منديل ليله الزفاف

موقع أيام نيوز


توهم نفسها بذلك حتى لا تعترف بمشاعرها أمام نفسها وأمام الجميع 
تنهدت وهي تنظر إلى تلك القصاصات بشرود وقد بدأت تفكر في أمر مشاعرها نحوه بكل جدية لكن تفكيرها لم يدم طويلا بسبب سماعهالصوت خطوات تقترب من الغرفة .. جالت بنظرها حول الغرفة تبحث عن مكان لتختبئ فيه لكنها لم تجد سوى الحمام .. وفور دخولهاوإغلاقها لبابه فتح باب الغرفة من قبله .

دخل رسلان وخلفه مريم التي أوصدت الباب وهتفت بحماس 
_ هتجيبلي الرواية امتى 
ألقى رسلان بنفسه على السرير مجيبا 
_ أول ما عمتو بثينة تجي هنسلم عليها ونطلع على طول لاني مش عايز افضل هنا كتير وهي موجودة .
_ أوك .
عقدت بدور حاجبيها بإستغراب وهي تلصق أذنها بباب الحمام وتستمع إلى حديثه متسائلة مع نفسها عن هوية تلك التي تدعى بثينة لكنهاربطت كلامه سريعا بحديث والدها وفهمت أن بثينة هذه هي إبنة عمته .. ولكن ما سبب عدم قبول رسلان بالبقاء في مكان هي موجودة فيه 
قاطع تفكيرها صوت رسلان الذي قطع الصمت قائلا بشرود 
_ مريم ..
تطلعت إليه مريم بترقب فأردف بنظرة تحمل بعض الرجاء 
_ مش هتتضايقي لو طلبت منك تقولي لبدور تجي معانا صح 
ظهرت ملامح الإعتراض على وجهها وهتفت بضيق 
_ وتجي معانا ليه ان شاء الله رسلان أنا مقدرة انك عايز تتجوزها بس انت كمان قدر اني مش بطيقها !
إعتدل رسلان في جلسته وتحدث بهدوء محاولا كسب موافقتها 
_ اتحمليها المرادي عشان خاطري أنا مش عايزها تحتك بعمتو بثينة وبنتها اوي .
زفرت مريم بملل ثم أومأت بعدم إقتناع 
_ اوك عشان خاطرك .
قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة دون أن تضيف كلمة أخرى .. بينما كانت بدور بالداخل تلوي شفتيها بقرف متمتمة مع نفسها وهي تقلد مريم
_ بس انت كمان
قدر اني مش بطيقها ! على اساس انا الي مېتة في هواها يعني ! وبعدين يعني ايه رسلان مش عايزني احتك ببنت عمتوبثينة هو كان جوزي والا اخويا والا ابويا عشان يتحكم فيا !
_ يعني دلوقتي بس مبقتش أخوك 
إلتفتت بدور إلى مصدر الصوت بفزع فوجدت رسلان يستند على باب الحمام الذي لا تدري متى فتح وهو ينظر إليها بحاجب مرفوع وملامحساخرة .. إبتلعت ريقها وهي تبتسم بغباء وهمست 
_ أهلا !
يجلس جميع الشباب مع جدهم وآبائهم حول المسبح عدا رسلان وياسين .. ويجلس محمد بين إبنيه خالد وعدي اللذان لا يكفان عن تذكيرهبأفعال إبنة عمته وإلتصاقها به في الماضي محاولين إزعاجه .. لكن محمد رفض التخلي عن بروده وإستطاع الحفاظ عليه متجاهلا كلامهمحتى ذكر خالد لذلك اليوم الذي كادت فيه يمنى أن ټقتلها جاعلا محمد يعود بذاكرته إليه ..
كان ذلك قبل طلاقه ليمنى بسنتين تقريبا
.. عندما كانت العائلة مجتمعة كعادتها في موعد الغداء حول مائدة الطعام وكانت ليليا آنذاكتحمل بدور في بطنها وزوجة أحمد كانت لا تزال على قيد الحياة .
يجلس خالد بجانب ليليا ويضع يده على بطنها البارزة بفضول متمتما 
_ هي البنت الي في بطنك هتجي امتى انا زهقت من الولاد !
أجابه رسلان الجالس بجانبها من الجهة الأخرى وهو يبعد يده عن بطنها بغيظ 
_ وانت مالك 
تجاهله خالد وهو يعيد وضع يده على بطنها قاصدا إستفزازه فهو يعلم جيدا غيرته عليها لكنه هذه المرة إبتعد عنها رغما عن أنفه بسببأكرم الذي حمله بمشاغبة وأبعده عنها هاتفا بنبرة مرحة 

