الفصل الأول راية التمرد رواية جوازة ابريل

موقع أيام نيوز


كان من الاول عرفوها وهي تختار بإرادتها
هدأت ملامحها تلقائيا عند حديثه وأومأت برأسها فى تفهم ثم قالت بجدية بنبرة اقل حدة انا بقول كدا من قلقي عليها يا عم سعيد .. هي يعني شايفة المؤذون واقف علي الباب .. طيب قولي هتروح فين دي بس وهي بحالتها دي
قالت خديجة ذلك بسؤال وحاجبيها مجعدين فأجابها سعيد بتعب وهو يجلس متكئا بمرفقيه على فخذيه ربنا يستر بقي احنا اللي علينا هنعملو .. احنا مش قد اننا نقع في مشاكل اكتر من اللي عندنا

بقلم نورهان محسن
أثناء ذلك
بأحد طرق المجمع السكني
ابريل يرتفع صوت دقات قلبها بسرعة وهي تسير بخطوات مهرولة لتتمكن من الوصول إلى بوابة المجمع السكني لكن قدميها توقفتا عن الحركة فجأة وهى تلهث بقوة عناء هذا المشي السريع وتعتصر بكفها على كتف حقيبة الظهر التي كانت ترتديها بعد أن رآتهم قادمون نحوها لتستنتج أنهم ليسوا هنا بمحض الصدفة.
عكست ابريل اتجاه طريقها لتطلق العنان لقدميها التى لحسن حظها أسعفتها بالجري دون الالتفاف خلفها غير عابئة بالألم في ها لأنها كانت متأكدة من أنهم سيلحقان بها حتما ولا تعرف
كيف تتخلص منهم الآن
بقلم نورهان محسن
أمام المرآب
عند باسم
تيبس جسده لعدة ثوان قبل أن يأسر علي معصميها في قبضتيه جاذبا اياها نحوه بقوة لېصرخ پغضب ممزوج بعدم التصديق وهو يهزها بغير وعي من شدة إنفعاله انتي اتهبلتي !! عايزة تضيعيني وتضيعي نفسك .. ناسية ان عندك ابن كنتي عايزاه يتربي ازاي بعد عملتك دي..
صاح باسم هادرا بالكلمة الأخيرة وهو يراها تناظره بتيه وعدم استيعاب ثم دفعها بعيدا عنه فاختل توازنها وسقطت بالتزامن مع خروج أنين بصوت عال منها أثناء اصطدام جسدها بالأرض لتشعر پألم قاس ممزوج پصدمة لا تقل عن صډمته شيئا على العكس من ذلك بالكاد تصدق ما كانت ستفعله منذ لحظات لترفع رأسها وتنظر إليه بوجه شاحب بينما يقف على بعد خطوات قليلة منها يتطلع إليها بعينين واسعتين پغضب قوي.
لم يستغرق الأمر ثوان لينحني بسرعة البرق بجذعه ويلتقط الس الذي سقط أمامه على الأرض قبل أن يستقيم وهو يسحب خزانته ليضعها في جيب سترته ثم ألقاه عليها ما صوتا قويا لتغمض عينيها بقشعريرة باردة تمر عبر جسدها حيث أنها شعرت بانخفاض رهيب في نبضاتها.
رفعت ريهام أهدابها وهى تصرخ بسخط بعد أن استعادت أنفاسها قليلا ودافعت عن نفسها رغم ظهور علامات الخۏف على محياها انت وصلتني لكدا 
اختلجت تعابيره سريعا من جملتها الأمر الذي دفعه إلى الجلوس على عقبيه أمامها بغتة مشټعلة عيناه وهو يرمقها پغضب فإرتدت بجسدها إلى الخلف لتصنع مسافة أمنة بينهما متطلعة إليه بنظرات حذرة فيما هتف الآخر إزدراء ملوحا بكفه في وجهها انتي عمولة من ايه يا شيخة .. مش نافعة في حاجة خالص
صمت باسم قليلا يأخذ نفسا عميقا ثم أضاف بهدوء غريب لا يعكس المشاعر المستعرة في داخله لولا اني مش عايز ابوظ خطوبة اختي واخر ب عليها فرحتها كنت سلمتك بإيدي للشړ طة ولا مستشفي المجانين حتي
رفع باسم سبابته وهو يزمجر بحدة محذرا إياها في نهاية جملته لكن الأصوات الصاړخة في عقلها لم تظل صامتة بل اكفهرت ملامحها القاتمة من الحزن لتغمغم بصوت مبحوح حرام عليك يا باسم .. ليه بتدو س عليا بالشكل دا .. أنت ليه بتعمل فيا كدا
شقت الابتسامة ها على الرغم من حزنها الطاغى على كيانها وأرسلت له نظرات معاتبة لتتساءل بمرارة كل دا عشان بحبك ومش قادرة اشوفك مع واحدة غيري .. عشان خاطري اديني فرصه وصدقني هترجع تحبني زي الأول واكتر
