بلال وفريده بقلم زينب سمير
المحتويات
مش هسيبك غير لما اعرف كنتي فين
دخلت فجأة أحد الخادمات وهي تقول
بلال عز الدين باشا عايزك ياحسان بيه
نظر لها بتعجب وخلال تلك الثواني سحبت فيروز فريدة من يده
هتف وهو يرمق فريدة پغضب
لسه حسابنا مخلصش
بعد مرور يومين
في احد المدارس الحكومية
وقف فارس بجوار أحد الاسوار وهو يطالع المكان بتركيز حيث تلك المقاعد الخشبية التي عبارة عن بواقي عن مجموعة مقاعد قديمة والجدران وغيرها والأبواب التي بعضها منكسر كان مصډوم حقا حيث المقارنة بين هذا الجدار وجدار مدرسته باللون الازرق أو الابيض النظيف كليا وبين الابواب تلك والاخري الزجاجية وملعب هذة وملعب مدرسته القديمة كان هناك اختلاف شديد صدمة كان يتوقع
هتف ياسر من جواره
ها ياعم مالك من ساعة ما جيت وانت سرحان
هتف وهو ينتبه لكلماته
مفيش مفيش
ياسر
طيب يلا علشان الطابور
اؤما له وهو يذهب خلفه
وكانت صدمة له حيث تدريبات الصباح الان وبين مدرسته القديمة حقا حقا هناك اختلاف ما بين السماء والأرض
كان يشعر بأنه تائه في ذلك العالم شعر وان هذا ظلم
علي الطريق العام كانت تقود سيارتها باتجاه شركته بعد اختفاء وغياب دام ليومين كانوا بمثابة الچحيم بالنسبة لها تقود باتجاه شركته وهي تتخيل انها ستقتله ربما عندما تراه أو ربما تحرقه حيا تتذكر ما حدث منذ يومين بسببه
وانها دخلت في عرينه تتذكر انها اذا ستكون لعبه بين يديه وبموافقتها وبموافقة أباها
وان شقيقته قامت بشئ خاطئ بالتأكيد
بالاسفل
كان يجلس بلال علي أحد المقاعد واضعا كفيه الاثنان علي ذراعي المقعد وهو يرجع رأسه للخلف ينظر للامام تماما بسكون وهدوء بينما كان يرتدي قميص باللون الاسود تاركا اول زرين مفتوحين وبنطال باللون الاسود وحذاء أيضا اسود ببساطة كان هذا شعار او فكره بسيطة لما ستتحول إليه الأمور وما ستتلقاه فريدة قريبا
اهلا اهلا بلال باشا نورتنا والله
وقف وهو يمد يده مسلما عليه مجيبا
بنورك حسان بيه
اشار له حسان بالجلوس ثم جلس هو الآخر
أجاب بلال علي تساؤلاته بحديثه قائلا بهدوء تام
انا طالب ايدك بنتك فريدة ياحسان بيه
توسعت عيون حسان بزهول أثر كلماته تلك ولا يعرف ما هو سيكون رده بالحقيقة هي فرصة ليس له بل لابنته يكفي فقط انها ستكون حرمه هذا الشئ يؤكد مدي حسن حظها وجماله هتف بعد تفكير طال
رجع بلال للخلف يريح ظهره وهو يبتسم قائلا بخبث ضاغطا عليه بتلك الكلمات
فريدة هترفض زي ما بترفض غيري كالعادة ياحسان بيه وكالعادة دون أي أسباب مقنعة لو حضرتك متأكد أن رفضها هيكون ليه اسباب اوك يبقي انتظر رأيها
ثم اكمل قائلا ببطء
عايز اسباب تقنعني زي ما كانت بتقنعكوا برحلاتها بالظبط
ليهتف قائلا بتأكيد
اعتبر موافقتها موجودة
نقول مبروك
علي بركة الله
هتف بلال متابعا حديثه
الحقيقة اني عايز كتب كتاب علطول
حسان بتأكيد
كلام جميل
بلال بهدوء
خلال تلت ايام
حسان
مش شايف أن كدا بدري اوي يابلال بيه
بلال
حضرتك انت عارف كويس تصرفات فريدة ومحدش ضامن ممكن هي تعمل ايه
فعلا معاك حق يبقيكدا نقول علي بركة الله نتقابل يوم الحد
بالاعلي
بعد ذهابه
دخل حسان الي غرفتها بحال غير الحال الذي هبط منها منذ قليل وهو يطالعها بنظرات مختلفة عن ذي قبل تتجمع في كونها اتهام وحزن وخذلان
المتها تلك النظرات التي تراها لأول مرة من عيون والدها ولكن صمتت ولم تتحدث
بينما قالت فيروز
كان عايزك في أية ياحسان
فارس بعدم فهم
كتب كتاب مين
حسان وهو يشير لفريدة
اختك علي الشيطان يوم الحد الجاي هنكتب الكتاب ومش عايز اسمع رأي حد
هتفت پبكاء تحاول أن تقنعه
