جونجان غابة الذئاب والسحر الأسود

موقع أيام نيوز

بحنو
أخبريني بكل ما حدث معك بالخارج أنا والدتك وقلقه عليك.
عاد والدها في ذلك الوقت وهتف قائلا 
صباح الخير صغيرتي كيف حالك الآن
اقتربت منه تعانقه ليطبع الأخير على رأسها قبلة حانية
بأفضل حال والدي الحبيب
جلسوا جميعهم يتناولون الطعام بصمت تام قطعت سيرين ذلك الصمت وطالعت والديها تريد أخبارهم بالقوة الخفية التي تمتلكها وتختبرها معهم لكي يشعرون بأنها سعيدة حقا بعودتها وليس بحاجة إلى طبيب كما قرأت افكار والدها..
أريد أن أخبركم بشيء هام
تطلعوا لها باهتمام لتبتسم هي قائلة
أثناء وجودي في إيطاليا أكتشفت أن أملك قوة خارقة
شدد والدها أنظاره عليها بدقة وهتف بتسأل 
كيف..
عادت تسترسل حديثها قائلة
قوة خفية على قراءة الأفكار أنا اعلم ما يدور بخلدك الان والدي تريد أن تصطحبني لطبيب لأنك قلق بسبب تبدل حالي ولكن انا حقا بصحة جيدة.
نظرات من الدهشة والصدمة حلت بهم وصړخت هدى بعدم تصديق وهي تحدق زوجها بنظرات غاضبة
لا لن أقبل بهذا أبدا
اقتربت من ابنتها بلهفة تعانقها وتشدد في ضمھا إليها وهي تهمس پخوف
لا لن اسمح باخذك من أحضاني
لا أفهم أمي سبب هذا الذعر أنا بجانبك ولكن اعرف الان ما يدور بذهنك أنتم الآن مثل الكتاب المفتوح أمامي.
نكس منصور راسه وتطلع أرضا في حزن عميق تركت أحضان والدتها ثم أقتربت من والدها وجلست أمامه على ركبتيها وهمست بصوت خاڤت
لما كل هذا الحزن والدي
همس بصوت منكسر
هذه غلطتي منذ البداية ولكن لن أسمح لاحد باخذك مني.
انظر لي ابي اريد تفسيرا لما قولته
هز راسه نافيا وقال بقلة حيلة
سيصعب عليك فهم ما حدث بالماضي
عادت تردد بتسال
وما الذي حدث بالماض يجب علي فهمه الآن أخبرني والدي بصراحة ووضوح ما يحدث لي من قوة خفية متعلقة بالماض
هز رأسه بالايجاب في أنكسار وقال
لم أعلم بأن ما فعلناه بالماض سيظل يلاحقنا ويسلبك منا
ماذا حدث أبي وما الشيء المتعلق بحياتي وبما أنا فيه الآن هيا أخبرني
تذكر الماض الأليم عندما كانت زوجته تحمل في احشائها طفلا وهي تعاني ألم المخاض..
صفا سيارته أمام المنزل القديم ثم ترجلا من السيارة وترجلت ماريأيضا أمسك بكفها ودلفوا سويا لداخل العقار ثم ولج برفقة ابنته لداخل الشقة القديمة المظلمة زاح الغطاء الموضوع على أثاث الشقة ليزيل الأتربة العالقة بالمكان.
سعلتماريعدة مرات أسرع والدها بفتح النافذة ولكن عندما شعرتماري بحرارة الشمس تقلصت قرائصها وطلبت من والدها غلق النافذة فهي لا تتحمل أشعة الشمس على جسدها.
تنهد شوقي في حزن وعاد غلق النافذة 
وجدت ماري الكتاب الذي بيد والدها جذبته من يده لتنظر له باهتمام ثم جلست تقرأ صفحاته بدقة لتقع عينيها على سطور أستوقفتها عادت تطالع والدها وقالت بأسى
إذا تم تحويلي عند أكتمال القمر يجب عليك الخلاص مني.
ضمھا لصدره بحنان وقال 
هذا جنون حبيبتي لا تخافي سنجد حلا لا محال
قاطعته قائلة 
ولكن إذا حدث هذا ستنتهي لعڼة الذئاب المحاطة بي
ولكن أخشى عليك تنفيذ ذلك لابد وأننا سنجد حلا أخر
جلست بحزن عميق عينيها تترقب القادم مصيرها غير محدد ملامحه بعد 
تذكرت ماكسر ياليته جانبها الآن لوجد لها الحل وتحررت من تلك اللعڼة التي مازالت مقيدة بها.
أما عن نيروز فنهضت من نومها بنشاط دلفت لغرفة جدها تقص عليه ما فعله عزيز معها وعن الحب الذي نمى بقلوبهم أثناء محنتهم وكان الداعم لها لم يتركها وحدها وعن رغبته في الزواج منها ووعدها بأن يأتي بعائلته اليوم لمقابلة جدها..
فرح الجد بهذا الخبر السعيد ووعدها ان يتمم سعادتها بهذا الزواج ولن يسمح لأحد أن يقف في طريق سعادتها..
