منديل ليله الزفاف
المحتويات
إليها فشعرت بالحرج وقالت
_ آسفة لو أزعجتك.
كادت ترحل لكنه أوقفها بتساؤل
_ عجبتك
أومأت موافقة
_ ايوه بس هو انت بترسم بقلم الړصاص ليه
_ مش بحب أرسم غير بيه بحسه مناسب ليا.
هزت رأسها بتفهم ثم أمسكت خصلة من شعرها وهي تلفها حول سبابتها بتوتر فهي تحادثه لأول مرة ولا تعلم عنه شيئا سوى أنه المقربلأخيها كادت تبتعد عنه متجهة للدخول لكنها عادت إليه ثانية وسألته بحماس
طالعها بإستغراب ثم أمسك
رسمته ينظر إليها قليلا قبل أن يجيب
_ آسف مبحبش أرسم الوجوه.
أخفضت رأسها بخيبة أمل هامسة
_ طيب.
تضايق من نفسه لإحراجها فإستوقفها بسرعة قبل أن تبتعد قائلا
_ بس أنا ممكن أجرب أرسمك دلوقتي عشان مرفضش طلبك يعني ..
إبتسمت بفرحة ثم عادت إليه وجلست مقابله هاتفة بطفولة
_ طب يلا أنا هقعد كده ومش هتحرك متقلقش!
_ مش محتاجة تقعدي كده انت ممكن تديلي أي صورة ليك وأنا هرسمها.
لوت شفتيها قائلة بإعتراض
_ بس أنا عايزة اجرب إحساس البنات الي بشوفهم في الأفلام لما بيبقوا قاعدين ومبيتحركوش عشان الرسام يرسمهم.
رفع حاجبيه بتعجب ثم تحدث بإبتسامة
_ حاضر.
أمسك قلمه وأحضر ورقة جديدة وهو يبتسم حين تذكر حديث خالد عنها عندما أخبره بأنها تشبهه قليلا في جل تصرفاتها ولكنها تتميز عنهبجانبها الطفولي المحبب ثم بدأ يرسم وعيناه تقع عليها تارة ثم على الورقة تارة أخرى وهي تقف كالتمثال تحاول منع إبتسامتها التي تعبرعن حماسها من الإتساع.
_ عائشة! انت فيين!
لم يجبه أي منهما فقد كان هو منهمكا في رسمها وكانت هي ثابتة ترفض الحراك ظهر أمامهما فجأة قبل أن يفتح فمه پصدمة من المنظرالذي يراه. إقترب من ياسين الذي تجاهله تماما وحدق به بنفس الصدمة وهو ينظر بتركيز إلى شفتي أخته ليرسمها على الورق. حول أنظارهإلى أخته التي تجاهلته هي الأخرى حتى لا تتسبب في إفساد الرسمة.
واصل ياسين تجاهله له بينما شعرت عائشة بالإحراج من كلمات أخيها فأفرجت بين شفتيها دون قصد لتستمع لصوته الحاد يهتف
ألصقتهما ببعضهما ثانية لتعود إلى وضعيتها الأولى دون أن تنطق إغتاظ خالد منهما لكنه جلس بجانب إبن عمه ينتظره حتى ينتهي ولميعترض عن ذلك ثانية متوقعا أن عائشة هي من طلبت منه رسمها.
_ رسلان استنى!
توقف بالفعل وإستدار إليها مطالعا إياها بإستفهام فأردفت
تطلع إلى عينيها لثوان قبل أن يوليها ظهره قائلا
_ معتقدش ان في حاجة محتاجين نتكلم فيها.
_ يعني مش عايز تعرف خالي عملي ايه
قالتها بسرعة وبدون تفكير فتوقف وإلتفت إليها متسائلا وهو يرفع أحد حاجبيه
_ يعني لو وافقت نتكلم هتقوليلي
سكتت قليلا تنظر إليه بتفكير ثم أومأت موافقة فقال وهو يواصل نزول الدرج
_ طيب تعالي معايا.
تبعته بصمت لتجده يجلس على أريكة بقاعة الجلوس مردفا
_ بما ان مفيش حد هنا هنقدر نتكلم براحتنا تعالي اقعدي.
جلست قبالته وساد الصمت بينهم لدقائق قبل أن يقطعه قائلا
_ احكيلي عملك ايه
_ اوعدني الأول انك مش هتقول حاجة لبابا! أنا مش عايزة اتسببله في مشاكل أكتر.
إستغرب من طلبها لكنه وعدها بدون تردد
_ اوعدك.
أخذت نفسا عميقا ثم تحدث
_ انت ازاي استحملتي العيشة معاه!
