هووس من اول نظره
المحتويات
يدم طويلا عندما سمعها تهتف..
و إبنك مش هخليك تفرح بيه...هقتله.
كانت تلك الكلمة هي أخر قطرة أفاضت كأس صبره.
هتف بنبرة مرعبة..
فكري مجرد فكرة إنك تعملي كده و أنا هخليكي تتمني المۏت ملي هعمله فيكي...إبني خط أحمر فاهمة.. خط أحمر و مش هيكفيني فيه عيلتك كلها..
أخذ نفسا عميقا بجانب أذنها ثم همس بما جعل بؤبؤ عينيها يتجمد..ريان أخوكي..من النهاردة هيبقى تحت عنيا... و اليوم اللي هتفكري فيه ټأذي إبني يبقى تنسي فيه أخوكي
تسارعت أنفاسها بعد أن مر شريط عڈابها بسببه أمام عينيها بسرعة رهيبة لتتوقف بعد أن ظهرت صورة شقيقها ريان
الذي تحبه أكثر حتى من نفسها.. حركت رأسها ببطئ في البداية..لتكرر بصوت المبحوح ..أنها تكرهه و ستنتقم منه يوما ما...
بعد دقائق أنزلها على الفراش وحدثهاإيه رأيك نخرج نتعشى مع بعض الليلة عارفة بقالي سنين مسهرتش معاكي برا ..يلا بقى يا حبيبتي كفاية عياط داه مش كويس عشانك إنت ناسية إنك حامل..
نطق بتلك الكلمة التي أصبح يرددها كثيرا في المدة الأخيرة باستمتاع مثبتا نظره على بطنها مضيفا بهذيان و كأنه مختل عقلي..
أمالت رأسها إلى الجهة الأخرى ثم اغلقت عينيها بقوة عسى أن ينتهي كل شي.. و يختفي هو من الوجود...لكن كيف و صوته الذي يكاد يصم أذنيها يؤكدان أن
كل ما تفكر به ليس سوى أضغاث أحلام و أمنيات...
في جناح فريد..
دلفت أروى لغرفتها تحمل بين يديها لجين التي كانت تعبث بحجابها حتى أنها كادت تتسبب في سقوطها أكثر من
وضعتها على الأريكة ثم نزعت الحجاب و رمته بجانب الطفلة التي إلتقطت طرفه بين أصابعها الصغيرة تبحث عن تلك النقوشات التي جلبت إنتباهها منذ قليل... إنحنت أروى لتقلب القماش حتى ظهرت تلك الوردة الحمراء المنقوشة بدقة في طرفه و هي تبرطم بانفعال..
يووووه بقى يا لوجي هو أنا ناقصة مش كفاية عروسة المولد اللي إصطبحنا على وشها العكر تحت..
ااه لو مكانش صالح موجود كنت عرفتها مين البيبي شيييتر.. قليلة الادب ووقحة...يالهوي على لسانها اللي شبه المبرد و هي عمالة بتحذف طوب من بقها يمين و شمال...بس المشكلة إنه مش باين عليها...أنا فعلا أول
مرة انخدع في حد بالشكل ...شكلها من برا كيوت و حلوة أوي مكنتش أتوقع إنها كده.. فعلا المظاهر خداعة بس على مين...بس أقسم بالله من هنا و رايح لو سمعت منها كلمة مش عاجباني لكون منزلة شبشبي على دماغها...
لوت شفتيها باستهزاء و هي تتذكر طولها
القصير مقارنة بيارا مغمغمة باصرار..
بردو هضربها... .
في إحدى المطاعم الفاخرة..
على إحدى الطاولات كان هشام ووفاء يتحدثان
بعد أن تطورت علاقتهما كثيرا ليقرر هشام
أخيرا تحديد موعد الخطبة و الزواج...
إحتضنت وفاء كفيها معا قائلة بحماس ظهر
جليا داخل عينيها التين تعكسان صورة وجه
هشام..
النهاردة أحلى يوم في حياتي كلها...حاسة
إن قلبي هيقف من الفرحة .
إبتسم هشام بخفة معلنا..
بعد الشړ عليكي يا حبيبتي..
وفاء بسعادة..
مبسوطة مبسوطة مبسوطة جدا..
ضحكت قبل أن تستأنف حديثها من جديد..
يعني كل أحلامي هتتحقق مرة واحدة ...
جوازنا و كمان المستشفى انا بجد لسه مش
مصدقة .
هشام مؤكدا..
لا صدقي... الأسبوع اللي جاي إن شاء الله إفتتاح
المستشفى...و لما نطمن إن كل حاجة مضبوطة
نقدر نحدد مواعيد الخطوبة و الجواز.
أومأت له وفاء بتأييد مغمغمة بدعاء..
إن شاء الله..
نظرت نحو الأطباق التي كانت تملأ الطاولة
مستطردة بحماس..
انا نفسي إتفتحت اوي على الاكل...
أخذت الشوكة و السکين لتبدأ في تقطيع
قطعة اللحم إلى شرائح صغيرة قبل أن
تشرع في أكلها بتلذذ قائلة..