يابابي ارجوك قرار زي دا مينفعش تاخده وقت عصبية
حسان مقاطعا كلامها
مش عايز اسمع كلام بخصوص الموضوع دا تاني وتجهزوا نفسكوا علشان يوم الحد هنكتب الكتاب زي ماقولنا
وخرج دون حديث
هتفت هي بصړاخ
يابابا مش هينفع مش هينفع والله
ثم هتفت پبكاء حاد
هتسلمني للشيطان بأيدك يابابا
Back
فاقت من ذكراياتها تلك علي وقوفها عند مقر الشركة لتهبط وتصف السيارة سريعا في الجراج وتتجه للأعلي بخطوات سريعة وعلامات الڠضب بدأت تظهر علي ملامحها الرقيقة
بعد دقائق قليلة
كانت تقف أمام مكتب السكرتيرة ومن خلاله لمكتبه هو دون أن تستأذن
لتدلف رانيا خلفها عندما فتحت الباب بقوة هاتفه پخوف
اسفة يافندم جدا معرفتش أوقفها
اشار لها لأن تذهب وهو يؤمي ب اوك
بينما هتفت فريدة بصړاخ بمجرد خروج رانيا
انت ازاي تفكر اصلا في حاجة زي دي وتتقدملي وانت عارف كويس أن بابا هيوافق بسبب حالته العصبية دا اذا مكنش أن انت اللي قولتله اصلا علي مرواحي لل Club بس تبقي مچنون لو فاكر اني ممكن اوافق علي الكلام الاهبل دا
انا مستحيل اوافق اتجوزك مهما كان التمن
صوتك ميعلاش يافريدة عليا علشان مقطعش لسانك فاهمة
وعندما لم يجد رد
هتف بصوت قوي عالي
قولت فاهمة
ابت أن تتحدث وهي تطالعه پحده بينما هو قال
متتكلميش كلام انتي مش قده علشان بكره هتكوني مراتي
صمت ثم قال بابتسامة سخرية
يافريدة عز الدين
جائت لتتحدث پغضب قائلة
وانت هترضي تتجوز واحدة مش موافقة بيك للدرجة دي انت مش راجل
ضغط علي ذراعيها التي بين يديه بقوة شديدة وكأنه تناساهم بين يديه وانفاسه تزداد عڼف وقوة ويضغط علي اسنانه بقوة حتي أصدرت صوت بينما اغمض عيونه محاولا التحكم بغضبه الذي يعصف داخله إثر كلماتها تلك
لكن تابعت هي باستفزاز
تخيل كدا أن بلال باشا هيقعد مع واحدة ڠصب عنها وهيتجوزها بالڠصب بردوا لا لا متوقعتش كدا خالص
متستفزنيش يافريدة وبكره كتب الكتاب يعني بكره وبعدها
صمت ثم قال
هوريكي انا رجل ولا لا ووعد مني لاربيكي من اول وجديد
ثم قال بصړاخ عالي
يلا برررررة
وقفت بزهول من صراخه ليتابع بصرااخ أشد
قلت بررررررة
لتخرج سريعا دون حديث اخر
كانت تقف أمام المنزل تتأكد من إغلاق الباب جيدا تجهزا للذهاب للخارج حيث ستقابل أصدقائها بعد قليل كما اتفقا
بتسمع صوت فتح باب لتدرك أنه الباب المقابل لبابها
توترت أطرافها وهي تفكر هل تلقي السلام ام لا
ولكن أنقذها من أفكارها صوت عبد الرحمن الذي قال
صباح الخير ياانسة أميرة
التفتت اتجاهه قائلة بأبتسامة متوترة
صباح الخير يااستاذ عبد الرحمن
نظر لها هو ثم تابع
امير هنا
تعجبت من معرفته بتحبها لكن أجابت بالنفي سريعا وهي تقول
لا والله لسة في شغله
اؤما لها مبتسما وهو يقول
ربنا يوفقه
يارب
عبد الرحمن
استأذن انا
أميرة
اذنك معاك
ابتسم لها وهبط سريعا لتتنفس هي بعمق من توترها هذا بسبب وجوده ثم وضعت المفاتيح بحقيبتها
وهي تستعد للهبوط
بينما من خلف الباب المقابل لمنزلها
ابتعدت سيده تبدو في نهاية الخمسينات وهي تقول بمرح
والله شكلنا هنفرح قريب بجوز الكناري دا
صمتت ثم قالت بفرح
ونشوف قصة حب زي قيس وليلي كدا او ممكن زي فتحي وفوزية
ضحكت بمرح علي أفكارها تلك
فلم تكن تلك السيدة سوي مدام سعاد والده عبد الرحمن وحيدها وامانها في تلك الحياة
في احد النوادي الشهيرة
علي أحد الطاولات التي تطل علي حمام السباحة جلست فريدة منتظرة أصدقائها وهي تتطلع حولها بشرود وعيون تائهة لكن تفاجأت لجلوس أحد أمامها لترفع نظرها تتفاجئ بذلك الشخص الذي تلاقت معه مرتين من قبل
هتفت بضيق
اية ياعم انت اللي مقعدك هنا
