منديل ليله الزفاف
المحتويات
بس أنا حاسس اني مهتم بيها اوي عايز اعرف عنها كل حاجة أنا متأكد ان ورا وحدتها دي حكاية وعايز اعرفها ..
مطت شفتيها بتفكير وقالت
_ انا برضه حاسة بكده .. لما دينا اتكلمت
معاها وحاولت تصاحبها قالتلها انها مش عايزة صحاب ومعتقدش ان في إنسان عادي هيرفضيبقى عنده صحاب من غير سبب.
_ هنعمل ايه طيب احنا لازم نساعدها تبقى ..
رفع حاجبيه بتعجب وردد
_ اتقدملها
أومأت بتأكيد قائلة
_ يب انت معجب بيها متنكرش ممكن لو وافقت عليك هتقدر تصاحبها وتعرف هي ليه مش بتحب تصاحب.
_ هفكر
كان كل ذلك الحديث يدور أمام رسلان الذي كان يركز بأنظاره على بدور لم تكن فاتنة أو ساحرة الجمال مجرد فتاة عادية لكنها محبوبةبأفعالها وتصرفاتها ذكائها أو غبائها أحيانا مرحها وإبتسامتها التي ترتسم على ثغرها دائما محاولاتها في إسعاد غيرها .. ربما لديهابعض العيوب لكنها مناسبة لأن تكون فتاة أحلام أحدهم ..
نفض تلك الأفكار من رأسه ثم تنحنح حتى ينتبها له وقال مخاطبا أمجد
_ يلا يا أمجد جدو بيستنانا برا.
_ يلا ..
كان يسير حول المسبح بالفناء الخلفي بصمت وإبنه يقف بالقرب منه ينتظر منه المبادرة بالحديث إستدار إليه أخيرا بعد بضع دقائق قائلاوهو يضيق عينيه بشك
_ مين دي الي كانت بتمثل انها وقعت من السلم وايه علاقتك بيها يا يامن
_ إسمها دينا ..
رفع رأسه إليه ثانية عندما لم يتلقى أي رد فعل من والده فأكمل
_ هي ساكنة هنا جنبنا إنتقلت من فترة قصيرة مع عيلة أمها.
إنتهى من كلامه وهو يشير بإصبعه بإتجاه منزلها هز أحمد رأسه بصمت منتظرا مواصلة إبنه لحديثه. وضع يامن كفه على مؤخرة عنقه وأخفض رأسه متفاديا النظر إليه دون أن يضيف كلمة أخرى.
_ مقولتليش ايه علاقتك بيها وليه كنت خاېف عليها اوي ومنعت عدي من انه يشيلها
أجابه وهو يلعب بحصى صغيرة وجدها على الأرض برجله دون أن يرفع رأسه
_ بحبها ..
رفع أحمد حاجببه بدهشة ثم تساءل
_ من امتى
_ من وانا عندي عشرة سنين.
_ وانت شوفتها فين أصلا
توقف عن اللعب بالحصى لكنه ظل ينظر إليها بشرود إنتبه أحمد إلى تلك الإبتسامة اللطيفة التي إرتسمت على شفتيه فإبتسم هو الآخروإقترب منه حتى توقف أمامه وضع يده على رأسه وبعثره ليفيق يامن من شروده ثم قال بنبرة حانية
رفع رأسه إليه ثم أجاب
_ هحكيلك دلوقتي بس بشرط ..
رفع حاجبيه بإستنكار فتابع يامن سريعا
_ أنا عايزك تخطبهالي!
تظاهر أحمد بالتفكير ثم إبتسم قائلا
_ موافق يلا احكي ..
ضيق عينيه وهو
ينظر إلى ذلك القادم رفقة رسلان ووجهه يبدو عليه التعب الشديد إبتسم له بحنان فور وصوله وفتح له ذراعيه قائلا وكأنهيحدث طفلا صغيرا
إبتسم أمجد مدركا أنه يسخر منه لكنه إستقبل دعوته برحابة صدر وجلس بجانبه سامحا له بإحاطة كتفيه بذراعه. إرتفعت أصوات الشبابالساخرة من تعلقه بأحضان جده كالطفل الصغير حتى أن أدم كان قد أخرج هاتفه وقام بتصويرهما بإستمتاع ..
لكن أمجد لم يهتم بكل ذلك بل كان ينظر إلى الفراغ بشرود أثار القلق في قلب عبد الرحمان فتساءل
_ مالك يا أمجد حالك مش عاجبني خالص.
أجاب بهدوء
_ ولا حاجة يا جدو متقلقش أنا بس زعلان على مۏت صاحبي ..
رمقه بشك هاتفا
_ أمجد! انت مكنتش قريب منه اصلا عشان تتأثر بمۏته بالشكل ده .. أنا مش غبي عشان اصدق ان حالتك دي بسبب انك زعلان عليه دهغير انك اكتر واحد مؤمن بقضاء ربنا .. يعني اديني سبب تاني عشان اصدق!
