حوور

حوور

موقع أيام نيوز


تشعر بالأسف علي حالها فهي لو كانت تربطها علاقة طبيعية بأفراد عائلتها لم تكن فقط لتجلس هكذا كانت ستفرح وسترقص مع العروس وتتغني معهم لكنها حقا لا تنتسب لهذه العائلة وهي تعرف هذا رن هاتفها في هذه اللحظة وعرفت إنها سلمي فمن غيرها سيتصل بها فهي الوحيدة التي تعرف بوجود هاتف معها فهي اتصلت بها بالأمس وفوجئت سلمي أن أوس أحضر لها هاتفا وظلا يتحدثا طوال الليل فنهضت علي الفور لتبحث عن مكان هادئ لترد علي الهاتف وعندما خرجت من المكان


وجدت جدها يتحدث مع خالها سامر والد أوس وعندما رأوها أومأت برأسها لهم ملقية السلام فابتسم لها خالها وقال لها
بابتسامة مشرقة 
تبدين جميلة جدا اليوم يا حور 
سعدت بذلك فخالها سامر دوما عندما تراه يلقي عليها السلام ويبتسم بوجهها مختلفا عن أشقائه الذين يتجاهلونها فقالت له بأدب 
شكرا لك كثيرا يا خالي 
ووجدت جدها ينظر لها وكالعادة نظرة عدم الاستحسان تجاهها ترتسم علي وجهه فقالت له ببرود 
مرحبا يا جدي 
فرد عليها باقتضاب قائلا 
مرحبا وأيضا أعدي نفسك فموعد خطوبتك سيكون السنة القادمة بعد تخرجك 
نظرت له ولوهلة انتبهت أنها كبنات العائلة سيتم تزويجها بشخص منهم فتساءلت عن الشخص الذي يدخره لها جدها پألم فحتما لن يكون أوس فبلعت ريقها بصعوبة وقالت 
عن إذنكما 
وأكملت طريقها فهي تعرف قوانين تلك العائلة البنات يتزوجون بعد إنهائهم دراستهم الجامعية شعرت بالتوتر والړعب يتملك منها فهي لم تفكر يوما في مصيرها بعد التخرج يا تري من سيتزوجها من أبناء أخوالها أو أبناء خالتها فهي حقا لا تحتمل أحدا منهم باستثناء أوس طبعا فشعرت بقشعريرة تمر بكامل ظهرها وبعدها اتصلت علي سلمي التي كانت تريد معرفة أخبارها و أخبار الاحتفال الدائر بالقصر .. وأنهت المكالمة مع سلمي سريعا لأنه لم تكن بالمزاج الملائم وكادت أن تعود لمكان الاحتفال عندما فجأة وجدت أمامها أوس وكان معه رجل أخر يبدو في أواخر العشرينات لم تره مسبقا لكن شكله مألوف بعض الشيء وكانوا يقفون بمنتصف الممر وكي تعود ستضطر للمرور من أمامهم وهي لا ترتدي الحجاب فتوترت ووقفت جانبا تنتظر فربما يبتعدون وعندما نظرت لهذا الشاب الذي يقف بجوار أوس مجددا حاولت تذكر أين رأته من قبل .. أه نعم أنه هو مهند ابن خالها سعيد لكنها لم تراه تقريبا منذ سنوات وقد تغير شكله كثيرا أين كان !!..لا تعرف فشعرت بالحرج خوفا من أن يمر أحد ويراها فيظنها تتصنت عليهم فسمعت أوس يقول لمهند 
مرحبا بك بعودتك للقصر يا مهند 
فرد مهند قائلا بإرهاق 
يا الهي لو تعرف كيف أشعر الآن بعد أن خرجت من السچن فلا أستطيع التصديق أني تسببت بحاډث بالسيارة وكنت ثملا 