كل حاجة طعمها مختلف النهاردة حتى الاكل..
إبتسم هشام على مظهرها اللطيف ليبدأ
عقله في نسج المقارنات تلقائيا بينها
و بين حب طفولته إنجي..ليجد أن كفة
الميزان تنصف وفاء... فهي الأكثر جمالا
و رقة بأسلوب حديثها الناعم و تفكيرها
الراقي.. بالإضافة لذكائها و قدرتها على
فهم مايدور في خلده دون أن يتحدث حتى..
طموحها الذي لا حدود له و الذي جعلها
تحقق نجاحات كثيرة في مجال عملها رغم
حداثة سنها فقد تمكنت من أن تصبح
رئيسة قسم في المستشفى التي يعملون
بها بعد سنتين فقط من الالتحاق بها و هذا
في حد ذاته يعتبر معجزة..
ضحكت و هي تفرقع أصابعها أمام وجهها
تنبهه إلى أنه قد شرد كثيرا..
تنحنح في حرج و هو يتناول كوب المياه
ليترشف منه قليلا قبل أن يعيده لمكانه
مهمهما..
سوري...كنت بفكر في الافتتاح..
وفاء بابتسامة..
سيب الموضوع داه عليا و أنا ههتم بكل
حاجة...صاحبتي رولا باباها عنده شركة
صغيرة خاصة بتنظيم الحفلات...كل اللي
عليك تكتبلي نوت صغيرة بكل الحاجات
اللي إنت عاوزهم في الحفلة و انا ههتم بالباقي .
أجابها هشام بابتسامة إرتياح..
إنت إزاي بتخلي كل حاجة سهلة كده
وفاء و هي ترمقه بنظرات عاشقة تجلت
بوضوح داخل عينيها الجميلتين..
عشان بحبك...
في كلية الإعلام..
في مدرج الجامعة...كانت إنجي و صديقاتها
يجلسن في أماكنهن يينتظرن وصول الدكتور
الذي عرف بتأخره الدائم...
اسيل..
اووف انا زهقت .. هو الدكتور الرخم
داه مش هيبطل تأخير كده..
إنجي باقتراح..
داه فات نص ساعة أنا حاسة إنه مش
هييجي النهاردة..
رندا.. للأسف أنا شفته من شوية مع
الدكتورة إسلام..
اسيل..
أنا سمعت إنهم هما الاثنين مع بعض...
راندا بنفيتؤ...دي إشاعات... الدكتورة إسلام
مخطوبة لمهندس بيشتغل في الخليج .
إنجي بدهشة.. بجد..أنا كنت فاكراها متجوزة
و عندها أولاد...اصله باين إنها كبيرة في السن.
راندا..طبعا...عقبال ما عملت ماجستير
و خلصت دكتوراه و إشتغلت لقت
نفسها في الخمسة و ثلاثين...بصراحة
أنا شايفة إن داه العمر المثالي للجواز لأي
بنت...
إنجي بسخرية..خمسة و ثلاثين سنة..
راندا..لا يا فالحة مش قصدي على الرقم..
أنا أقصد إن العمر المناسب للجواز لما البنت
تخلص دراستها و تحقق كل طموحاتها
و تشتغل...تعتمد على نفسها يعني ساعتها
تقدر تتجوز..
إنجي بعدم إقتناع..
ممم معاكي حق...بقلكوا إيه أنا كمان زهقت
إيه رأيكوا نطلع..
سمعت صوت اسيل الضاحك لترفع رأسها من
فوق الطاولة لتسألها..فيه إيه مالك ..
أشارت لها الأخرى نحو الباب و هي تستقيم
في جلستها على الكرسي...لتتأفف إنجي
بملل عندما رأت الدكتور يدلف المدرج لإلقاء
محاضرته التافهة...
بعد ساعات طويلة مرت علي الفتيات.. إنتهى
الدرس بعد نصف ساعة من وقته الأصلي
مما جعل اغلب الطلاب يتذمرون و يشتمون
المعيد في ما بينهم...
جمعن أغراضهن ثم غادرن القاعة حيث
موقف السيارات الخاصة بالطلبة..
راندا و اسيل كانتا تتحدثان حول الحفلة
التي سيقيمها صديقهم عماد بمناسبة
عيد ميلاده الليلة بينما كانت إنجي تستمع
إليهما دون تركيز...
توقفت عن السير عندما سمعت صوت علي
يناديها..
آنسة إنجي لو سمحتي عاوز أتكلم معاكي
في موضوع مهم.. .
تفحصت إنجي ساعتها ثم ردت عليه بعجرفة
مش وقته انا تعبانة جدا...بكره نتكلم.
إستدارت لتجد راندا و اسيل تتهامسان
و تكتمان ضحكتهما..وجهت لهما نظرات حاړقة
تتوعدهما بالعقاپ بعد قليل...ليقطع حوارهم
الصامت علي مرة أخرى و هو يلح عليها قائلا..
