روايه انا الطبيب
المحتويات
يتخلص منك دا شخص مريض لأبعد الحدود أمر أنهم يعطوك علاج بيعمل هلاوس وبيسبب الجنون وهيسلمك بكل سهولة للمۏت والكل هنا مجبر إن ينفذ أوامره..
وافقي نتجوز علشان مفيش أي حدود تمنعنا ويكون بيني وبينك حواجز وافقي علشان أعرف أنت مين..
ظلت على حالتها الهادئة وهاجم ذاكرتها ومضات ماضية منذ عامان فابتسمت وهتفت بغموض
تذبذب قلبه للوهلة الأولى فهل استشعرت ما يكنه قلبه لها وقبل أن يبرر قاطعه صوتها تقول بنبرة غريبة
الڼار دي ڼاري لواحدي وبس ومش هسمح لحد يتحرق فيها أنت قولت بلسانك محدش قادر يقف قدامه .. يبقى ليه تإذي حياتك وتإذي مستقبلك وأكيد عندك أحبابك إللي محتاجينك وبيخافوا عليك..
ألا تعلم أنه فريسة الوحدة!
تخشب جسده قبل أن يجيبها حين استقامت وسارت حتى وقفت أمام النافذة الدائرية الصغيرة ونظرت للظلام المعتم بالخارج كانت تواليه ظهرها فرفعت كفها تضعه فوق قلبها ثم أغمضت أعينها تشدد على جفتيها قائلة لحاجة في نفسها
بس دا ميمنعش إني موافقة على الجواز يا حامي الحمى...
مين إللي كان عندك بعد نص الليل .. وكان حاضنك وإزاي قدر يدخل لغاية هنا..
التفتت له مبتسمة بحنين ثم أجابت ببساطة ودون مراوغة أدهشته
أخويا ... ياسين..
لن ينكر تلك الراحة التي غمرته والتي دلت عليها تنهيدة طويلة لكن تلك التساؤلات التي تعج بعقله لم تهدأ بعد شقيقها .. لكن قد أخبروه أنها لا أحد لها!!
بينما هي فيكفيها شعورها بالأمان الذي تسلل إليها لتخبره بهذا السر الذي لا يعلم أحد عنه شيء...
يعلم قيس أن الأمر ليس بهذه السهولة إنها بمثابة أرض مجهولة وسيكون هو مكتشفها سيكشف اللثام عن المجهول كاملا وسيجعلها تسكب بين ذراعيه آهاتها ودموعها..
بكرا .. هجيب المأذون معايا لهنا وهنكتب كتابنا.
وخرج من الغرفة تاركا قدر التي تقف أمام النافذة بصلابة وأعين شاردة بعيدا..
التفتت وسارت نحو الفراش ثم چثت تنزع الغطاء مدت يدها تسحب من وسط الوسادة الكبيرة من بين القطن شيئا ما أمسكته بلهفة مقررة ما ستفعله..
سواد الليل الجاثم على الأرجاء اختلط بهذا الغبار الدخاني الذي أخذ في التصاعد والتزايد فالڼار المشټعلة أخذت تلتهم كل ما يقابلها بسرعة البرق.
ڼار عاتية شديدة غاضبة أصبحت قاتمة من شدتها لم تبقي شيء .. ڼار أشعلتها وكان وقودها ڼار الإنتقام فأصبحت ڼار على ڼار..
خرج هذا المجهول مستندا على الشجرة يشاهد ألسنة النيران الغاضبة والغبار الأسود يزيد من قتامة ثوب الليل..
نمت إبتسامة ظافرة فوق فمه وأعينه تمشط المكان المهجور أو لنقل السري..
مجموعة كبيرة من مخازن عائلة البحيري التي يقطن بها ذخيرة عملهم ومستقبلهم قد أصبحت الآن رماد...
مخازن أخفوها عن أعين الجميع في مكان لا يستطيع أحد الوصول إليه ولا يعلم بأمره سوى القليل جدا..
استدار راحلا بابتسامة واسعة تاركا خلفه نيران بأصوات مخيفة قد سترها الليل وموعدهم معها الصبح أليس الصبح بقريب!!
________سارةنيل________
مع إقتراب خروج الصباح بمناء تتراص به السفن التجارية الضخمة اقتربت سفينة مميزة تحمل اسم البحيري ومع إقترابها كان ټقتحم قوة عسكرية من رتب خاصة الميناء سيطرت على الجميع..
ردد القائد سليمان وهو يشير نحو سفينة شركات البحيري
الكل يبعد
.. التفتيش والفحص من مسؤوليتنا..
ووقف الجميع على الرصيف الخاص برسو السفن تحت ترقب العاملين والضباط المسؤولين وتوترهم..
بعد مرور الكثير من الوقت ومع ظهور خيوط الصباح الأولى صاح القائد بوجه مكفهر بينما أصبحت السفينة تلتف بالشرائط
احجزوا على كل حاجة وفضوا المينا والبضايع دي تنقولوها للمخازن الخاصة بينا..
______بقلمسارة نيل______
عاد لمنزله في الصباح بعدما مر على غرفة قدر فوجدها غارقة في ثبات عميق..
أراد تبديل ملابسه للإستعداد لهذا اليوم المميز..
مسح منزله الصغير المتواضع بنظرة حانية هذا المنزل الذي عاشت به والدته حتى توفاها الله منزل يحمل ذكرياتهم معا..
يتذكر كيف دائما ما كان يقف بجانبها في مطبخها البسيط وهي تطهو وتصنع له كيك اليوسفي المفضل له بينما مرحها وصوت ضحكاتهم يطوف بالمنزل..
كان يعشق المطبخ على عشقها له ويحب مساعدتها..
وقف بالمطبخ يصنع كوب من القهوة ليسترد نشاطه وتركيزه وسرعان ما انتشر رائحتها الرائعة بالأرجاء سكبها بالكوب وجلس فوق أحد مقاعد تلك الطاولة المستطيلة البيضاء التي تتوسط المطبخ..
ابتسم بحنين وهو يتلمس كتبها القديمة التي معظمها عن علم النفس والتي كانت تحرص أن تضعها بأحد أركان المطبخ فقد كانت تفضل الجلوس وقت فراغها هنا وأمامها كوب قهوتها وبين يديها كتاب..
لقد كانت بسيطة جميلة محبة للحياة ومتفائلة تلون حياته بالألوان الزاهية والبهجة لكن كل هذا إنتهى برحيلها .. وها هو يجلس بمكانها المفضل لكن بدونها .. وحيدا كحالة دائما من بعدها..
عاد بذاكرته إلى هذا اليوم حين وقف
متابعة القراءة