كارما
المحتويات
ابراهيم ابعتك للجامعة علشان تتعلمي وتكونى زي العقربة الي اسمها مرام تقومي تجبيلي العاړ انا هربيكي من النهاردة الدلع والطبطبة راحت مفيش جامعة تاني ولا مرام من النهاردة هتكوني اقل من الخدامة يا سمر فاهمة اقل من الخدامة
دفعتها بقوة داخل غرفتها و اغلقت الباب من الخارج وسط صرخات ابنتها وهي ترجوها ان لا تفعل بها هكذا قالت پبكاء ونحيب يا ماما الله يخليكي افتحي حراام عليكي انا مليش ذنب انتي عارفه من البداية اني مبحبش جمال ومع ذلك اصريتي اننا نتخطب افتحي يا ماما حراام كده اوعدك مش هكرر الي حصل افتحي بقي
صف سيارته اماما منزله وهو يجاهد إلا ينهار تلك النيران
المشټعلة بداخله تكاد ت ه كلما تذكرها وهي بين ذاك الشاب جن جنونه
ترجل من سيارته بهدوء وسار صوب منزله إلى أن سمع صوت فتون وهي تنادي عليه
ادار وجهه إليها وتحدث
خير يا فتون في حاجة
رأت ملامحه التي قد تبدلت عن ما كان عليه اليوم هناك حزن احتل عيناه
همست بصوتها الهادئ
مالك يا سيد الناس في حاجه حصلت ايه مضايقك
مفيش يا فتون هي الدنيا فيها حاجه تضايق اصلا
وقالت بصوت متحشرجده عمره ما يكدب عليا أبدا قلبي بيحس بيك منغير ما تتكلم حاسة أنك مخڼوق قلبك واجعك صح احساسي مش بيكدب
عيناها كالسحر انسته الدنيا ولكن لم تنسيه الالم فقط أراد أن يطمئن داخل عيناها التي سلبته عقله
اقترب منها جمال وقال بخفوت
لم تعرف بم تجيبه اقترابه هكذا جعلها مغيبة في عالم اخر
أردت أن تخبره بأنها أيضا رأت ما حدث اليوم ولكن رأت الحزن والألم الانكسار لم تريد أن تذكره بهذا الشئ الذي كسر قلبه للمرة الأولى تري الضعف بعيناه طوال السنوات الماضية لم تراه يوما هكذا ذاك الرجاء الذي احتل ملامحه حطمها من داخلها
أنا موافقة يا جمال موافقة أكون مراتك
رد لها الابتسامه وقال بسعادة مصطنعة
بكرا هاجي أنا وأمي علشان نقرأ الفاتحه يالا تصبحي على خير
سحب يده بهدوء وسار إلى منزله وهو يتنفس الصعداء يزفر بقوة لا يعلم لم طلبها للزواج هل جن
هو لا يحبها إذا كيف يتزوجها هنا فقط ابتسم بسخرية وقال لنفسه
انقضي الليل على الجميع ببطئ شديد
في منزل الحاج صالح والد فتون كانت السعادة غامرة حيث قامت في الصباح الباكر ورتبت المنزل بشكل لائق ثم اعدت بعض المأكولات الشهية التي تناسب هذه المناسبة الجميلة التي جعلت
قلبها يرفرف من فرط سعادتها
جاء والدها من خلفها وهو يعقد حاجباه بأستغراب وقال
خير يا فتون مالك كده النهاردة
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تشيح ببصرها عنه وقالت
مفيش حاجه يا قلب فتون
رمقها بنظرات متفحصة وقال
مهو انا مش
عيل صغير تضحكي عليه بكلمتين احكي ايه الي بيحصل ولمين الاكل ده
ابتلعت ريقها بتوتر اكبر وهي تخفض رأسها وبدأت تسرد ما حدث
لم يكن من والدها إلا أن رفع يده وصفعها بقوة على وجهها وهتف بحدة
ايه بقيتى بتفرحي في خړاب البيوت يا فتون الرجل لسه فاسخ خطوبته امبارح وانتي ما صدقتي طلبك تقومي توافقي منغير ما تعملي حساب ان ليكي اب
بكت پقهر وقالت
