روايه جنتي علي الارض
المحتويات
لبيت جارتها القديم و السؤال عن زوجة طليقها ..و لكنها طلبت من جنه أن يؤجلا هذا البحث .. اه يا سماح مم تخافي ..أتخافي أن تعودي للأمل مره أخرى لتلقي نفس النتيجه ..كانت غارقه في أفكارها عندنا لاحظت عينان تراقبانها و مره أخرى تقدم باتجاهها حتى وقف لا يفصل بينهما سوى بضعا من السنتيمترات و قال ازيك يا آنسه سماح
قال عبدالله بتلعثم الآنسه جنه قالتلي إنك كنتي تعبانه.
قالت سماح و
قد عادت تنظر إليه مره أخرى بس دلوقتي بقيت كويسه الحمد لله.
ابتلع عبدالله ريقه ثم نظر إلى الأرض و قال بصوت مرتعش إنتي متتخيليش أنا قلقت عليكي ازاي و كنت هآجي بنفسي اطمن عليكي بس كنت خاېف لتدايقي.
عبدالله ..ازيك يا عبدالله...
كانت تلك إحدى الفتيات العاملات بالمصنع و إن لم تخطىء فهي قريبة عبدالله استغلت سماح انشغال عبدالله بالقادمه لتحيته و ابتعدت لتستقل أول مواصله سنحت لها فلا جدوى لتعريض نفسها لنظرات اللؤم من
تلك الفتاه.
شعرت ماهيتاب بالضجر الشديد و تساءلت إلى متى ستمنع نفسها عن الاستمتاع بحياتها و الخروج للهو مع أصدقائها أرادت أن تثبت لإياد أنها تغيرت و لكن يبدو أن انتظارها سيطول و فكرت ما الضير إن خرجت الليله و استمتعت قليلا فإياد بالتأكيد لا يراقبها أو تصله تحركاتها طوال الوقت.
تأففت ماهيتاب قليلا ثم تذكرت ذلك الشاب الذي قابلته في أحد النوادي الليليه و الذي ما انفك يلاحقها و الغريب في الأمر أنه توقف منذ فتره عن الاتصال بها ترى هل فهم لعبتها فلطالما انتشت ماهيتاب على ملاحقة الرجال لها فذلك يرضي غرورها و بالطبع لا تسمح لهم بالنيل منها فهي ليست بالغبيه و لكنها توقفت عن ذلك طمعا في نيل رضا إياد مره أخرى حسنا ربما عليها الاتصال بذلك الشاب لن تسمح له بأن ينتصر عليها ستكون الكلمه الأخيره لها .
فينك يا بنتي مش بتردي ليه ده في ريستورانت فتح جديد و بيقولوا أكله كله دايت و تحفه تحبي أمر عليكي و نتعشى سوا
كانت الرساله من تلك الفتاه اللعوب ماهيتاب لو لم يفطن لألاعيبها لظن أن تلك الرساله وصلته بالخطأ كما يدل محتواها و لكن نظرا لخبرته بها قرأ ما بين السطور فهي دعوه مبطنه له شخصيا يبدو أنها شعرت بإهماله لها فمنذ ليلة راي السنه أصبح مهووسا بتلك الفتاه و لكن ما الضير الآن سيبدأ سهرته الليله مع ماهيتاب و يوما ما سينال منها فتلك اللعوب تحتاج إلى النفس الطويل .
رب صدفه خير من ألف ميعاد أنا كمان كنت ناوي اتعشى فالمطعم ده يارب تقبلي عزومتي
جاءه الرد سريعا اوبس ... اسفه بعتهالك بالغلط
و بعد حوالي ربع ساعه تدعي فيها التمنع قبلت أن يمر و يصطحبها للعشاء.
ركبت جنه في المقعد الأمامي بجوار إياد الذي تولي قيادة سيارته و سألته امال فين عبدالله
ابتسمت جنه و قالت لا ابدا بس هو عبدالله بيشتغل عند حضرتك ايه بالظبط
قال إياد أولا بلاش حضرتك دي احنا مش اتفقنا إني زي أخوكي و بعدين يا ستي عبدالله تقدري تقولي عليه دراعي اليمين يعني مفيش مسمى معين لوظيفته.