ابتسم ببرود وهو بيقول
انا اسر الشرقاوي
رائد
نظرت له بعدم اهتمام هاتفه
واية يعني
اسر بضحكة
يعني انتي مش فاهمة
فريدة وهي تحرك كتفيها علامة اللامبالاة
اها للاسف
مش فاهمة
اسر
بس انا فاهم اوي أنتي مين وعارف كمان
توترت داخليا ولكن لم تظهر ذلك
ليكمل هو
عايزين الجهاز
إجابته وهي تقف پغضب
في احلامك
اسر
هتاخدي تعويض يكفي لمليون سنة قدام
نظرت له ولم تتحدث وهي تلملم اشيائها استعدادا لترك الطاولة بينما هتف للمرة الأخيرة هو
مش خاېفة يكون الشيطان عارف حقيقتك
فريدة وهي تنظر له
واية هي حقيقتي
ثم رمقته ببسمة استفزاز
وتركته وذهبت ليتنهد هو بضيق
بعد مرور عشر دقائق
علي أحد الطاولات الاخري
تجمعوا الاربع فتيات حول الطاولة يتسامرون بمرح وضحك
قبل أن تقول فريدة متذكرة شئ
صح يااميرة اخوكي بيسلم عليكي
ظهرت لمعة في عيون ريما بينما توترت أميرة ولكن أخفت هذا وهي تقول
تعجبت من سؤالها ولكن قالت
شفته في شركة الشيطان لا متخفيش الظاهر ان الشيطان بيهتم بيهم اوي
اجابتها حسب حالته الجسمانية وليست النفسية
ولكن سرعان ما قالت سريعا
صح صح نسيت اقولكم خبر مهم
لتتنهد هي قائلة
بكرة كتب كتابي علي الشيطان
صړخت ريما بفرح قائلة
بتتكلمي جد
اؤمات بنعم
لتقول أميرة
دا شكل حصل مصايب خلال الايام اللي فاتت دي يلا احكي احكي
تنهدت وبدأت تقص عليهم ما حدث
بينما لم يلاحظ أحد وجه سالي الذي تغيرت معالمه كلها بعد كلمات فريدة
في منزل حسان ابو العوف
كان يجلس فارس مجاورا لفيروز وحسان
فقال حسان
صح يافارس اخبار المدرسة أية معاك
تنهد وهو يقول
تمام يابابا لكن الحالة بتاعته سيئة جدا دا حتي ال بتاع المدرسة مفهوش اي معدات أو اي حاجة خاصة بالمادة وبرضوا الملعب مثلا وكل دا مفيش اهتمام بيها
هتف حسان
انا قلتلك كدا من الاول وانت اصريت يبقي تتحمل النتيجة
فارس
انا اصلا مش عايز انقل من هناك
حسان
انا عجبتني الفكرة بأنك تكمل هناك علشان تعرف كويس طبقات المجتمع بتبقي ازاي وتعرف أن الكل
بيعاني
تدخلت فيروز وهي تقول
طيب وبالنسبة لبكرة أية اللي هيحصل
هتف حسان ببرود
علي الساعة سبعة هيتكتب الكتاب
فيروز
وعلي كدا اتفقتوا علي معاد الفرح
حسان
هو عايز ياخدها بكره علطول ويبقي كتب كتاب بفرح بسيط وانا معنديش اعتراض
فيروز بضيق
لا ياحسان انا معنديش غير بنت واحدة وعايزة افرح بيها ولسة بدري علي فارس وممكن مبقاش عايشة ليوم فرحه
اسرع فارس هاتفا
بعد الشړ عليكي ياماما
ابتسمت له ولم تتحدث
وهي تنظر لحسان الذي قال
القرار النهائي في أيديهم او بمعني اصح في أيده هو
لا يظل مساء طويل ولا يختفي الصباح منذ ظهوره لكل يوم قدر ولكل انسان خطوات يسير عليها محددة لا يمر يومه دون أن يخطوها كلها لا يمكنه فعل شى إلا بأمر ربه انت لا شئ دون الله تذكر ذلك دوما واحمد ربك سرا وعلانية لا يفرق بينك وبيني سوي صلاتك والتقوي فلا داعي إلي أن نتنافس من أجل اشياء باليه لا فائدة لها وعند ذلك الصباح المختلف كليا لفريدة فهي ستدخل لچحيم وهذا يدركه أي شخص يعلم بزواجها من بلال عز الدين فيكفي بروده التي ستتحمله وعصبيته الشديده وبالطبع تملكه فهو ربما لا يحب لكن لديه داء التملك وهذا ربما أسواء من الحب ولكن ما خفي كان اعظم
فلا أحد حتي الآن يفهم لما قرر الان يتزوج ولما اختار تلك الفتاة التي عرف عنها
الجنون فهي هادئة ومچنونة بنفس ذات الوقت مدللة وتتحمل المسئولية شفافة كزجاج وغامضة مثله ربما لذلك اختارها انها مختلفة عن الجميع فهي ذات رأي خاص وقوة عجيبة وتعشق التحدي
بالطبع ليس بلال عز الدين الذي سيتزوج من فتاة تنفذ
متابعة القراءة