قصه فؤاد
المحتويات
ياروح تيم ! كانت جالسة على طاولة الطعام واضعة يديها على خدها منتظرة ان ينزل من الاعلى .. وعندما سمعته يتغزل بها ابتسمت بخجل قائلة يلا عشان نفطر ! هز رأسه بإيجابية ثم جلس قائلا بدفئ تسلم ايدك ..! فإبتسمت له بحب وبدأ في تناول الطعام بينما هي قالت انا كلمت الدكتور امبارح وقولتله ان احنا هنيجي النهاردة ف متتأخرش ها ! هز رأسه مجيبا حاضر مش هتأخر .. وانا طالع من الشركة هتصل عليكي تجهزي واجي اخدك ونمشي ماشي ! فهزت رأسها بإيجاب ..
بينما طيف تقف امام ليلى ببرود قائلة خير بقا انتي عايزة اي رفعت ليلى حاجبيها باستفزاز حلو .. دا شكله قالك بقا كل حاجة ! هزت طيف رأسها ببرود اه قالي .. تيم مبيخبيش عني حاجة .. ثانيا انتي برضو مجاوبتيش انتي جاية عايزة مني اي ! نظرت لها ليلى من اعلاها لاسفلها قائلة تقوليلو ان انا مش همشي من حياته غير لما اخد فلوسي اللي كان خدها زمان ! فقالت طيف باستهزاء فلوسك اي .. دي كانت فلوسه وهو بس مديكي الحق تصرفي منها مكنش يعرف انك ۏسخة كدا .. ولما عرف منع عنك كل حاجة عشان انتي تستحقي كدا ... الڠضب ينهش بها قائلة بټهديد انا مسمحلكيش تقولي عليا كدا .. انتي فاهمة يابت انتي ولا لا .. مش اشكال زيك اللي هتيجي تقيمني ! هزت طيف كتفيها بلا مبالاه قائلة بنبرة تحمل القرف والاشمئزاز فعلا .. عارفة ليه عشان انا انضف منك ف مش هنزل مستويا ليكي ! ثم قالت بجدية ياريت تمشي من بيتي من غير مطرود ! ثم التفتت بضيق وصعدت الدرج تحت نظرات ليلى الغاضبة .. فسمعت صوت ليلى قائلة انا هعلمكم الادب انتي وهو .. على اخر الزمن انتو الي تقيمونا ! وقفت طيف على اول درجة قائلة ببرود روحي علمي نفسك انتي الاول الادب عشان محدش ناقصه دروس في الادب غيرك ! اشتعلت نيران الڠضب فيها فصعدت لها ك وحش ثائر بينما طيف جفلت لثانية لصعودها هكذا ولكنها تصنعت البرود والقوة .. وقفت ليلى امامها ثم وضعت يديها على كتف طيف ممسكة به بقوة قائلة انتي تعديتي حدودك معايا ! رفعت طيف يديها لتبعد يد ليلى قائلة وانا المفروض طردك من بيتي ف .. لم تكمل كلامها بسبب دفعة ليلى لها فكان لقاها هو الدرج تسقط عليه وهنا دلف تيم على وقعوها ارضا بلا هوادة والډماء تسيل من رأسها واسفلها .. الصدمة تحتل ملامحه ثم رفع بصره ينظر ل ليلى التي تغيرت ملامح وجهها للصدمة هي الاخرى عندما وجدت الډماء تسيل هكذا من طيف ..
مر يومان على الجميع دون ظهور اي احداث جديدة ..
حنين وليث كان معها اليوم بيومه يشاكسها ويسعدها .. ويذهب معها للطبيب حتى يحدد لهم موعد العملية .. ولكن لا جديد سوى أن تستمر على على علاجها اولا ..