تنهد بتعب ثم قال
_ آه أنا مش قريب منه بس الي مأثر عليا هو انه اڼتحر زي مانت عارف.
طالعه بعدم إقتناع لكنه تنهد بإستسلام قائلا
_ طيب ..
إلتفت إلى بقية أحفاده وجال بنظره عليهم بصمت دام بينهم لدقائق قطعها هو وهو يردف مخاطبا خالد
_ وانت أختك هتفضل هنا لحد امتى
تفاجأ خالد من سؤاله الذي ألقاه على غفلة لكنه أجاب بهدوء
_ لحد اما تتجوز ..
رفع عبد الرحمان حاجبه بإستنكار وهم بالحديث لكن خالد منعه عن ذلك وهو يردف
_ آسف يا جدو بس أنا مش موافق على إقتراحك ومش هعرض على حد من العيلة انه يتجوزها عشان بس تفضل معانا ..
_ يبقى ترجع لعيلتها!
عقد حاجبيه پغضب من إصرار جده الغريب .. يعلم جيدا أنه منزعج من عدم زواج أي من أحفاده إلى الآن لكن ليس لدرجة أن يستغل وضعأخته ليزوجها من أحدهم على الأقل!
زفر بضيق ثم قال
_ مستحيل ارجعها لابوها خاصة بعد ما عرفت انه مچرم!
رمقه الجميع بعدم فهم بينما ردد والده محمد بإستفهام
_ مچرم
أومأ برأسه ثم أضاف بتردد
_ ايوة .. بصراحة
_ احنا قابلنا ماما امبارح وهي الي عرفتنا انه مچرم.
قالها عدي نيابة عنه وبدون تردد فبدا عدم التصديق
على وجوه الجميع بينما أردف خالد وهو يحدق بوالده ويترقب ردة فعله
_ وطلبت مني اساعدها عشان تتطلق منه ..
لاحظ إنعقاد حاجبيه ومحاولته لكبح إعتراضه عن هذه المقابلة. حول أنظاره إلى جده لكنه تفاجأ به يردد بإصرار
_ برضه مش هتفضل معانا إلا لما تتجوز حد من العيلة.
لوى شفتيه بإستنكار وضغط على قبضة يده بقوة في محاولة منه لمنع نفسه عن الصړاخ بوجه جده. أخذ نفسا عميقا يهدئ به نفسه لكنعيناه إتسعتا پصدمة وهو يستمع إلى ما ينطق به إبن عمه ياسين بكل برودة أعصاب
_ أنا هتجوزها!
إلتفت إليه ببطئ وتعابير مستنكرة بدت مضحكة للبقية وهتف
_ نعم ياخويا!
طالعه ياسين بحاجبين مرفوعين وتساءل ببراءة مصطنعة
_ ايه هو انا قلت حاجة عيب
رمقه بغيظ ثم تمتم
_ متحاولش تستفزني يا ياسين انت عارف اني مستحيل اجوزها لاي حد منكم عشان
قاطعه بهدوء
_ وأنا مش هتجوزها للسبب ده.
_ امال هتتجوزها ليه
_ لأني شايفها مناسبة ليا وأنا زهقت من العزوبية وعايز اتجوز وابني حياتي ..
لوى شفتيه بإعتراض لكنه سكت يستمع إلى بقية حديثه
_ بس طبعا مش هطلب منك انك تجبرها عشان توافق أنا هتقدملها زي أي واحد بيتقدم لوحدة عشان كده انا عايزك تحددلي معاد اجياتقدم فيه.
قال جملته الأخيرة بمزاح لكنه لاحظ شرود خالد به تنهد هذا الأخير بإستسلام ثم حدق به متسائلا بشك
_ انت متأكد من قرارك ده
أجابه ياسين بتأكيد وإصرار
_ اه متأكد وانت اكتر حد عارف اني مش باخد قرارات متسرعة وأكيد مش هفكر اتجوزها لسبب زي ده وانت كان ممكن تلاقي حل تاني.
زم خالد شفتيه بتفكير ثم قال
_ ماشي بس لو عائشة رفضت أنا مش هجبرها على حاجة.
كان الجميع يتابع ذلك الحوار بصمت حتى تدخل عبد الرحمان قائلا بإبتسامة راضية
_ كده اتفقنا بس لو وافقت هنكتب كتابهم على طول ومش هقبل بغير كده.
طالعه خالد بضيق لكنه أومأ بطاعة قبل أن يتمتم
_ ده لو وافقت ..
