حكايه غرام المغرور
المحتويات
مشاكل لنفسك انت في غني عنها خلينا نساعدها هي ووالدتها ونمشيهم من هنا أكتر من كده هتبقي بتجازف بكل حاجه انا خاېفه عليك يا
حبيبي
ربت فارس على يدها برفق ورفع يده ومسح عبراتها التي هبطت على وجنتيها ببطء مدمدما
اممم خاېفه عليا يا ديجا! شكلك نسيتي ابنك يبقي مين!
أنهى جملته واختفي داخل غرفة الاستحمام ذات الزجاج العاتم الذي يمنع الرؤيه بينما توجهت خديجه نحو غرفة الملابس احضرت له ثيابه وعادت مره أخرى وتحدثت بفضول قائله
بختار واحده تنفع تكون أم ولادي يا ديجا و إسراء انسب واحده شوفتها لغاية دلوقتي
قالها فارس بصوت عال نسبيا لتستطيع خديجه سماعه من صوت هديل المياه الغزيره المنسكبه فوقه
إسراء!!! دي اللي اختارتها تكون أم أحفاد الدمنهوري يا فارس!
ليغلق فارس المياه ومد يده لمئزر الحمام ارتداه على عجل وسار للخارج لتعطيه خديجه ثيابه ببعض العڼف وهي ترمقه بنظرات عاتبه
أخذها منها وسار لغرفة الملابس اختفي بداخلها وتحدث بتعقل وهو يرتدي ثيابه
ايوه
إسراء يا ديجا البنت دي جميله فوق الوصف مش بس شكل لا كمان معدنها نضيف ويمكن نادر انتي متخيله يا ديجا ان رغم فقرها الشديد دا وتقريبا مش لقيه تاكل إلا انها محافظه على شرفها في غيرها عندهم كل حاجه ومع ذلك معندهمش ريحة الشرف
المنمقه عباره عن سروال جينز بلو بلاك وكنزه زرقاء وحذاء رياضي أبيض اللون ذات ماركات عالميه
شوفتي إسراء جميله إزاي وهي في عز تعبها
عايزك تتخيليها يا ديجا لما تبقي مرات فارس الدمنهوري هخليها ملكه ملكة جمال وهتكون ملكي لوحدي
تلاشت ابتسامته وحل مكانها الڠضب وهو يري إسراء تغادر الفراش بضعف وسارت نحو ثيابها وبدأت ترتديها
اطمني يا ماما هنمشي من هنا ومحدش هيقدر يمنعنا ولا حتي اللي اسمه فارس الساڤل دا
شهقت خديجه بصوت خفيض وبذهول قالت
عرفت منين انك ساڤل يا ولد أنت عملت أيه بالظبط لما كنت عندها في الاوضة!
انا لسه معملتش حاجه يا ديجا بس شكلي هوريها سافلتي حالا
بمنزل تامر
تجلس إيمان حامله الصغيره إسراء وتضمها بحب شديد وتنظر لزوجها الجالس بعيدا عنهما واضع رأسه بين كفيه ويبكي بصمت
بكت زوجته لبكاءه وبصوت حنون قالت
وحد الله يا تامر وفهمني ايه بس اللي حصل يوصلك للحاله دي!
أخويا رامي كان زينة الشباب طول عمره ماشي بما يرضى الله عمره ما أذى حد ومن أول ما خطب وهو اتكفل بخطبته وأمها كمان كان بيشتغل 16 ساعه علشان ميحرمهاش من حاجه عمره ما قصر معاها علشان تتسبب بمۏته وتمرمغ شرفه بالمنظر دا
لتسرع إيمان بالرد عليه بلهفه قائله
لا يا تامر أوعى تظلم إسراء عمرها
البارت ال
بعد مرور عدة ساعات
كانت إسراء استعادة قوتها قليلا بعدما أخذت دوائها اللازم بينما ظل فارس جالس بجوارها على الفراش مصطنع البرود واللامبالاه لنظرات إلهام الحارقه وحديثها الصارم تقول بتعقل وهي تجذب الغطاء على وحيدتها وتدثرها به جيدا
ميصحش كده يا بيه مش معني إننا في بيتك إنك تتحكم فينا وتخدش حيائنا بالشكل دا يا ابني
هطمن على إسراء وهخرج على طول يا مدام إلهام
قالها فارس وهو يقوم برفع الغطاء عن وجه إسراء التي تختبئ أسفله عن عينيه الجريئه وتتحدث بغيظ بصوت خفيض يظهر عليه التعب
ما تحترم نفسك بقي يا جدع انت وقوم من جنبي
لكنه أمسك يدها ورفعها
على فمه قبل باطنها بعمق وهو يضحك بصوت عال مستمتعا بخلجها الذي يجعل قلبه يتراقص فرحاوتحدث من بين ضحكاته بصعوبه قائلا
صدقيني أنتي أول واحده أكون مؤدب معاها كده
الحقيني منه يا ماما انتي سكتي ليه بس
انتبهت إلهام على حالها استجمعت قوتها وجذبت
إسراء عليها حتي أصبحت جالسه على قدمها ووضعتها برفق بالجهه الأخرى من الفراش وجلست هي حائل بينهما وبين فارس الذي يشاهد ما فعلته بنظرات منذهله
يعني هي كده بقت بعيد عني مثلا !
