نبضات تائهة بقلم ياسمين الهجرسي
المحتويات
على حاله واشتغل وانت في السرير عشان الجو برد مش هوصيك على نفسك عشان انت كمان تعبك وحش وبتقلب بحساسيه.
أوماء لها وهو يقبل يدها وهتف قائلا حاضر ياست الكل كلامك اوامر ...
تركها و ذهب يدخل الي الجناح وتين لياخذ دوائها
وعاد الى جناحه اغلق جميع الستائر ووقف ينظر لها بضعف و قلة حيله وهو يمعن النظر الى الظلام الذي يملاء حياته لا يعلم متى ستشرق شمسها.
تحدث بحنان اه فى ان سيادتك بتكحى قومى خدى العلاج عشان متتقلش عليكى أمسك زجاجه الدواء وضع بعض الدواء منها في فمها وقال بسم الله الشافي المعافي اخذ يربت و يمرر يده على راسها..
نظر لها يهتف بابتسامه لا تظهر الا لها حاضر يا غلبويه رغم ان مش عجبنى سهرك كل يوم لحد ما اجى من برا بس نتكلم بعدين فى الموضوع ده عشان انتى تعبانه ...
واكمل يهتف پخوف عليها من شكلها الظاهر امامه هروح اجبلك بالطو تلبسيه عشان تروحى تنامى فى سريرك.
بصخب وسيطرة عليها المحاميه الساكنه بداخلها ورفعت يديها وهي تهتف بإحتجاج وكأنها أمام القاضي في المحكمه تدافع عن متهم تؤمن ببرائته
_اعترض يا سياده القاضي هل يرضى سيادتكم ان ينهش جسدي النحيل المړض الذي قد يسببه مغادرتي لجناحكم الذي يملاه الدفء والحنان
واذهب الى جناحي الذي يسكنه
البرد....والقلق ....والمړض....
انا راضيه بحكمكم العادل في سماء قضاء قصر عائله الشاذلي .
وربعت يديها امام صدرها و نظرت له بفخر و زهو وضحكت له ايه رايك في مرافعه تلميذتك النجيبه يا ريس .
رفع لها حاجبيه وضحك من قلبه من منظرها وهتف
انتي تلميذه
نصابه.... الجناح بتاعك شغال فيه الدفايات وهنا ما فيش دفايات شغاله..
أبتسمت بحب مش عارفه يا ابيه وامسكت يده واكملت بصدق اخوي اقولك سر ..
انا بحب انام في سريرك قوي بحس مع حضرتك بأمان رهيب...
هتفت بنبره يغلفها القلق عارف يا ابيه لما حضرتك بتتأخر بره .. بحس اني امك و قلقانه عليك جدا ولو مر اكثر من ساعتين ثلاثه ما كلمتنيش بحس ان حياتي بتقف لحد ما تكلمني..
وعلى قد خۏفي منك على قد ما انا بحبك حب يتوزع عالدنيا ويفيض..
لسترسل كلامها هاتفه بتسرع
انا مش عايزه حضرتك تتجوز عشان هتيجي واحده تخذك مننا..
ده غير اصلا يا ابيه ما فيش واحده تليق انها تبقى مراتك ولا اتخلقت لسه أصلا عشان تبقي مرات اخويا...
أبتسم لها والاندهاش يسيطر عليه ورد عليها طيب نامي يا وتين وأرتاحي عشان ما تتعبيش والكحه تزيد عليكي ..
وضعت رأسها علي صدره وأغمضت عينها ..
هتف راكان قائلا مينفعش تنامى جنبى انتى كبرتى على كده و ده حرام ياقلب اخوكى ... فى حدود مينفعش نتخطها .. صح ولا ايه اى سيادتك ..
هتفت وتين تمثل النوم طب المره دى وبس عشان خاطرى انا تعبانه يرضيك اخرح بره جناحك واتعب زياده...
بقلة حيلة من دلعها واللعب على وتر انها تعبانه استسلم لطلبها قائلا بحزم اخر مره يا وتين ..
مرت عدت دقائق كلا منهم شارد فى ملكوت أفكاره يحاول ان ينام ...
رفعت رأسها تنظر له مستفهمه تهتف قائله أبيه هو حضرتك هتتجوز العروسة اللي جبتها طنط شغف .
ابتسم لها بطمئنينه وهو يقول
انتي لسه قايله أنها متخلقتش اللي تليق بيا .
