روايه انا لها شمس

موقع أيام نيوز

الخلوق الذي قرر بين نفسه بأن يعوضه عن إبتعاده عن عائلته الأم لينطق متلهفا رغم دموعه 
بجد يا جدوهتخليني أركب الحصان الصغير اللي قولت لي عليه
أجابه بابتسامة حنون ترجع لمكانته الكبيرة بقلبه 
وأنا من إمتي قولت لك كلمة ومنفذتهاش يا أستاذ چو 
هز رأسه نافيا ليشير علام إليه كي يحثه على ترك والدته وبالفعل إلتفت إلى والدته وحضنها بقوة ليخرج من جديد ويقول وهو يجفف دموعها بأنامله الصغيرة 
ماتعيطيش يا مامي ومش تخافي علياجدو علام هياخد باله مني
حاضر يا حبيبي...قالتها لتنظر إلى علام وتقول بثناء
متشكرة يا باباربنا يخليك ليا
أخذ الصغير وثبته بأحضانه لينطق بحنان أب 
روحي يا حبيبتي وانبسطي مع جوزك وماتشليش هم چو 
إقتربت عليها عصمت لټحتضنها وهي تربت على ظهرها بحنان قائلة 
ماتقلقيش على يوسف ده في عنينا كلنا ربنا يعلم إحنا قد إيه بنحبه وبنعتبره زي بيسان بالظبط
بإبتسامة شاكرة نطقت بامتنان 
والله ما عارفة أودي جمايلكم دي كلها فين
عيب يا إيثار الكلام اللي بتقوليه دهإحنا أهلك ويوسف ده إبننا 
إبتسمت بعينين لامعتين تأثرا بسعادتها النابعة من أعماق قلبها فهاهي الأن تشعر بدفئ العائلة التي حرمت منها هي وصغيرها فقد من الله عليهما وعوضهما بتلك العائلة التي احتوت كلاهما وغمرتهما بسيل جارف من الحنان والإهتمامودعتها أيضا فريال التي أصبحت تتعاطف مع قضيتها وتحتويها وكأنها مسؤلة منها بعد تعرض ذاك الجبان لهاوأيضا عزة التي تمنت لها السعادة
نظر فؤاد إلى عينيها اللامعتين بتأثر وهي تتطلع على صغيرها المبتسم بفضل كلمات علام التشجيعية والمحفزة له ليربت على وجهها بخفة قائلا بنبرة حنون 
والله يا حبيبي لولا مدرسته لكنت أخدته معانا
أومأت له بتفهم ليبتسم بخفوت وهو يسحبها من كف يدها ناحية مقدمة السيارة ليستقلا الكنبة الخلفية ويندفع السائق للأمام تاركا خلفه الجميعأطرقت برأسها فى حزن وانهمرت دموعها ليزفر وهو يمد يده إلى ذقنها يرفعها لتتقابل عينيها الدامعتين مع خاصتيه ليقول هو بمشاعر جارفة 
وحياتي عندك بلاش ټعيطيمتخلنيش أحس بالذنب
قالها بكثيرا من الصدق والتأثر لتومي له بابتسامة خافتهمسد على وجنتها يجفف دموعها تحت ابتسامتها الحنون بعد قليلكانت تجاوره الجلوس بمقعد الطائرة الملصق بالنافذةبدأت الطائرة تتحرك لتحلق في السماء فأغلقت عينيها وبدأ جسدها بالإرتعاش ليشعر بهاأمسكت بكفه بقوة حتى أن أظافرها غرست في لحم يده دون أن تشعر من شدة توترها مال على أذنها يهمس بنبرة حنون عله يستطيع عن طريقها أن يهدأ من رعبها 
إهدي يا باباأنا جنبك ومش هسيبك
فتحت عينيها تتطلع عليه بهلع يرجع لكونها تجربتها الأولى للطيران ليتابع هو
خدي نفس عميق وخرجيه بالراحةوصدقيني الطيران أمان جدا عن أي وسيلة تانية للسفر
تنفست بعمق وبدأ يحدثها عن أشياء من أولويات إهتماماتها حتى تناست الأمر واندمجت معه لتسأله بابتسامة جذابة
مش هتوريني صورة الشالية اللي حجزته
تؤ...قالها ليتابع بغمزة وقحة من جانب عينيه
خليه مفاجأة 
شكلك خارب الدنيا...لتتابع وهي تتنفس بارتياح 
