بقلم ساره مجدي
المحتويات
سايبك كده تعملى إللى على هواكى
لتتحرك قدر خطوتان لتقف أمامه مباشرة و قالت بثقه
البنات مش عار ... و لا قلعنا برقع الحيا ... إحنا بنشتغل فى مكان محترم له باب و كل إللى رايح و إللى جاى شايف إللى بيحصل جوه ده غير شبابيكه الكبيرة .... و الرجاله ملبستش طرح لا
هما فهموا أن بناتهم نعمة كبيرة من ربنا مش عاله عليهم هى زيها زيهم من حقها تتعلم و تشتغل ... البنت هى نص المجتمع يا عمى و هى إللى بتجيب للدنيا النص التانى و هى كمان إللى بتربيه
عادت من أفكارها و هى تقول بسعادة
الحمد لله يا بابا ... أنا فرحانه جدا جدا
ثم أقتربت منه و قالت بأمتنان
لولا وقفتك معايا أنا
مكنتش وصلت لكل ده
ليرفع يديه يسكت سيل كلماتها و قال بأقرار
طول عمرى شايف الظلم إللى طايل كل بنت و ست فى البلد هنا و كل إللى قدرت أعمله أنى أنقذ عمتك من كل الألم ده و أحميها و أكرمها
أنت كنت مفتاح السر و كنت المفتاح إللى فتحنا بيه الأقفال المصديه و إللى حررنا بيه كل البنات
كلماته كانت كالبلسم الشافى على چروح روحها التى تمزقت طوال سنوات عمرها ... و فتح أمامها أبواب الجنة لتحلق بها بحريه دون قيود
يقف فى
مكتبه الجديد ينظر من النافذة الكبيرة إلى العالم أسفل قدميه ... أنه يشعر أن لا أحد الأن أكبر و أهم منه ... اليوم سيعلن خطبته الرسميه لصافى واليوم يكون شريك لأكبر رجال الأعمال إمبراطور المقاولات و الهندسه رجل الدوله الأول فى التصدير و الأستيراد أنتبه لمن كان يقف خلفه بعدة خطوات يخبره عن مواعيد يومه
خلاص يا نور مفياش دماغ أسمع كل ده و أحفظه أتعود أن قبل كل معاد بنص ساعه تدينى خبر و بس
أومىء نور السكرتير الخاص به بنعم و قال بهدوء
أول مواعيد حضرتك بعد نص ساعه مع مهندسين الشركة أجتماع مصغر للتعارف و تحديد خطة العمل
أومىء أصلان بنعم و هو يجلس خلف مكتبه ... مكتب فخم و أنيق .. داخل مؤسسة الصافى الدولية
عاد من تخيلاته و هو يأخذ نفس عميق و ينمو بداخله إحساس قوى بالفخر و الذهو و الأنتصار
ليخرج هو هاتفه من جيب بنطاله يود أن يتحدث إليها ... أن يسمع صوتها الذى يحمل الكثير من الذل و الهوان ... يريد أن يشعر بها أسفل قدميه من جديد أغمض عينيه لثوان يتذكر ذلك الإحساس حين كانت تجثوا على ركبتيها أسفل قدميه تخلع عنه حذائه و چوربيه و يشعر بملمس يدها الصغيرة على بشړة قدمه ... يتذكر أيضا حين كانت بين ذراعيه رافضه و كارهه ... لكن و رغم كل ذلك كان لها مذاق مميز و مختلف
أخذ نفس عميق و هو يتوعدها حين ينتهى من تثبيت قدمه فى مؤسسة الصافى و خطوبته سوف يذهب إليها ... يعيد تربيتها ... و يعلمها و بالطريقة الأسوء مقدارها و ما هى خلقت لأجله
الفصل السادس
تطوره الذى يسعدها حقا و يجعلها تشعر بالفخر
حاوطت بطنها البارز و أخذت نفس عميق و ربتت عليها بحب و قالت
بدأت أبنى مستقبلك ... هخلى الدنيا لما تنوريها تستقبلك و هى فاتحه درعاتها ليكى .. مش هخليكى تتحملى أفكار عقيمة و لا تشوفى العڈاب إللى أنا شوفته
