خطايه بريئه
المحتويات
وزاد بكائها بينما هو واساها قائلا
قدر الله وما شاء فعل المهم انها بخير ولسه العمر أدامها
أومأت سعاد وشكرته من بين دمعاتها
ونعم بالله ...انا متشكرة اوي يا لمساعدتك مش عارفة من غيرك كنت عملت أيه
أجابها برحابة
انا معملتش حاجة غير الواجب
حمد الله على سلامتها تقدري تدخليلها بعد ما ينقلوها أوضة عادية ولو احتجتوا حاجة انا موجود وهتلاقيني في مكتبي
بس انا متشرفتش بأسمك
أبتسم بسمة عابرة وعرف عن ذاته وهو يعدل من وضع نظارته الطبية
أنا دكتور نضال توفيق
اهلا بحضرتك انا سعاد العشري
هز رأسه بمجاملة وببسمة عملية غادر ليباشر عمله تاركها تحاول أن تتمالك اعصابها كي تهون على رهف وتواسيها في خسارتها
بعد مرور ساعات الصباح الأولى التي قضتهم صاحبة الفيروزتان في جلسة علاج مع طبيبها النفسي الذي كان يسعى جاهدا أن يحفزها على الصمود ويساعدها كي تغير مسار أفكارها وأولوياتها.
أما هو فكان ينتظرها بلا كلل أسفل بناية الطبيب وعندما أتت لموضع السيارة وصعدت بجانبه تساءل بنبرة مهتمة
إيه الأخبار طمنيني
هزت رأسها ببسمة واسعة وأخبرته وهي تجلس بزاوية المقعد بمواجهته
بادلها بسمتها وعقب بتحفيز
طب ياريت بقى نوفر الطاقة الإيجابية الجميلة دي للمذاكرة علشان خلاص الأمتحانات على الأبواب
أجابته هي بنبرة مفعمة بلأمل
انا فاتني كتير بصراحة بس هحاول أعوض الأيام اللي جاية
هتوديني فين
رفع منكبيه وقال بإعتيادية
هروحك...
نفت برأسها وأخبرته وهي تلملم خصلاتها خلف أذنها بخجل
مش عايزة أروح...
لتتلجم لهنيهة تحت وطأة نظراته المتأهبة لباقي حديثها وتستأنف بعدها
انا عايزة اروح معاك البيت
صدم من مطلبها وخيل له أنها تمزح ليس أكثر فمن المؤكد أنها ليست بتلك الوقاحة كي تقصد ما وصله ولذلك تدخل عقله و هدر قائلا بكامل صوته الأجش وبحدة أجفلتها
شهقت بتفاجئ من ما استشفه بالخطأ من مطلبها وهدرت بغيظ شديد تدافع عن ذاتها وهي ترفع سبابتها بوجهه
انت بتقول إيه ... يظهر أنك أنت اللي اټجننت انا مكنش قصدي اللي وصلك كل الحكاية أن طمطم وحشتني وكنت عايزة أشوفها واقعد معاها و اتعرف على أختك ... بس يظهر أنك فسرت كلامي غلط وبجد ندمانة إني طلبت طلب غبي زي ده...واتفضل تقدر تروحني
أنا آسف..بس اصل انت ساعات بتعملي وبتقولي حاجات بتطير برج من عقلي ..يعني مينفعش تقولي لشاب هروح معاك البيت اكيد لازم يفهم غلط
نظرت له نظرة مطولة ثم قالت بنبرة معاتبة
أنا عفوية ومش متعودة أفكر في الكلام قبل ما اقوله ومش ذنبي أن تفكيرك رجعي
رجعي ده ابن اختك صح
رفعت حاجبيها تستغرب انه يمزح بينما هو كان يحاول أن يسخر من ذاته ليس منها فهنا تكمن نكبته فتلك الفوارق الطبقية بينهم
وطبيعة نشأتهم تجعل الكثير من الأمور لا تتوافق بينهم وهو كان يعلم ذلك جيدا ولذلك لم يتجرأ ويمنى نفسه بحلم يستحيل تحقيقه. نفض أفكاره المنطقية بعيدا وأجابها بقناعة تامة
ميرال انا تفكيري مش رجعي انا اتربيت على كده في أصول الواحد مينفعش يتعداها
زفرت حانقة ثم قالت بكل ثقة
محمد انت ليك منطق غريب بحاول استوعبه على أد ما اقدر بس أنا بعيد عن منطقك وبعيد عن الأصول وعن اللي أنت اتربيت عليه انا بثق فيك لدرجة إني أأمنك على حياتي كلها وعارفة ومتأكدة أنك مستحيل تأذيني او تخذلني ابدا.
اتوسلك كفى ... قلبي لم يعد يحتمل. ذلك ما صړخ به
عقله ولكن ما تفوه به كان
هروحك
قالها وهو يجاهد كي يفر هاربا من فخ عيناها ويتصنع الثبات بينما هي
تنهدت وهزت رأسها بطاعة حين شرع بالقيادة وأخذت تنظر عبر زجاج نافذتها للطريق بملامح محبطة وعيون اندثرت بها تلك اللمعة الشغوفة بفضله.
أما هو فكان يمسد جبهته بأبهامه وسبابته وعقله يخبره بمنطقية باحتة أن لا يجوز أن تتواجد بمنزله ويسمح لها أن ټقتحم حياته البسيطة لذلك الحد ولكن برر قلبه أنه يضخم الأمور فهي تود الذهاب من اجل ابنة شقيقته ولا مانع من زيارة عابرة لا ضرر منها وخاصة أنه محال أن ينفرد بها مع وجود شقيقته والصغيرة وعند تلك الفكرة وجد ذاته يضرب بقرارات عقله وبحدود منطقه عرض الحائط
وهمهم قائلا دون أن يحيد نظراته عن الطريق
بتحبي البامية
استغربت سؤاله ونظرت له بطرف عيناها دون ان تجيب ليباشر هو حديثه بنبرة مشاكسة
براحتك أصل البت شهد عليها طاجن بامية أنما أيه تاكلي صوابعك
متابعة القراءة