قالها فارس بتهكم
لتجيبه إلهام پحده قائله
اسمع يا أخينا أنت أحترم نفسك واتقي الله وبطل اللي بتعمله دا وملكش دعوه ببنتي خالص علشان متنزلش من نظري
غمزت له وأكملت بهمس
خليني أقف معاك واخليها توافق على جوازك منها بدل ما أقف ضدك
تهللت أسارير فارس وحرك رأسه لها بالايجاب وهب واقفا وسار نحو الخارج وهو يقول
انتي تؤمرني يا مدام إلهام
بعدت إسراء الغطاء عن وجهها ونظرت بعين واحده تتأكد من ذهابه لتتفاجئ به يقف على باب الغرفه ينظر لها ببراءه مزيفه وهو يقول
شوفتي يا إسراء أنا مؤدب إزاي وبسمع الكلام وهخرج دلوقتي بس طبعا هرجعلك تاني في كلام كتير لازم أقولهولك وأنتي هتسمعيه وتنفذيه بالحرف
غمز لها بعبث مكملا يا ساحره
أنهى جملته وأغلق الباب خلفه لتتنهد إسراء براحه وتعتدل جالسه وتتحدث بأصرار قائله
إحنا لازم نمشي من هنا يا ماما قبل ما دا يرجع
هنمشي نروح فين يا إسراء!
قالتها إلهام بأسف وهي تمسد على شعر ابنتها بحنو
عقدت إسراء حاجبيها وبدهشه قالت
هو ايه اللي هنروح فين يا ماما! هنرجع بيتنا طبعا
حركت إلهام رأسها بالنفي وببوادر بكاء قالت
مش بالسهوله دي يا حبيبتي
نظرت لها إسراء بعدم فهم فتابعت هي بعدما ابتلعت غصه مريره بجوفها
الموضوع طلع كبير أوي أكبر مننا وممكن نروح فيها انا وأنتي وبنتك كمان لقدر الله يا بنتي
اذدردت إسراء لعابها
پخوف وبقلق قالت
دا مكنش رأيك أصبح وكنتي بتصحيني علشان نمشي من هنا أيه اللي حصل يا ماما احكيلي
بكت إلهام واردفت بحسره قائله
سلفك عرف إنك هنا في بيت صاحب الشركه اللي كان جوزك شغال فيها ومش بس هو اللي عرف دا الحته كلها وسمعتنا بقت على كل لسان
يا إسراء وتامر حالف ليخلص عليكي ويغسل عار أخوه
ضحكت إسراء بسخريه ودمدمت بتساؤل قائله
اممم ومين بقي اللي قالك الكلام الفارغ دا أكيد المغرور فارس بيه علشان يلوي دراعنا ونفضل تحت رحمته هنا صح!
اخرجت إلهام زفره نزقه من صدرها واجابتها بأسف لا مش هو انا اتصلت على إيمان من تليفون الست خديجه اللي تقرب للواد الجرئ دا علشان اطمن على بنتك وهي اللي قالتلي
شحبت ملامح إسراء والتزمت الصمت لتكملإلهام حديثها بتعقل قائله
لازم نفكر كويس قبل ما نعمل اي حاجه يا بنتي انا مش مستغنيه عنك ولا عن حفيدتي انا عايشه علشانكم يا إسراء
أنهت جملتها واجهشت پبكاء مريره لتضمها
إسراء وتربت على ظهرها بحنان مغمغمه
أهدي يا ماما أكيد هنلاقي حل
صوت طرقات رقيقه على باب الغرفه جعلت
إسراء تنتفض بفزع وتبتعد عن والدتها وتختبئ سريعا أسفل الغطاء
ضحكت إلهام من بين دموعها واردفت بثقه
لا دا مش هو المعدول هو مبيخبطش وهو داخل اطمني
معدول ايه بس يا ماما قولي معوج مايل منيل
هتفت بها إسراء بغيظ شديد وهي تصك على أسنانها
ممكن ادخل
قالتها خديجه بنبره مرحه وهي تطل برأسها من باب الغرفه
البارت ال
خديجه
تقف خلف فارس الجالس يتابع ساحرته بهتمام عبر الكاميرا الموجوده بغرفتها والموصله بشاشه داخل جناحه الخاص
عقدت يديها أمام صدرها وتحدثت بنفاذ صبر قائله
وبعدين معاك يا فارس!! أنا أول مره اشوفك مهتم بواحده بالشكل دا حتي بعد اللي قالته عنك دلوقتي!
