روايه لحن الحياه
المحتويات
كتير
واقتربت منه بحقيبته وألقتها في المقعد الخلفي وهي تعلم أن اليوم ستنفذ طاقتها معه
مش محتاجه اروح نادي رياضي انا
ليبتسم جاسم وهو يلتف نحوها
ومين قالك اني واخدك عشان تلعبي رياضه او معجب برفقتك في الأماكن اللي زي ديه
ونظر لجسدها بوقاحه
انتي رايحه للخدمه
وغمز بعينيه عندما رأى نظراتها الجامدة نحوه
الفصل الحادي عشر
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
ظلت كلمته تدور بعقلها دون هواده ولم يلجم لسانها من نعته بأبشع الألفاظ بل وترك ذلك العمل البغيض الا ذلك العقد اللعېن الذي مضت عليه لعام كامل في سبيل تنازله عن ما اقترفه شقيقها الذي لا يربطها به الا الأسم والډماء
وعندما شعر بهدوئها أراد ان يستفزها قليلا
فطالعته بجمود ليبتسم هو بسماجه وبرود
وأخيرا وصلت السياره إلى أحد النوادي الراقيه ليحيه حارس الامن
وبعد برهة كانت تسير خلفه تحمل حقيبته الرياضيه التي تود ان تلقيها بوجه
ليك يوم ياجاسم ياشرقاوي
وضغطت على أسنانها بقوه وهي تقف خلفه بعد ان وقف ليصافح أحدهم وسار مجددا نحو وجهته
وألتف نحوها مشيرا لأحد الأركان الجانبيه
هتفضلي هنا تستنيني
فعضت علي شفتيها بقوه وقبضة على يديها قبل ان تمتد أظافرها وتخدش وجهه الجميل
ومد يده ليخذ منها الحقيبة ليجدها تتركها أرضا وتبتعد في صمت
فهتف بحنق
حسابك معايا بعدين
وخطي داخل الصالة الرياضيه لتنظر حولها بضيق
وبحثت بعينيها عن مكان تجلس فيه فوجدت مصطبة رخاميه ملتفه حول حوض من الأزهار فجلست وهي تخرج أحد كتب القانون والتي أصبحت تحملها في حقيبتها كي لا تنسى مهنتها الأساسية
ومرت الدقائق وهي تختلس النظرات تارة في اسطر الكتاب وتارة أخري علي نظرات البعض وهم يمرون من أمامها او جهتها
ووجدت هيئتها في الوجهة الزجاجيه الخاصة بالمكان
وتأملت نفسها قليلا كالعاده ترتدي أحد القمصان المقلمة والتي تشبه قمصان الصبيه وبنطال من الجينز الباهت وتعقد شعرها ونظارتها تضعها على عينيها من أجل أتمام هيئتها التي لا توحي بوجود أنثي
ولا تعلم لما أتي بها هنا اهذا هو عقابها الذي اخبرها به في المصنع
وتمتمت وهي تلعنه داخلها ولمعت عيناها بمرح وهي تنظر حولها
ليه مستغلش وجودي هنا وأتبسط شويه
وتركت لقدميها حرية التمتع بالمكان مكان مخصص لملعب التنس وآخر لركوب الخيل وآخر للركض وآخر للهو الأطفال ومساحات خضراء جميله الي ان أنتهي بها المطاف عند الجزء المخصص للجلوس وهي كافتيريا النادي
ونظرت إلي اعين النساء التي بطبيعتها دوما الفضول واتجهت نحو احدي الطاولات وجلست بأسترخاء وهي تضع ساق فوق الآخر ولكن عندما رأت هيئة حذائها
انزلت ساقها سريعا تستمتع حولها بهيئة الجالسين
حتى ان حديث البعض بدء يجذبها
منهن تقص لصديقتها عن ابنتها الجميله المثقفة فيبدو ان الأخرى لديها شاب مقبل علي الزواج ويريدون توفيق راسين بالحلال
فتمتمت ساخرة ومازالت أذناها معهم
حتى هنا بيشقطوا عرسان
ثم لفت أنتباهها لحديث أخرى تخبر صديقتيها
عن مافعلته في حفل خطبة حبيبها
وأخرى تحكي عن رحلتها لباريس
ورمت أذناها في الجهة الأخرى لتجد عصفوران من الكناريا كما شبهتهم تخبره بدلع عن اهانة والدته لها أمس لأن فستانها لم يعجبها
فضحكت بعلو صوتها فلم تعد تتحمل تلك الأجواء وقد نظر اليها البعض بنظرات ساخطه
لتجد أحد عمال الخدمه الخاصه بالمكان يسألها تنتمي لأي من الأعضاء فرفعت عيناها بغرور مصطنع تهمس داخلها
نستغل أسمك شويه ياابن الشرقاوي
وهتفت وهي تعدل من هندام قميصها
جاسم الشرقاوي
لينظر إليها العامل بتفحص غير مصدق أنها من ضيوفه وعندما لاحظت نظراته تلك زاد سخطها