كل الحكايه اني عايزة اكون معاه يا بابا انت مشفتهوش امبارح والله العظيم حاله كان يقطع القلب مقدرتش ارفض طلبه وانت اكتر واحد عارف اني من يوم ما وعيت على الدنيا وقلبي متعلق بيه يوم ما يطلب ايدي عايزني ارفضه يا بابا نفسي قلبي يرتاح الله يخليك بلاش تحرمني من وجود جمال في حياتي
هتف والدها بسخرية وقال
هو مش بيحبك عايزك سد خانة بديل عايزا ينصف رجولته ميحسش بالنقص انتي حرة يا فتون دي حياتك يا بنتي بس خلي بالك على قلبك الۏجع الي في البعد ارحم بكتير من انه يوجعك وانتي قريبة منه
تركها والدها وانصرف بينما جلست الاخري تنحب حظها
بالشقة المقالبة لمنزلها اعدت كريمة الغداء وهي تنتظر ابنها الذي لم يخرج من غرفته حتى الان حتى عمله لم يذهب إليه ظنت انه تأخر بالامس لذلك لم تزعجه في الصباح
صباح الخير يا امي
قالها جمال بعدما طبع على يدها و الاخري على رأسها
ابتسمت بحنان وقالت
يسعد صباحك يا ابني
ثم اكملت حديثها وقالت كل ده نوم يا جمال احنا بقينا العصر يا ابني
ابتلع غصة في حلقه بعدما جلس على مائدة الطعام فلم يذق طعم النوم لدقيقة واحدة
و قال بنبرة طغي عليها الحزن
معلش يا امي كنت مرهق شوية ومحتاج ارتاح
نظر إلى الطعام الذي امامه وهو شارد ويقلب بالملعقة بالطبق الذي امامه
وسط انظار والدته التي شعرت بحزنه وتبدل ملامحه
مالك يا جمال في حاجة تعباك يا ابني!!!
نظر إلى والدته طويلا ثم زفر بضيق وهتف قائلا
انا فسخت خطوبتي من سمر يا ام جمال
ثم تابع حديثه وهو ينظر إلى والدته وهي تستعيد ما سمعته واكمل
قبل ما تقولي اي حاجه مش
عايز اسمع كلمة في الموضوع ده واعملي حسابك احنا النهاردة هنروح نطلب ايد فتون بنت الحاج صالح
انهي ذالك الحديث ونهض من مجلسه متجه صوب غرفته
بينما جلست والدته بذهول لا تعرف ماذا حدث كيف ومتي
انقضي الوقت سريعا وذهب كلا من جمال والدته إلى منزل صالح من أجل الخطبة
رحب بهم صالح على عكس ما في داخله ولكن كل ما
يريده سعادة ابنته طال الحديث بينهم وتم الاتفاق على عقد القران والزفاف في خلال عشرين يوما
جمال بنبرة هادئه
ها يا حاج صالح ان شاءالله اخر الشهر كتب الكتاب والفرح
نظر إلى ابنته ثم عاد ينظر إلى جمال وقال
الي تشوفه يا ابني معنديش مانع
تنهد بثقل و هتف بصوت متحشرج
يبقي نقراء الفاتحة
طالح برضا وطيب خاطر
على بركة الله
بدأت الايام تمر وحال سمر كما هي جليسة غرفتها
يلازمها البكاء والارهاق تبدلت ملامحها إلى الحزن
اصبحت الحياة كائن بداخلها ذاك اليأس الذي تسلل بداخلها جعلها تختنق تبحث عن راحتها التي وجدتها اخيرا في كتاب الله وبدأت خلال هذه الايام التقرب إلى الله كلما ضاقت بها اتخذت الدعاء سبيلا تناجي الله قائلة يارب دروب خضراء يسقيها ودك وخطى مسددة بعونك وحياة هانئة يملؤها رضاك يالله ردني اليك ردا جميلا
بدأ الحزن يتلاشى من حياتها علمت بأن من كان مع الله لا يضل ابتعادها عنه كان سبب حزنها
تلك الايام التي مرت كان ينتظرها بالجامعة وامام منزلها ولكن دون جدوي لم تظهر بعد كاد يجن هاتفها مغلق ولا يعلم عنها شيء حتى مرام حالها اصبح لا يقل عن حاله شئ فقد اصبحت هي الاخري تأئهة تبحث عن ضالتها بسبب عنادها هي وعمار كل منهما ينتظر الاخر ان يعتذر
الحلقة
الثالثة والعشرين
بدأت رحلة جمال في تجهيز شقته فكانت لا تحتاج