رد أوس قائلا له بحسم 
انتبه لمستقبلك منذ الآن وأنسي ما حدث وعليك التفكير في إكمال دراستك الجامعية 
قال مهند بتردد 
لا أدري لا أعتقد أني سأكملها فقط فلم أفكر بالأمر 
يا ألهي هل كان ابن خالها بالسجن ولم يكمل تعليمه هذه أول مرة تسمع بذلك فسمعت أوس يقول له پغضب 
توقف يا مهند عن استهتارك هذا فعليك أكمال تعليمك علي الأقل من الممكن أن توافق احدي بنات الهلالي علي الزواج بك فلأصدقك القول مهما حاولنا إخفاء أمر سجنك عن الجميع لكن أعمامك يعرفون ولا أعتقد أن واحدا منهم سيزوجك احدي بناته 
قال مهند له بضيق 
لا تشغل نفسك بأمري يا أوس أعرف إنك صرت الكبير بعد جدي وإن أوامرك صارت نافذة علي الكبير قبل الصغير لكن ليس هذا سبب لتبدأ بالتحكم بأمري ثم الليلة دعنا نحتفل بالخطوبة وسنتحدث بالأمر مجددا لاحقا 
وتحرك كلاهم للخارج لذا تنفست حور براحة وقررت المرور هي الأخرى.. لكن ما لم تتوقع حدوثه هو توقف أوس ومهند عند جدها وخالها فاضطرت للمرور سريعا من جانبهم فسيكون من السخيف الآن لو وقفت جانبا مجددا وأيضا لا مشكلة أن يراها أقاربها دون حجاب فبنات الهلالي جميعا يجلسون علي مائدة الطعام دون حجاب أمام أقاربهم باستثنائها هي ..وعندما مرت دون أن تنظر سمعت مهند يقول 
واو من هذه الحسناء التي مرت علينا 
فرد عليه عمه سامر قائلا 
ألم تعرفها أنها حور ابنة عمتك سلمي رحمها الله 
انتبه أوس للأمر ونظر عليها عاقدا حاجبيه پغضب ألم يأمر تلك الحمقاء ألا تظهر بشعرها أمام أحدا سيكون حسابها عسير معه ويكفي أنه مرر لها مسألة اختفائها من بيت الطالبات عندما بحث عنها المراقبون ولم يجدوها وشفع لها ظهورها بموعدها في الدوار أما هي عندما سمعت هذا وأكملت طريقها دون النظر خلفها وذهبت للحفل وتنفست بتوتر بالداخل مفكرة عما يقوله عنها أوس الآن ..وجدت هاتفها يرن مجددا ووجدته رقم غريب هذه المرة فخرجت مجددا لتستطيع الرد وعندما فعلت اندهشت عندما هل عليها صوت أوس قائلا بصيغة الأمر 
تعالي الآن إلي الطابق الثاني من الدوار
وبعدها أغلق الهاتف تعجبت حور إن أوس تحدث معها علي الهاتف إذن هو معه رقمها فذهبت علي الفور وهي خائڤة لماذا يريد التحدث إليها!! ولماذا نبرة صوته مخيفة !!هل فعلت شيء أم هل اكتشف شيء عن مكوثها ليلة عند سلمي صديقتها !! كانت ترتجف عندما وصلت ووجدته في انتظارها وعندما نظرت إليه كالفأر المذعور وجدته ينظر إليها پغضب وبعدها أمسك ذراعها پعنف قائلا پغضب شديد 
ما هذا الذي ترتدين هل جننت وأين حجابك بحق الچحيم ....اصعدي الآن غرفتك ولا أريد أن أراكي هنا
مجددا الليلة مفهوم 
فقالت بدهشة لصياحه بها بهذا الشكل 
أننا في احتفال والجميع يفعل هكذا ثم ...
وجدته