مالك مش مصدق محسسني ولا كأني أعرف رئيس الدوله
فأبتلع العامل سخريتها فهو يعلم ان لاحد يدخل النادي الا برفقة عضو من أعضاء النادي ولكن هي برفقة جاسم الشرقاوي لا يصدق
يافندم مقصدش انا لازم أعرف انتي تبع مين من الأعضاء
لتزفر مهرة أنفاسها بقوه
ما انا قولتلك جاسم الشرقاوي
وأخرجت من حقيبتها كرنيه عملها في شركته
ليبتسم العامل مرحبا بها
منوره يافندم
لتطالعه مهرة بأستياء
ماكان من الأول
وتابعت وهي تنظر الي الطلبات التي تقدم للجالسين
خلينا في المهم عندكم ايه يتاكل ويتشرب
فبدء العامل يخبرها بما لديهم لتملي عليه بعض الوجبات وبعض العصائر والمثلجات
كان العامل يدون ماتطلبه وهو متسع العينين
هو في حد جاي مع حضرتك يافندم
لتستاء مهرة من سؤاله الفظ
لاء
وقبل ان ينصرف العامل هتفت بجوع
تجيب الأكل الأول وبعدين نوعين العصير وبعدين الايس كريم اللي طلبته وياريت تكون الشيكولاته اكتر من الكريمه
وأنصرف العامل وهو ينظر إلي ماطلبته ثم ألتف نحوها بتعجب واستدار مجددا ينفذ ماطلبت فجاسم الشرقاوي عضو مهم ولديه معرفة قويه برئيس مجلس إدارة النادي
وبعد نصف ساعه كانت طاولتها تملئها ماطلبته تأكل وتشرب الماء كي تبتلع الطعام إلي ان امتلئت معدتها وألتقطت بعض ورقيات المناديل وأخذت تمسح يداها وفمها لتشير للعامل ان يحمل الأطباق ويأتي بنوعان العصائر الطازجه اللي طلبتها وأخيرا جاء وقت تناول المثلجات
ورغم شبعها الا ان عنادها معه جعلها لا تفكر بالنتائج
وتذوقت طعم المثلجات بتلذذ لتترك المعلقة بفزع عند سماع صوته
مبترديش على تليفونك ليه
وتابع دون ان يترك لها مساحة للرد
مفضلتيش واقفه ليه في مكانك
ونظر الي ما تأكل
شايف أنك بقيتي صاحبة مكان
وازاح أحد الكراسي ليجلس أمامها
فهتفت متسائله
خلصت أسألتك
وأخذت تجاوب علي أسئلته ببرود وهي تتذوق طعم المثلجات
مفضلتش واقفه ليه انت مش طفل عشان اخاڤ عليه
ليحتقن وجه جاسم وأراد ان يضربها بقبضة يده ولكن
وتابعت وهي تستطعم مذاق ماتأكل
مردتش على تليفوني عامله صامت أصل مبحبش الأزعاج وان بستمتع بوقتي
وتابعت وهي ترى الڠضب في عينيه
اما بخصوص المكان من واجب رئيس العمل أنه يرفه عن موظفينه
لا يعلم كيف يرد عليها فالكلمات تقف بحلقه وهو يطالعها وهي تتحدث وتستمتع بمذاق ما تأكل
وألتمعت عيناه وهو يراها هكذا ولم ينجده من تأمله لها الا صوت أحد معارفه وقد كان صديق والده رحمه الله
جاسم مش معقول اخيرا طرقنا اتصدفت ياابن الغالي
ليقف جاسم بأحترام ويصافحه بحرارة لتتابعه مهرة بعينيها متعجبه من تحوله السريع
ونظر الرجل بعدها نحو مهرة متسائلا بمرح رغم كبر سنه
مين الحلوه ديه
وأقترب من مهرة يمد يده يصافحها لتنهض من فوق مقعدها بأرتباك لتصافحه وشعرت بالألفة نحوه
فأبتسم الرجل وهو يخبرها بهويته بعد أن أخذ جاسم دور المشاهد
انا عماد الراوي لواء متقاعد
لتهتف مهرة وهي تنظر لجاسم الذي وقف يطالعها بجمود كعادته
أتشرفنا يافندم وانا مهرة
وحدقت بجاسم بقوة
بشتغل عند جاسم بيه
فنظر عماد الي جاسم ببشاشة ومرح
وبيعملك كويس الولد ده ولا ديكتاتور
وعلي الفور ردت مهرة
لاء ديكتاتور
لتتسع عين جاسم من ردها ويضحك عماد بقوه
وهو يجلس على أحد المقاعد
وجلسوا يثرثرون وقد اندمج عماد مع مهرة التي كانت تمرح دون العادة وهذا ما أثار الدهشة لدي جاسم
سيادة اللواء هنا وكمان مين جاسم
لينهض جاسم مبتسما مصافحا ذلك الشاب
أزيك يامراد
وأنضم اليهم مراد بعد ان تسأل عن أحوال كريم وأحوال جاسم في العمل
وهتف جاسم بعملية
مش ناوي برضوه تيجي تشتغل معايا
فنظر عماد الي ولده الذي قد تخلي