ظلت تربت على بطنها و عيونها ترسم قدرتها على التحدى و الأستمرار رغم تلك الدمعه الخائڼه التى سالت فوق وجنتها
مسحتها بقوة حين شعرت بها ثم مدت يدها أسفل وسادتها و أخرجت مذكراتها و بدأت فى كتابة أحداث يومها ككل يوم ... تكتب لأبنتها قصه كفاحها لمستقبل أفضل
فى صباح اليوم التالى كان يدخل الشركة يده بيد صافى و يجاوره والدها حسام رفعت ... ذلك الأسم الذى يخلق الړعب فى قلوب منافسيه و كل من له فى مجاله
يمر على مكاتب الموظفين كشريك و ليس كصديق لأبنة صاحب المجموعة
يمر اليوم و هو يملك أسهم فى تلك المؤسسة و سيملك الباقى حين تصبح صافى زوجته
بالأمس أخذ الخطوة الأولى و التى تأخرت عدة شهور و لكن الخطوة القادمة لن تتأخر كثيرا بل ستأتى فى أقرب وقت
أنتهوا من جولتهم و توجه إلى مكتب رئيس المجموعة جلس أصلان فى مواجهة حسام و
أمامه صافى
حين قال حسام بهدوء شديد هو سمه أساسيه به رغم أنه رجل شديد الصرامه إلا أن
كلماته دائما هادئة حتى فى أصعب المواقف و فى وقت ضغط العمل
أنت دلوقتى بقيت خطيب بنتى و شريك معانا فى الأسهم ... بس ده مش معناه أن بقى ليك كلمه هنا
شعر أصلان پألم الكلمات و كأنها صڤعة مدوية على وجنته ... و لكنه جعل وجهه بدون تعابير واضحه صفه تعلمها من جده ... و دائما ترسم له هاله من الغموض تفرض على من يتعامل معه الحذر
ليكمل حسام كلماته بنفس هدؤه
أنا متعود أحقق لصافى كل إللى تتمناه ... و خطوبتكم كانت تحقيق لرغبه بنتى .. لكن أنت تحت الأختبار و يوم ما أثق فيك ... ساعتها بس أبواب جنة حسام رفعت اتفتحت كلها قدامك
ڠضب شديد و ڼار حارقه ... هو أصلان الزيني الذى لم يتجرأ أحد على النظر إلى عينيه و هو يتحدث معه ... يأتي اليوم الذى يستمع فيه إلى تلك الكلمات الچارحة ... و يوضع له الشروط و العواقب ... سوف يحقق حلمه و بدل من أن يكون له شركة بأسمه سوف يكون صاحب مجموعة الصافى و فى القريب العاجل وتصبح مجموعه أصلان الزيني
لكنه ترك كل ذلك داخله و أبتسم إبتسامة بارده و قال
ثقة حضرتك شرف هسعى أني أحصل عليه بكل طاقتى
ثم نظر إلى صافى بابتسامة
حب و قال
و لو على صافى ... فهى كل عمرى و حبى الوحيد و الدنيا كلها فى كفه و هى فى كفه
كان حسام ينظر إليه بتفحص يلاحظ تلك العضله بجانب فمه التى تتحرك كثيرا دليل على ڠضب مكتوم و تحفز جسده و أيضا ذلك العرق النافر فى جبينه لكنه أبتسم بهدوء و قال
الأيام أكبر دليل .. و هى مراية الحقيقة ... و أقوى جهاز كشف للكذب
لينظر إليه أصلان بنظره غير واضحة لكن حسام أنتبه لها و فهمها ... و قد أتخذ قراره و لن يتراجع فيه
جالسة تتناول طعامها تحت إشراف عمتها التى تعد لها كل الأكلات الصحية التى أوصت بها الطبيبة
تحت نظرات رمزى الذى يبتسم بسعادة فكم أختلفت حياتهم منذ رحيل الحج رضوان ... و سفر أصلان ... من جفاء وخواء لشىء مهم يحاوطها الحب
