منديل ليله الزفاف

موقع أيام نيوز


رسلان لم يسمح لها بذلك عندما قرب وجهه من أذنها وهمس لها بعد تأكده من إنشغال أمجدبالحديث مع إخوته 
_ عايزة مني ايه 
عقدت حاجبيها بعدم فهم وأنفاسها بدأت تتسارع بسبب حرارة أنفاسه على أذنها لكنها فهمت مقصده عندما رفع يده أمامها وبهاالقصاصة التي وضعتها تحت باب غرفته ليلة الأمس .. إبتسمت بغباء ونظرت إليه فأردف بنظرة غريبة 

_ ليه مصرة تخليني اضحك ضحكتي تهمك في ايه
دارت علامات الإستفهام حول رأسها محاولة التفكير في إجابة مقنعة لسؤاله لكنها لم تجد .. لأنها وببساطة هي نفسها لا تعلم لم تجاهدلرؤيته يبتسم !
هزت كتفيها بجهل فتنهد وهو يبتعد عنها قليلا ونظر إلى الأمام بصمت لثوان معدودة قبل أن يكمل بهدوء 
_ ضحكتي هتشوفيها في حالة وحدة !
لمعت عيناها بلهفة فأردف وهو يلتفت إليها بنظرة بدت لها .. نظرة حب 
_ لو وافقت !
دق قلبها لنظرته تلك ولكنها عقدت حاجبيها بإستغراب من جملته وتساءلت بسرعة 
_ على ايه 
أجاب وهو ينظر إلى مكان ما 
_ هتعرفي دلوقتي .
إلتفتت إلى المكان الذي ينظر إليه فوجدت والدها يقترب منها وملامح الضيق لم تمحى من وجهه بعد .. وقف أمامها وألقى نظرة سريعة علىرسلان قبل أن يعود ببصره إليها ويقول 
_ تعالي معايا !
وقفت بإستغراب لكنها أومأت بطاعة 
_ حاضر .
هم بالتوجه إلى الأعلى وتحديدا نحو غرفتها لكنه توقف كما توقفت هي عندما إستمع الجميع إلى صوت مألوف لهم يقول 
_ مساء الخير !
زفرت بدور بغيظ وإلتفتت لتقابل عيناها تلك المزعجة التي رمقتها بدورها ببرود .. إبتسم لها أكرم عند رؤيتها وهتف 
_ ازيك يا مريم بقالك فترة مجيتيش !
تقدمت مريم لتقف قرب رسلان وهي تجيب 
_ معلش بقى يا عمي انشغلت شوية .
همست بدور بصوت منخفض وهي تلوي شفتيها بقرف 
_ يا ريت تبقي دايما مشغولة ومتجيش هنا خالص !
إستمع أكرم إلى همسها فوكز ذراعها بخفة وهتف بلوم 
_ بدور ! مينفعش تقولي كده !
رفعت بدور كتفيها بلا مبالاة وأمسكت بكفه قائلة 
_ يلا نروح .
لكنها توقفت مكانها وهي ترى مريم تتجاهلها وتجلس بجوار رسلان وتحديدا
في المكان الذي كانت تجلس به هي .. أخرجت زفيرا مغتاظا ثمتركت يد والدها وإقتربت من مريم هاتفة بحدة 
_ ده مكاني على فكرة !
رمقتها مريم ببرود ثم ألقت نظرة سريعة على الأريكة قبل أن تعود ببصرها إليها وقالت بنبرة ساخرة 
_ بس أنا مش شايفة إسمك هنا .
إغتاظت بدور أكثر وصاحت بإصرار 
_ بس أنا كنت قاعدة هنا وانت أكيد شفتيني وقعدت هنا بالذات عشان تغيظيني !
_ بدور !
صړخ بها أكرم بنفاذ صبر فلوت بدور شفتيها بتذمر وهي ترى مريم تستند بظهرها على ظهر الأريكة وترمقها ببرود مستفز .. زفرت بضيقوقد قررت تجاهلها مؤقتا وعادت تمسك بيد والدها قائلة 
_ طب يلا نروح بسرعة حاسة اني هتخنق لو فضلت هنا أكتر !
زفر أكرم بقلة حيلة وأخذها ليصعد بها إلى الأعلى متجها نحو غرفتها .. أقفل الباب عند دخولهم ثم جلس على سريرها فجلست بجانبه وتساءلت 
_ كنت عايزني في ايه يا بابا 
نظر إليها قليلا بتفكير ثم تنهد قبل أن يتساءل هو متجاهلا سؤالها 
_ ممكن اعرف انت مش طايقة مريم ليه 
قوست شفتيها بضيق لذكر سيرتها وتمتمت 
_ لأنها مستفزة اوي وانت شوفت كانت بتتكلم معايا ازاي أول مرة جت فيها هنا !
_ بصراحة انت الي استفزيتيها الأول مش هي !
عقدت حاجبيها بغيظ وصاحت 
_ انت معايا والا معاها يا بابا 
رفع كتفيه قائلا 
_ ولا وحدة بس كنت عايز اتأكد من حاجة .