من أسبوع عن وظيفته بسبب عدم نزاهة مديره رغم أنه يعمل بشركة كبرى
ليهتف مراد مبتسما
لو لسا عرض شغلك موجود فأنا موافق ياسيدي
لتتسع أبتسامة جاسم فأخيرا قد وجد مديرا جديدا لمصنعه يثق به
وأنتبه مراد لمهرة التي أخذت تطالعهم بصمت إلي ان رحب بها
مش تعرفنا يابابا
وغمز بمكر لوالده لينظر عماد لمهرة بلطف
ديه مهرة عروستي الجديده
فضحك مراد علي دعابة والده ومدام قد مزح والده بتلك الطريقه فبالتأكيد أنه استشعر طيبتها
فعمل والده جعله يعرف متي يكون حازما ومتي يكون لطيفا
وتوردت وجنتيها وهي تري الحديث
ينقلب عليها فيبدو أن علاقه عماد بولده علاقة تشبه الأخوه وليس اب وأبنه
وألتقت عيناها بجاسم الذي أخذ يطالعها بجمود يضغط علي قبضتي يديه بقوه
وقد ظنت أنه ينفر من وجودها بينهم ولكن هو كان يطالعها بنظرة لأول مره يخصها بها
نظرة رجل لأمرأه
وقعت عيناها دون قصد علي هيئته التي تسلب الأنفاس دون قصد كنان رجلا بالفعل وسيم وسامة طاغيه
وأشاحت وجهها سريعا وهي تخبر قلبها ان يتوقف عن النبض كلما رأه
اليوم جواد أصر عليها ان يهبطوا لساحة الفندق فقد مل من جلوسهم في الجناح الواسع
وألتفت حولها تبحث عن جواد لتجده يقف مع أحد الموظفين يأخذ منه الحلوى
فأبتسمت لا شعوريا ولم تلاحظ ذلك الذي أخذ ينظر إليها بعد ان أشاحت وجهها عنه
بعدما أنهت عملها ذهبت حيث المكان الذي أخبرها فيه أكرم انه يريد ان يلتقيها فيه
ووصلت للمكان بأرهاق وأخذت تبحث عنه بعينيها لتجده يلوح لها بيده
وأقتربت منه وجلست علي المقعد تنتظر الحديث الهام الذي سيخبرها به وانتظرت لدقائق وهي تري أكرم يفرك يديه بتوتر
أنت جيبني هنا ياأكرم عشان نقعد ساكتين
ليرتبك أكرم وهي ينظر إليها ثم جذب تلك الحقيبة التي هي أسفل قدميه معطيا لها اياها
فحدقت مهرة بالحقيبة بقلق متسائله
فيها ايه الشنطه ديه
ليفتح أكرم الحقيبة التي يملئها المال
لتشهق بفزع
جبت الفلوس ديه منين
ليتذكر أكرم التوكيل الذي لديه من والدته فكل شئ يعد بأسم والدته
ده حقك انتي و ورد يامهرة
لتزيح مهرة الحقيبة بعيدا عنها پغضب
انت جبت الفلوس ديه ازاي
فشحب وجه أكرم فعلمت ان الأمر به شئ
وبعد ضغطها عليه لمعرفة مصدر المال اخبرها بكل شئ
لتنصدم من فعلة شقيقها
سړقة فلوسهم
فتمتم أكرم سريعا
انا مسرقتش انا جبتلكم حقكم ماما عمرها ماهتديكم حاجه
لتبتسم مهرة ساخره وهي تنهض
وتفتكر انا و ورد كنا بندور على فلوس ياأكرم
وتابعت وهي مازالت واقفه أمامه
احنا كنا بندور على الحنان علي السند
فحدق بها أكرم پألم
رجع الفلوس ياأكرم
وكادت ان تتابع طريقها وتتركه الا انها وضعت يدها علي كتفه تربت عليه
انت مرحب بيك في أي وقت معانا
وأنصرفت دون كلمة أخري لينظر نحوها أكرم وهو يشعر بالحب القوي نحوها ونحو شقيقته ورد
أنصدمت ورد عندما علمت من معاذ ان وجود جواد مؤقت وفترة وسيعود كنان وجواد لوطنهم
لم تركز يوم ان تقدمت للوظيفه أنها فترة عملها مؤقته وكل ما ظنته ان تلك الفتره ستكون كأختبار مدفوع الأجر ثم يكون تعينها
ونظر لها ياسر متسائلا
روحتي فين ياأنسه ورد
فأنتبهت ورد لياسر الذي يقف أمامها في بهو الفندق يتحدث معها قليلا يسألها عن أحوالها بالعمل حتي الأن
وتسألت ورد بأمل ان ينفي لها ما لا ترغب بسمعه
يعني المشروع يخلص وهيمشوا
فحرك ياسر رأسه بأيجاب وهو يتمتم
اكيد هيجي السيد كنان زيارات بس اكيد علي فترات متباعده هو ليه مشاغله وشركته في تركيا
لتبتلع ريقها وقلبها بدء يؤلمها پألم لا تعرف سببه
نظرت مهرة للدعوة التي أعطاها لها السيد مسعود ورغم أنها لم تكن تفكر ان تحضر الا
متابعة القراءة