قصه براء الكاتبة ميار خالد
المحتويات
تاني والله خلاص أنا معاكي
أتجه إليه يامن وقال
واضح أني كنت فاهمك غلط .. بس سوء التفاهم ده جه بفايدة على الأقل اتجمعت ببنتك .. الدنيا دي غريبة يا أخي
قالت براء
الدنيا مكنتش قاسېة علينا أحنا بس .. كانت قاسېة عليكم أنتم كمان أنا عمري ما ممكن أتخيل إحساس مريم وقت ما عرفت أنها حامل وهي لوحدها .. إنك تربي بنت لوحدك لمدة سبع سنين ده نفسه حاجه صعبه .. حتى خالد إحساسك إنك مش عارف توصلها صعب .. زي يامن .. اقدارنا كانت من غير رحمة معانا .. لكن في الأخر ربنا عوض صبر مريم خير وجمعها بخالد ..
وجمعني بيكي
تنهدت براء بضيق فقال
براء أرجوكي بقى خلاص .. كفاية كل البعد ده
قال خالد
أنا قولت اللي عندي وآسف جدا يا براء .. عن اذنكم
ثم أخذ مريم وابنته وخرج من البيت كانت مريم تنظر له بابتسامة فرحة وعيون متفائلة وشعرت براحة كبيرة جدا في قلبها وأخيرا عوضها الله عن كل حزنها وقسۏة الدنيا معها..
أعتقد مفيش عندك حجه تاني .. دلوقتي أنت مش مخطوبة
يامن أنت ليه مصمم تصعب كل حاجه عليا
أنفعل يامن قليلا ليقول
لا أنا مش بصعب حاجه عليك أنت اللي مصممة تبقي عنيدة يا براء!
مامتك والمجتمع يا يامن
صړخ بها يامن پغضب عارم
في داهية كل حاجه!! محدش منهم فادني لما قلبي اتكسر عليك!! محدش فيهم فادني وأنا إحساسي كل يوم بسبب اللي حصل بينا أنا مش فارق معايا حد غيرك!
براء وافقي بس أرجوكي .. وأوعدك عمري ما هتخلي عنك والله
قالت براء بدموع
خاېفه .. خاېفه اتعشم تاني وتخذلني
يدها وقال
والله عمري .. عمري ما هعمل كده ثقي فيا المره دي بس .. أرجوكي
وفي تلك اللحظة دلف جمال وكان فاطمه وحنين وقال
المره دي أنت مش لوحدك يا بنتي .. أنا وماما وحنين معاكي أحنا عيلتك وهنفضل طول عمرنا جمبك ومش هنسمح أنه حد يقل منك تاني .. مش كده ولا إيه
أيوه طبعا .. وافقي بقى يا براء عشان خاطري
صمتت براء للحظات ثم قال يامن
براء .. والله العظيم لو موافقتيش لهخرجك من هنا أرمي نفسي قدام أي عربية عشان أخلص بقى
قالت بسرعة
بعد الشړ!
أبتسم يامن فصمتت هي للحظات ثم قالت
يعني أنت عايز فرصة بس
أيوه واحدة بس
ولو خذلتني
ساعتها أنا اللي مش هوريلك وشي تاني
ضحك يامن بفرحة فقالت هي
بس سيبني فترة لحد ما أتقبل الوضع
خدي الوقت اللي أنت عايزاه
اتجهت اليها حنين بحب وكذلك فاطمة ثم انسحبوا جميعا وتركتهم وذهبت حنين إلى غرفتها وأخرجت هاتفها ثم أتصلت بشخصا ما قال يامن إلى براء بحب
طلعتي عيني معاكي .. لو كنت أعرف أن البنت الصغيرة اللي شوفتها من كام سنه دي هحبها وتطلع عيني كده ..