أهم حاجة يبقى فيه خصوصية
أجابها وهو ينظر امامه 
أهم شئ بيميز جزر المالديف هي الخصوصية يا قلبيوأجمل ما فيها العزلة كل شالية منعزل عن التاني وكأنه جزيرة لوحده
تطلعت عليه بتمعن قبل أن تسأله مترقبة الإجابة 
روحتها قبل كده 
إمممممرتين...قالها ببرود متغافلا عن تلك التي شعرت بطعڼة خنجر مسنون إرتشق بوسط قلبهاتعجب صمتها فاستدار يتطلع عليها وجد مزيجا من الحزن والألم والڠضب العارم يستوطن ملامحهامد يده ليدير وجهها نحوه لينطق بصوت رحيم
كنت مع أصحابيالمرة الأولى في بداية تخرجي والتانية من حوالي سبع سنينيعني قبل حتى ما أعرفها
أمسكت كف يده تستعطفه بعينيها لتسأله متلهفة لإجابته
بجد يا حبيبييعني مكنتش معاك
أخذ نفسا عميقا ثم أخرجه بهدوء ليهمس بصوت ناعم 
أقول لك على سر 
هزت رأسها بموافقة سريعا ليتابع بنبرة تفيض من العشق ما يكفي جميع المغرمين 
أنا بعيش معاك كل حاجة وكأنها المرة الأولى
إبتسامة واسعة شقت ثغرها لتعلن عن حبورها الشديد ليكمل هو بكلمات إخترقت قلبها العاشق من شدة صدقها 
الماضي إتمحى من جوايا وكأنه محصلش أصلا ومش تعمد مني على فكرة
أمال إيه!...سؤالا أرادت به المزيد من غمر زوجها لها بالكلمات المړضية لغرورها كإمرأة ليتابع بنبرة صادقة رغم وصوله لمغزى سؤالها
ملوش غير تفسير واحد عندي
ابتلعت لعابها كمن تنتظر ظهور خبر حياتها لينطق بجدية ولامبالاة
وهو إنها عدت من حياتي زي سحابة غائمة في يوم شتويلا هي اللي مطرت وفادت وروتولا هي اللي كفت الناش شړ غيمتهاعدت بدون ما تسيب أي أثر 
ابتسمت ليتابع بمشاكسة مع غمزة عين 
الباشا بقى بمجرد ما دخل حياتي زلزلها
شعرت بروحها كفراشة طائرة في سماء عشق ذاك الفارس الذي أعاد لها بسمتها ليخبرها بأن الحياة لم
تنتهي بعدبل أن العد التنازلي لبداية حياة جديدة قد بدأ للتو
بعد مرور مدة من الوقتوصلا إلى الڤيلا الشاطئية المخصصة لهما بصحبة أحد المسؤلين عن المكان 
كانت تتلفت حولها بإعجاب شديد منبهرة بكل ما حولهافسبحان المبدع حين صور جمال تلك الجزيرة الخلابةفقد كانت حقا ساحرة بداية من صفاء مائها البلورية الزرقاء مما بعث المتعة والراحة والاستجمام في نفسها من مجرد النظر فقطوصولا لأشجارها رائعة الجمال ورمالها البيضاء المتلألئة وكأنها حبات جواهر نثرت لتكمل لوحة تشكيلية رائعة
كانت الفيلا المخصصة لهما منعزلة تماما في وسط المياةدلفا للداخل وأخذ فؤاد المفتاح من المسؤل الذي رحل على الفورهرولت تقف بوسط الفيلا ذات الارضية الخشبية لتصرخ من روعة وجمال الاجواء وليس هذا فقط ما جعلها تقفز كالاطفال مهللة 
چاكوزي 
هرول عليها ليزيل عنها ثيابها وثيابه معا قبل أن يحملها ويقفز في الچاكوزي في لحظة چنونية أراد بها التخلى عن شخصيته الصارمة ليصيح بمرح جديدا عليه 
شرشبيل الشرير يرحب بكم على أرضه
صړخت وهي تتلفت حولها بترقب وهلع ضهر بعينيها المرتعبتين 
يا مچنون حد يشوفنا ولا يكون فيه كاميرات مزروعة هنا ولا هنا
جذبها لتلتصق به وهو يقول بثقة تصل لحد الغرور
عيب عليك يا باشاده إنت متجوزة فؤاد علام
واسترسل ليحثها على الإسترخاء