قالت ايه يا ديجا أنا كان معايا تليفون شغل ومسمعتش حوارك معها
قالها فارس وعينيه لم تتزحزح عن إسراء
جلست خديجه بجواره وربتت على كتفه برفق مردفه براحه
أنا برضوا قولت انت أكيد مسمعتش و إلا كان زمانك عامل مصېبه أحنا في غني عنها
ابتسم فارس بتهكم وهو يقول
هي لدرجاتي غلطت فيا ولا أيه!
إجابته خديجه بتعقل قائله
البنت شكلها تعبان أوي وقلبها مجروح چرح مش هينوأكيد كلامها مش قصداه ولا فاهمه معناه وانت لازم تفكر كويس جدا في حكاية جوازك منها دي لأنها للأسف بحالتها دي واللي قالته صعب توافق عليك او على غيرك حتي فبلاش تحرج نفسك معاها يا حبيبي
هب واقفا وسار نحو الشاشة ببطء قام بتصويب الكاميرا على ساحرته فقط حتى أصبح وجهها الملائكي الباكي ظاهر بوضوح
رفع يده ومسد على وجنتيها كأنه يزيح عبراتها بمنتهي الرقه وتحدث بدهشه من نفسه وأفعاله قائلا
أنا نفسي مستغرب اللي حصلي من ساعة
ما شوفتها يا ديجا هي فعلا ساحره ساحرتني بجمالها الصافي وأخلاقها اللي مقبلتش زيها في حياتي قبل كده
أخذ نفس عميق وتابع بأسف
كل الستات اللي اترمو في طريقي معظمهم عرضوا نفسهم عليا من غير جواز حتياللي طمعانه في فلوس واللي شغاله لحساب أعدائي
وبنت رئيس الوزراه دي خطوبتنا مجرد بسنس وبس
طرد زفره نزقه وأكمل بتنهيده
ومش هكون مثالي وأقولك إني مستغلتش شويه من الستات الرخيصه دي لحسابي بس خلاص العمر بيجري وانا بقي عندي 33 سنه ولسه مجبتش وريث لأملاك الدمنهوريو إسراء ظهرتلي في الوقت المناسب وقت عايز فيه إنسانه تاخد بأيدي
للصح وتمنعني عن أي غلط بعمله يا ديجا
رفعت خديجه حاجبيها بدهشه ورمقته بنظرات منذهله وهي تقول
وتفتكر إسراء هي الانسانه دي يا ابني!
ابتسم فارس لها ابتسامه هادئه وحرك رأسه بالايجاب عدة مرات وهو يقول
هي يا ديجا هي قدرت تعمل اللي قبلها فشلو فيه
صمت لبرهه وتابع بفرحه غامرة اعتلت ملامحه الوسيمه
خطفت أنفاسي ونبض قلبي من أول لحظة وقعت عنيا عليها
حركت خديجه رأسها بالنفي واقتربت منه وضعت كف يدها على جبهته وتحدثت بشك قائله
لا لا لا انت مش طبيعي أبدا فارس الدمنهوري طول عمره مالوش في الكلام الرومنسي ولا حركات الرجاله الحبيبه دي أكيد في حاجه غلط
رفع فارس إحدي حاجبيه ونظر لها بفخر قائلا
دا انا ليا وليا كمان وعندي بحور رومانسيه شيلها للحبايب يا ديجا
دمدمت خديجه بصوت هامس محدثه نفسها
اممم ربنا يستر شكلنا داخلين على بحور فعلا وعلى الله محدش يغرق
بينما عاد فارسيتابع ساحرته بهتمام وابتسامه بدأت تختفي شيئا فشيئا حين استمع لحديثها الباكي الذي يدل على شدة حزنها وألم قلبها
بغرفة إسراء
كانت إلهام يعتصر قلبها پألم حاد على بكاء وحيدتها ليس بيدها أي شيء تقدمه سوي الدعاء لها وضمھا لحضنها والبكاء معها
وبالأخير وقعت تحت رحمة فارس ذلك المغرور كما تطلق عليه هي
بنظرها الحياة ليست عادلهولكنها على يقين أن الله الذي خلق هذه الحياة سيكون عادلا ورحيما بها
أطبقت جفنيها ببطء حين داهمتها ذكري زوجها الخلوق الرجل الذي تفنن بعشقها رغم ضيق الحال والظروف الكثيره الصعبه التي مرت عليهما أثناء فترة زواجهما القصيره إلا أنه كان سندا لها عند ضعفها
ظلا تستضيء
به في الهموم و الأحزان مصدر قوتها وأمانها
لينتهي كل هذا وتصبح وحيده من دونه بعدما حرمت منه للأبد
بكت إسراء داخل حضڼ والدتها ملجأها الوحيد تتمسك بها بكل قوتها
متابعة القراءة