جفلت آنظاره للحظة بينما كان يستمع إلى رجائها ويرى الشغف واضحا في مقل عينيها فإعتصر قبضة يده بجانبه بإحكام محاولا التحلي بالصبر معها ثم رد عليها مشددا على كلماته بطلي انا نية وماتتضحكيش علي نفسك يا ريهام !! مانكرش اني حبيتك بس قدرت اعيش بعدك ومع الوقت نسيتك .. احفظي اللي باقي في كرامتك وخليكي بعيدة عني عشان مش هتلدغ منك مرتين
أنهى باسم جملته بنظرات حازمة لتشق الدموع طريقها دون تمهيد وتندفع كالجمر على خديها وتكويهما بعذاب عشقها له فوضعت يدها على فمها وخرجت شهقة قوية من أعماق قلبها المټألم ثم قالت بنبرة يائسة مليئة بالانكسار معاك حق انا ماستاهلش اي حاجة حلوة يا باسم .. ابني ابوه عايز ياخده مني واللي بحبه عايز يتجوز غيري..
تنهدت ريهام بقوة وهي تغلق عينيها لثانيتين ثم فما فالتقت نظراتهما معا لتهمس بحزن وصوتها يختلج بالمشاعر هو لدرجادي انا وحشة ومستحقش اي حب في الدنيا .. يمكن عشان كدا اتصرفت من غير ما افكر ولا احسبها .. بس والله انا ما كان في نيتي أأذ.. يك انا بحبك بجد..
لانت نظراته محدقا في عينيها المليئة
بكمية هائلة من المشاعر المتضاربة بين الضعف والحزن والندم والحب لعدة ثوان وهو لا يعرف بماذا يجيب عليها ليرفع ذراعيه وأطبق علي كتفيها وضغط عليهما بقوة طفيفة وقال أمام وجهها بصوت هادئ ممزوج بالجدية انتي اعصابك تعبانة محتاجة تهدي ولازم تفوقي لنفسك .. بلاش تصغري في عيني اكتر من كدا .. الأحسن تبعدي عن حياتي بالذوق وماتدخليش فيها ولا تحاولي تخر بيها تاني .. عشان مخرجكيش منها علي نقاله بجد المرة دي وكفاية اللي حصل لحد كدا
أنهى باسم كلماته مرسلا لها نظرات حاسمة لأنه يدرك جيدا أن الأفعى التي قامت بلدغه في الماضي لن تتحول إلى حمامة بمرور الوقت.
استقام باسم وا وهو يهندم ثيابه ثم توجه نحو سيارته بخطوات واسعة وأنطلق بها تاركا الآخرى والألم ې قلبها عاقفة حاجبيها بتفكير وغير راضية عن الش بالهزيمة وأن تتركه يبتعد عنها ببساطة كيف تقنع نفسها بأن لا شيء في هذا العالم مقدر لنا أن نمتل كه إلى الأبد.
بقلم نورهان محسن
على احدى الطاولات
فى الحفلة
أنهت منى عبارتها وهي تضع حقيبتها الصغيرة من نفس لون الفستان على الطاولة أمامها فيما ردت دعاء بتعجب عادي .. هو انتي غيرتي فستانك امتي!
أربكها السؤال للحظة وقد
زاغت أنظارها وهى تخبرها مبررة من شوية .. اصله وقع عليه العصير فإضطريت اغيره من عند هالة
أومأت إليها دعاء بنظرات غير مبالية لتقول مستفهمة اومال فين عز 
أجابت منى بإيضاح مشيرة إلى الهاتف كانت تحمله بيدها لسه مكلمني كان مع اونكل صلاح وجاي علينا
شقت الابتسامة وجه الجالسة مقابلها ويبدو أنها في الأربعينيات من عمرها ثم قالت بنبرة ودودة ما شاء الله يا مني انتي زي القمر كل مرة بشوفك فيها بتحلوي اكتر
بادلتها منى الابتسامة قبل أن تقوم بالرد عليها باحترام ميرسي اوي .. انتي الاحلي يا نيڤو
ساد الصمت لبضع ثوان ثم إستطردت نيفين تسألها بنبرة ذات مغزي انتي وعز بقالكم قد ايه متجوزين
أخبرتها منى بابتسامة ترتسم على ها بعد أن أخفت تعجبها من السؤال حيث أنها تتذكر حضورها لحفل زفافها يعني حوالي تلت سنين
أومأت نيفين إليها ثم غمغمت بابتسامة هادئة ربنا يهنيكم يا حبيبتي و يسعدكم يارب..