أخذ نفس عميق و هو يعترف لنفسه أن إحساس الأبوه لشىء عظيم لا يعلم لما الله حرمه من تلك النعمة لكنه لا يعترض أبدا ... يكفى أنه رزقه بسناء صاحبه القلب الكبير ... عشق حياته و هدفه الأكبر
أنتبه من أفكاره على كلمات قدر التى قالتها بصعوبه
يا عمتو ... يا عمتو حرام أنا مش قادره ده كتير وربنا
لتبتسم سناء بمحبه و هى تربت على ظهرها برفق و قالت موضحه
يا حبيبتى أنت بترهقى نفسك و طول النهار بره البيت ... لازم تتغذى علشان خاطر إبنك
بنتك يا عمتى ... أن شاء الله هتكون بنت ... قلبى بيقولى كده
ثم أكملت بشرود بعد أن أرتسم فى عيونها حزن كبير و ذكرى قديمة ليوم ذبحت فيه و أيام عاشتها فى عڈاب
هو أنا بعمل كل ده ليه ... علشانها هى ... برسم لها مستقبل ... مستقبل يحترمها و يقدرها ومش هسمح أبدا أنها تشوف أى حاجه من إللى أنا شوفتها
كانوا يستمعوا إليها يتفهمون حالتها ... يقدرون حديثها فمن غيرهم يستطيع فهم ذلك
أجلى رمزى صوته ثم قال بسعادة
النهاردة هنروح نشوف أيه إللى حصل فى بنا المدرسة
لتنظر إليه قدر بابتسامة واسعه و هى تقول بعدم تصديق
بجد يا بابا
أومىء بنعم لتقف و هى تقول
يبقا لازم أروح الورش بسرعه أطمن و أرتب كل حاجة و عايزه كمان أبدء فى تصميم اليونيفورم
و غادرت دون أن تنتظر رد أحد منهم لتنظر سناء إلى رمزى بقلق ليقف و توجه إليها بحنان و همس بجانب أذنها
متقلقيش أنا جمبها و مش هسيبها أبدا
كانت تقف أمام تلك الأعمدة الخرسانيه تنظر إليها بسعادة و فخر .... أكبر أحلامها يتحقق سعادتها الأكبر و هى ترى شباب تلك البلده هم من يعملون بأيديهم
و خاصة بعد ما حدث من ثلاث أسابيع فى مسجد البلده
حين ذهب رمزى لصلاة العشاء و
تأخر
كانت عمتها تشعر بالقلق و لكن حين عاد بعد أكثر من ساعه و نصف من التأخير
جلس بينهم يقص عليهم ما حدث حين أجتمع به كل رجال البلده يرفضون تماما ما تقوم به قدر و يلومون عليه وقوفه بجانبها بل و يعيبون عليه أيضا
حين قال أحدهم
ماشى و رى حتة عيله و مطاوعها فى قلة الحيه عايزه تقوى بناتنا علينا و تخليهم يكسروا كلامنا
و آخر حين قال
أنت
راجل زين يا رمزى بس أنت ضعيف قدام مراتك و بنت أخوها ... لكن ضعفك ده يأثر على بيوتنا و بناتنا ده إللى مش هنسكت عليه
ليقف رمزى و نظر إليهم بقوة و ثبات وقال بهيبه جعلت كل من فى المسجد يصمت و لا يستطيعوا المجادله و الرد
أنا راجل عارف الصح من الغلط و الحلال من الحړام ... عارف شرع ربنا و حدوده ... عارف حقوقى و حقوق الناس إللى حوليا .... و أنا عارف كمان حقوق الست زى ما ربنا قال ده سبحانه و تعالى كرمها بسورة كاملة أسمها النساء و كمان الآيات الكثيرة علشانها ..... بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ۚ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ۚ إن الله كان عليكم رقيبا و كمان قال تعالى واللاتي
تخافون نشوزهن فعظوهن و كمان للرجال نصيب
متابعة القراءة