غمرتها السعادة طوال اليوم وهي تنتظر قدوم عزيز
ارتدت ثوبا رقيقا قد جلبه لها جدها بآخر ذكرى ميلادها وتركت شعرها ينسدل خلفها بنعومة ووضعت تاجا من الزهور يحاط بخصلات شعرها منما عطاها مظهرا خلابا..
ومن حين لآخر تطلع بالمرآة وتدور حول نفسها في سعادة عارمة أخيرا ستنال نصيبها من السعادة اليوم.
حل المساء وهي تنتظر على أحر من الجمر.
واستعد الجد والعم في أستقبال عزيز وعائلته وبعد لحظات وجدو طرقات أعلى باب المنزل ذهب عبدالله لفتح الباب واستقبلهما بحفاوة.
بدا التعارف بين العائلتين وأتت نيروز ترحب بهم وتقدم لهم القهوة ونبضات قلبها تصخب بقوة منما جعل يديها ترتجف ولم تتحكم بنفسها انسكبت القهوة على عزيز.
منما جعل والدته تثور غاضبة وهتفت بحنق كلمات فظة لازعة لن تتحملها نيروز
سألت دموعها واعتذرت منهم وركضت إلى غرفتها تغلقها على نفسها وتبكي بحړقة.
بالخارج الأجواء في توتر. 
هتفت شريفة بصوت حاد

وهي تصوب انظارها بعين والدة عزيز
الفتاة خجولة وهذا رد فعل طبيعي يحدث لها اتذكر بالماض تزوجنا ولم نرا الزوج إلا ليلة الزفاف
تبسم عزيز وهتف بود قائلا
أعلم أن ما حدث بسبب خجلها الزائد وهذا ما جعلني اختارها زوجة لي.
هتف والده قائلا
سكب القهوة خيرا دعونا ندخل فيما اتينا من أجله نريد ان نطلب يد حفيدتك المصون لولدي عزيز
هتف الجد بسماحة 
ونحن قبلنا بعزيز ان يصير ولدنا هو الآخر
حسنا إذا نقرأ الفاتحة
قاطعهم عزيز بلهفة وقال
أود إقامة الزفاف بأسرع وقت
ضحك الجميع على تسرعه ولكن رفعوا ايديهم لقراءة الفاتحة وهذا مثابة وعد بالزواج وسوف يقام الزفاف خلال أيام ريثما يتم تجهيز عش الزوجية.
وقفت أمام المرآة تنظر لصورتها داخلها بإنكسار ودموعها تنساب بغزارة حدثت نفسها بحزن
لن أفلح في أي شيء 
دلفت زوجة عمها في ذلك الوقت ووقفت خلفها قائلة بصدق مشاعر
أنت جميلة نيروز ولا تدع ما حدث يهز ثقتك بنفسك وبجمالك ابنتي
قالت بحزن
ومتى كانت لدي ثقة بنفسي لم أمتلك القوة لاكون واثقة بنفسي بشخصيتي وكيف أمتلك هذا الحق وكل شيء سلب مني في هذا البيت 
حقا أعتذر منك سامحيني على الماض سنفتح من اليوم صفحة جديدة واعدك لن افعل أي فعل أحمق ولن اغضبك بعد الآن
لا أملك إلا الصفح يا زوجة عمي لا تقلقي 
كنت أغار منك حقا لانك جميلة وانا لدي فتاتين لن يملكون نفس جمالك وقوامك لذلك كنت ناقمة عليك وفي ذات اللحظة تمنيتك ان تكوني ابنتي أنا من جمال أخلاقك وطيبة قلبك النقي الرقيق الآن زوجت بناتي ويعيشون حياة بائسة ولن أراهن إلا مرة كل ثلاث شهور لم أجد قلبا حنونا كقلبك يا نيروز عندما أمرض لم أجد جانبي اياك وعندما علمت باختفاءك صدقيني ابنتي شعرت بأن كدت افقد أنفاسي حزنت عليك اعلم بأن سليطة لسان ولم تذقي مني إلا السب والضړب لكن قلبي يحبك أقسم لك أنني أشعر بأنك قطعة من روحي سامحيني يا صغيرتي أشفقي على كبر عمري.
تلألأت الدموع داخل مقلتيها الرماديتين رفعت زوجة عمها كفيها تحتضن وجنتيها بحنو وانسابت دموعها هي الأخرى ثم قالت
لا تبكي أنت اليوم عروس
ارتمت نيروز داخل أحضانها لأول مرة بحياتها شددت شريفة في عناقها والدموع تنهمر بحزن وأسي على ما فعلته بتلك البريئة التي لن تستحق كل ما عانته في طفولتها أقسمت أن تعوضها حرمان ما ذاقته وتكون لها الام الحنون وستغدقها بمشاعرها الحانية.. 
..
ظلام دامس أحاط بالمنزل وبد القمر يدور. في اكتماله طلعت له من خلف نافذة غرفتها بقلق خوف فزع مشاعر مضطربة تخشى القادم تركها والدها لجلب الطعام وتأخر عنها وبدت وحيدة داخل المنزل الذي يعمه الظلام.