بلهفه وفرحه كست صوتها ابتسمت له بسعاده وهتفت الحمد لله طمنتني أن حضرتك هتفضل معايا لحد ما اتجوز .
ووضعت راسها على كتفه الله علي راحه اللي بلاقيها جنبك يا ابيه وذهبت في ثبات عميق...
نظر لها بشجن وحزن على حال قلبه ... ف حبيبته بمثابه نجمه عاليه بعيده المنال كم كانت حلم حياته السرمدي الذي لا يقدر على تحقيقه كم كان بئر عميق ډفن قلبه في اعماقه ولا تقدر غيرها علي أنقاذه من ظلام عشقها .
كيف يقوي على مصارحتها بمشاعره التي يحبسها داخله المۏت اهون عليه من الاقتراب منها .
كيف أقدر على فراقها وان أتحمل أن تكون لغيرى هي حتى الان لا تعرف حقيقه مشاعرى نحوها .
اه يا قلبي لو كان الأمر بيدي لقتلعتك من بين ضلوعي وتركتك ټنزف.. لعلا هذا الڼزيف يحررك من عشقها الذي لا مفر منه غير المۏت
اغمض عينيه ونام يغرق في كوابيس فراقها التي تداهمه فى نومه وفى يقظته.
فى صعيد مصر
الحزن أمر صعب علينا تحمله في معظم الأوقات لأنه غالبا لا فرار منه و لكن يبقى الأمل فى الله لتغيير الاقدار ..
كانت كريمه تجلس تبكى على حالها تسترجع ذكريات ما حدث منذ سنين ..
تجلس فى تضرع تمسك فى يدها المصحف تدعوه الله ان يرد لها ما ضاع منها .
بقلب ملتاع تهمس لنفسها بمرارة فهى باتت منطفئة الروح و الوجدان تحاول أن تتغلب على الأحزان.. من أجل خاطر بناتها...
ولكن يأتى هو بلحظه ليدمر كل شئ .. تستعجب تصرفاته طوال الأعوام المنصرمه..
لا تسوتعب
اى ذنب ارتكبت لتجنى منه كل هذه الأحزان...
لا يرحمها وهى من ذاقت مرارة الفراق على يده ..
ظلت تناجى ربها بما يوجع قلبها لعله يريحها من هذا الحمل الثقيل ويروى ظمأ قلبها ...
أما في مطبخ الدوار الكبير كان يعمه الازدحام تقف الحجه فردوس مع الطباخين تعد طعام لفقراء البلد ..
فهو يوم إطعام الفقير يوم تبرعت به لوجه الله فهو عاده شهريه لديها منذ ما سرقته منها يد الغدر ..
تدعو الله فى تضرع ان يرد لها ما اختلسه منها الزمان
وتطلب من الجميع أن يدعو الله بظهر الغيب أن يرد لها الغالى .
__________________________________يتبع
الحلقة الثانية
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
العائلة سند ووتد لا يمكن لأحد أن يحتل مكانة العائلة ولا أن يصل لنفس الدرجة من الحب ولا الاهتمام
لذلك على كل شخص التمسك بالعائلة والانتماء لها لأنهم سند حقيقي لا يمكن أن يعوض أبدا لا شيء في العالم يضاهي حنان العائلة ودفئ الأسرة.
أمي وأبي وأخوتي هم السعادة الحقيقية.
ظلت تناجى ربها ان يحقق لها أملها في الحياه حتى غفت مكانها..
لياتى لها همس ما بين الصحو و النوم يقول اصبرى واحتسبي فرجه قريب ..
لتفوق من غفوتها وهى تهتف مبتسمه براحة
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فعفو عنى
استقامت تغتسل و ترتدى ثيابها المكونه من فستان اسود ووشاح للرأس قاتم السواد كحال حياتها لتستعد للنزول لمشوار كل عام لعل يحدث شئ يغير قدرها و يريح بالها...
أما فى الاسفل كان يعم المكان آيات الذكر الحكيم و تمتلئ مندرة الحج محمد السيوفى بالزحمه انتظارا للشهريه التى يخرجها لوجه الله فهو و زوجته لا ينفكو عن التضرع والتوسل الى الله ليرد لهم عزيز اعينهم يقف الناس فى حلقات متجمعين حوله داعين الله له بصلاح الحال و البركه فى العمر و الذريه ..
استقام و تركهم ليذهب لزوجته الحجه فردوس ليسألها اذا اتمتت طبخ الطعام للناس فهم يقفوا منتظرين ...
