عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز

 

 

والمفروض أنا الأهبل أصدق صح...بداخله نيران تغلى وټحرق أوردته حينما علم بمقابلتها بذاك الآسر الذي يود لو ېخنقه ويلقيه صريعا...

ماهو مش معقول تقابلي الأستاذ صدفة وكمان يطلع معاك لدكتورة نسا.. دكتورة نسا مع راجل غريب يامدام.. وكمان قريبتكم..ممكن المقابلة دي تكون واجهة وياعالم عملتوا إيه قالها عندما تحولت عيناه لچحيم من النيران وبدأ يركل كل مايقابله...

رمقها بنظرة حاړقة وأردف مسترسلا 

أنا مراتي تروح مع راجل غريب لدكتورة نسا.. ليه مش متجوزة راجل

اتجهت إليه وطالعته پغضب انثى داس بكل جبروت على شرفها

أخرص مفكرني واحدة زي نزواتك قالتها وهي تدفعه بكل قوة وتنظر إليه بإشمئزاز فقد كانت كلماته كنصل سکين بارد تبتر عنقها ليجعلها ټموت بالبطئ

أمسك ذراعيها يعقدها خلف ظهرها ودنى يهمس بجوار اذنها فتقابلت عيناه التي بلون شعاع الشمس وهي تطلق كرات ملتهبة لسواد ليلها الذي القته كتعويذة على قلبه.. خرج من سواد عيناها وناظرها بجمود 

نزواتي...على الأقل دول ستات معرفين بيعملوا ايه إنما المدام اللي تروح مع راجل غريب عند دكتورة نسا نقول عليها إيه 

صڤعة قوية هوت على خديه وصړخت

اطلع بررررة مش عايزة اشوف وشك

اقترب يجذبها من رسغها

بتطرديني من أوضتي اټجننتي..قالها وهو يخطو إليها ونظرات الړعب تملكتها عندما وجدت نيرانه التي تخرج من عينيه... أمال بجسده وبدأ صدره يعلو ويهبط من إنفعاله وقربه منها ورائحتها الشهية التي تسللت لأنفه رغبة عاتية في الإقتراب أكثر وإستنشاق خصلاتها التي بلون عيناها فهمس إليها 

متنسيش إنك مكتوبة على اسم راكان البنداري... ودا جايزة بالنسبالك... تحمدي ربنا على الوصول لأسمه... ظل يطالع حالتها المرتبكة فأكمل 

احمدي ربنا إنك مراتي.. وإنك ست.. دا اللي شفعلك عندي.. لأن من قوانيني ممدش ايدي على واحدة ست... فتخيلي بقى مش أي ست لا دا مراتي.. وحطي تحت مراتي دي مليون خط..

طالعته بأعين مرتجفة وجسد هاوي محاولة استيعاب مدى قسوته واهانته لها 

ورغم أنها في موقف الضعف إلا أنها تحدثت كقطة شرسة 

متخفش اسمك محفوظ بعيد مش حبا فيك ياديستينجويشنج .. لا بس علشان مش عايزة افتكر اسمي مرتبط بشخص ذيك عايزة أفقد الذاكرة ياسوبر مان

صمت يطالعها بنظرات كالذئب وكأنه لم يستمع لماقالته او كأنه ادعى ذلك كانت عيناه على شفتيها التي تشبه حبة الكريز وهي تحركهم بحديثها ود لو تذوقهم بتلك الأثناء حتى لو بها سما.. فالسم لديها كترياق له

دنى مرة أخرى إلى أن اقترب من شفتيها يهمس 

متخلنيش اوريك المميز والسوبر مان يعمل فيك إيه.. هنفذ كلامي اللي قولته قبل كدا وخصوصا بحالتك دي.. قالها ويود أن تعطيه فقط إشارة عينيها الجميلة

شعور مقيت يجعل دقاتها تتقاذف بين ضلوعها من قرب أنفاسه التي ټحرق رئتيها دون رحمة.. تقابلت نظراتهما هو بتمنيه قربها وهي بنفورها من نفسها بسبب سيطرته الطاغية لروحها

لحظات فقط كفيلة لټغرق كل واحدا بجبروت عناده.. أكمل وعيناه مثبتة بعينيها 

ثم سحب نفسا وطرده حتى لافحت انفاسه وجهها وأستطرد

خليني بعيد عنك ياليلى لو سمحت مش عايز أذيكي وترجعي تكرهيني تاني.. لو سمحت متخرجيش الۏحش اللي جوايا ناحيتك..

اللعڼة على صوته الذي ذبذب جسدها بالكامل..وهمسه الهادئ بأسمها ارتجفت شفتيها تحاول الحديث.. ولكن حروفها قد هربت بالكامل.. انتشلها من سيطرته الطاغية وأنفاسه القريبة ونظراته التي خدرتها بالكامل طرقات الباب

اعتدل تاركا إياها.. محاولا السيطرة على نفسه فخرج صوته متزنا بعض الشئ 

ادخل... دلفت العاملة وهي تتحدث بوقار لشخصه 

توفيق باشا والعيلة كلها وصلت يافندم.. والست زينب بعتتني عشان الست ليلى تنزل... أشار بكفيه بإنصرافها.. فتحركت العاملة سريعا وعيناها تلازم الأرض ثم استدار للتي جلست على الفراش تهرب بنظراتها في كافة الإتجاهات

مسمعتيش قومي اجهزي... عشر دقايق

 

والأقيكي تحت وإياكي تتأخري.. وقتها هطلعلك وبلاش اكملك...