ردت منى على كلماتها بإيماءة بسيطة وأصبحت الأخرى أكثر فضولا ثم أردفت قائلة لسه ماعندكمش ولاد لحد دلوقتي ليه!! لعل المانع خير
مالت منى رأسها إلى اليمين لتتمتم والابتسامة لم تفارق ها لسه ربنا ما ارادش
ارتفعت حواجبها في دهشة لكنها قالت بلطف ربنا يبعتلك الخلف الصالح يا حبيبتي
استندت نيفين إلى كرسيها بارتياح شديد واستأنفت حديثها بس هو مش هيجي لوحده لازم تبدأي تفكري انكو تجيبوا بيبي تفرحو بيه ويقربكو اكتر من بعض
استمعت إلى كلماتها دون أن تنظر إليها وهي تحتسي من كأس العصير أمامها بينما يختلجها شا بعدم الارتياح من كلام المرأة مم جعلها تريد الصړاخ ولكن لم يخرج صوت من فمها حيث أن روحها مة وقلبها حزين وحتى تماسكها هشا من خوض حديث بهذا الموضوع الحساس لكنها تمتمت بصوت منخفض مكررة ان شاء الله لما ربنا يريد
قالت نيڤين بتصميم ايوه يا حبيبتي بس لازم تشدي حيلك عشان تجيبي بيبي يسليكي .. انا اعرف دكتور شاطر جدا هقولك عليه وروحيلو
ختمت نيڤين حديثها تحثها على الموافقة تحت نظرات دعاء التي لم تكلف نفسها عناء التدخل في هذا الحوار بينما ابتلعت منى لعابها منذهلة من سلاسة تدخلها في شؤون الآخرين هكذا ثم أجبرت لسانها على الرد رغم إنزعاجها تسلمي بس انا متابعة مع دكتورة صديقة لماما
رفعت نيڤين كتفيها ووضعت قدم واحدة فوق الأخرى ثم قالت لها بإلحاح ومالو روحي للدكتور اللي بقولك عليه مش هتخسري حاجة فكري وردي عليا
صدح هاتف منى بالرنين فأخبرتها بنبرة جعلتها هادئة ووقفت بسرعة شاكرة المتصل في سرها أن شاء الله .. معلش عن اذنكم هرد علي التليفون
ردت نيفين بلطافة وهي تعدل سماعة الأذن الطبية فى أذنها خدي راحتك يا حبيبتي
استدارت بجسدها ناحية دعاء وتطلعت إليها في حيرة ثم صاحت مستفسرة ايه يا ديدو .. انتي مش نفسك تشوفي حفيد ليكي ولا ايه .. سايبة الموضوع دا كدا ازاي ..
رفعت دعاء كتفيها ثم قالت بإحباط يعني هعمل ايه يا نيڤو 
تجعد جبين الآخري قائلة بغرابة وإصرار انتي حماتها خليها تسمع كلامك وتشوف الدكتور اللي بقولك عليه وان شاء الله تحمل علي ايده صحباتي بيشكروا فيه اوي
هزت دعاء رأسها سلبا لتقول بإستياء والله انا ريقي نشف
معاها بقالي كتير .. بس محدش فيهم بيسمع لكلامي لا عز ابني ولا هي اللي متمسكة بالدكتورة بتاعتها دي وكل ما اكلمها تقولي انا روحت لدكاترة كتيرة ومفيش نتيجة وجسمي باظ من الادوية صراحة بقت حساسة اوي من الكلام في الموضوع دا
برمت نيڤين ها بتعاطف حيث أنها أرادت فقط المساعدة وقالت بنبرة هادئة معلش هي معذورة .. بس جربي تاني واقنعيها .. وانا هديكي اسم الدكتور وعنوان المركز الطبي بتاعه واللي في الخير يقدمه ربنا
بقلم نورهان محسن
خلال هذا الوقت
عند ابريل
استدارت ابريل لتنظر فوق كتفها بينما كانت لا تزال تجري لتتأكد من عدم وجود أحد خلفها فتوقفت كى تريح قدميها الهشتين وأخذت تلهث بشدة محاولة إلتقاط أنفاسها المسلوبة وهي تخفض بصرها إلى الحقيبة ثم فا تعبث بها قليلا لتخرج منها بخاخ الاستنشاق الصغير.
سعلت ابريل مرة أخرى وهي تستعد لاستخدامه لكن يدها تثبتت في الهواء وهي تدير رأسها إلى الجانب حينما التقطت أذنيها صوت ضجيجا خلفها فعكست حدقيتها المتسعتان بر عب المصابيح الأمامية للسيارة القادمة نحوها وأدركت بغباء أنها كانت تقف في منتصف الطريق.
حاولت ابريل التحرك لكنها شعرت بجمود ساقيها من
الخۏف حيث أنها أوشكت تصطدم بها
 
فغطت عينيها بكلتا يديها لترخي قدميها مستسلمة
 

تم نسخ الرابط