كاليندا

موقع أيام نيوز


تشفع لها عبراتها لدي قلوبهم القاسېة لطالما والدها عاني من صرامتهم وقسوتهم وعدم إنصافهم للمظلوم لذا أثر الإبتعاد عنهم وفضل المكوث في القرية تجنبا للمشكلات كما إنه لايريد خسارتهم فهما أن كان سيظلون أخوته إلي الأبد.
وبالعودة إلي التي تنتظر ردود أفعالهم حيث سوف يثأرون لشرفهم ويقتصون من الطاغية حمزة و أهله هكذا ظنت ولا تعلم إنها ستتلقي العكس وإذا بصڤعة هاوية هبطت علي وجنتها من كف عمها الغليظ جعلها لم تري شيئا سوي الظلام فسقطت مغشي عليها.

الفصل السابع 
تتعالي الأصوات ما بين شد وجذب وتوبيخ يتساقط كزخات المطر علي رأس أحمد الجالس علي الكرسي منكس رأسه وكفيه أعلاها لا يريد أن يستمع لوصلة اللوم هذه.
_ يا ميلة بختك يا سحر في ابنك اللي هايموتك بدري بدري.
رد زوجها ناهيا إياها
_ كفاية بقي يا سحر نواح و ولوله ابنك مش عيل صغير ولا ها يرضي إنه يكسر كلمة أبوه ولا إيه يا أحمد
تدخلت إسراء التي تعلم أن كلماتها لن يلق لها بالا ولم يكترث إليها أحد بل ستنال نصيبها من التوبيخ
_ بابا ماما ممكن تبطلوا تضغطوا علي آبيه أكتر من كده أظن هو مسئول عن حياته وعارف يعمل إيه و ما تنسوش أنكم اللي غصبتوا علي مروة وأنتم متأكدين إنه لسه بيحب شمس.
زجرها والديها بنظرة تحذيرية و غاضبة في آن واحد فصاحت بها والدتها
_ أدخلي أوضتك بدل ما أمسيكي بعلقة محترمة الظاهر وحشك الخرطوم.
تأففت بضيق وسأم
_ أنا داخله بس مش عشان أنا خاېفة من تهديدك عشان قرفت من التمثيلية اللي عايشين فيها و ظلمكم لأخويا ولصاحبتي واللي بعتبرها أختي
الوحيدة وجنيتوا عليها زي حمزة وأهله حسبي الله ونعم الوكيل.
قالتها وأسرعت إلي الداخل صاحت والدتها پغضب
_ بتحسبني علينا يا بت طب و ربنا يا إسراء لأربيكي وشوفي مين اللي هيخليكي تقدمي للكلية.
قاطعها زوجها ممسكا بيدها حتي لا تذهب خلف ابنتها وتتهور في عقابها
_ سيبك من البت وخليكي في ابنك الكبير اللي بقول عليه العاقل سندي وضهري لكن يا خسارة لاقيته زي النسوان بيبكي علي واحدة
لو كان كمل معاها كان زمانه مسخرة ومضحكة أهل البلد رد عليا كنت هاتعمل أيه لما تمشوا وسط الناس ويطلع لك واحد ولا واحدة يلسنوا عليها ويعايروك!
قالت سحر و أشاحت بيدها
_ خلاص يا كامل أهي راحت لحالها إحنا في بنت أختك اللي الباشا بيستقوي عليها و رزعها قلم قدام الناس وكمان كان غلطان.
ألقي عليه والده أمره الحازم
_ هي كلمة
ومش هاعيدها تقوم تلبس وتاخد أمك معاك تروحوا تجيبوا هدية وتعدي علي عمتك تراضي مراتك.
وقبل أن يتركهما أردف قائلا بحسم
_ وتبلغيهم يا سحر إن في خلال الأسبوع ده إن شاء المولي ها تكون شقتهم جاهزة من مجاميعه والفرح الخميس الجاي.
بداخل عيادة النسا حيث آمر الحاج محمود زوجته بأخذ ابنة أخيه إلي الطبيب كما أخذوا منها هاتفها عنوة و في ردهة الانتظار تجلس كل من شوقية علي كرسي ولم تبرح عيناها تلك المسكينة تجلس بين ابنة عمها رحاب وزوجة عمها رشا تربت عليها حتي تكف عن البكاء فقالت لها بهمس
_ كفاية يا شمس الناس بتبص علينا واللي مش فاهم هيفهم غلط.
رفعت شوقية زاوية فمها بتهكم وقالت
_ يالهوي علي كهن البنات يعملوا المصېبة و يقعدوا يعيطوا.
زجرتها رشا بنظرة ڼارية وقالت
_ عارفه يا أم محمد لو مسكتيش هاتصل بالحاج يطلع ياخدك أبوها ساب لكم البنت أمانة عندكم و عاملين تبهدلوا فيها زينب لو عرفت مش هاتسكت غير لما تيجي تخربها علي دماغنا كلنا.