تحرك خطوتين فتوقف عندما تذكر شيئا

آه بلاش تحتكي بسارة وسلمى نهائيا.. قالها وهو يغادر بخطواته المهرولة كأنه ينئ بالهروب بعيدا عن عيناها

أخيرا استطاعت التنفس الذي سحبه بالكامل من حولها.. وقفت تضع يدها على صدرها وهي تحادث نفسها 

وبعدهالك ياليلى هتفضلي لحد إمتى كدا.. لازم تخلصي منه ومن كل اللي يربطك بيه.. وضعت يديها على أحشائها 

وإنت كمان هخلص منك إزاي.. يارب ساعدني.. قالتها بقلبا يأن ۏجعا

بعد قليل هبطت إلى غرفة الطعام التي تضم العائلة بأكملها...بهيئتها الخاطفة للقلوب بفستانها الأبيض الذي يصل لكاحلها بنقوشه الزرقاء التي بلون السماء...رمقها الجميع بنظرات منها الحنينة ومنها نظرات كره وغيرة... كان الجد توفيق يترأس الطاولة وبالمقابل أسعد وبجواره اخواته وزوجاتهم وأولادهم

صباح الخير... قالتها ليلى بهدوء..

صباح النور ياحبيبتي تعالي اقعدي جنب جوزك.. هزة عڼيفة أصابت جسدها عندما خصتها زينب بزوجته.. رمقها الجد بسخرية وأردف 

تعالي اقعدي شوية قبل مامراته الجديدة تستحوز على المكان.. مع أنه مش ملكك من الأول.. أخذت جرعة كبيرة من الهواء تحبسه بداخلها علها تهدئ من نيران الڠضب الممزوج بالحزن الذي ظهر على ملامح وجهها وعيناها التي رمقته وهو يتناول طعامه بهدوء وكأنه لم يستمع لحديث جده

ابتسمت سلمى بحبور وهي تطالع ليلى التي مازالت واقفة

وأجابت جدها

قولها ياجدو.. وعرفها إن نورسين مبتحبش اللي يقرب من ممتلكتها.. جذبت ليلى المقعد پعنف عندما شعرت بإنهيارها وجلست بجوار سيلين وتحدثت 

لا نورسين ولا غيرها خليها تيجي وتاخد القصر باكمله... أنا هنا عشان ابني وبس.. أومأ الجد برأسه وطالعها بغموض

برافو عليك خليكي دايما متذكرة كدا.. إنت هنا عشان أمير ولا إيه ياراكان

استدار راكان لجده 

عارفين الموضوع دا وحفظينه ليه دايما بتحسسنا إننا في حصة وبتسمعلنا الدرس..

غيره ياتوفيق بيه.. قولي إيه سبب الجمعة الحلوة دي هو مكنش يوم الجمعة ولا أنا غايب بقالي سنين وغيرت النظام

إذداد ڠضب توفيق واستشاط داخله فرمقه قائلا

هشام النمساوي اتصل وقال نحدد فرحكم قبل إجتماع مجلس الأدارة.. وطبعا أنت عارف يقصد أيه.. إحنا عايزينه شريك للمشروع الكبير

أنهى طعامه واتجه ليونس وتسائل 

هو نوح مش بيحضر الإجتماعات ولا إيه.. مال النمساوي بإجتماعات الشركات وبعدين حضرتك دخلت يحيى الكومي قبل كدا ودلوقتي النمساوي.. ايه ياباشا عايز تاخد اقتصاد البلد كلها..

قوس فمه وأكمل 

على فكرة تفكير غبي.. لأنك كل مالحاجة تبقى بتعتك لوحدك أحسن من الشركاء

اظلمت أعين توفيق وارتسمت عيناه بنظرة قاسېة 

أنا اللي هوطدت العلاقات بينا.. وكدا كدا إنت هتتجوز بنته فعادي أنه يحضر.. غبي ولا غيره.. انت مش عندك شركاتك مالك ومال شغل العيلة ولا عشان نصيبك الأكبر هتتفرعن على جدك ياحضرة النايب زي كل مرة

زفر بهدوء محاولا السيطرة على غضبه عندما حثته والدته بعينيها بعدم الڠضب..

تمام ياتوفيق باشا اعمل اللي حضرتك عايزه شغلكم ماليش دعوة بيه.. والفرح حدد عليه معنديش مانع.. قالها وهو يرمق تلك التي جلست تتلاعب بطعامها بعينين تقطران الما وملامح يكسوها الحزن الذي تغلغل لروحها..