أبتسم يامن وقال
كنت هحبها برضو
أبتسمت براء ثم قالت
طيب أحنا لو اتجوزنا كده هنعيش فين
القاهرة طبعا
نظرت له براء پصدمة ثم باعتراض
بس أنا مش هقدر أسافر وأسيب إسكندرية بعد كل السنين دي .. مش هقدر أسافر وأسيب بابا وماما أنا ما صدقت أني أحس أن ليا عيله .. كمان شغلي كله هنا والاتيلية مين هيمشيه من بعدي .. أنا مش هقدر أسافر وأسيب كل ده ورايا
ثم خرجت ونادت على جمال وفاطمة حتى يشاركوهم الحوار وقالت لهم أنها لم تقدر على فارقهم فقال جمال
متشيليش هم حاجه يا بنتي أهم حاجه سعادتك و بس
أنا سعادتي معاكم! مش هقدر أسيبكم
صمت
جمال وانتظر رد يامن حتى قال
و أنا اللي يهمني سعادتك برضو .. أكيد أنا مش هقدر ابعدك عن اهلك ولا عن كيانك وشغلك بالنسبة لعمي جمال وماما فاطمه أنتوا هتيجوا معايا القاهرة وأنا هشتري بيت كبير لينا وحنين ناخدلها شقة قريبة مننا و بالنسبة للاتيلية أنا هفتحلك فرع ليه هناك وكمان عشان تكون ملك قريبة من جدتها .. منقدرش نبعدها عنها كده
قالت براء
أنا معنديش مانع .. أنا كل اللي يهمني
أن أهلي يكونوا معايا
نظرت لها فاطمه وقالت
يا براء أحنا مش عايزين نبقي حمل عليك يا بنتي .. عيشي حياتك بقى أنت تعبتي كتير
أتجه إليها يامن وقال
عيب تقولي كده .. أنا كمان هبقى زي أبنك وأنا من أول ما دخلت البيت هنا وأنا حبيتكم وهيبقى من حظي أني أعيش معاكم .. كلنا هنبقي عيله واحده مع بعض على الحلوة و المره
صمتت فاطمه ونظرت إلي جمال فقالت براء
أرجوكم بلاش تسبوني .. و لو أنتوا مش هتوافقوا أنا مش هسافر واسيبكم
فكر جمال للحظات ثم قال
أحنا ممكن ناخد شقه جنبكم لكن مش عايزين نتقل عليكم والله
قالت براء بسرعه
ناخد دور كامل في عماره أحنا شقة و أنتوا جنبنا أيه رأيكم
قال يامن
أنا شايف انها فكره كويسه بس نسمع رأي عمي برضو
قال جمال بابتسامه
توكلنا علي الله
ضحك الأربعة ومر اليوم عليهم بسعادة وظل يامن طوال اليوم معهم و مر اليوم وسط ضحكات فاطمه ومرح جمال وخجل براء وسعادة يامن ومشاكسة حنين
وفي اليوم التالي قرر يامن أن يسافر إلى والدته حتى يخبرها أنه سوف يتزوج براء وأخيرا ترا ماذا سوف يكون رد فعلها
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل العشرون
في اليوم التالي..
جهز يامن نفسه للسفر وقبل أن يتحرك هو وياسر اتجهوا إلى منزل براء حتى يودعها خرجت له براء ووقفت معه أمام سيارته وتحدث ياسر مع جمال قليلا نظرت براء إلى يامن پخوف وفهم هو نظراتها تلك وأبتسم لها ثم قال لها
أنت قلقانه ليه كده .. كلها يوم بالكتير لو كل حاجه بقت تمام هرجع ونكتب الكتاب
أبتسمت براء بحزن وقالت
أخر مره قولت الجملة دي غيبت فيها سبع سنين
ضحك يامن بحزن و أردف
متقلقيش من النهاردة مفيش فراق تاني .. أوعدك اني مش هغيب عليك وهكلمك علطول في الموبايل خليه معاكي عشان أطمن عليك
يامن .. هترجع صح
أبتسم يامن وقال
أوعدك إني خرجت يا براء .. أنا ما صدقت لقيتك خليكي واثقة فيا بس
ماشي خلي بالك من نفسك ولما توصل طمني عليك
أبتسم لها يامن ثم أستقل سيارته ومعه ياسر وأنطلق بها ظلت براء تنظر له للحظات حتى اختفي من أمامها أبتسمت ثم دخلت إلى بيتها واتجهت إلى حنين وقبل أن تدخل إليها سمعتها تقول
حاضر مش هتأخر بأذن الله .. النهاردة اه متقلقش
دخلت اليها براء وانتظرت حتى انتهت المكالمة والتفتت حنين لتجد براء أمامها تطالعها بتعجب..
وصل يامن إلى القاهرة وذهب لصديقه السمسار وطلب منه أن يجد لهم شقتان بنفس المواصفات الذي أتفق عليها مع براء واهلها ثم خرج واتجه إلى شركته ليرى كيف يسير العمل وبعد فتره خرج وذهب إلى بيته دلف إليه ليجد والدته تقرأ إحدى المجلات وعندما رأته نهضت من مكانها وقالت
يامن غريبة يعني مقولتليش ليه أنك راجع
مش مشكلة أنا قدامك أهو
أنت كويس
أيوه
عملت أيه هناك وليه رجعت دلوقتي
عشان أقولك أن براء وافقت تديني فرصة
نظرت له عاليا بحزن ثم جلست مكانها اتجه إليها يامن وقال
ممكن خلاص بقى أنا تعبت
ما هو خلاص فعلا .. أنا مليش لازمه أعمل اللي يريحك
اللي يريحني أني أبقى مع براء
طيب خليك معاها .. مش مهم أنا بقى
ازاي يعني
أنا قولتلك إني مش هعرف اتقبلها يا يامن وبرضو أنت مصمم تعاند معايا .. أنا مش هقف في وشك لو عايزها
اتجوزها .. بس متطلبش مني اني اتقبلها
بس ده مينفعش!