تشدقت الأخرى بنبرة ساخرة
_ ولما إحنا وحشين كده جيتي معانا ليه يا ست رشا
_ جيت أقف مع الطفلة الغلبانة بدل ما أسيبها لك تبهدلي فيها وبكلامك اللي زي السم.
رمقتها الأخرى بتوعد وقالت
_ ماشي يا رشا أنا مش هرد عليكي كلامي هايبقي مع جوزك خليه يشوف مراته اللي ما بتحترمش مرات أخوه الكبير.
أشاحت رشا يدها بعدم إكتراث لتلك الحية التي تبخ سمها كل حين وآخر وأخذت تكمل مواساة شمس التي ما زالت تبكي بصمت وتخبأ وجهها بكفيها.
خرجت الممرضة من غرفة الطبيب وقامت بمناداتها
_ مدام شمس محمد نصار.
نظرت إليها رحاب بسخط وقالت
_ آنسة شمس لو سمحت.
أشارت الممرضة إلي ورقة التسجيل بيدها وقالت
_ المدام اللي مسجلها عندي كده في الدفتر.
كانت تشير إلي شوقية التي تهربت من نظرات ابنتها و رشا.
نهضت شمس بثقل و كأنها ذاهبة إلي غرفة الإعدام مسكت رشا يدها لتطمئنها وكذلك رحاب لكن شوقية أوقفت ابنتها ومنعتها من الدخول وهي تلكزها
_ داخله فين يا عين أمك خليكي إستنينا بره مش ناقصين جرس و فضايح.
وأمسكت بهاتفها لتبلغ زوجها بأنهم ولجن إلي داخل غرفة الطبيب فصعد ليحضر ما سيخبرهم به الطبيب بعد الفحص.
جلست شمس منهكة القوي و مسلوبة الإرادة أمام المكتب فنظر إليها الطبيب ثم إلي رشا و شوقية و إلي عمها ذو الملامح الصارمة بدأ في كتابة بياناتها يسألها 
_ حضرتك مدام شمس
كادت تجيب فقاطعها عمها وأجاب
_ أيوه يا دكتور شمس تبقي مرات ابني وهم لسه عرسان جداد و زي ما حضرتك فاهم يعني...
صمت لم يستطع أن يكمل كذبته تفهم الطبيب ما يريد قوله وظن إنها عروس بالفعل فسأل موجها سؤاله إلي شمس
_ حصلت علاقة ما بينكم كام مرة
اتسعت عينيها شديدة الحمرة من كثرة البكاء من جراءة هذا السؤال فأجابت شوقية بتصنع وتمثيل متقن
_ما قولنا لك يا دكتور عرسان جداد يعني بالتأكيد حصل كذا مرة إحنا بس عايزين زي ما حضرتك فهمت من الحاج كدة.
كانت رشا تحدق إليها بكراهية شديدة وودت أن تلتقط الخڼجر الموضوع أعلي المكتب و تغرزه في لسان تلك الحرباء.
أشار الطبيب إلي الممرضة وقال
_ خدي مدام شمس علي السرير ولما تجهز قوليلي.
ربتت رشا عليها وقالت بهمس
_ قومي يا حبيبتي ما تخافيش هو بس هيتأكد إنك لسه بنت ولا لاء مش هيعملك حاجة تأذيكي.
همست إليها الأخرى بصوت محشرج
_ بالله عليكي يا أبله رشا كلمي بابا وقوليله يجي ياخدني حرام عليكم اللي بتعملوه فيا.
عانقتها رشا وأسدلت عينيها عبرة تشفق علي هذه المسكينة فقالت شوقية
_ ما تنجزي يا بت وبطلي دلع ولا عايزة عمك يكمل عليكي ويفرج الناس وتتفضحي أكتر ما أنتي مفضوحة.
لكزها زوجها مزمجرا
_ شوقية لمي لسانك بدل ما أخليكي تطلعي تقعدي مع
بنتك برة.
صعدت علي سرير الفحص واستعدت كما أمرتها الممرضة بوضعية التمدد ليتثنى للطبيب فحصها.
و قد مرت ثواني الفحص عليها كمرور الدهر علي أهل الكهف مع كم الشعور بالإهانة و الخجل والطبيب يتفحص عذريتها ودت لو جاء ملاك المۏت
و قبض روحها ويريحها من هذا العڈاب القاټل للنفس و للجسد.
أنتهي من الفحص و خلع من يده القفازات المطاطية وقام بتعقيم يده بالكحول المطهر ثم ذهب إليهم قائلا
_ واضح إن زوج مدام شمس بيتعامل معاها بتردد أو توتر وممكن يكون خاېف عليها غشاء البكارة موجود بنسبة 60٪ و مفيش داعي لتدخل جراحي لفضه لأن نوعه Septate hymen و النوع ده مش محتاج لأي عملية جراحية فمع الممارسة كل شيء هيبقي تمام.