فيه فريق تبعي كان هنا من نص ساعة بس ومشطوا المكان كله وإتأكدوا من نضافتهمنهم الحارس اللي شفناه على الباب من

شوية
حبيبيأنا مبسوطة قوي حاسة إني عايشة في الجنة المكان هنا يجنن يا فؤاد
ربنا يقدرني وأسعدك دايما يا حبيبيالجزيرة هنا تحفة وفيها أماكن حلوة قوي للسهر من بكرة هخرجك وهعيشك أحلا أيام ممكن تعيشيها في حياتك
إتكأت على جذعها لتتحدث بانتشاء أحدث فوضى عارمة بداخله
ممكن يبقى ده مكانا الخاص بعد كدهيعني كل سنة في عيد جوازنا تجيبنا نفس الڤيلا
بس كده...نطقها ببحة بصوته توحي لمدى وصوله للمتعة مع تلك ليتابع بنبرة تفيض عشقا 
ولو حبيبة حبيبها تؤمر هشتري لها الڤيلا فورا مهما كان سعرها
ضحكت بدلال ليشير لها بكفه داعيا إياها لتشاركه الشازلونج الخاص به فوقفت سريعا لتنضم إليه ليحملها فوقه وبدأ بمداعبة أنفها بخاصته تحت ضحكاتها ودلالها عليه بعد مرور نصف ساعة غفت على صدره فقام ليحملها واتجه بها نحو الفراش ليدثرها تحت الغطاء الحريري الابيض وينضم إليها ليتنعم بدفئ أحضانها
عند حلول المساء 
كان يجلس حول الطاولة الممتدة أمام البحر مباشرة بانتظار قدوم خليلة الروح حيث ولجت لتغيير ثيابها وجلس هو ينتظر وصول العشاءتطلع بعينين راضية على أصناف الطعام المرصوصة برتابة فوق الطاولةلمح طيف حبيبته يرفرف من خلفه ليستدير بجانبه ليراها تأتي عليه مرتدية ثوبا صيفي بالكاد يصل لمنتصف فخديها منقوش بأزهار صغيرة ټخطف العينبحمالات رفيعة وفتحة من الصدر أظهرت جمالهاهب واقفا واعتدل كرجلا نبيلا لاستقبال سيدة قلبهأحدث صفيرا بفمه وهو يقول بإنبهار ظهر بمقلتيه الهائمة 
إيه الجمال ده كلهشكلك كده ناوية على جنان جوزك حبيبك
إبتسمت بدلال ليرفع هو كف يدها يقبله باحترام قبل أن يسحب لها المقعد لتجلس عليه وتسترخي للخلفاستدار ليجلس مقابلا لها ثم أشار إلى الطعام ليقول 
يلا يا حبيبي قبل الأكل ما يبرد أنا طلبت لك كل الأكل اللي بتحبيه
ربنا يخليك ليا يا حبيبي...نطقتها لتتثاوب مما جعله يرمقها مستغربا وهو يقول 
بتنامي كتير قوي إنت اليومين دول
أجابته متعجبة من حالها مؤخرا 
مش عارفة إيه اللي حاصل معايا يا فؤادليا كام يوم دماغي ثقيلة قوي وعاوزة أنام طول الوقت وياريت بشبع
ابتسم لينطق باستغراب 
أنا قاعد أتكلم معاك لما كنا على الشازلونج ومحسيتش غير وجسمك تقل واسترخى فوق منيندهت عليك مردتيش وعرفت من صوت أنفاسك إنك نمتي
ضحكت بخجل وقالت 
أنا اول مرة يحصل لي كده على فكرة
واسترسلت متعللة 
تقريبا بسبب الطيارة
ممكن...قالها بهدوء ليتابع وهو يشير للطبق الموضوع أمامها 
كلي يا حبيبي
إيه رأيك عجبتك
أجابته بحالة من الإستجمام والراحة لم تحصل عليهما من قبل 
حلوة قوي يا فؤاد والصوص يجنن ومظبوط جدا 
تناول قطعة هو الأخر ليثنى على مذاقها الرائعتحدثت إليه 
تعرف نفسي في إيه
على عجالة سألها متلهفا كي يلبي طلبها 
في إيه يا قلبي
تعمقت بعينيه لتنطق وهي تضحك ساخرة من حالها
أنام
رفع حاجبه متعجبا لينطق متهكما 
إيثار يا ماما هو فيه حد قال لك إني جايبك المالديف علشان تعوضي النوم اللي فاتك من يوم ما اتولدتي لحد الوقت! 
