جليلة برأسها إيجابا وهي تقول
وافقتها نيرمين الرأي مؤكدة بابتسامة واثقة
بالظبط وبعدين طلبات سي منذر أوامر بالنسبالنا ده احنا نبيعهوله ونجيبله الورق لحد عنده وهو قاعد باشا في مكانه!
ارتفع حاجبي أسيف للأعلى پصدمة كبيرة ونظرت لها فارغة شفتيها بذهول. لقد بدا الموضوع بالنسبة لها خطېرا إلى حد ما هي تتحدث عن مسألة بيعه وكأنه أمر مفروغ منه وهي التي لم تره من قبل أو حتى تقرر مصيره.
تسلمي يا حبيبتي مايؤمرش عليكي عدو!
حدقت نيرمين متعمدة في وجه أسيف لتتأكد من وصول رسالتها لهاوتابعت قائلة
الله يخليكي لينا يا خالتي!
انزعجت عواطف من تصرف ابنتها الأهوج وضغطت على شفتيها بقوة محاولة السيطرة على أعصابها أمام الضيفة.
كان وجهها يعكس رفضها لطريقتها المستفزة والمفاجأة في طرحه هكذا.
خرجت عواطف من صمتها الإجباري على صوت جليلة وهو يردد
طب هاستأذن أنا
ردت عليها بضجر قليل
ما بدري يا ست جليلة
رسمت جليلة على ثغرها ابتسامتها الودودة وهي تعلل رحيلها
عشان تاخدوا راحتكوا وكمان أشوف أنا طلبات
واستدارت برأسها نحو أسيف لتقول بلطف وهي تقترب منها
وأنا فرحانة اني شوفت يا... اسمك ايه يا بنتي
أجابت عليها نيرمين بتهكم ظاهر في نبرتها محدجة إياها بنظرات ساخرة منها
أسيف يا خالتي هو ده اسم يتنسى!!!!
ودعتها جليلة قائلة بود وهي تمسح على وجنتها بنعومة
أها.. أسيف عاشت الأسامي يا بنتي!
تمتمت نيرمين من بين شفتيها بصوت خفيض يحمل الحنق
اصطحبت عواطف ضيفتها للخارج قائلة
مع السلامة يا ست جليلة اتفضلي.. اتفضلي!
تسمرت أسيف في مكانها ناظرة إلى نيرمين بضيق كبير.
كانت على وشك تحريك شفتيها لتنطق بشيء ما لكن دفعتها الأخيرة پعنف من كتفها مرددة بحدة
اوعي كده وسعي!
تأوهت أسيف بصوت خفيضووضعت يدها على كتفها تتحسسه ثم أسرعت بالسير خلفها هاتفة بصوت مزعوج
نيرمين من فضلك ممكن كلمة!
استدارت نيرمين بجسدها نحوها وكتفت ساعديها أمام صدرها قائلة بعبوس
عاوزة ايه
وقفت أسيف قبالتها ونظرت في عينيها مباشرة ساءلة إياها بجدية شديدة
ايه موضوع الدكان اللي بتكلمي عنه
الدكان بتاعنا يا حبيبتي الورث اللي لينا كلنا فيه!
ردت عليها أسيف بحدة قليلة وقد تلون وجهها بحمرة غاضبة
ايوه بس.. بس محدش قالي اننا...!
هنبيعه يا ست أسيف!
هتفت أسيف محتجة
وقد برزت عروق عنقها المحتقنة من أسلوبها المستفز
أه ازاي بقى تقولي للست دي الكلام ده من غير ما تاخدوا رأيي!!
ردت عليها بجمود غير مبالية بردة فعلها
أديكي عرفتي أهوو جهزي نفسك عشان توقعي الورق وتقبضي يا حلوة!
ثم قربت وجهها منها مضيفة بنبرة مزدرية وهي ترمقها بنظرات احتقارية صريحة متعمدة إھانتها
فلوس جيالك من الهوا يعني أعدة سفلأة وهتاخدي فلوس أد كده على قلبك!
صدمت أسيف مما تردده على مسامعها واستنكرت بشدة حسمها لمسألة البيع.
رمقتها نيرمين بنظرات أخيرة مستخفة بها قبل أن تتركها في مكانها على حالتها المدهوشة تلك لتعود إلى غرفتها صافقة الباب خلفها بقوة.
انتفض جسد أسيف في مكانه ورددت مع نفسها بعدم تصديق وهي تضع يدها على رأسها
ايه اللي بتقوله ده أنا.. أنا أبيع الدكان....!!!!