_ زي مانت مستحمل حقيقة انك
قطعت كلامها بندم وهي ترى نظرته الحادة التي ظهرت بعينيه عندما علم مقصدها.
_ أنا آسفة مكنش قصدي ..
عم الصمت بينهما ثانية. هي تنظر إليه بشفقة وهو يبادلها النظرات الحادة والكارهة للشفقة التي يراها بعينيها. فركت يديها بتردد قائلة لتقطع ذلك الصمت
_ أمجد قالي انك مكنتش كده قبل ما تعرف الي والدتك عملته هو انت ليه اتغيرت
لوى جانب شفتيه بإبتسامة ساخرة فأكملت بسرعة
_ أنا عارفة ان الي عرفته عن نفسك مش سهل بس
سكتت وهي لا تعرف ما تقول فقد كان سؤالها غبيا من الأساس أجابها هو ببعض الغموض
_ أنا مكنتش بعتبرها أمي صحيح إنصدمت لما عرفت حقيقتي بس الصدمة الأكبر الي اخدتها كانت لما عرفت الست الي ربتني واعتبرتهاامي عملت ايه ..
تساءلت بحيرة
_ أمي عملت ايه
أشار إلى شخص ما خلفها
مردفا
_ هو هيحكيلك عملت ايه.
إستدارت لتجد والدها قادما نحوها بإبتسامة ولا يبدو أنه إستمع لأي حرف من حديثهما. إقتربت منه فحضنته بسرعة قائلة
_ بابا! اتأخرت ليه
مسد على شعرها مجيبا بحنو
_ آسف يا حبيبتي بس كان في شغل لازم اخلصه.
إنتبه إلى رسلان فنظر إليه نظرة
تعني ماذا هناك فأجاب
_ بدور عايزة تعرف ماما عملت ايه زمان عشان تطلقها.
إبتعد عنها ليجد في عينيها نظرات تؤكد له ذلك تنهد بقلة حيلة ثم قال
_ طيب بس الي هتسمعيه دلوقتي مش هيعجبك.
بدأت تشعر بالقلق من القصة لكنها جلست معه بفضول لتستمع إليه وهو يقص عليها ما حدث
_ زي ما قولتلك بعد ما اتجوزت ليليا عملتلها بودي جارد عشان فادي ميعرفش يوصلها وقعدنا مع بعض عشرة سنين تقريبا وكانت كل حاجةكويسة لحد ما كنا هنسافر عشان فرح ابن عم بابا بس ليليا كانت تعبانة وقالتلي انها مش هتقدر تيجي معانا فأنا فضلت معاها وخليتالاولاد يروحوا مع بابا واخواتي عشان ميتعبوهاش اكتر وانت لانك لسه صغيرة طبعا فضلت معانا.
بدأ الألم يظهر على ملامح وجهه لكنه تابع
_ وفي اليوم الي بعده طلبت مني انزل اشتريلها حاجات ليك وأنا نزلت وسيبتها في القصر وكنت حاطط عليه حراسة بس لما رجعتملقيتهاش وهما قالولي ان مفيش حد منهم شافها اتوقعت ان فادي عرف يوصللها ولما اتكلمت معاه قالي انها راحتله بإرادتها وعايزة تطلق.
وقبل أن يكمل قاطعته بدور پصرخة مفاجئة
_ متقوليش انك صدقته
نفى برأسه مجيبا
_ مكنتش مصدقه في الاول لحد ما قابلتها وهي بنفسها طلبت مني الطلاق ولما سألتها عن السبب قالت انها مكنتش بتحبني وكانت عايزةتكسرني بعد ما اتعلق بيها زي ما انا كسرت اخوها ..
سكت ينظر إلى ردة فعلها لكنه لم يستطع أن يحددها أخذ نفسا عميقا وواصل
_ بعدها مش فاكر حصل ايه لما صحيت لاقيت نفسي في المستشفى وكل العيلة حواليا وعرفت اني كنت في غيبوبة وهما طبعا مكانوشعارفين حاجة بعد مدة قابلتها مرة تانية ووافقت اطلقها ولما سألتها عنك قالتلي انك متي وأنا من الصدمة مفكرتش أتأكد .. لحد ما قابلتخالتك وانت عارفة حصل ايه بعدين.
_ بدور انت كويسة
نفت برأسها قبل أن تتغير ملامحها وټنفجر فجأة في البكاء أمسكت بقميص والدها وهي تردد
_ ماما مبتعملش كده! مستحيل تعمل كده أنا متأكدة!
جذبت القميص بحركة مفاجئة حتى فصلت أزراره وصاحت به بلوم
_ انت ظلمتها يا بابا! كان لازم تتأكد انها عملت كده بإرادتها الأول مش ممكن يكون خالي هددها مثلا
شعر بالضعف وهو يرى حالتها ولم يستطع
_ أنا برضه عايز اصدق انها بريئة بس هي كان ممكن تقولي او حتى تلمحلي وهي عارفة اني مش متسرع وهفهم انه هددها وهتصرفبحكمة بس انا كنت شايف الكره في عينيها.