هز خالد كتفيه بلامبالاة فهو قد نال غايته بإستفزاز رسلان لكنه عاد إلى مكانه بعد ثوان ليكمل تناول طعامه كما يفعل الجميع في أجواءمخالفة للهدوء تملؤها شجارات الأطفال كالعادة فتجد الطعام متطايرا هنا وهناك بينهم ولا أحد يهتم .. وحتى الخدم تعودوا على ذلكالوضع .
لكن هذه المرة قاطع وصلة عراكهم صوت رنين الجرس بطريقة مزعجة .. أسرعت إحدى الخادمات لفتح الباب ثم عادت بعد دقائق وخلفهاسيدة إبتسم لها عبد الرحمن عند رؤيتها ووقف ليعانقها قائلا 
_ شادية ! عاملة ايه وحشتيني اوي يا حبيبتي !
بادلته شادية العناق مرددة بفرحة وإشتياق 
_ وانت كمان واحشني اوي يا عبده وعشان كده جيتلك هنا اول ما جيت مصر !
إبتعد عنها عبد الرحمن وهو يطل برأسه إلى تلك الشابة التي تقف خلف شقيقته وهتف مشجعا على الإقتراب 
_ تعالي يا بثينة .
إقتربت منه بثينة بعد إبتعاد والدتها وحضنته قائلة 
_ ازيك يا خالو 
_ الحمدلله انت عاملة ايه 
إنتظر منها إجابة عادية لكنه لاحظ تجاهلها له أو بالأحرى عدم إنتباهها لما يقول بل تركيزها مع والدتها التي كانت تسلم على بقية أفرادالعائلة .. إلتزم الصمت وهو ينظر إليها بإستغراب حتى إنتهت شادية من التسليم عليهم جميعا فتحدثت بثينة سريعا 
_ هو محمد فين 
كان محمد في تلك الأثناء يضع عدي على حجره رغما عنه مخفيا ملامحه خلف رأسه .. إبتلع ريقه عند سؤال بثينة عنه ونظر إلى يمنى التيرفعت حاجبيها بإستغراب وتساءلت بغيرة 
_ وانت بتسألي عنه ليه 
نظرت إليها بثينة من الأعلى إلى الأسفل ثم هتفت متجاهلة سؤالها 
_ هو انت مراته 
أجابها خالد بدلا عن والدته وهو يقترب منها بعد أن كان يراقب في صمت 
_ اه مراته وأنا إبنه في حاجة 
نقلت بثينة بصرها إليه ثم إبتسمت وإنحنت قليلا لتصل إلى مستواه رغم قصر قامتها هاتفة بإبتسامة غير مريحة بالنسبة له 
_ انت خالد ماما قالتلي عنك .. عارف انك شبه أبوك اوي لولا ان بنتي هتبقى أختك كنت هجوزهالك .
إنتبهت جميع حواس يمنى إلى جملتها الأخيرة وفهمت مقصدها سريعا لكنها تساءلت محاولة تكذيب نفسها 
_ بنتك هتبقى أخته ازاي معلش 
إعتدلت بثينة في وقفتها وفكرت في تجاهلها لكنها إبتسمت بخبث حين لمحت محمد بطرف عينها وهو لا يزال يخبئ وجهه خلف إبنه فإقتربتمنه ووضعت كفها على كتفه مجيبة 
_ لاني هتجوز محمد فطبيعي بنتنا هتبقى أخت خالد من أبوه !
وقف محمد مبعدا يده عنها وهو يترك عدي الذي إبتعد وهو يراقب الوضع بحماس كما يفعل بقية الأولاد .. بينما إبتلع محمد ريقه ثانية عندمارأى نظرات يمنى التي لا تبشر بالخير وحاول إيجاد الكلمات المناسبة ليمنع بثينة من الإقتراب منه أكثر دون إحراجها أمام عمته حتى يمركل شيء على خير .. فيمنى لن تسكت أكثر إن رأت إمرأة أخرى تفكر في الإقتراب منه حتى لو كانت تصغره بأكثر من عشر سنوات كبثينة.. وعمته ستنقلب عليه حتما إن فكر بچرح صغيرته أو إحراجها فهي من كانت تقنعها منذ صغرها بأنها ستكون زوجته وحتى بعد خذلانه لها وزواجه من أخرى إلا أنها لازالت متمسكة بقرارها وتنتظر منه أن يطلق يمنى ويتزوج إبنتها ..
لكنه يرى أنها تعاني من خلل في عقلها جعلها تفكر هكذا !
_ لا ده انت محدش هيفكك من تحت ايدي النهاردة !
إتسعت عينا يمنى پصدمة وتمتمت بنبرة تبدو هادئة كذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة 