غادروا جميعهم العيادة و كل منهم في دائرة عاصفة من الأفكار فشمس تدعو الله أن ينتشلها من براثن ظلم أعمامها بينما رحاب كانت حزينة علي حال ابنة عمها وساخطة علي أفعال والديها وكذلك رشا برغم إشفاقها علي شمس لكن تخشي أن تخبر والدها ويعلم زوجها بهذا و تمنت أن ما حدث يكون نهاية
المطاف ويرسلون الفتاة إلي أهلها.
ولدي كلا من محمود وزوجته كانت تدابير أخري ينسجها الشيطان لهما ويرسمها بدقة دون أدني تفكير بأنهم هكذا يظلمون ويجيرون علي ابنة شقيقه بغير وجه حق لهم.
في منزل العمة مجيدة تجلس سحر في غرفة مروة محاولة تهدئتها بشتي الطرق.
_ يابت يا عبيطة ماتنشفيش دماغك و خديه بالمسايسه ده ابني وأنا اللي عرفاه أحمد مابيجيش بالعند والند بالند.
نهضت الأخرى بضجر وقالت
_ يعني يرضيكي يا مرات خالي يضربني بالقلم عشان جبت سيرة البرنسيسة اللي كان خاطبها معني كدة إنه لسه عاشقها ومش قادر ينساها.
_ ما ده بقي دورك أنتي خليه ينساها إشغليه بيكي خليكي معاه في كل وقت حتي وهو في شغله أهريه تليفونات وأطمني عليه كل شويه ما تخلهوش يشوف غيرك أنتي وبس.
زفرت بضيق وقالت بنفاذ صبر
_ حاضر أمري لله و مابقاش مروة غير لما أخليه ينسي المخفية دي واسمه كمان.
ربتت الأخرى بابتسامة وفرحة
_ عفارم عليكي يابنت مجيدة أيوه كده أتعلمي وخليكي ناصحة و يلا بقي قومي ألبسي طقم حلو من اللي جابهم لك أحمد و أطلعي له مستنيكي بره عشان يعتذر لك وجايب لك ورد وشكولاتة والحاجات الهبلة اللي بتحبوها يابنات اليومين دول.
ضحكت مروة كالطفلة وقلبها يتطاير من الفرحة ونظرة عينيها تخبأ أمر ما تعقد العزم عليه.
و بالخارج في الردهة ينتظرها و في يده باقة زهور بيضاء وضعت عمته أمامه طبق حلوي وكأس مياه غازية
_ ما دام مش عايز تتعشي معانا فكل حتة الجاتوه دي من عمايل إيدين مراتك و أشرب معاها الساقع.
أجاب ببرود
_ شكرا يا عمتي.
خرجت مروة من غرفتها متصنعة ملامح الحزن والآسي فقالت والدتها
_ تعالي يا مروة أقعدي جمب جوزك.
ذهبت بالقرب منه لكنها جلست علي الكرسي المقابل له ويبعد عنه بمسافة متر أو أكثر رمقها الآخر كما وصاه والده وألقي عليه تعاليمه الصارمة حدق إليها بابتسامة حالمة وسألها بود زائف
_ عاملة إيه
أجابت دون النظر إليه
_ الحمدلله بخير.
نهض وأقترب منها وجلس علي الكرسي المجاور لها ثم أنحني بكامل جسده نحوها يقدم الباقة إليها قائلا
_ آسف حقك عليا ما تزعليش مني اليوم ده كنت مخڼوق وعندي شوية مشاكل في الشغل.
وضع الباقة في يدها واليد الأخرى أمسك بها وقام بتقبيلها.
_ لسه زعلانة مني
وكأي فتاة قلبها يهوي ويعشق تراقص فؤادها داخلها من السعادة وقبلته علي يدها جعلتها تمحو أي حزن كانت تشعر به.
دلفت سحر وسألتهما
_ ها يا ولاد خلاص أتصالحتوا.
فأجابت مجيدة
_ هما ليهم إلا بعض ربنا يبعد عنهم الشيطان ويتمم لهم علي خير.
قالت سحر
_ وبالمناسبة الحلوة دي أخوكي بيقولك في خلال الأسبوع ده الشقة هاتبقي جاهزة من الإبرة للصاروخ و ما تشليش أي هم والفرح هيبقي الخميس الجاي إيه رأيك
_ هو في رأي بعد رأي أخويا ربنا يبارك له ويخليه لينا طبعا موافقه وخير البر عاجله.
_ بس علي شرط.
قالتها مروة بعد أن نهضت وتعقد ساعديها أمام صدرها.
فسألها أحمد بترقب لإجابتها
_ إيه هو يا مروة
ابتسمت بدهاء أنثي تريد أن تثأر لكرامتها فقالت
_ الفرح يتعمل في البلد عندكم و
في الساحة الكبيرة اللي قدام بيتكم.
مرت ثلاثة
 

تم نسخ الرابط