هدأت بعد وقت قصير ثم سمعها تتمتم بثقة وإصرار
_ ماما مستحيل تعمل كده في حاجة غلط أنا واثقة.
تنهد أكرم بضيق ولم يحاول مناقشتها أكثر ربما من الأفضل لها أن تبقى على هذه الفكرة.
كان رسلان يراقبهما منذ بداية الحديث ويراقب ردة فعلها كذلك لكنه لم يستغرب تكذيبها لما سمعت فقد كان يتوقع ذلك. وقف من مكانه متجهاإلى غرفته بصمت وهو يفكر في شيء ما.
كانت تقف أمام باب القصر مستغربة لعدم وجود أي حراسة رنت الجرس ثم إنتظرت قليلا حتى فتح الباب الحديدي الكبير وظهرت من خلفهإحدى الخادمات قائلة عند رؤيتها
_ اهلا وسهلا يا آنسة اتفضلي في حد من العيلة عايزة تشوفيه
أجابت بسرعة
_ اه انا عايزة اشوف عائشة.
طالعتها الخادمة بشك ثم قالت
_ آسفة بس خالد بيه مانع اي حد من انه يشوفها من غير اذنه.
لوت شفتيها متمتمة بتهكم
_ لا والله يعني البنت هاربة من سجن ابوها عشان تروح لسجن اخوها طب قوليله ان صاحبتها مريم هي الي عايزة تقابلها.
تجاهلت جملتها الأولى ثم أومأت قائلة
_ ماشي استني دقيقة.
أغلقت الباب ثم إختفت قبل أن تعود إليها ثانية وتقول
_ تعالي معايا.
سارت خلفها بطاعة فتوجهت بها الأخرى إلى الجزء الجانبي من الحديقة والتي كان يجلس بها خالد مع عائشة وياسين.
بادلتها عائشة الحضن قائلة
_ وانت كمان وحشتيني اوي يا مريوم!
ثم أبعدتها بحماس وأشارت إلى الورقة التي كانت تمسك بها فنظرت إليها مريم بإستغراب قبل أن تفتح عينيها پصدمة صائحة
_ وااااو! شبهك بالضبط! مين الي رسمها
أمسكت بالصورة وهي تنظر إليها بفرحة وكأنها حصلت على جائزة للتو ثم أجابت
_ مش مهم مين الي رسمها بس حلوة صح
نظر إليها ياسين بسرعة وهو يفتح عينيه پصدمة متمتما تحت ضحكات خالد التي إنطلقت عند رؤية ردة فعله
_ انا سمعت غلط صح يعني مش بعد ما كسرت
ايدي عشان ارسمها تقولها مش مهم مين الي رسمها!
كانت مريم تمسك الورقة وتدقق فيها قبل أن تبتسم بخبث وتصيح قبل أن تبدأ في الركض
_ حلوة بس هقطعها يعني مش معقول انت تبقى عندك رسمة كده وأنا لا!
إتسعت عينا عائشة بفزع ثم ركضت خلفها بصړاخ
_ لااا استني يا مريم! اي حاجة الا الرسمة!
تطلع ياسين إلى خالد بعد إختفائهما متسائلا
_ هي مين دي الي كانت مع أختك
أجابه وهو يسحبه متجها إلى داخل القصر
_ واحدة صاحبتها بس أنا مش مرتاحلها بصراحة فتعالى معايا عشان نوقفها قبل ما تعمل مصېبة.
ومن الجهة الأخرى وقفت مريم وعائشة وهما ينظران إلى بدور التي تقبع بين
_ ايه ده مش ده الشوقر دادي بتاعي هي مين الي البنت الي خطفته مني دي
ضړبت عائشة رأسها بخفة قائلة
_ مش ده مش ده! ده إبنه بس هما شبه بعض شوية.
أومأت بتفهم ثم إقتربت منهما بغباء قائلة
_ السلام عليكم.
إلتفتا إليها بفزع فقالت بدور
_ انتو هنا من امتى وانت مين أصلا
كادت مريم تجيبها لولا دخول خالد وياسين تلاه عودة رسلان تطلعت إليه مريم پصدمة ثم صړخت بشكل مفاجئ
_ رسلااان!
رفع رأسه إليها بإستغراب تحول إلى صدمة ركضت إليه بفرحة تحت إندهاش الجميع وعانقته قائلة
_ وحشتني اوي يا حبيبي مجيتش عندنا ليه
متابعة القراءة