قاطعهم دلوف نورسين 

جود مورننج جدو.. جد مورننج للجميع 

اتجهت لراكان 

حبيبي حمدالله على سلامتك وحشتني أوي.. قالتها عندما قبلته على وجنتيه

أشار توفيق على المقعد الذي يجاور راكان

صباح الخير ياحبيبتي.. اقعدي بنت حلال كنا لسة بنجيب في سيرتك

طالعت راكان وأردفت 

إيه ياراكي.. أوعى تكون كنت بتقول لجدو إني وحشتك 

ابتسم بجانب فمه بسخرية.. فأجابها دون النظر إليها وتحدث 

ايوة طبعا ياحبيبي كنت بقوله نورسين دي مفيش زيها وحشتني لدرجة هنعمل الفرح بعد اسبوع

هنا رفعت ليلى عيناها سريعا إليه فتلاقت بعيناه.. شيعها بنظرة خبيثة واكمل

كفاية تأجيل..إحنا كنا هنتجوز من فترة لولا مۏت سليم الله يرحمه

رمقت نورسين ليلى فاستطردت قائلة

وياترى ليلى هتفضل معانا فوق..سوري لكن من حقي ياجدو..مش كدا ولا إيه 

حمحم راكان وطالع ليلى مردفا 

مدام ليلى أصلا مش هتكون موجودة في إسبوع الفرح.. معنديش مانع لو عايزة تقضي أسبوع الفرح في بيت المزرعة واكيد مش هعرفها الجو هناك بيكون عامل إزاي الأيام دي

كان واقع كلماته على مسامعها كصدى صوت رعد بليالي الشتاء القاسېة وزواعب عواصفها... لم يرحم قلبها فأكمل

مش عايز الناس يفهموا علاقتنا غلط.. وجودك هيصير الشك.. ودا عكس شخصيتي أبين حاجة وأعمل حاجة تانية

أستقرت كلاماته القاسېة وسط قلبها فمزقته لأشلاء حتى شعرت بآلالاما شديدة بأنحاء جسدها مما جعلها تتشبث بيد سيلين بجوارها 

طالعتها سيلين وهمست إليها 

إنت كويسة... هزت رأسها وغشاوة من دموعها احتجزت بعينيها منعتها من التحرر ولكن اكمل ماهشم الباقي من كرامتها حينما أردف

ماما ممكن تنقلي ليلى وأمير للجناح التاني عشان حضرتك عارفة نورسين وغيرتها وأنا مش عايز دوشة حريم

قبلته نورسين مرة أخرى على وجنتيه أمام الجميع.. وهمست له 

راكي خلص فطارك بسرعة عندنا فسحة هتغير مود الشغل اللي خطڤك مني بقاله اسبوعين

رفعت نظرها وعبرة غائرة انسدلت عبر وجنتيها مسحتها سريعا حتى لا يرى ضعفها فأجابته وهي توزع نظراته عليه وعلى نورسين

أنا اتكلمت مع طنط زينب من فترة كبيرة من بعد مۏت سليم وحضرتك رفضت.. يعني أنا اللي طلبت من الأول.. ودلوقتي مستحيل اخرج من جناحي دا بتاع جوزي واللي مش عاجبه ممكن ينقل في مكان تاني.. ووقت مايجيلي مزاج ياحضرة النايب أنقل هنقل مش هستنى حد يتآمر عليا

ذهل الجميع من شراسة حديثها بل شعر بصڤعة مدوية فاتجه بنظره لوالدته 

كلامي ينفذ ياماما.. سليم ماټ ومش موجود بينا ودلوقتي مينفعش.. قاطعته عندما هبت كالملسوعة توزع نظراتها بين الجميع 

سليم ماټ عندكم بس.. لكنه لسة عايش جوايا.. عايش في ابنه دا.. مش من حق حد فيكم يجبرني على حاجة مش عايزاها... أنا اتجبرت مرتين ياحضرة المستشار.. المرادي لا.. دا حق ابني احنا هنا اللي لينا الحق الأكبر

وقف أسعد محاولا هدوئها 

ليلى حبيبتي اقعدي يابنتي هنعمل اللي أنت عايزاه.... ازاي ياأسعد!!

أردف بها توفيق بقوة.. هتسمع كلام أرملة أبنك.. رمقها الجد واردف 

إنت بأي حق تتكلمي كدا.. نسيتي نفسك

عايزة تحطي نفسك بنورسين

إلى هنا وقد طفح الكيل وصړخت كالذي مسها مس جنيا وضړبت على طاولة الطعام 

أنا فعلا مش زي حد.. وعشان كدا خلي حفيدك المغرور دا يطلقني ويتجوز سليلة الشرف والنسب.... أنا مش عايزة اعيش هنا ادوني ابني خلوني امشي

هب كالملسوع ورفع سبابته أمام وجهها قائلا بنبرة آمرة 

مفيش خروج من البيت دا بأمير إلا بأمر مني..ومتنسيش حضانة الولد معايا... عايزة

 

 

تم نسخ الرابط