كانا يجلسان سويا في الحديقة .. تجلس جواره وماريا معهم تلعب مع الأطفال وفي الالعاب ... بينما حنين تنظر للاشيء امامها بشرود ... تنهدت بعمق قائلة انا فرحانه ان ماريا بتحبني اوي وانها مقالتش حاجة لما عرفت اني هبقى مراتك ! ابتسم بحب قائلا طبعا هي بتحبك اوي اصلا ياحبيبتي .. ! ابتسمت بحب مكملة بنبرة دافئة وانا بحبها اوي ! ثم تنحنحت وهي تقول احمم .. انا جعتت احنا مش هناكل ولا اي قهقه بخفة على
كان يجلس على فراشه في المستشفى ينظر للفراغ امامه بشرود وحزن بالغ .. بل كادت ملامحه تتحول للبرود لتلك القسۏة التي عاشها وتلك الصدمة التي تلقاها عندما افاق من غيبوبته ولم يشعر بقدميه فأخبره الطبيب انه شل في قدميه .. تلك الصدمة الكبيرة التي احتلت قلبه والتي تضاعف صډمته ب نور .. تلك الصدمة التي كسرته اكثر .. تلك الصدمة التي جعلته لم يعد فارقا معه ان عاش او ماټ .. يتذكر قدوم نور ووالدتها وتامر صباحا له في المستشفى .. لم تتلاقى عينيهما وشعر بسعادة لا يعرف مصدرها .. ولكن ارتاح قلبه طالما لم يحدث اي تشابك .. وظل هو وقتها يتحدث ويشكي لوالدة نور بعد ان طلب منها ان يجلسا وحدهم دون نور وتامر .. جلست معه ساعتان ثم غادرت فعاد وحيدا
في المستشفى .. ينتظر قدوم تلك الطبيبة المعالجة لحالته والتي ستشرف على حالته كما اخبره الطبيب .. رفع رأسه لاعلى بأسى ثم تنهد بعمق واخذ يدعو الله في هدوء بالغ ..وماهي إلا دقائق حتى دلفت له فتاة رقيقة الملامح جميلة المظهر .. ترتدي معطف الطبيبة .. تبدو صغيرة في السن وعلى وجهها إبتسامة بشوشة تجعل من امامها يبتسم تلقائيا .. اتت جواره مبتسمة ببشاشة قائلة مساء الخير يا علي باشا انا دكتورة ورد واللي هتشرف على حضرتك وهنمشي مع بعض بعلاج وان شاء الله يجيب فايدة وترجع تاني زي الأول واحسن ! ابتسم بخفوت قائلا متشكر اوي .. وبلاش باشا علي بس .. اتشرفت يا دكتورة ورد ! جلست جواره على كرسي ثم قالت بابتسامة في مكانين ممكن نبدأ علاج حضرتك فيهم .. اول مكان بيت حضرتك .. وتاني مكان المستشفى اللي انا بشتغل فيها ... يعني المستشفى دي بتقدم اماكن لناس عايزة تتعالج وهناك يعيشوا فترة علاجهم كلها .. حضرتك قولت اي ظل ينظر إلى تفاصيلها بهدوء وهو يفكر ثم ابعد بصره عندما لاحظ خجلها مبتسما بخفوت .. تلك المستشفى بالتأكيد ستحتاج نقود كثيرة .. فقال بخفوت البيت احسن ! هزت ورد رأسها بإيجاب تمام يبقى البيت احسن ..! فهز رأسه بإيجابية على حديثها .. ثم تنهد بعمق قائلا بتساؤل هو انا هرجع امشي تاني صح ... يعني في أمل هزت رأسها بإيجاب بإبتسامة تتمطئنه قائلة في امل بنسبة ٩٩٪ بس انت خليك متفائل عشان جسمك يتقبل العلاج .. ! هز رأسه متفهما ثم قال ماشي شكرا اوي ! فقالت بإبتسامة دافئة العفو .. ان شاء الله تبقى كويس ..! ثم وقفت من جواره قائلة هخلص اوراقك عشان نخرج النهاردة ..! اكتفى بالايماء مرة أخرى فهو ليس له نفس للحديث الآن إطلاقا ..
تيم وطيف كان يجلس على فراشه بتعب شديد بسبب ماحدث معهم في اليومين السابقين .. خسر ابنه وخسر قربه من طيف عندما ابتعدت عنه طالبة الهدوء وحدها في منزلها حتى ترتاح نفسيتها ... وبالطبع لم يسكت على حقه من ليلى بل اخذه اضعافا مضعفة فهي سړقت منه سعادته وابنه وسعادة زوجته .. بل اصابتها بالاكتئاب ... تنهد بعمق وهو يفكر وشاردا عازما ان يذهب إليها ...
يومان مرا مرور سنتين علي قلبه .. لم يراها وهو الآن ذاهب ليراها ويشبع منها ويعاتبها علي ابتعادها عنه في هذين اليومين .. طرق باب المنزل عدة مرات لم يسمع اجابة .. تساءل في داخله بقلق هل حدث لها شئ اخرج المفاتيح من جيبه ودلف المنزل .. وقف قليلا وهو يشم رائحة غريبة .. وكأنها رائحة قمامة .. ليست قمامة وكأنما رائحة اموات ... عند تلك النقطة توسعت حدقتي عينيه پصدمة قائلا بصوت مرتفع طييييف لم يسمع اجابة فهرول في ارجاء المنزل يبحث عنها ... توقف قليلا عندما لاحظ ان تلك الرائحة تزداد قوة عندما يقترب من تلك الغرفة .. دلف ببطء وقلبه ينبض بقوة وكأنه سيخرج من مكانه .. فتح باب تلك الغرفة ليجدها مستلقية في الارض امامه مغمضة العينين ... وجهها شاحب كالامۏات بل هي بالفعل من الامۏات .. هبطت دموعه وهو متصنم امامها .. يعجز عن التحرك وعن الكلام وعن كل شئ يود لو يعود به الزمن ليومين ولم يكن ليتركها بمفردها .. تذكر قولها له قبل عدة اسابيع عارف انا اي اكتر حاجة مخوفاني يا تيم .. اني اموت لوحدي ومحدش
متابعة القراءة