ليله امس
المحتويات
عاجزة مشاعر قاسېة تسلب منها قلبها و تلقي بها بمكان مظلم فتحت باب الغرفة لترى ملامحه التي تعشقها يبتسم إلى شقيقتها فهو بالنسبة له حقق حلم العمر.
سقطت دموعها و ارتجف فكها بداخلها صړخة مكتومة لا تقدر على إخراج جزء بسيط منها دقاتها تتألم و أنفاسها تأخذها بصعوبة على عدة مراحل..
بالخارج..
يجلس عابد يتأمل ملامحها التي وقع بغرامها من اللحظة الأولى فريدة حبيبته من ثلاث أعوام و كلما أقترح عليها الزواج أجلت الأمر يعلم أنه أخذ تلك الخطوة دون العودة إليها إلا أنه سعيد سعيد جدا.
_ أخيرا الحلم اتحقق يا فريدة..
لم تجيبه استكفت فقط بإعطاء إبتسامة مجاملة إليه تعجب من صمتها و تعجب أكثر من عدم وجود خاتمه الخاص بكفها سألها بقلق بالغ
_ مالك يا فريدة انتي مش مبسوطة إننا هنكون سوا!
ابتلعت لعابها بتوتر لا تريد أن تجرحه بأي كلمة فعابد رجل فريد من نوعه رفعت رأسها لترى نظرات جليلة المحذرة فهي حمقاء بالحديث و قليلة الذوق بكثير من الأوقات فركت بأصابعها قائلة بنبرة هادئة
مد يده يضم كفها إليه قائلا بحماس
_ طيب يا حبيبتي يبقى نقرأ الفاتحة إيه رأيك.
ردت عليه بسرعة البرق قائلة
_ لا لالا يعني أنا حابة أبيه فاروق يكون موجود في يوم زي ده.
أومأ لها رغم معرفته لعدم حبها لفاروق و شعورها الدائم بالنقص و عدم الأمان بسببه مرت الجلسة على خير... و بطريقه إلى الخارج لمح طيفها تقف خلف باب غرفتها ثبت مكانه لعدة ثواني مع رؤية دموعها المتساقطة مثل قطرات الندى على أوراق الشجر.
_ فتون.
بالداخل ركضت لفراشها و ألقت بجسدها عليها تضع الوسادة على رأسها لتخفي معالم وجهها الباكية مع صوت جليلة و فريدة بالخارج الذي بدأ يرتفع.
_ يعني إيه مش أخدة عابد يا فريدة ماله عابد إبن الحاج منصور الحي كله بيحلف بأخلاقه.
رفعت فريدة رأسها لجليلة قائلة بهدوء
_ عادي يا جليلة أنا مش حابة أكون زوجة له فين المشكلة في كدة هو إنسان محترم و كل حاجة لكن أنا مش شايفة فيه فارس أحلامي من و إحنا عيال صغيرة يعتبر عابد أخويا مش أكتر من كده أنا سكت في القعدة عشان الموقف محرج غير كدة لا.
_ طالما في حد في حياتك غيره يبقى عابد أولى بيكي يا بنت المسيري لكن لو فيه يبقى أعرف من دلوقتي.
فقدت فريدة السيطرة على أعصابها بشكل كبير جليلة دائما تفرض الأوامر دون إعطاء أحد فرصة للرفض لذلك وقفت أمامها قائلة
_ مفيش غيره و مش هكون له يا جليلة مهما حصل...
قطع حديثها وقوع جسد على الأرض بغرفة فتون مع صړخة قوية من شقيقتها.
بإحدى العيادات الخاصة بالقاهرة.
جلس فاروق أمام طبيبه الخاص بصمت شديد مل من أزمة لا يعلم لها سبب أو نهاية و الملل الأكبر من هذا الطبيب الأحمق الذي لم يستفد منه بمعلومة واحدة طوال الأشهر الماضية.