سألت جنه يعني هو حد بتثق فيه
رد إياد بعصبيه ايه هو احنا هنفضل نتكلم عن عبدالله طول الطريق !
لم ترد جنه بأسئلتها سوى الاطمئنان على صديقتها سماح و التأكد أن عبدالله شخص ثقه و لكن يبدو أنها تعدت حدودها و الآن سيظن إياد أنها شخصيه فضوليه تتدخل فيما لا يعنيها .
و حدثت نفسها دلوقتي هيقول دي ما صدقت أقولها أنا زي اخوكي و هتفتكر نفسها واحده من العيله.
أصرت ماهيتاب على اختيار مائدتهما في نهاية المطعم حتى تكون بعيده عن الأنظار و تتمكن من ممارسة لعبتها المفضله بدون أن يراها أحد من معارفها فلربما وصلت أخبارها إلى إياد.
قال هيثم متأففا مش كنا قعدنا ع الطربيزه اللي فالنص دي.
ابتسمت ماهيتاب و قالت بدلال ايه ده احنا يدوب وصلنا و بالسرعه دي ادايقت من طلباتي .
أمسك هيثم قائلا ايه الكلام ده في حد يدايق و القمر جنبه أنا كنت أقصد إن الاضاءه هناك أحسن و أقدر أملي عنيا منك.
ضحكت ماهيتاب و قالت هو القمر محتاج إضاءه .!
شعر إياد بالاستياء من نفسه و عدم مقدرته عل التحكم في أعصابه فلقد أزعجه اهتمام جنه و أسئلتها عن عبدالله ...
عظيم ..فا هو الآن يشعر بالغيره من الموظفين تحت إمرته و لكنه سرعان ما نفض تلك الفكره من رأسه ليست غيره و لكنه خوف و إحساس بالمسئوليه تجاه جنه خاصه لو دخل في المشهد رجل آخر فمن خلال تعامله معها أحس بطيبتها الشديده و براءتها التي تثير فيه غريزة الحمايه و خير دليل على تلك البراءه هو سهولة اقناعها بالخروج معه هذه الليله.
عكس الليله الماضيه كانت تشعر بالقلق و كأن ما تفعله خطأ و لكن الليله بعد أن طمأنها بأنها في مقام أخته نسرين أخذت كلامه محل ثقه و صدقته.
و لثوان أحس بتأنيب الضمير و لكنه سرعان ما عذر نفسه فهو يفعل ذلك ليجعلها تطمئن له و تخبره لم هربت من بيت أهلها و بالتالي يستطيع أن يقدم لها المساعده الملائمه لوضعها.
قال إياد محاولا كسر الصمت الذي خلقه بعصبيته مش هتقوليلي رحتي فين
سألت جنه مش فاهمه ..تقصد ايه
أجاب إياد أقصد المكان اللي رحتيه زي ما حصل مع جدي.
أجابته جنه بصدق حقيقي مش عارفه آه أنا فاكره المكان كويس و لو شفته هاعرفه بس
للاسف معرفش هو فين و لا حتى ايه بالضبط .
أوقف إياد السياره بعد أن وصلا إلى وجهتهما و قال بس كده هتتعبي لغاية أما تلاقي نصك التاني زي ما حصل مع جدي.
و كما توقع فقد احمرت وجنتاها خجلا فقال ليريحها من احراجها وصلنا .
همت لتفتح الباب و لكنه استوقفها و قال لا استني و ترجل من سيارته و التف ليفتح لها الباب قائلا بطرقه مسرحيه اتفضلي يا أميرتي الصغيره .
ضحكت جنه برقه و قالت متشكره يا سمو الأمير.
قال إياد بعد أن دخلا المطعم و دلوقتي هتسمعي كلام أخوكي الأمير و تاكلي كويس مش زي اكل العصفوره بتاع امبارح.
قالت جنه بحماس لا متخفش أنا جايه و ناويه آكل بضمير من غير وصايه .
سألها إياد اشمعنى
ردت جنه بمرح مش أنا اللي هدفع .
و للمره الثانيه في هذه الليله شعر إياد بتأنيب الضمير فهو يعلم جيدا أنها لن تدفع ثمن هذا العشاء .
الفصل العاشر.