_ انت قد الي عملتيه ده 
إبتعدت بثينة وهي ترتب شعرها سريعا وأجابت بتحدي 
_ اه قده !
إحتدت عيون يمنى ثم إستدارت برأسها إلى طاولة الطعام وأخذت سکينا صغيرا كان قريبا منها ثم أسرعت إليها وأمسكتها ثانية تحت صرخات الجميع الفزعة ومحاولاتهم للتفريق بينهم 
إنزعج محمد من ضحكات الجميع التي تعالت عند إنتهاء خالد من سرد تلك الأحداث التي يذكرها جيدا رغم صغر سنه حينها فرمقه محمد بنظرة حانقة ثم قال محاولا تغيير الموضوع وهو يخاطب أحمد 
_ سيبك من الموضوع ده وقولي يا أحمد هو انت لسه مش ناوي تحدد ميعاد الفرح بتاع ابنك 
هز أحمد كتفيه مجيبا بعدم إهتمام 
_ مش عارف ياسين هو الي هيقرر مش أنا .
تدخل عبد الرحمن قائلا 
_ هنعمل فرح ياسين وعائشة ورسلان وبدور مع بعض .
_ بس بدور لسه مش موافقة .
قالها أكرم بتذمر وإعتراض باد في ملامحه وكأنه قد تذكر غيرته على إبنته للتو .. وما زاد تذمره تعقيب عبد الرحمان بثقة 
_ هتوافق متقلقش !
هم أكرم بالرد إلا أن رنين الجرس بطريقة مزعجة منعه عن ذلك .. إبتسم خالد بسخرية وتمتم 
_ وصلوا !
نطق بها عامر پصدمة بعد إستماعه لحديث المدعوة نادية والتي إتصلت به عن طريق هاتف هناء لإخباره بما حل بإبنة أخته .. أومأت ناديةوهي تردف بنبرة حزينة 
_ ايوة أنا مش عارفة التفاصيل كويس بس شفت الولد الي اسمه وائل وهو داخل بيها ولاني عارفة انه مش كويس خفت عليها وحاولتادخل وانقذها منه .. بس ملحقتش وكان هو اخد الي هو عايزه .
تسمر عامر في مكانه وفقد القدرة على النطق تحت تأثير الصدمة التي لم تكن هينة أبدا لكن نادية إسترسلت في كلامها غير منتبهة لحالتهتلك 
_ كان مخډرها ساعتها ولما أنا جيت هو هرب وأنا أخدتها وكشفت عليها ولقيتها فعلا مبقتش بكر .. ولما فاقت وقولتلها سيبتها شوية معنفسها بس رجعت ولقيتها نطت من البكلونة فجبتها هنا للمستشفى بسرعة .
إزدادت دقات قلبه تسارعا خوفا من أن يحصل
شيء ما لإبنة أخته فهتف عامر بإندفاع 
_ طب .. طب هي كويسة دلوقتي 
أومأت نادية برأسها قائلة 
_ ايوة الدكتورة بتقول ان دماغها متضررتش اوي .. بس هي لسه مفاقتش لحد دلوقتي .
هز عامر رأسه بتفهم وهو ينظر إلى الفراغ بشرود .. أخرج هاتفه الذي كان يرن بإستمرار بسبب شقيقته وإبنتها اللتان لا تكفان عنالإتصال به فقد خرج بسرعة عندما إتصلت به تلك المرأة وأخبرته أن هناء بالمستشفى مما أثار القلق في نفسيهما خاصة وأنه لم يتوقفليجيب على أي من أسئلتهما .
تنهد بهم وأغلق هاتفه ثم جلس مكانه بشرود في الحالة التي وصلت إليها إبنة أخته بسبب ذلك
الوغد الذي يدعى وائل والذي يجهل إلىالآن سبب العداوة بين والده وزوج أخته المتوفى .. كان الندم طاغيا على مشاعره في البداية فهو قد أعطاها كامل الثقة متأكدا بأنهاستلغي فكرة الإنتقام من تفكيرها لكن يبدو أنها لم تكن تنوي ذلك .
لا يدري كم من الوقت مضى وهو شارد في أفكاره ولومه لنفسه عندما سمع نحنحة بجواره فإلتفت إلى صاحبها ليجد الطبيبة تحاول لفتإنتباهه منذ وقت قصير .. وقف سريعا وتساءل بلهفة 
_ فاقت 
أومأت برأسها وهي تردف بهدوء 
_ ايوة فاقت وهي كويسة ممكن تشوفها لو عايز بس 
_ انت كويسة 
إنتظر منها إجابة تطمئنه لكنها كانت تطالعه بنظرات غريبة قبل أن تنطق بما جعل عينيه تتسعان بدهشة 
_ انت مين يجلس محمد
 

تم نسخ الرابط