تابع الطبيب صمته بإبتسامة مستفزة ففاروق المسيري المړيض الذي لا يعاني من أي مرض ما يريده أمام عينيه و هو فقط يبحث عنه هنا و هناك بتشتت.
يضع ساق على الآخر و يريح جسده على المقعد بهدوء يرفض رفضا شديدا النوم على هذه الاريكة ليتحدث عما بداخله قطع الصمت سؤال الطبيب
_ حمد لله على السلامة يا فاروق بيه العيادة نورت.
رمقه الآخر بنظرة ڼارية لا يعلم من أين يأتي بهذا القدر من البرود ابتلع الطبيب ريقه بصمت يعلم ڠضب فاروق المسيري جيدا... ليعود بسؤال آخر جاد
_ إيه اللي حصل في الرحلة الأخيرة!
بتنهيدة حارة أجابه
_ زي كل مرة أشوف واحدة تعجبني أطلع على المحامي الخاص بيا و نتجوز مع أول مرة تختفي الاعجاب بشكل كامل ببقى زي التلميذ اللي بيذاكر عشان يجيب مجموع مع أنه مش طايق المادة أفضل أحاول شهر كامل ..
لغز غريب هذا الرجل يتلهف على المرأة و مع أول لقاء بينهما ينفر منها كتب بعض الكلمات الدقيقة على ورقته ثم أردف بهدوء
_ طيب يا فاروق بيه ما تجرب تتجوز من مصر بدل دول الأجانب!
رد عليه برفض شديد يستحيل أن يتزوج من مصرية أو من إمرأة يعلم أن تركه لها سيكون مؤلم لها لعبته دائما مع النساء لفترة محدودة لتعود إلى حياتها بكل سهولة دون فعل شيء حرام بالنسبة له.
بمصر الفتيات تعيش بشكل مختلف غير الغرب و غير ذلك من تعيش مثل
الغرب لا أكثر
_ أنا مقدرش أتجوز من مصر لمجرد شهر دي هتكون ڤضيحة لأي بنت و طبعا اللي ممكن تقبل كدة كلنا عارفين إسمها إيه.
تنهد الطبيب بتعب قائلا
_ ليه يا فاروق بيه مش بتفكر تعيش بشكل عادي زي باقي الناس يعني مثلا تحب و تتجوز عن حب وقتها مش هتكون قرفان بالعكس هتكون مبسوط معها جدا حياتك هتكون بطعم الشوكولاتة.
مع رسالة من شقيقته فريدة بنص مرعب أنا محتاجة تكون سندي أوي يا أبيه ترك عيادة الطبيب بلا كلمة واحدة ذاهبا إلى حي المغربلين خائڤ على شقيقته و بنفس الوقت يعلم أن جليلة ستقف بينهما و بينه.
من يصدق أن جليلة والدته ستكون بتلك القسۏة عليه ربما أراد والدهم بالماضي الحفاظ على أموال العائلة معتقدا أن منصور الجنايني يريد ماله لذلك كتب جميع أملاكه بإسمه هو مع توصية كبيرة بإعطاء كل فتاة ما تريده بالكامل.
وصل للحي ليهبط من سيارته و يسير بخطوات متعجلة توقف الزمن فجأة مع سقوط ماء تنظيف الخضروات على بذلته أغلق عينيه عدة ثواني پغضب قبل أن يدور بجسده لمن فعل ذلك.
هنا بالفعل إنتهى فاروق المسيري مع رؤيته إلى طبق من الشوكولاتة الذي لا ينقصها إلا بعض الزينة لتصبح أكثر من لذيذة عقله توقف حتى قلبه دوره مشوش فقط جسده يرغب و ينفذ بلا تفكير قالا.
_ هو ده طعم الشوكولاتة اللي بدور عليه من زمان لذة فاروق المسيري بين إيديك.
_______شيماء سعيد______
بمنزل كارم.
تجلس والدة كارم الحاجة صباح على أريكة بسيطة بصالة المنزل بعد يوم شاق من الأعباء المنزلية نجوى زوجة كارم وجودها مثل عدمه دائما تحبس نفسها بين جدران غرفتها و تغلق على نفسها جيدا بالمفتاح.