سوي الفرش فقط وحاجة العروس التي اجتهدت فتون
في اكمال جهازها على اكمل وجه ولكن
ما احزنها هو حال
جمال الذي تبدل 180 درجة خلال هذه الايام اصبح
قليل الحديث نادرا ما تراه حتى عمله اهمله بشكل كبير
شعرت بالاستياء كلما ظنت انها تسرعت في موافقتها
على هذا الارتباط
في منزل مرام اعدت الافطار لشقيقتها و غادرت المنزل
متجة صوب منزل عمها علها تعرف اخبار ابنة عمها
التي لا تجيب على هاتفها ولا تعرف عنها شيء
بعد اقل من ربع ساعه وصلت امام المنزل ثم بدأت في
قرع الجرس إلى أن سمعت صوت زوجة عمها من
الداخل
انزعجت سميرة من صوت الجرس فصاحت بصوتها
ايه يالي على الباب الدنيا طارت
ثم فتحت الباب على مسرعه فتجمدت ملامحها حين
رأت مرام امامها فقالت بصوت متحشرج
انتي ايه الي جابك هنا
توترت مرام وقالت
كنت جاية اشوف سمر بقالي كام يوم مش عارفه
اوصلها وكمان موبايلها مقفول
هتفت سميرة بعدم مبالاة
اهااا اصل الموبيل وقع منها اتكسر
حمحمت مرام بتوتر وقالت
طيب ممكن اشوفها
ڠضبت سميرة وتحدثت بكذب
لا مش هينفع
اصلها مش هنا سافرت المنيا عند واحدة
صاحبتها هتقعد يومين كده ولا حاجه
مرام بتركيز شديد
يومين ازي دي عندها امتحانات بعد كام يوم في ايه يا
طنط حضرتك مخبية عني حاجة
لم تتحمل سميرة اكثر فصاحت بها قائلة
وانتي مالك اصلا متدخليش في الي ملكيش فيه
واتفضلي منغير مطرود يالا مش ناقصه هي انا دماغي
وجعانى لوحدها
كادت مرام ان تتحدث ولكن لم تعطي لها فرصة
للحديث فقد اغلقت الباب في وجهها بقوة مما اثار
ڠضب مرام وقلقها على ابنة عمها عزمت امرها على
متابعة يومها كالمعتاد تذهب إلى الجامعة اولا ثم تنتقل
إلى الشركة التي لا تنكر انها اصبحت فرد منها تعامل
مديرها غاية الاحترام ولم يعلق على فعلة عمار معه
حتى انها ارادت الاعتذار ولكنه رفضه
تابع عمار عمله واصبح محبوب لدي الجميع وبالاخص
انه ذو خلق عالية في التعامل ولا ينكر ان الحاج عبد العزيز هو من اصحاب الفضل عليه فقد كان بجوره دائمآ
انقضت الايام الباقي وجاء يوم حنة جمال وفتون الذي
شهد احتفال ضخم في المنطقة الساكن بها حيث
الذبائح التي تم توزيعها على الفقراء واهل الحي
اصبحت المنطقة مبتهجة لعرس جمال فكان الجميع
على قدم وساق و كان جمال يرحب بضيوفه وهو يرتدي جلباب جعلته اكثر وسامة
اقترب منه احد الصبيان الصغار ومال على اذنه وقال
الست والدتك بتقولك الوقت اتاخر ولازم تروح بيت العروسة علشان الناس هناك بيسالوا عليك
تنهد بثقل وقال
روح قولها خمس دقايق وهحصلها على هناك
في منزل العروس كانت الفتيات يترقصن على احدي الاغانى الشعبية الخاصة بالاعراس
بينما كانت العروس تبحث بعيناها عن شخص واحد تنتظره على احر من الجمر لم تخفض بصرها عن الباب إلا حين وجدته يدلف من باب منزلها بهيبته الجميلة
اما هو تاه في بحر عيناها التي كانت كالسحر جمالها
الذي لاول مره يكتشفه وهي ترتدي ساري هندي من
اللون الوردي وبعض المجوهرات الهندية التي زينت
عنقها و زرعيها شعرها المنسدل على كتفيها يصل إلى
منتصف ظهرها جعلها تفتن العقل والقلب اخيرا
استطاع ابعاد انظاره عنها و هو ينظر حوله فكل
الحاضرين من النساء حمحم بحرج وسار في اتجاه
عروسته
متابعة القراءة