_ هي ايه 
لم يجبها وظل يرمقها بغموض لثوان قبل أن يلقي عليها ذلك الخبر 
_ في عريس متقدملك .
رمشت بعينيها للحظات وتمتمت بعدم إستيعاب 
_ عريس 
أومأ بتأكيد فإتسعت عيناها بفرحة وقفزت وهي تصرخ بصوت عال 
_ احلف كده أنا متقدملي عريس 
طالعها بتعجب وأومأ متسائلا 
_ آه .. مالك مبسوطة اوي كده حتى من قبل ما تعرفي هو مين 
إنتبهت لنفسها أخيرا فجلست مكانها ثانية وأخفضت رأسها بخجل متمتمة 
_ آسفة أنا بس اتحمست شوية ..
رفع أحد حاجبيه بإستغراب فأردفت بإبتسامة شبه حزينة 
_ مفيش حد اتقدملي قبل كده لدرجة ان ثقتي في نفسي بدات تقل عشان كده اتحمست دلوقتي !
رمش بعينيه بدهشة وتمتم 
_ محدش اتقدملك ازاي ده انا لو كنت مكانهم كنت اتقدمت من غير ما افكر كتير لانك حلوة بشخصيتك وأخلاقك وقلبك وكل حاجة ..
إبتسمت بفرحة لمديح والدها لها بينما أردف بشك 
_ حاسس ان في حاجة غلط .. مش عايز افكر كده بس انا متأكد ان خالك هو السبب .. مش مكفيه الي كان بيعمله فيك وعايز كمان يحرمكمن الجواز ويخليك تعنسي جنبه !!
قال جملته الأخيرة بتفكير وڠضب فإتسعت عيناها پصدمة وهمست 
_ معقول يعمل فيا كده !
_ خلاص يا حبيبتي ! انت دلوقتي جنبي ومعايا ومحدش هيقدر يعملك حاجة وحشة .
سكت قليلا ثم إبتسم وأردف 
_ مش عايزة تعرفي مين العريس 
رفعت رأسها إليه بإنتباه ثم أومأت بفضول فقال بترقب 
_ رسلان !
_ نعمممم !! عايز تتجوز المستفزة دي 
صړخت بها مريم فور معرفتها برغبة رسلان والذي رمقها بنظرة تحذيرية جعلتها تتحكم في أعصابها وتجلس متمتمة بغيظ 
_ عايزة افهم انت مصر تتجوزها هي بالذات ليه من قلة البنات يعني 
زفر بملل وأجاب ببرود 
_ لأنها دخلت دماغي .. ومش عايز غيرها !
رفعت أحد حاجبيها وتساءلت بشك 
_ مش عايز غيرها يعني بتحبها 
رمقها بنظرة سريعة ثم أخفض بصره للأرض وتمتم 
_ عايزها ..
_ يعني بتحبها 
رددت بإصرار لكنه تجاهلها ولم يجب فتأكدت من شكوكها وتمتمت بتذمر 
_ مش فاهمة برضه بتحبها على ايه 
واصل تجاهله لها فقوست شفتيها بغيظ وإلتزمت الصمت مرغمة .. ولم يمض وقت كثير قبل ملاحظتها لدخول خالد شقيق صديقتها وإقترابهمن رسلان متجاهلا إياها هو الآخر وهو يقول بإبتسامة مستمتعة 
_ بقى عايز تتجوز بدور ومقولتليش 
أشار له رسلان للجلوس على يساره بينما كانت مريم تجلس على يمينه وهو يقول 
_ أنا برضه مكنتش عارف تصدق 
رفع خالد حاجبيه ورمقه بنظرة تجمع بين السخرية والإستغراب فأردف رسلان مفسرا 
_ كنت متردد لأني متوقعتش اني ممكن افكر في الجواز خالص .. بس في حاجة خلتني اروح اكلم بابا بسرعة ومن غير تفكير لأول مرة ومش عارف عملت كده ليه .
إبتسم خالد بسعادة باطنية ثم غمز له بإستمتاع 
_ حاجة إسمها الحب صح 
رمقه رسلان ببرود وتجاهله هو الآخر بينما زفرت مريم بغيظ وبطريقة جذبت إنتباه خالد فتساءل 
_ مالك بتنفخي كده ليه انت معترضة على حبه ليها والا ايه 
رمقته بطرف عينها بضيق وقالت 
_ ملكش دعوة !
أمسك رسلان بيدها وضغط عليها محذرا إياها من التمادي فأشاحت بوجهها بضيق وإلتزمت الصمت .. أما خالد فقد إستغرب ضيقهاالمبالغ فيه من الأمر لكنه لم يشغل باله بها كثيرا وأخرج هاتفه يلعب به قليلا لتمضية الوقت .
إنتبه بعد قليل إلى أكرم الذي دخل غرفة الجلوس لوحده بملامح لا يظهر عليها أي شيء .. وقف رسلان فور رؤيته وإقترب
منه قائلا بلهفةحاول إخفاءها 
_ قالت ايه 
لم يجب أكرم على سؤاله بل أشار إلى الخارج بيده وقال 
_ تعالى نتكلم برا .