أعمل إيه تاني ده اللي عندي .. عايز تتجوزها اتجوزها عشان ملك حتى لكن أنا مش هقدر اعاملها أنها بنتي ولا حتى مرات أبني!
أنت ليه بتعملي فيا كده! مكنش كفاية عليك كل السنين دي
يامن بالله عليك بلاش تضغط عليا اكتر من كده .. عايز تبقى مع براء روحلها أهو أنا اللي بقولك لكن ملكش دعوة بيا
افهم من كلامك انك مش هتحضري كتب كتابي!
لا .. بس هدعيلك من قلبي ربنا يسعدك
ههون عليك
ترقرقت الدموع في عيون عاليا وقالت
لا مش هتهون بس أنا مش هقدر اتقبلها .. أعمل اللي يريحك
نظر لها يامن للحظات ثم تنهد وخرج من المنزل..
عند براء..
نظرت إلى حنين بتساؤل فقالت الأخرى
أيه يا براء عايزه حاجه
كنت بتكلمي مين
تنهدت حنين وقالت
هقولك بس متزعليش
أكيد قولي
ده شغل
شغل ليه
أنا مش عايزه اتقل عليك أكتر من كده يا براء كتر خيرك .. وأنت خلاص هتتجوزي وهيبقى ليكي حياتك برضو عايزه أعتمد على نفسي شوية مش كده كلامك برضو
أيوه بس ليه تشتغلي عند حد .. أنا كنت ناوية اخليكي فرع الاتيلية هنا
مش هعرف يا براء .. فيه حاجات كتير متعلمتهاش في المجال ده .. وأنت الاتيلية بتاعك كبير حرام ابوظ كل حاجه يا براء
طيب بلاش تشتغلي عند حد طيب شوفي مشروع حباه وأنا هفتحهولك
يا براء أنا مش عايزه اتقل عليك والله
طيب ممكن تسيبي الموضوع ده الفترة دي
ماشي .. بس على الأقل هروح أشوف الشغل ده النهاردة
طيب يا حنين
ثم خرجت من غرفة حنين واتجهت إلى غرفتها وجلست على سريرها بتوتر مرت
ساعات ولم يتصل بها يامن حتى أتى اليوم التالي كانت تجلس بتوتر على طاولة الفطور وغارقة في افكارها فاطمه يدها وقالت
مټخافيش يا بنتي هيرجعلك والله
مش عارفه قلقانه
تنهدت براء ثم قالت
معقول يكون أتخلى عني تاني .. معقول مش هيرجع المره دي كمان
يا بنتي تلاقي في حاجه حصلت شغلته بلاش الأفكار دي .. ده أنت نور عينه هيبعد عنك أزاي يعني .. استهدي بالله بس و شوية و هيكلمك مټخافيش
ظلت براء بتلك الحالة حتي دق باب البيت فنهضت من مكانها بشرود و اتجهت إليه حتى تفتحه فتحت الباب لتجد يامن أمامها و على وجهه ابتسامه عريضة فصړخت به
يامن!
و ارتمت بسرعه ضحك يامن و قال
أنا لو اعرف أني هوحشك كده كنت سافرت من زمان
أبتعدت عنه براء لتظهر الدموع في عيونها وقالت بعتاب
أنت مش بترد علي الموبايل بتاعك ليه قلقتني عليك
أنا اسف والله ڠصب عني عملته صامت و نسيته
أبتسمت براء رغما عنها لأنه بخير و أنه قد عاد إليها ثم قالت بلهفة
قولت لمامتك
أيوه
وقالتلك ايه
وافقت على جوازنا
نظرت له براء بعدم تصديق وقالت
بجد!! وافقت عليا يا يامن
أبتسم يامن بحزن وقال
أيوه وافقت نتجوز
ضحكت براء بسعادة وقالت
وهتيجي امتى عشان كنت الكتاب
نظر لها يامن بصمت فاتجهت إليها فاطمة وقالت
معقول تسبيه على الباب كده
دخل يامن وجلست هي بجانبه وجاء جمال وجلس بجانبه قال يامن
طيب يا عمي بما أن براء وافقت عليا ومبقاش فيه مانع بلاش نضيع وقت .. نقدر نعمل كتب الكتاب من بكره لو ينفع
قال جمال
لا اكيد مش بكره يعني .. مش هلحق اعزم حد
قال يامن
هو الموضوع هيبقى بسيط
متابعة القراءة