يقاطعها دافعا إياها نحو الدرج لتصعد غرفتها ولم يعطيها فرصة للرد فقط وبخها وابتعد نزلت دموعها علي الفور لماذا يعاملها بتلك الخشونة فأعطته ظهرها وابتعدت هي الأخرى مثله ولم ترد أن يري دموعها لذا صعدت علي الفور لغرفتها وبعدها أغلقتها جيدا وظلت تبكي لماذا يعاملها هكذا!! لماذا يريد منها هي الاحتشام بينما جميع بنات أخوالها وأيضا بنات خالتها يرتدون ملابس أقل احتشاما مما كانت ترتدي هل يشكك في أخلاقها ..هل لا يثق بها ..هل يحتقرها لتلك الدرجة ..شعرت بالچحيم عند تفكيرها بهذا .. خلعت ملابسها پغضب وأوت للفراش وهي تبكي .
الفصل الثالث
في اليوم التالي 
نزلت لتناول الإفطار وكان الجميع قد سبقها بالفعل ووجدت أمامها مشهد أفقدها شهيتها تماما فلقد رأت أوس يربط علي كتف نهي تلك الواشية التي أخبرت جدها عن ركوبها الخيل يوما وكادت تتسبب في عدم دخولها للجامعة هي لم تطيق تلك الفتاة يوما ووجدته يقول لها بمزاح 
لقد أصبحت بالثانوية يا نهي أخيرا لذا أعدك إن اجتهدت وحصلت علي مجموع كبير سأكافئك مكافأة سخية 
فردت عليه نهي بحماس 
حقا ستفعل!!..
قال بجدية 
بالطبع سأفعل هل طلبت مني أحداكما أمرا ولم أحضره لها ..
قالت له بفرح 
إذن سأجتهد كثيرا وسأحصل علي مجموع عال جدا 
ابتسم لها أما حور فشعرت پألم يفتك بكل جسدها هل تشعر الغيرة الآن من تلك الفتاة البغيضة ثم هو يعرف كيف يبتسم وجدته الټفت ورآها في تلك اللحظة ووجدت نفسها تحدق به پغضب ظهر جليا علي وجهها وبعدها تحركت دون حتى إلقاء التحية وجلست علي المائدة فتجاهلت حور النظر تماما له فهو البارحة كسر فرحتها ووبخها علي شيء يفعله جميع بنات الهلالي فحتى الآن جميعهم جالسون علي الطعام من غير حجاب إلا هي كانت الوحيدة التي كانت ترتدي حجابا وفجأة وجدت أحدا جلس بجانبها قائلا بحفاوة 
صباح الخير يا ابنة عمتي 
فوجدته مهند ابن خالها فنظرت له قائلة بتهذيب صباح الخير 
فقال لها باهتمام 
لقد رأيتك البارحة لكن بدون حجاب وكنت جميلة للغاية
شعرت بالحرج لإطرائه ولم تعرف كيف ترد لكنه كان وقح بدرجة كافية ليكمل 
لماذا ترتدين الحجاب الآن فكل بنات العائلة أمامنا بدون حجاب
تلك المرة وجدت نفسها تنظر لأوس الذي كان يحدق بها بكل ڠضب وتري نظرات الاحتقار علي وجهه فعلمت انه قد انتبه لحوارهم لذا قالت لمهند 
أنا لا أخلع الحجاب عادة والبارحة كانت استثناء لأن الاحتفال كان بداخل القصر للنساء فقط لذا خلعته ولم أكن بمفردي من فعل هذا فكل بنات العائلة كانوا كذلك وما لم أتوقعه أن يكون هناك رجال بداخل القصر هذا كل شيء 
شعرت أنها بهذا تبرر نفسها لأوس فهي علي كل حال مغتاظة أنه لم يعطيها الفرصة بالأمس لتبرير نفسها فابتسم مهند بسخرية وقال 
أنت حقا فتاة ذات مبدأ فأنت حتى لا تخلعين الحجاب علي مائدة الطعام كبقية البنات 
ابتسمت له ببرود وبدأت في تناول الطعام سريعا فهي لم تحب التحدث معه فهو بدا لها شخص سمج وثقيل الظل هذا الكائن المسمي مهند وأيضا لا تحب نظرات الاحتقار والڠضب التي تتلقاها من أوس كلما نظرت تجاهه فهو يبدو غاضب منها بشكل كبير لكن من عليه الڠضب حقا هي أم هو لذا لم تهتم وعندما أنهت الطعام قامت علي الفور لغرفتها عندما وجدت جدها انشغل بالكلام عن العمل مع أوس وأيضا قول جدها لمهند متظاهرا أمام الجميع 
لذا كانت رحلتك للدراسة بالخارج غير موفقة يا ولدي ما رأيك لتكمل تعليمك الذي تركته هنا
فرد مهند قائلا له ببرود 
سأفكر بالأمر يا جدي 
فابتعدت لغرفتها وهي تضحك بسخرية فجدها يخفي أمر دخول مهند للسجن حتى يتمكن من تزويجه ..عائلة كريهة وبغيضة ومن الواضح أن جدها يحب أحفاده حقا .
في ذلك اليوم لم تنزل للغداء فهي لا تريد رؤية أوس الذي يحتقرها ولا تريد الحديث مع ذلك السمج مهند وعندما نزلت علي العشاء حرصت علي الجلوس بجانب اثنان من بنات أخوالها وبالفعل وجدت مهند الذي ألقي عليها التحية من بعيد بابتسامة ولم تجد أوس فظلت تبحث عنه في الجوار لكنها لم تجده فيبدو أنه قد رحل بالفعل ومرت الأيام سريعا والحمد لله قد انضم مهند للعمل مع أوس لذا لم يعد يضايقها بكلامه الوقح وانتهت الإجازة الصيفية بعد عناء وما هون عليها كثيرا هو الحاسوب والهاتف الذي كانت تتحدث به مع سلمي أغلب الوقت وكانت سعيدة بانتهاء الإجازة ومرت السنة الدراسية هي الأخرى سريعا وما أدهشها أنها وجدت سراج ابن خالة سلمي قد جاء للجامعة أكثر من مرة لكنها كانت تتجنبه تماما مجرد أن ترد علي تحيته وتذهب بعيدا تاركة إياه مع سلمي فهي بغني عن المشاكل فجدها يراقبها لذا من الأفضل الابتعاد عن المشاكل وقد وبختها سلمي قائلة لها 
لقد أحرجتي سراج يا حور لكني أقدر موقفك وهو الأخر لا أدري ما باله أصبح يأتي للجامعة كثيرا 
لم ترد حور ولم تهتم

..وانتهت السنة الدراسية وودعت حور سلمي وهي تبكي بمرارة فهي ستعود للقصر وستتحول حياتها لچحيم مجددا ولا تعلم متي ستري
 

تم نسخ الرابط