عقد رسلان حاجبيه بإستغراب لكنه أومأ موافقا وتبعه إلى الخارج .. جلس أكرم على أحد المقاعد ثم تنهد بتفكير قبل أن يرفع رأسه إلىالآخر وتساءل 
_ ممكن اعرف ليه اخترت بدور بالذات من بين كل البنات 
سكت رسلان وهو يشيح بوجهه ويفرك شعره بحيرة ثم عاد ببصره إلى أكرم وقال 
_ مش عارف !
رفع الآخر أحد حاجبيه بإستنكار ثم تساءل 
_ يعني مش بتحبها 
أخفض رسلان رأسه إلى الأرض ولم يجب فتنهد أكرم متمتما 
_ فهمت .. يعني مش هتتأثر لو قولتلك انها رفضت صح ده طلب ايدي يا سرين عارفة يعني ايه 
هتفت بدور وهي تدور بغرفة التوأم فنظرت إليها سرين بملل كما فعلت إيلين المستلقية على سريرها وقالت 
_ يعني ايه 
توقفت أمامها وهي تجيب بحيرة 
_ مش عارفة .
وقفت سرين ووضعت يدها على جبين صديقتها قائلة 
_ انت متأكدة انك كويسة يا بنتي 
أومأت بدور بتأكيد وأردفت 
_ ايوة أنا بس مصډومة .
إبتسمت سرين ثم خطفت نظرة إلى إيلين قبل أن تتساءل 
_ طب مش انت وافقت 
_ لا .
طالعتها الفتاتان پصدمة وإعتدلت إيلين في جلستها وهي تصيح 
_ رفضتيه أكملت عنها سرين بتساءل 
_ رفضتيه ليه وانت بتحبيه 
زمت بدور شفتيها بتذمر وصاحت 
_ مش عارفة انتو طلعتوني بحبه من امتى بس أنا كنت شايفاه زي أخويا انتو مش عايزين تفهموني ليه 
لوت إيلين جانب شفتيها بسخرية وتمتمت 
_ لا واضح اوي !
_ وبعدين أنا مرفضتوش .
إنتبهت كلتا الفتاتين إلا كلامها فواصلت 
_ أنا بس قلت لبابا اني محتاجة وقت افكر فيه .
_ تفكري في ايه يا بنتي انت عايزة تجننيني 
صاحت بها إيلين بنفاذ صبر فتحدثت بدور بتذمر 
_ ايه هو مش من حقي اخد وقتي عشان افكر 
أجابت الأخرى بسخرية 
_ لا من حقك ياختي خدي راحتك 
تجاهلت بدور سخريتها وجلست على السرير ونظرت أمامها بشرود .. مرت ثوان صامتة حتى قطعته قائلة بحيرة 
_ بس أنا لسه مصډومة بصراحة هو حبني امتى وازاي أنا مفكرتش خالص انه ممكن يفكر فيا أصلا !
_ لأنك غبية .
هتفت بها إيلين ببرود فطالعتها بدور بغيظ ولم ترد .. بينما جلست سرين إلى جوارها وقالت 
_ السؤال هنا هو انت عملت ايه عشان تخليه يفكر فيك 
رفعت عينيها إليها مجيبة ببراءة 
_ ولا حاجة أنا أصلا مكلمتوش من يوم ما عرفتكم انه مش أخويا .
طالعتها الفتاتان بإستغراب وهمت سرين بالتعقيب على كلامها لكنها توقفت عندما إستمعت إلى أصوات طرقات على الباب تلاه دخولوالدتها وتقدمها من بدور بإبتسامة مرحبة وهي تردد 
_ أهلا وسهلا بيك يا بنتي وحشتينا .
وقفت بدور وإقتربت منها ثم عانقتها قائلة 
_
وانت كمان وحشتيني اوي يا طنط علا .
إبتعدت عنها علا وهتفت بإبتسامة 
_ يبقى النهاردة هتتغدي معانا .
عضت بدور طرف إبهامها متمتمة بحرج 
_ أنا أصلا كنت جاية عشان اقولك اني هاخد البنات وهنتغدى برة !
عقدت علا حاجبيها بإعتراض وقالت 
_ وتتغدوا برة ليه والأكل موجود هنا 
أجابت بدور بسرعة 
_ عشان .. بنت أخويا هي الي عايزة كده .
_ براءة 
أومأت بدور بتأكيد فأردفت علا بإصرار 
_ طب ما تجي هي كمان تتغدى هنا وإلا أكلي مش حلو 
قالت جملتها الأخيرة بحزن مصطنع فأسرعت بدور تهتف 
_ لا طبعا وهو في أكل بيتقارن بأكلك أصلا 
إبتسمت علا في نفسها بينما أردفت الأخرى 
_ بس أخويا معاها برضه وهو أكيد هيرفض يتغدى معانا هنا ودماغه ناشفة ومش هتعرفي تقنعيه !
_ ايه رايك في الأكل يابني 
_ حلو اوي تسلم ايديك .
كانت تلك كلمات أدهم التي نطق بها مجيبا
 

تم نسخ الرابط