روايه انا الطبيب
المحتويات
ده حقيقي أنا مش فاهم حاجة..
وضع ياسين كفيه بجيبه وابتسم إبتسامة فاترة قبل أن يردف بغموض أكبر
مش يمكن ده هدفنا وخطتنا يا دكتور.!
تفاقم جهل قيس وردد بعد فهم
إزاي مش فاهم!!
لنا قاعدة طويلة يا قيس مع بعض دا مش وقتها المهم هتنفذ إللي هنتفق عليه بالحرف الواحد .. وأنا شايف من رأيي أننا نخرج قدر من المستشفى وبعد كدا نكتب الكتاب..
لا... في قلب المستشفى وفي الغرفة رقم ٢٠..
نمت إبتسامة ياسين الواسعة لهذه القوة التي يراها بأعينه وقد فهم مقصده ليتيقن أن قدر أصبحت بين أيدي أمينة الآن..
أتت فتاة تهرول باتجاه ياسين تقول لاهثة ليحاوطها هو برفق وتلين ملامحه
ياسين .. ياسين وقت الراحة ومش هيبقى فيه مرور لمدة ساعة .. يدوب يا ياسين بسرعة..
إهدي يا مرح .. إهدي يا حبيبتي.
ومن الوهلة الأولى فور أن وقعت أنظار قيس على ملابسها أردف
أنت ممرضة في مستشفى السبيل صح..
حرك ياسين رأسه وقال بجدية
مرح صاحبة قدر المقربة ومراتي والجندي السري إللي بيحمي قدر جوا المستشفى وعنيا جوا كمان..
يعني تقدر تقول إللي بيغير علاج قدر المضر إللي بيتلاعب بجهاز الصعقات...
اندهش قيس وتوسعت أعينه بدون تصديق وهو يسمع لتلك المخططات الدقيقة السرية التي يقوم بها ياسين...
أخرجه من شروده قول ياسين
لازم نتحرك دلوقتي الوقت بيعدي..
انحنى قيس يسحب حقيبة كبيرة من سيارته وساروا جميعا باتجاه المشفى التي يبعدهم عنها خطوات بسيطة..
طب أنت والمأذون والشيخ رضوان هتدخلوا إزاي يا ياسين..
تبادل ياسين النظرات مع مرح وأردف بثقة
دي عليا أنا أدخل أنت والشنطة مرح هتاخدها وهندخل بطريقتنا..
قال قيس بمرح
واضح أنك جامد يا ياسين باشا..
اشتدت أعين ياسين قسۏة وهتف من بين أسنانه
لازم أكون كدا علشان خاطرهم ويلا أدخل أنت عادي علشان محدش يشك في حاجة..
طب الكاميرات يا ياسين..!
ابتسم ياسين وردد ببعض المرح
ما أنا قولتلك مرة أنا موجود يا دوك..
ابتسم قيس ببشاشة
وهمس وهو يدلف
مش ساهل يا ياسين وغامض زي أختك..
ارتفع رنين هاتف ياسين الذي أجاب من فوره ليأتيه صوت من الجهة الأخرى مردفا
كله تمام يا ياسين .. أحب أطمنك شحنات شركات البحيري اتصادرت والقوات في طريقهم لقصر البحيري ... وأخيرا وقعوا في إيدنا يا ياسين..
هتف ياسين بثقة ووجه يتلظى بالنيران
مش المرة دي .. المرة دي الموضوع في إيد الجهات العليا أوي والجهاز المركزي المرة دي الڤضيحة كبيرة .. المرة دي مش أسرة الحاج فتحي الراجل البسيط إللي في حاله .. المرة دي مش فتحي وحليمة ورائف .. المرة دي مش رائد إللي اڼضرب بالړصاص .. المرة دي مش قدر..
كان يتحدث والنيران تنبثق من أعينه وتشتعل بقلبه ... حمم بركانية تسري بأوردته..
اقتربت مرح منه تمسد ذراعه بقلب مټألم لهذا العام المرير الذي مر عليهم وتلك الفترة التي عاشها ياسين الذي بلغت أوجاعه عنان السماء..
الجميع كان يحيا بهدوء وبساطة إلا أن ھجم هؤلاء الشياطين على حياتهم فجعلوها خاوية على عروشها..
كانت صديقة قدر المقربة بل الشقيقة التي لم تلدها والدتها تمت خطبتها لياسين وتم عقد
قرآنها لكن لم يتم الزفاف..
ياسين الذي أتى منكبا على وجهه بعد تلك المهمة التي كلف بها بخارج البلدة أتى بعد غياب وتعب ومشقة وشوق لعائلته الصغيرة أتى محمل بالهديا .. جلباب أبيض لفتحي ورداء جميل ستسعد حليمة عند رؤيته وساعة اليد التي يتمناها رائد والقميص الذي يفضله رائف..
بينما قدر .. قدره السعيد كما ينعتها فحدث ولا حرج .. لقد قام بجلب القائمة التي أحضرتها قدره السعيد .... لكن أين هم ... أين منزلنا .. لم يجد قدر .. لم يجد والديه باستقباله لم يقابله أصوات شجار أشقاءه رائد ورائف مع قدر .. لم تقابله رائحة طعام حليمة ووصفات الطهي الخاصة بقدر..
فقط خړاب ... سكون مهيب ... واڼتقام على مشارف الأبواب..
حين أخبره الجيران ووالد مرح بما حدث سقط على ركبتيه كالطفل ېصرخ صړاخ ملأ الأركان صړاخ متمزق ودموع حارة انغمست بلحيته وأعينه ينبثق منها شرار يرتجف له الأبدان..
لو لم يتحكم بلجام غضبه لو لم يحثه والد مرح على عدم التهور لأجل عائلته التي تحتاج إليه لكان مصيره مصيرهم لم يكن ليصل لقدر ويجعلها بين يديه وتحت أنظاره بحنكة..
حتى وصل لهذه الخطوة لقد مر بالكثير تخطيط محكم دقيق عمل عليه لعام من الحزن..
هذا العام جعله وحشا كاسرا..
_______بقلمسارة نيل______
دلفت مرح لغرفة قدر بأنفاس متسارعة وبيدها الحقيبة التي أعطاها لها قيس..
كانت قدر تجلس فوق الفراش وبيدها مرآة صغيرة تخبئها أسفل الفراش أخذت تتحسس أسفل أعينها وبشرتها بشرود ثم كشفت عن كتفها لتنظر لتلك الندبة البشعة التي تأكل كتفها بقسۏة..
اشتعلت أعينها بقسۏة وهي تتحسسها لتقبض على كفيها بشدة حتى
متابعة القراءة