أفعالها مريبة و ردودها أكثر ريبة خصوصا بعد خروجها من الغرفة تنهدت السيدة صباح بقلة حيلة قبل أن تستسلم للنوم لساعات قليلة.
بالداخل كانت مزينة الفراش حولها متسطحة عليه شبه عاړية بملابسها الداخلية فقط تضع سماعات الأذن الصغيرة على أذنيها و تنظر إلى ذلك الرجل الذي يدقق بها پشهوة طالما تمنت رجلا مثل هذا يغرقها بأمواله بعيدا عن كارم و تلك الحارة.
أطلقت ضحكة رنانة سعيدة مستمتعة بكل كلمة غزل صريح و أكثر من وقحة يصف بها معالم جسدها لترد إليه وقاحته بوقاحة أقوى مردفة
_ يا ريتك معايا فعلا يا باشا مش مجرد فيديو.
قهقه بصوت مرتفع و عيونه تأكلها قائلا
_ مش أكتر مني يا روح الباشا على أيدي هتكوني هانم يا نجوى أنزل بس من دبي و نتعرف على بعض على الحقيقة و بعدها نسافر سوا يلا بقى شيلي باقي الهدوم دي عايز أشوف العرض كامل.
_ عنينا ليك يا باشا.
بعد مدة قليلة أغلقت هاتفها بعدما حول لها مبلغ من وجهة نظره بسيط أما بالنسبة لها حلم .
ملت من كارم و تلك العجوز التي تستفزها بطيبة قلبها الزائدة تتحمل تلك الحياة فقط من أجل طفلها يوسف لا أكثر الحياة الحقيقية على هاتفها مع هؤلاء الرجال و ذلك التطبيق الذي لا تخرج منه إلا على قرب وصول زوجها.
انتفض جسدها على أثر صوته يتحدث مع والدته بالخارج بسرعة البرق اخفت الهاتف بمكانه المخصص و عادت إلى إرتداء ملابسها و ترتيب الفراش.
أخذت نفس عميق و خرجت لتجد السيدة صباح تقول بهدوء
_ يا إبني مفيش زي نجوى واقفة معايا طول النهار لما حسيت إنها تعبت طلبت منها تدخل ترتاح شوية.
رفع رأسه لها بغضبه المستمر منها قائلا
_ كنتي فين يا بت نايمة و سايبة أمي من غير أكل من الصبح لحد دلوقتي !
حركت وجهها إلى والدته ببراءة قائلة
_ كدة برضو يا ماما مش أنا قولتلك أحضرلك تاكلي قولتي لما كارم ييجي ناكل سوا
أومأت لها السيدة صباح بإبتسامة طيبة لتدلف الأخرى للمطلخ تحضر الطعام الذي لا تعرف ما هو من الأساس.
_ وحشتيني يابت يا نجوى نفسي نجيب أخ للواد يوسف رأيك ايه!
ابتعدت عنه بضيق مردفة
_ رأيي إنك تنام يا سيد الرجالة أنا مش قادرة عشان تقرب... طول النهار قلبي مقطوع في البيت ده كأني خادمة و بعد كل ده مش كفاية عليا أمك و علاجها و هدومها أوعى تكون فاكر إنها طيبة معايا زي ما بتكون قصادك أنا بشوف معاها الويل نام و سبني في حالي يا خويا.
أنهت حديثها و أعطت ظهرها إليه ليلقي عليها الوسادة بضيق قائلا
_ نكدية زي أمك الله يرحمها فضلت كده لحد ما ابوكي ۏلع فيها و في نفسه.
_____شيماء سعيد______
لأول مرة يدلف إلى مكان مثل هذا إلا أن منتج العمل أصر على اللقاء هنا للحديث بشكل أفضل نظر إلى صديقه المندمج بشكل كبير بالشرب و النساء بقلة حيلة.
شعر بملل كبير من
متابعة القراءة