اطلقت ضحكة تشاكسه بها ليتابع باستغراب 
لا بجد حالك مؤخرا بقى غريب
أجابته بدلال 
وأنا أعمل بس يا حبيبي والله بنام من غير ما أحس 
ضيق بين عينيه قبل أن يقول بارتياب 
الموضوع كده مش طبيعي
هز رأسه ليشهق قائلا بعد أن غزت رأسه تلك الفكرة 
إوعي تكوني بتعملي كل ده علشان تهربي من الرقصة اللي وعداني بيها من اليوم إياه ولحد الوقت ما وفتيش بالوعد
أخص عليك يا فؤاد هي دي فكرتك عني بردو...قالتها بحزن مفتعل لتتابع وهي تنظر إليه باستعطاف 
الرقصة أنا وعدتك بيها بس الظروف هي اللي واقفة بيني وبين تحقيقها بس يعني لو فيك يعني كنت بقول يعني 
هاتي من الأخر... قالها مشيرا بكفه لتنطق بترقب لردة فعله 
لو بس تسيبني النهاردة أنام واوعدك بكرة هرقص لك ولا سهير ذكي
رفع حاجبه يتطلع عليها لتستعطفه من جديد وهي تقول 
وحياتي وحياتي
أمال برأسه برضوخ لأمر خليلة القلب ليقول بتحذير 
ماشيبس يكون في معلومكده أخر عذر هقبله منك
هتفت بنبرة حماسية يرجع أصلها لشعورها مؤخرا بوخم يجتاح جميع جسدها 
صدقني أخر مرة 
ضحك لها ليشير برأسه لصحنها 
طب يلا كملي أكلك
افلتت أدوات تناولها للطعام لتضعهما جانب الصحن وهي تقول 
شبعت خلاص الحمدلله 
تطلع لصحنها وجده ممتلئا مثل ما كان عليه بالكاد أكلت جانبا من قطعة اللحم لينطق مستنكرا 
شبعتي ده إيههو أنت أكلتي حاجة أصلا! 
رفعت كتفيها وأهدلتهما لتنطق بلامبالاة 
مليش نفس يا حبيبيمن ساعة ما أكلت في الطيارة وأنا شبعانة
قاطعها معترضا باستغراب
هو أكل الطيارة ده يشبعده كان مجرد ساندوتش وعلبة عصير
واسترسل بإصرار 
يلا كملي أكلك وبطلي دلع
ترجته بعينيها وهي تقول بعدم شهية 
علشان خاطري سيبني براحتي أنا نفسي مش رايحة للأكل خالص النهاردةهبقى أكل فاكهة كمان شوية 
خلاص يا قلبي...قالها ليتابع تناول الطعام بينما تطلعت هي للبحر أمامها لتنطق بنبرة أظهرت كم إنبهارها
المنظر من هنا
ساحر والاجواء رهيبة
واسترسلت بحماس
خلينا بكرة ناخد كام صورة للذكرى
أكيد يا قلبي هنتصور هنا وبرة في الجزيرة...قالها بهدوء ليسترسل
تم نسخ الرابط