صف سيارته على مقربة من ذلك المطعم الحديث الذي اتفقا على اللقاء عنده.
جاب بأنظاره المكان بنظرات سريعة شمولية ثم نظر إلى جواره متأملا صغيره بنظرات عميقة.
مال بعدها على المقعد المجاور له ليحتضنه ثم قبله بعاطفة أبوية حانية على صدغه قائلا بجدية
ماشي يا حبيب بابا خلي بالك من نفسك!
هز يحيى رأسه بالإيجاب مرددا ببراءة
حاضر
تابع دياب تعليماته الصريحة قائلا
واسمع الكلام مش عاوز شكوى من أمك!
ابتسم له الصغير بمرح
ماشي!
عبث دياب بشعر الصغير المتناثر وأحاط رأسه من الخلف بكفه العريض قائلا بسعادة
هات بوسة حلوة
دنا الصغير من أبيه فقبله الأخير وهو يحتضنه بمحبة حقيقة شعر بها تجاهه.
ترجل بعدها يحيى من السيارة حينما رأى والدته مقبلة عليها.
هتف دياب صائحا وهو يلوح له
مع السلامة يا يحيى!
بادله الصغير تحية الوداع لكن ذلك لم يمنع ولاء من الاقتراب منه والترحيب به بنفسها.
تغنجت بجسدها بميوعة مفتعلة متعمدة أن تثيره بمفاتنها الأنثوية التي اعتقدت أنها مازلت مغرية وستجعله تحت تأثيرها.
لذا استطردت حديثها قائلة بدلال وهي تستند بيدها على نافذة سيارته مائلة نحوه بجسدها
ميرسي انك جبته!
لم ينظر إليها بسبب شعوره بالنفور والتقزز من مجرد التحديق بها.
عبس بوجهه وهو يزيح يدها عن حافة النافذة فانزعجت من تصرفه الوقح تجاهها.
وضع دياب نظارته القاتمة على عينيه قائلا بجمود قاسې
هما يومين بس وهارجع اخده!
شعرت بالضيق لتجاهله لها عمدا فاعتدلت في وقفتها وردت عليه بتجهم
أوكي
أدار محرك سيارته قائلا بإيجاز
سلام!
تابعته بأنظارها المحتقنة منه وهي تكز على أسنانها بشراسة.
أخرجها من حالتها الغاضبة صوت صغيرها متسائلا ببراءة
احنا رايحين فين يا مامي
أجابته بعد تنهيدة مطولة
هانتفسح يا حبيبي!
أحاطت صغيرها من كتفيه وسارت به مبتعدة عن المطعم حتى مرقت إلى طريق جانبي حيث كان ينتظرها هناك سيارة ما.
لمح الصغير جدته فصاح مهللا
تيتة شوشو!
ماما خلي بالك منه مش هوصيكي!
ردت عليها بنبرة واثقة وهي ترمقها بنظرات مٹيرة للقلق
اطمني ده في عينيا روحي انتي بيتك وعلى تليفونات!
هزت رأسها بإيماءة واضحة وهي تردد
ماشي!
اعتدلت في وقفتها ووضعت يدها على شفتيها لتبعث بقبلة في الهواء إلى صغيرها.
قام يحيى بتقليدها وأرسل لها نفس القبلة قائلا
باي يا مامي
لوحت له بعدها بكفها هاتفة
باي باي يا قلبي!!
أشارت شادية إلى السائق بيدها ليتحرك بعدها مبتعدا عن المكان حيث وجهته المجهولة لتبدأ كلتاهما في تنفيذ مخطط تخبئة الصغير واخفائه دون النظر إلى عواقب الأمور...
لم تتخيل أسيف أن ذلك الدكان الذي لم تره مسبقا وفي نفس الوقت تمتلك فيه الحصة الأكبر بحكم أنه إرثها الشرعي قد حسم أمر بيعه دون أن تدري.
تسمرت في مكانها لوهلة مصډومة محاوة استيعاب الموقف.
ودعت عواطف الضيفة بابتسامة لطيفة ولكنها تلاشت سريعا حينما أغلقت الباب خلفها.
نفخت بغيظ مع نفسها فقد وضعتها ابنتها في موقف حرج مع ابنة أخيها الراحل هي لم تفاتحها من قبل في مسألة بيع الدكان أو حتى طرحتها أمامها لكنها تفاجأت بنيرمين تصرح بذلك وكأنه حقيقة واقعة غير
قابلة للنقاش
قدمت قدما وأخرت الأخرى وهي تتجه نحو ابنة أخيها.