اقدم عليها زوجها الحج محمد السيوفي وهو يقول لها
تعيشى وتفتكرى يا حچه بس ليش تعب حالك ما البنته كتير في الدوار يطبخه بدالك ..
بتنهيده طويله وانفاس حاره كالهيب قلبها هتفت قائله
دى الحاچه الوحيده اللي مابتتعبنيش يا حاچ محمد يا ريت كل التعب اجده ...
دي الحاجه الوحيده اللي بتبرد جلبي بعد اللي حوصل زمان..
العمر راح والڼار لسه جايده في جلبي ومفيش حاجه تعوضني...
وفي نفس اليوم من كل سنه بحس ان اللي حوصل زمان كأنيه النهارده.
بصوت يكسوه الصبر و الايمان بقضاء الله تحدث الحاچ محمد قائلا ادعي ربنا يرحمنا من اللي احنا فيه يا حچه و يغير الاقدار للأحسن..
دخلت عليهم كريمه كانت ترتدي ملابسها السوداء لكي تخرج هي و زوجها جلال.
هتفت فهيمه بلسان اعمى فهذا هو للاسف طبعها راحه فين يا مرت اخوى أنتى وجلال..
في نفس اليوم من كل سنه أمى تعمل واكل وأنتى تهملى البلد كلها وتروحي وعمرك ما أنتى واخوي ما ريحتى جلوبنا ولا جولتى بتروحي فين...
يقف ينتظرها ليراها تهبط ملتفحه بالسواد ينظر لها بنظرات تقييميه غير مفسره فهذا هو حاله معها ..
حول نظره لاخته التى كالعاده تحشر انفها فيما ليس لها ليسمعها تقول كلامها الذى بات ليس له معنى فهى لا تمل من تكرار الكلام ..
تحدث جلال بصوت قوى و لهجة نفور من كلامها ورد عليها قائلا
وانتى مبتتعبيش يا خيتى من سؤال كل سنه اللى مش بنخلص منه أرحمينا وأرحمى نفسك كفاية اللى أحنا فية...
هتفت ترد عليه فهيمه وهى تلوى فمها على جانب وهتفت بعصبيه مبالغ فيها
بالراحه شوية يا سياده اللواء السؤال محرومش يعنى أنا ههمللكم الدوار وراحة أقعد في الچينينه هو سر حربى مش عايزين حد يعرفه.
واكملت تهتفت بصوت عالي يملؤه العجرفه و الغرور يا بت يا بدور هاتى كام عود جصب أطلع علي فيهم غيلى بدل الكلام الماسخ دا وتركتهم وغادرت وهى تتذمر بدون سبب .
ثلاث فتيات قطعه من الجنه ثلاثة أجساد و قلب واحد يخرجوا من غرفهم فى وقت واحد يلقون على بعض تحية الصباح وتهتف كل واحده تسال الأخرى عن حالها و عن خطط العمل لهذا اليوم ف صبا دكتورة اطفال صفا مهندسه زراعيه ورد دكتورة جراحه
هبطوا
درجات السلم وهم يستمعو لكلمات فهيمه اللاذعه وقفوا ينظرون الى الجميع فى دهشه ..
هتفت ورد بضيق من افعال امها تتحدث قائله ليه ماما كانت بتزعق وصوتها عالى كده هى مش ناويه تبطل وتدى هدنه للبيت يرتاح..
هتفت ترد عليها جدتها بسخريه حتى تشتت انتباهها عن افعال امها التى لا تمت للعقل
معجول يا بنتى بقيتى دكتوره قد الدنيا ولسه معرفاش أن أمك مخبله وبديها تدخل سرايا المخابيل .
ضحكت البنات علي كلام جدتهم ليذهبوا اليها يلقون عليها تحية الصباح ويقبلون يدها بحب داعين لها ان تظل على رؤوسهم تنير حياتهم ..
حولت صبا نظرها الى والدتها تجرى عليها تقبلها بحب من وجنتيها
ليهتف جلال مندفعا مفيش صباح الخير يا بابا طولت النظر بينها وبين والديها لتومأء برأسها بتحفظ من افعال
والدها ألقت التحيه علي والدها وهى تهمس بداخلها الله يكون فى عونك ياماما..
أما صفا تقف تقيم الموقف فهى تريد معرفة السر الذى يخفونه ويؤرق
راحة امها
متابعة القراءة