و اشتعلت ڼار الغيره
وصلت كتب جديده انهارده و لسه محتاجه وقت عشان أصنفهم ..هاضطر اتأخر شويه متقلقيش
كانت تلك هي الرساله التي ردت بها جنه على رسالة صديقتها سماح و التي بعثتها مستفهمه عن سبب تأخرها .
لم تستطع جنه البوح بالحقيقه لصديقتها على الأقل ليس بمجرد رساله فسماح لن تفهم نعم فهذا الصباح حذرتها بشده من أياد بالتأكيد لن تفهم أن هذا الشخص الذي تشك بدوافعه هو مصدر الأمان الوحيد
لها فلقد غادرها كل من أحبت .
في البدايه والدها الذي لم تره قط في حياتها لتلحق به والدتها التي كانت هي عالمها بأسره و من ثم جدها حتى سماح رحلت عنها حتى و إن عادت الآن هل تضمن بقاءها لا أحد يستطيع أن يضمن القدر .
و شيء ما يحدثها بأن إياد لن يرحل أبدا من حياتها ألم يصر على البقاء معها في القسم مع أنه وقتها لم يكن قابلها قبل ذلك ...
أخرجها من شرودها سؤال إياد الذي أنهى لتوه اخبار النادل بطلبهما ممكن أعرف المسج دي من مين و لا ده سر
أجابته جنه على الفور لا مش سر و لا حاجه دي من سماح بتسأل اتأخرت ليه.
سألها إياد مازحا و قلتلها بتتعشي مع أخوكي الأمير
أجابته جنه بتلعثم آه ...طبعا .
دخل إياد في دوامه من الشكوك بعد ما لاحظ ارتباكها في الاجابه على سؤاله هل كذبت عليه و ممن تلك الرساله حقا لن يبقى في تلك الشكوك طوال الأمسيه عليه أن يختبرها .
سألها إياد بخفه انتي متأكده إن المسج دي من سماح.
رفعت جنه كتفيها و أجابت طبعا .
قال إياد متصنعا المزاح طب وريني كده اتأكد .
و بدون تردد ناولته جنه الهاتف .
حرك إياد يده بالنفي و قال انتي صدقتي أنا كنت بهزر.
أعادت جنه الهاتف إلى حقيبتها و على وجهها علامات الاستغراب من تصرفه .
أما هو فشعر بالحماقه الشديده و مشاعر أخرى لم يفهمها هل تولد لديه حب التملك تجاهها لدرجة أنه كان سيجن لمجرد شكه بأنها تخفي عنه شيء ما و أن من حقه معرفة أدق التفاصيل عن حياتها .
عليه التخلص من تلك المشاعرو بسرعه و الطريق الى ذلك سيتحقق بمعرفته مم تخاف و لم هربت من بيتها حينها سيستطيع مساعدتها و ستختفي كل هذه المشاعر .
سألها بدون مقدمات انتي عندك اخوات يا جنه
أجابته جنه بحزن أعتقد .
ضحك إياد على إجابتها الغريبه و قال تعتقدي ! هو فيلم هندي و هتلاقيهم في النهايه ما هو يا عندك اخوات يا معندكيش.
فركت جنه يديها و قالت أقصد معنديش ثم أضافت بمرح بس دلوقتي بقى عندي أخ و أمير كمان .
ابتسم إياد لدعابتها ابتسامه لم تلامس قلبه فرغم تكراره طوال اليوم أنه بمثابة أخاها الا أن تلك الكلمه لم ترقه عندما خرجت من شفتيها .
حضر النادل و قام بوضع العشاء على المائده أمامها .
قال إياد بعد انصراف النادل على فكره الأكل هنا كله دايت أصل صاحب المطعم دكتور تغذيه .
قالت جنه بحزن ماما كان نفسها تتخصص في التغذيه .
سأل إياد و ايه اللي منعها
أجابته جنه باقتضاب جدي أصر إنها تتجوز قبل ما تكمل الكليه و بعد ما بابا توفى بقت مسئوله عني و مقدرتش توفق بين الشغل و المذاكره.
أحس إياد بحب جنه الشديد لوالدتها و لكن يبقى اللغز لماذا هربت من البيت هل كان في الصوره زوج أم صعب المراس جعلها تفضل الهرب على المكوث مع والدتها الطريق الوحيد للتأكد
متابعة القراءة