تشقق جلدها وتغيرت بوبوة عينيها لتصبح باللون الأحمر الكاتم بصيلات شعرها نمت بسرعة كثيفة وبرزت مخالبها وانشقت أنيابها الحادة وأحتاج جسدها نوبة ڠضب حادة خرج صوتها عواء قويا يشق ظلمة الليل بدت تستمع لنبضات قلبها وتشم رائحة الډم تشتهي لذته دفعت النافذة بقوتها الخارقة لتركض مبتعدة بسرعة فائقة تبحث عن صيدها بعين ثاقبة ترا ما لا يراه بشړ تحول جسدها بأكمله وصارت ذئبة متوحشة تركض اتجاه حاسة الشم.
عاد شوقي المنزل في ذلك الوقت وبحث عنها بقلق ليصاب بالصدمة عندما وجد المنزل فارغا والنافذة مکسورة بقوة ويبد بأن ابنته تحولت حقا لمستذئبة انتابته حالة من الخۏف عليها وعلى ما ستفعله بخارج حدود ذلك المنزل لا يعلم كيف سيلتقي بها ويعديها لهذا المنزل يجب عليه حمايتها وحماية البشر من العواقب الذي لا يعلم أين تبدء ومتى ستنتهي
ترك المنزل بحثا عنها واستقل سيارته يشق طريق المنطقة لعله يجدها أستمع لصوت عواء يأتي من بعيد انطلق بسيارته يتتبع أثره ليجدها فجأة أمامه تصدم جسدها أمام السيارة وتطلع له بشوة تريد التهامه احكم إغلاق السيارة على نفسه وظل يتطلع لها بعيون باكية لم يصدق بأن ابنته هي التي أمامه الان وتريد نهشه وقټله باپشع الطرق.
وڠضبها يزداد جموحا ټشتم رائحته وتريد التغذي عليه حرك محرك السيارة يريد ابعادها وحاول الفرار منها يجلب لها قطعة اللحم الني الذي جلبه لها لتسد جوعها لكي لا تحاول التهامه فقد قرأ ذلك داخل الكتاب ولابد من جرحها لكي تهدا تلك النوبة الغاضبة
وجلب سکين من الفضة لهذا الامر وهذا ما جعله يتأخر عنها أوقف السيارة ودلف مهرولا داخل المنزل ليجدها تركض خلفه وتحاول اقټحام الباب بقوتها ونجحت بالأمر.
ابتعد شوقي وهو ممسك بقطعة اللحم التي ألقاها إليها التهمتها هي في شراهة ثم ثقبت مقلتيها الحمرويتين كجمرتين مشتعلتين وهدات نوبة ڠضبها الجامح.
ازداد نحيب والدها وهو يجدها على تلك الحالة ولم يستطع أذائها فكيف سيفعلها وهي قطعة من قلبه وروحه
كيف ستطاوعه يده بجرحها كيف سيطعن قلبها وإذا فعلها هل ستعود ابنته أم سيفقدنها ويكون هو من قټلها
قزفت إليه في سرعة لتسقط السکين من يده واغمض عيناه مستسلما فإذا قټل الآن أهون عليه

من ألحاق الاذى بابنته روح فؤاده.
منذ أن رفض والدها البوح بسر الماض الدفين وهي حبيسة لغرفتها تزرعها ذهابا وإيابا ثم تقف بره تحك مؤخرة رأسها في تفكير عميق وتسألات كثيرة تجعلها على حافة الجنون لا تجد تفسيرا منما هي واقعة فيه الآن.
ليتكوم الدخان أمامها في لمح البصر ووجد سادم أمامها يبتسم لها ابتسامته المعتادة ويهتف مناديا بأسمها
شرقيتي الفاتنة..
تلك المرة لم تتحرك قدميها تسمرت مكانها وهتفت بتسال
سادم ماذا يحدث لي أكاد أن افقد عقلي
اقترب هو منها وامسكها من ذراعيها يحتضنهما بين قبضتيه وقال هامسا
سأخبرك في الوقت المناسب عليك الان إلا ترهقي عقلك بالتفكير حسنا جميلتي
هزت رأسها بإيماءة خفيفة وكانها مغيبة تسمع همساته فقط التي عاد يرددها وهو يضع كفه على جبينها وقال كلماته التي تجعلها تغط في نوم عميق. 
حملها ووضعها بالفراش ثم لمعت عيناه بڼار مؤججة وتبدل وجهه تماما بوجه اخر مخيف وهمس بصوت الفحيح 
دهمان لن يترك شيئا يخصه ولو بعد حين 
ثم كركر ضاحكا لتهتز الغرفة أثر ضحكاته المجلجلة وعاد يتبخر ثانيا كالدخان اختفى فجاءة كما ظهر فجاءة..
الفصل الثالث والعشرون روح معذبة
اغمض عينيه بقوة عندما قزفت عليه تريد التهامه ولكن بعد لحظات وجدها جالسة عند قدمه تمرمغ رأسها بأرجله رفع مقلتيه الدامعة ثم أحتضنها دون خوف
تم نسخ الرابط