جلست الفتيات حول الطاولة المستديرة بقاعة الطعام وهن يأكلن من ذلك الطعام الذي تضعه الخادمات أمامهن بإستمتاع وكأنهن سيداتالقصر إقتربت كريمة من إبنتها ووقفت خلفها ثم همست في أذنها پغضب طفيف
_ هو أنا مش قلتلك متظهريش قدام الشباب ابدا عشان مش عايزين مشاكل
هزت رحمة كتفيها بلا مبالاة قائلة
_ عادي يا ماما مش أنا بس الي ظهرت دول شافوا قدامهم شلة بنات مرة واحدة في قصرهم الي مكنتش في بنت غيري بتدخله ..
وضعت الطعام بفمها ثم واصلت حديثها بفم ممتلئ
_ وبعدين مفيش حد بيعرف اني بنتك غير الواد ياسر ابن عمو أحمد يعني مش هعملك مشاكل متقلقيش!
تنهدت كريمة متمتمة
_ وأنا معنديش مشكلة مع حد هنا غيره.
إبتلعت رحمة ما بفمها ثم إستدارت إلى والدتها متسائلة بشك
_ هو ضايقك يا ماما طريقته في الكلام معاك مش عاجباني ولو بجد ضايقك في حاجة قوليلي وأنا هربيه من أول وجديد!
إبتسمت بسخرية معقبة
_ هتعملي ايه مثلا
أجابتها ببساطة
_ هشتكيه لعبده!
_ عشان تعملي مشاكل بينهم وكرهه ليا يزيد صح
نظرت إليها ولم تجب فتنهدة مردفة بجدية
_ أنا هعرف اتصرف معاه يا رحمة متشغليش بالك بيا ومتقوليش لعبد الرحمان بيه حاجة عشان متبقيش سبب في مشكلة بينهم ويا ريتلو تقللي من هزارك معاه برضه.
لوت رحمة شفتيها متمتمة بضيق
_ أنا مش عارفة ليه معترضة على هزاري معاه كده!
_ لانه مينفعش! احنا صح عارفين نيته ومتأكدين من انه مش بيفكر ياذيك بس برضه هيفضل راجل غريب عنك وبعدين ده خلص السبعينيعني اكبر منك بخمسين سنة تقريبا والمفروض تحترميه مش تهزري معاه .. انت مستوعبة يعني ايه أكبر منك بخمسين سنة
زفرت بملل ثم قالت بعناد
_ العمر ده مجرد رقم يا ماما ده عبده ده كيوت خالص ولما تتكلمي معاه بتحسي انه لسه في عز شبابه يعني عادي!
تنهدت كريمة بقلة حيلة وهمست وهي تسير مبتعدة عنها.
_ ربنا يهديك يا بنتي.
إلتفتت رحمة إلى دينا التي كانت تجلس على يمينها وهتفت
_ بت يا دينا!
طالعتها دينا بإستفسار فسألتها
_ مقولتيش ليه كنت عاملة نفسك مغمى عليك
همست لها مجيبة
_ بصراحة كده وأنا بطلع كنت شايفة هناء بتتكلم مع واحد من شباب العيلة ولما شفته جاي ناحيتي نزلت بسرعة ومعرفتش استخبى فينفعملت نفسي وقعت.
تدخلت بدور التي تجلس بجانبها من الجهة الأخرى قائلة وقد إستمعت إلى همسها
_ كانت بتتكلم مع مين هي عارفاهم منين اصلا
مطت دينا شفتيها بعدم معرفة قائلة
_ معرفش بس هي كانت بتتكلم مع الولد الي كان هيشيلني في الأول.
رفعت بدور حاجبيها بإستغراب وتمتمت
_ عدي طب سمعت هما كانوا بيقولوا ايه
نفت الثانية برأسها بأسف فضيقت بدور عينيها بتفكير وأردفت
_ لو كان حد
تاني كنت ممكن اقول انه معجب بيها بس عدي
سكتت
قليلا تواصل التفكير في السبب الذي يجمع إبن عمها وهناء لكن سؤال سرين الذي طرحته بصوت عال أخرجها من تفكيرها
_ هو رسلان بيقربلك ايه يا بدور
طالعتها بدور بإستغراب ثم قالت
_
أخويا! مانتي عارفة أصلا
_ امال ليه اتعصبت لما مريم قالت انك معجبة بيه
فتحت فمها بغباء بينما إبتلعت مريم ريقها عندما إستوعبت ڤضحها لسر يخص العائلة وهي تعلم جيدا أن هذا أمر لن يمرره رسلان بسهولة.
تلعثمت بدور وهي ترى نظرات البنات المركزة عليها وحاولت الإنكار لكنها أجابت في النهاية بإستسلام
_ فعلا هو مش أخويا ..
_ ازاي
تساءلت رحمة فتبادلت بدور النظرات مع عائشة ومريم ثم أجابت كاذبة
_ بابا كان متجوز وحدة أرملة قبل ماما وكان عندها طفل
متابعة القراءة