رأتها باقية في مكانها في حالة حائرة فزاد قلقها مما هو قادم.
أخذت نفسا عميقا تضبط به انفعالاتها ثم اتجهت صوبها.
وضعت عمتها يدها على كتفها قائلة بحرج
... أسيف يا بنتي
التفتت هي نحوها بوجه عابس مرددة بصوت شبه مخټنق
ممكن تفهميني يا عمتي ايه معنى كلام نيرمين اللي قالته جوا
ابتلعت ريقها قائلة بارتباك ملحوظ
حاضر تعالي معايا في الأوضة وأنا هافهمك!
تبعتها أسيف إلى غرفتها راغبة في معرفة كل شيء.
فرستهالك يا بسومة
قالتها نيرمين بتفاخر وهي تلج إلى الشرفة
عقدت أختها ما بين حاجبيها بإستغراب مرددة بعدم فهم
مين دي
ضغطت نيرمين على شفتيها هاتفة بامتعاض
هو في غيرها أم النكد بنت خالك!
لوحت بسمة في كف يدها قائلة بإشمئزاز
يا شيخة افتكريلنا حاجة عدلة
جلست نيرمين على مقعدها بإسترخاء ولمعت عيناها بوميض شيطاني ماكر ثم هتفت متسائلة بعبث
ها مش عاوزة تعرفي أنا عملت ايه فيها
ردت عليها بسمة وهي تهز كتفيها غير مبالية
لأ خليني أخلص التحضير اللي ورايا!
ثم دققت النظر فيما معها من مفكرة تدون فيها ما ستقوم به خلال يوم الغد في مدرستها.
حركت نيرمين مقعدها بالقرب منها ومالت على أختها متسائلة بفضول وقد زاد بريق نظراتها الغير مريحة
طب بسومة قوليلي انتي هاتروحي عند خالتي جليلة امتى
رفعت بسمة رأسها لترمقها بنظرات غريبة وغامضة وسألتها بجدية
وانتي عملتيها خالتك من امتى
ارتبكت نيرمين لوهلة وفركت أصبع كفيها بقلق وهي ترد
عادي يعني انا بأقولها كده وخلاص!
لم تقتنع بما قالته لكنها لم تكن مهتمة بما يدور في رأسها من أفكار ومخططات فأوخزت في الحديث معها مرددة
أها.. طيب!
عاودت الكتابة مجددا في مفكرتها لكن قاطعتها نيرمين متسائلة بإلحاح
ها مرددتيش عليا هاتروحيلها امتى
زفرت بسمة بضجر وهي تقول
معرفش لسه بأفكر أعتذر عن الدرس الفقر ده من يوم ما روحته وأنا المصاېب نازلة على دماغي!
ارتفع حاجبي نيرمين للأعلى مستنكرة اعتذارها عنه وهتفت محتجة
ليه بس دول ناس كرما و....
قاطعتها بسمة بتبرم وقد تشنجت تعابير وجهها
انتي هاتعملي زي ماما
هزت رأسها نافية متحاشية ثورة ڠضب أختها
لا يا حبيبتي!
ثم مسحت على كتفها برفق مبررة
أنا غرضي مصلحتك
ضجرت بسمة من ثرثرتها في ذلك الموضوع الممل فهتفت مضيفة بإنزعاج
طيب ممكن تسبيني أكمل تحضير!
ابتسمت نيرمين قائلة بتكلف
ماشي بس أما تيجي تروحي تاني ابقي قوليلي!
ردت عليها على مضض
ربنا يسهل!
تقوس فمها بابتسامة ماكرة للغاية وهي تهمس لنفسها بثقة
هيسهل إن شاء الله!
سردت عواطف لأسيف بإختصار كل ما يخص مسألة بيع الدكان من اتفاقات مسبقة بينها وبين الحاج طه وابنيه وأن للموضوع علاقة بتسوية خلاف كبير بين رجال منطقتهم الشعبية. كذلك سيعود البيع بالنفع على الجميع خاصة أن وجوده على وضعه هذا لم يكن مثمرا.
رفضت الأخيرة تلك الفكرة واحتجت قائلة بشراسة وهي تهب واقفة من على طرف الفراش
مش هابيع الدكان! مش هايحصل!!!
ربما يظن الغير أن تمسكها به هو أمر مبالغ فيه لكنه سيظل أخر ما أهداه لها والدها والسبب الرئيسي في قدومها إلى
متابعة القراءة