أنا مش هاخذ من وقتك كثير هما خمس دقائق
بس...
تأففت ثم قالت..
بنات أنا هشوفه عاوز و ألحقكوا... إستنوني.
إلتفتت نحو علي الذي شعر بالإحراج
بعد أن لاحظ تعاليها و تكبرها قائلة
إتفضل...
نظر علي حوله ليجد أنهما يقفان في طريق
الطلبة الذين كانوا يمرون بجانبهم ليقترح
عليها بترددطب ممكن نروح أي مكان غير
داه عشان الموضوع خاص شوية..
نظرت حولها لتشير له لمكان فارغ قائلة
خلينا نروح هناك.. و لو سمحت متطولش
عشان مصدعة .
سارت أمامه بضيق واضح ثم توقفت
في ذلك المكان تنظر إليه حتى ينهي
حديثه...
إنجي..ها كنت عاوز تتكلم معايا في إيه
تضايق علي كثيرا من أسلوبها المتكبر
و شعر بالندم الشديد على طلبه للحديث
معها لكنه رغم ذلك تحمل لأجله مشاعر
الحب التي يحملها تجاهها و التي كان يكتمها
عن الجميع..
تحدث بهدوء عكس إضطرابه الداخلي..
أنا مش هطول عليكي أنا بس كنت عاوز
أقلك على حاجة مهمة كنت عاوز اصارحك
بيها من زمان بس إستنيت الوقت المناسب..
إنجي بفضول..
تفضل .
علي بنفس واحد..
آنسة إنجي.. أنا بحبك.
لعدة ثوان ظلت إنجي تحدق فيه لأنها
لم تستوعب بعد مانطق به قبل
أن ټنفجر
ضحكا حتى أدمعت عيناها..
ليلا..
إستلقت سيلين على الفراش بتعب بعد ان
امضت عدة ساعات في مكتب ياسين الصغير
الذي تطوع لتدريسها اللغة العربية...
إلتفتت نحو الشرفة عندما سمعت صوت
سيف و هو ېصرخ في الهاتف...قطبت حاجبيها
بدهشة و إزداد فضولها أكثر لتقف متجهة
نحو الشرفة...
كان يواليها ظهره و مشغولا بالتحدث في
الهاتف او بالأحرى ېصرخ..
يعني إيه مش لاقيينه بقالكوا أسبوعين
بتدوروا عليه و لسه مش عارفين توصلوله...
صمت قليلا و هو يمسح وجهه پغضب
بينما يستمع لمخاطبه باهتمام قبل أن
يقاطعه مهددا..
بقلك إيه يا زفت إنت..مش عاوز أسمع
أي أعذار... في إيدك أسبوع واحد لو مالقيتوش
يبقى ماتورينيش وشك ثاني..إنت فاهم...
أبعد الهاتف عن أذنه و هو يتنفس بقوة
قبل أن يعيده من جديد هادرا بنبرة لاتقبل
النقاش..
تلاقيه و تجيبه ترميه تحت رجليا زي
الكلب...مش عاوز حد
فيكوا
________________________________________
يلمسه
أنا اللي هخلص عليه بنفسي...مفهوم...
توقف عن الحديث برهة ثم عاد ليطلق
سبابا نابيا من بين شفتيه و هو يشتمه
فتح عنيك كويس إنت و البهايم اللي
معاك...و تأكد كويس إنه مخرجش برا
البلد علشان داه لو حصل ھقتلك مكانه..
أنهى المكالمة و هو يعيد رأسه إلى الوراء
بتعب و لسانه لا يكف عن نطق الشتائم
و اللعنات على رجاله الاغبياء الذين لم
يتمكنوا حتى الآن من إيجاد آدم..
وراء ستارة الشرفة كانت سيلين تقف
مكانها و كأنها تمثال من حجر...شعرت
بحبات العرق التي تجمعت على جبينها
رغم برودة الطقس..عيناها كانتا مثبتان
على جسد سيف الذي مازال على نفس وقفته
يتأمل حديقة الفيلا تحته...
كانت تجاهد حتى تتحرك من مكانها خوفا
من أن يلتفت و يجدها على هذه الهيأة
عندها سوف يعلم بسهولة أنها قد سمعت
حديثه..
نجحت اخيرا لتحرك قدميها للخلف بهدوء
حتى أصبحت داخل الغرفة بعيدا عن الشرفة...
رفعت كفها المرتعش لتمسح جبينها المتعرق
و هي تتنفس بقوة بينما كانت دقات
قلبها في تزايد مستمر.. نظرت مرة أخرى
نحو الشرفة للتفاجئ بسيف يحدق فيها
بغموض..
إرتجف جسدها و جف حلقها و هي تتساءل
بداخلها كيف خرج من الشرفة دون أن تنتبه
له..إبتسمت بصعوبة عندما وجدته يسير
نحوها قائلا..
مالك...وشك أصفر كده ليه
سيلين بكذب..
أصلي تعبت جدا النهاردة..ياسين
متابعة القراءة